محتويات
نوبات الصرع الكبرى
لا بدّ أنّنا سمعنا يومًا عن مرض الصرع، لكن هل تبادر إلى الذهن وجود أنواع مختلفة من هذا المرض؟ وهل سمعنا يومًا عن نوبات الصرع الكبرى؟ وكيف تحدث؟ لمعرفة ذلك كله لا بدّ من معرفة أن الخلايا العصبية في الدماغ تنقل الأوامر بينها عن طريق سيالات كهربائية صغيرة من خلية إلى أخرى، وتعبّر كثافة هذه الإشارات عن مدى انشغال الدماغ ونشاطه، في حين يحدد موقع حدوثها النشاط الذي يمارسه الدماغ، كالرؤية، والسمع، والتفكير.
تحدث النوبات التشنجية عندما يضطرب نمط انتقال هذه الإشارات الكهربائية عبر الدماغ فتصبح أكثر كثافةً، ويمكن أن تزداد كثافتها في جزء محدد من الدماغ أو في جميع أنحائه، وتسمى النوبة الناجمة عن شمول كامل الدماغ بهذا الاضطراب نوبات الصرع الكبرى (Grand Mal Seizures).[١] وفي هذا المقال توضيح أكثر عنها.
ما هو علاج نوبات الصرع الكبرى؟
لا يحتاج الشخص الذي يصاب بنوبة صرع كبرى واحدة إلى العلاج المستمر، لكن لا بدّ له من الحصول على الرعاية الطبية الفورية؛ وذلك لمنع تطور إصابته إلى مرض الصرع.
يمكن أن تتضمن خيارات علاج نوبات الصرع الكبرى المتكررة استخدام الأدوية، أو الجراحة، والتحفيز الكهربائي، كما قد تساعد بعض العلاجات الأخرى على منع حدوث المضاعفات الناجمة عنها،[٢] ويمكن تفصيل خيارات العلاج كما يأتي:[٣][٤]
- الأدوية المضادة للصرع: يستخدم معظم الأشخاص المصابين بالصرع الأدوية للسيطرة على النوبات، ويبدأ الطبيب عادةً بوصف جرعة منخفضة من دواء واحد، وقد يزيد هذه الجرعة حسب الحاجة، كما قد يحتاج بعض الأشخاص إلى أكثر من دواء للعلاج، ويمكن أن تسبب هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية البسيطة، كالإعياء، والدوخة، وزيادة الوزن، كما يمكن أن تسبب آثارًا جانبيّةً أشدّ خطورةً، كاضطراب المزاج، والطفح الجلدي، ومشكلات الكلام، والتعب الشديد، بالإضافة إلى ذلك قد يُسبِّب بعضها -كدواء الأموتريجين- الإصابة بالتهاب السحايا العقيم (Aseptic meningitis)، وتتضمن أبرز الأدوية المضادة للصرع ما يأتي:
- ليفيتيراسيتام (Levetiracetam).
- كاربامازيبين (Carbamazepine).
- الفينيتوين (Phenytoin).
- أوكسكاربازيبين (Oxcarbazepine).
- لاموتريجين (Lamotrigine).
- الفينوباربيتال (Phenobarbital).
- لورازيبام (Lorazepam).
- جراحة الدماغ: تعدّ العمليات الجراحية في الدماغ خيارًا لعلاج نوبات الصرع الكبرى عند عدم تمكّن الأدوية من السيطرة على المرض، فيستأصل الجرّاح المنطقة في الدماغ التي يبدأ منها نشوء النوبات الصرعية، لكن تعد هذه العمليات أكثر فاعليةً في النوبات الجزئية التي تؤثر في جزء محدد من الدماغ؛ لذا فهي أقل فاعليّةً في علاج نوبات الصرع الكبرى التي غالبًا ما تتضمن الدماغ كاملًا.
- التحفيز الكهربائي: يستهدف هذا العلاج الإشارات الكهربائية غير الطبيعية في دماغ الشخص المصاب.
