محتويات
ما هو طول النظر؟
مشكلات العينين والنظر كثيرة، وهذا يفسِّر حاجة الأفراد لمراجعة طبيب العيون باستمرار، سواءً كان ذلك بسبب أعراض ومشكلات، أو لمجرَّد الحصول على فحص دوري للعينين والنظر، ويعدّ طول النظر (Farsightedness) أو (Hyperopia) واحدًا من اضطرابات النظر الشائعة، وهو أحد الأخطاء الانكسارية في العين، التي قد تجعل الشّخص يرى الأجسام البعيدة بوضوح أكبر من رؤيته للأجسام القريبة، وتحدث هذه المشكلة عندما تتركز الصورة التي تراها العين خلف الشبكية بدلًا من تركزها على الشبكية مباشرةً، مما يؤثر على وضوحها، ويمكن أن يحدث هذا بسبب صغر حجم مقلة العين، كما أن الشكل غير الطبيعي للعدسة أو القرنية يلعب دورًا في ذلك، وعلى الرغم من ذلك قد لا يعاني بعض الأشخاص المصابين بطول النظر من أي مشكلات في الرؤية، خاصةً إذا كانوا صغار ًافي السن، وفي المقابل قد يعاني الأشخاص المصابين بالحالات الشديدة من طول النظر من الرؤية الضبابية للأشياء بغض النظر عن بعدها أو قربها عن الجسم.[١][٢]
ما هو علاج طول النظر؟
كما بينَّا سابقًا، يحدث طول النظر بسبب انكسار الضوء داخل العين بشكلٍ غير طبيعيّ، لذا يهدف العلاج في هذه الحالة إلى استخدام الوسائل التي يُمكنها المساهمة في تركيز الضوء على الشبكيَّة، مما يحسن من الرؤية، وفي الآتي ذكر لبعض طرق علاج طول النظر: [٣]
جراحة العين الانكسارية
تُستخدَم هذه الجراحة عادةً لعلاج قصر النظر، ولكنَّها تُستخدم أيضًا لعلاج الحالات المتوسطة والخفيفة من طول النظر، كواحدة من الحلول الدائمة للمشكلة، وتعمل هذه الجراحة على تصويب تقوس القرنية لتركيز الضوء بشكل أكثر دقة على الشبكية، مما يساهم في تحسن الرؤية، وتقليل الحاجة إلى استخدام التظارات الطبية والعدسات اللاصقة، وتُعدّ جراحة العين الانكسارية من الجراحات الناجحة، فمعظم الأشخاص الذين يخضعون لها تتحسن لديهم الرؤية، إذ إن 95% من هؤلاء الأشخاص أصبحوا لا يحتاجون إلى عدسات لتصحيح الرؤية.[٤][٣]
غير أنَّ هذا النوع من الجراحات لا يتناسب مع جميع الأفراد، فالبعض لا يمكنهم الخضوع لجراحة العين الانكاسرية التي تُستخدم فيها تقنية الليزر؛ ويتضمَّن ذلك النساء الحوامل والمرضعات، ومرضىالسكري، والأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، والذين يشكون من مشكلات في العين كالمياه الزرقاء (cataracts)،[٣][١] وعمومًا يُعدّ الأشخاص الأصحاء الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكبر ولا يعانون من أمراض في عيونهم وغير راضين عن ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة هما أفضل مرشحين لهذا النوع من الجراحة.[٤]
ولا تحتاج جراحة العين الانكسارية العديد من التحضيرات قبل إجراها، إلا أنه يجب الالتزام ببعض الإرشادات التي تتضمن إخبار الطبيب بالملف الطبي الكامل للمصاب، والتوقف عن وضع مستحضرات التجميل على العين قبل يوم أو يومين من موعد الجراحة، والتوقف عن استخدام العدسات اللاصقة قبل أسبوع على الأقل من الجراحة، اعتمادًا على نوع العدسات المستخدمة،[٥]، وكغيرها من العمليات الجراحية، قد تسبب جراحة العين الانكسارية بعض المضاعفات، التي قد يكون بعضها نادر الحدوث، مثل حدوث العدوى، سوء أو فرط تصحيح الرؤية، تدهور الرؤية، وضبابية القرنية الزائد،[٦] ويوجد العديد من أنواع عمليات العين الانكسارية التي يجب أن تُجرى في مراكز متخصصة ومرخصة لذلك، ويعتمد الاختيار في ما بينها على عوامل يحددها الطبيب، ومن هذه الأنواع ما يأتي:[٣][١]
- تقنية تصحيح تحدب القرنية الظهارية بالليزر (Laser epithelial keratomileusis): أو اختصارًا (LASEK)، وهي العملية التي يُستخدَم فيها الليزر لتغيير الحواف الخارجيَّة للقرنية وزيادة انحناءها، مع استبدال خلايا الطبقة الخارجية.