- تحفيز العصب المبهم (Vagus nerve stimulation) : عن طريق جهاز مزروع تحت الجلد في منطقة الصدر، يحفّز العصب المبهم في العنق لإرسال سيالات كهربائية إلى الدماغ تمنع حدوث النوبات، وغالبًا ما يكون هذا بالتزامن مع العلاجات الدوائية منخفضة الجرعة.
- التحفيز العميق للدماغ: فيه يضع الأطباء أقطابًا كهربائيّةً داخل الدماغ موصولةً بجهاز مزروع تحت الجلد في منطقة الصدر؛ وذلك بهدف تنظيم النشاط الكهربائي للدماغ.
- التحفيز العصبي الاستجابي: فيه يُزرع جهاز داخل نسجة الدماغ أو على سطحه، يعمل للكشف عن أي إشارات كهربائية غير طبيعية في أي من أجزاء الدماغ، وفي حال الكشف عنها يتم إرسال إشارت كهربائية لتثبيطها.
كما تتضمن العلاجات التي لا تؤثر في النشاط الكهربائي في الدماغ ما يأتي:
- تغيير النظام الغذائي: باتباع النظام الغذائي المولد للكيتون -كيتو دايت-، الذي يكون غنيًا بالدهون، وفقيرًا بالكربوهيدرات.[٤]
- العلاج الاجتماعي أو السلوكي: يهدف هذا العلاج إلى مساعدة المصاب على التعامل مع مضاعفات نوبات الصرع، والتغيّرات التي يمكن أن تسببها في حياته.[٢]
- العلاجات التكميلية: إذ يمكن أن تساعد بعض العلاجات الإضافية للمصابين بنوبات الصرع الكبرى على التعامل مع المرض والسيطرة عليه، ويمكن إضافة هذه العلاجات إلى العلاجات الأساسية المذكورة مسبقًا، لكن لا يمكن أن تستبدل بالعلاجات الأساسية، ولا بدّ من التحدث إلى الطبيب قبل استخدام أي علاجات بديلة أو مكملات غذائية؛ وذلك بهدف تجنب حدوث أي تفاعل مع الأدوية الموصوفة مسبقًا، وتتضمن هذه العلاجات ما يأتي:[٢]
- العلاج بالإبر.
- العلاج بالتدليك.
- المكملات الغذائية، والعلاجات العشبية.
- اليوغا.
يمكن إجراء بعض الخطوات كإسعافات أولية لنوبة الصرع الكبرى، تتضمن ما يأتي:[٥]
- مساعدة المصاب على الاستلقاء على الأرض.
- إمالة الشخص برفق على جانب محدد؛ إذ يساعده ذلك على التنفس.
- إزالة أي شيء صلب أو حاد حول المصاب؛ وذلك لتجنب التعرض للإصابة.
- وضع مسند ناعم ومسطّح تحت رأس المصاب، وإزالة النظارات إذا كان يرتديها.
- محاولة التخلص من أي شيء حول رقبة المصاب، كربطة العنق؛ وذلك لتجنب تعرضه للاختناق.
- يفضل تحديد مدة النوبة، وإذا استمرت أكثر من خمس دقائق يجب الاتصال بالطوارئ.
ويجب تجنب مجموعة من الأشياء، التي تتضمن ما يأتي:[٥]
- عدم تثبيت المصاب ومنعه من الحركة.
- عدم وضع أي شيء في فم المصاب.
- عدم محاولة التنفس في فم المصاب.
- عدم تقديم الماء أو الطعام للمصاب حتى يستقيظ ويعي ما حوله.