- تقنية تصحيح تحدب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر (Laser-assisted in situ keratomileusis): أو اختصارًا (LASIK)، يُستخدَم فيها الليزر لإعادة تشكيل مركز القرنيَّة وزيادة انحدار قمّتها.
- توصيل القرنية (Conductive keratoplasty): أو اختصارًا (CK)، إذْ يُستخدم في هذه التقنية مصدر أمواج راديويَّة لإعادة تشكيل أطراف القرنية.
- اقتطاع القرنية بالانكسار الضوئي (Photorefractive keratectomy): أو اختصارًا (PRK)، تعتمد هذه التقنية على استخدام الليزر لإزالة الطبقة الخارجية من القرنيَّة، وهي شبيهة بتقنية (LASEK)، إلا أنه في هذه الجراحة تُزال طبقة الخلايا الطلائية السطحية بشكلٍ كلي، ولا تُستبدَل، فهي تنمو وحدها مرَّة أخرى في غضون عشرة أيام.
استخدام العدسات
قد يستدعي الأمر استخدام العدسات لتحسين الرؤية مع تقدم العمر، خاصةً بعد سن الأربعين،الذي يُصاحِبه نقصان مرونة العدسات داخل العين، أمّا في ما يتعلق بالأشخاص الأصغر سِنًّا فليس من الضروري علاج حالات طول النظر لديهم، ويُعزى ذلك إلى مرونة عدسات العين لديهم، وقدرتها على التأقلم مع الحالة عند النظر إلى الأجسام القريبة.[٣][١]
وتُستخدَم العدسات الطبيَّة إمَّا على شكل عدسات لاصقة توضع مباشرةً في العين، وتأتي بتصاميم وموادّ مختلفة، أو على شكل نظارات طبيَّة بسيطة، يمكن ارتداءها بصورة آمنة لتصحيح النظر بصورة مؤقتة، وفي كِلا الحالتين تُساعد العدسات الطبيَّة على تقليل انحناء القرنيَّة، وتصحيح انكسار الضوء داخل العين أثناء ارتدائها، وبجميع الأحوال لا بدّ من استشارة الطبيب قبل اختيار العدسات اللاصقة لحل مشكلة طول النظر، وذلك بهدف التعرف على إيجابيتها وسلبياتها، ومعرفة النوع الأفضل والمناسب للحالة.[٣]
هل يُمكن أن يُصاب الشخص بطول وقصر النظر في آنِ واحد؟
أجل، هو أمر وارد الحدوث، ففي حالات نادرة يُعاني الشخص من قصر النظر في إحدى عينيه، بينما يُعاني طول النظر في العين الأخرى، ويمكن وصف هذه الحالة باستخدام مصطلحين، الأول تفاوت الانكسار (Anisometropia)، وهي الحالة التي يكون فيها معدل الانكسار مختلف من عين لآخر، لذلك قد يحتاج المصاب لارتداء عدسات مختلفة الدرجة في كل عين، إلا أنه قد تُعاني كِلا العينين في هذه الحالة أحيانًا من طول النظر بدرجات متفاوتة، أو قصر النظر أو طول النظر في عين وقصره في الأخرى، أمّا المصطلح الثاني، وهو تغاير انكسارية العينين (Antimetropia) فيعبر بشكلٍ أدقّ عن مشكلة طول النظر في إحدى العينين، وقصر النظر في العين الأخرى، إلا أن العديد من الأطباء قد يستخدمون المصطلح الأول لتعبير عن الحالة.
ويمكن أن تتسبب هذه الحالة في ظهور مجموعة من الأعراض عند المصاب، والتي تتضمن ضعف إدراك العمق والصداع والدوار والغثيان، كما في الكثير من الحالات، سيتعلم الدماغ بسرعة تفضيل العين ذات الخطأ الانكساري الأقل بهدف تقليل الأعراض، مما قد يؤدي إلى تطور الغمش أو ما يُعرف بالعين الكسولة (Amblyopia) في العين الأخرى، ويُعدّ التشخيص والعلاج المبكر لهذه الحالة مهمًا للغاية لتجنب حدوث المضاعفات.[٧]
كيف يمكن الحفاظ على سلامة النظر؟
مشاكل العيون شائعة الانتشار، وأحيانًا تكون شديدة لدرجة أنَّها قد تؤدي إلى فقدان دائم للبصر، وتُشير توقعات المعهد الوطني للعيون إلى احتمالية تضاعف عدد الأفراد المتأثرين بمشاكل النظر؛ بما فيها إعتام عدسة العين، واعتلال الشبكية السكري، والماء الأزرق في العين، الذي يُعرف بالجلوكوما، ما بين الأعوام 2010-2050، وعمومًا، يمكن اتباع مجموعة من التدابير الوقائية التي تُساهم في حماية البصر، والحفاظ على سلامته، وفيما يأتي ذلك لبعضٍ منها:[٨]
- الحرص على تناول الأطعمة المفيدة للعينين، كالجزر، والخضراوات ذات الأوراق الداكنة؛ كالكرنب والسبانخ.
- الحفاظ على وزن الجسم صحي ومثالي، إذْ تتسبَّب السمنة في زيادة خطورة الإصابة ببعض الأمراض؛ كالسكري، الذي قد يؤدي إلى مشكلات البصر.
- الحرص على فحص العيون باستمرار عند الطبيب، فلا يقتصر فحص العيون على حاجة الفرد لارتداء النظارة فقط، بل يمكن أيضًا أن يساعد في علاج بعض الأمراض البصريَّة إذا ما اكتُشفت في وقتٍ مبكر.
- الحرص على توفير الراحة للعينين، وتجنب إجهادهما.
- الحرص على ارتداء النظارات الشمسية أثناء التواجد في الخارج، لدورها في حماية العيون من الأشعة فوق البنفسجية الضارَّة.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Adam Felman (2017-04-24), "What to know about farsightedness", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-11. Edited.
- ↑ "Farsightedness", .nei.nih, Retrieved 2020-10-21. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Farsightedness", mayoclinic, Retrieved 2020-10-11. Edited.
- ^ أ ب Deepinder K. Dhaliwal , MD, (2020-04-30), "Refractive Surgery", msdmanuals, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ "How to prepare for laser eye surgery", visioneyeinstitute, 2017-08-25, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ Brian S. Boxer Wachler, MD (2018-12-12), "A Guide to Refractive and Laser Eye Surgery", webmd, Retrieved 2020-10-22. Edited.
- ↑ Beth Longware Duff, "Can you be nearsighted in one eye and farsighted in the other?", allaboutvision, Retrieved 2020-10-11. Edited.
- ↑ Hannah Nichols (2018-01-14), "Five tips for healthy sight", medicalnewstoday, Retrieved 2020-10-11. Edited.