ما أعراض نوبات الصرع الكبرى؟
يمكن أن تقسم أعراض نوبات الصرع الكبرى إلى عدة مراحل، وتتضمن الأعراض في كل مرحلة منها ما يأتي:[٦]
- الأورة: يمكن أن تبدأ نوبات الصرع الكبرى بنوبة جزئية بسيطة أو معقدة تسمى الأورة، ويعاني الشخص من بعض الأعراض غير الطبيعية، مثل: شم رائحة معينة، أو الشعور بالدوار، أو الغثيان، أو القلق، وتدل هذه الأعراض على اقتراب موعد حدوث النوبات الكبرى.
- النشاط الانقباضي: يمكن أن يفقد الشخص وعيه أو يسقط عند بدء نوبات الصرع الكبرى، وتسبب الانقباضات القوية للعضلات إخراج الهواء من الرئتين، الأمر الذي يؤدي إلى صدور صوت من المصاب، كما يمكن أن يخرج اللعاب أو الزبد من الفم أثناء النوبة، بالإضافة إلى ذلك قد يعضّ لسانه أو خده، مما يسبب ظهور الدم مع اللعاب، وقد يؤدي انقباض عضلات الصدر إلى صعوبة التنفس، وازرقاق الجلد، ولا يدرك المُصاب ما يحدث خلال النوبة.
- النشاط الرمعي: أو المرحلة الارتعاشية أو الاهتزازية، التي تؤثر في الوجه، والذراعين، والساقين، وتزداد شدتها وسرعتها مع مرور وقت النوبة، وبعد مرور دقيقة إلى ثلاث دقائق تتراجع هذه الحركات، ويسترخي الجسم، ويتضمن هذا الاسترخاء الأمعاء أو المثانة، وبعد انتهائها قد يعود تنفُّس الشخص إلى الوضع الطبيعي.
- بعد النوبة: يمكن أن يبقى الشخص فاقدًا للوعي مدةً قصيرةً بعد مرور نوبة الصرع الكبرى، ويستعيد وعيه تدريجيًا، ويمكن أن يشعر بالارتباك، أو الإرهاق، أو الألم، أو الحرج لبضع ساعات لاحقة، ولا يتذكر المصاب عادةً النوبات التي عانى منها، بالإضافة إلى ذلك يمكن في بعض الحالات أن يُظهر المصاب سلوكًا غير طبيعي أو عنيفًا بعد مرور النوبة.
ما أسباب الإصابة بنوبات الصرع الكبرى وعوامل الخطر؟
تنجم نوبات الصرع الكبرى عادةً عن العديد من العوامل والاضطرابات الصحية، وتتضمن العوامل الأشد خطورةً أورام الدماغ، وتمزق الأوعية الدموية في الدماغ، والجلطةال دماغية، كما يمكن أن تسبب إصابات الرأس الإصابة بهذه النوبات التشنجية، وتتضمن العوامل الأخرى التي يمكن أن تحفز نوبات الصرع الكبرى ما يأتي:[٣]
- انخفاض مستويات الصوديوم، أو الكالسيوم، أو الجلوكوز، أو المغنيسيوم في الجسم.
- الإصابة ببعض الأمراض الوراثية، أو الاضطرابات العصبية.
- تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول، أو المعاناة من الأعراض الانسحابية لهما.
ويعدّ الشخص أكثر عرضةً للإصابة بنوبات الصرع الكبرى إذا كان لديه تاريخ عائلي من الإصابة بالصرع، أو تعرض لأي اضطراب في الدماغ، مثل: العدوى، أو الجلطة الدماغية، أو الإصابة المباشرة، كما يزداد خطر الإصابة في حال عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم لمدّة من الزمن.[٣]
كيف يتم تشخيص نوبات الصرع الكبرى؟
يتضمن تشخيص نوبات الصرع الكبرى أخذ السيرة المرضية للمصاب، والأعراض التي يعاني منها، ويمكن أيضًا أن يجري الطبيب بعض الاختبارات، التي تتضمن ما يأتي:[٤]
- الفحص العصبي، يتضمن فحص الطبيب لسلوك المصاب، وقدراته الحركية، ووظائفه العقلية.
- البزل القطني، وذلك في حال الشك بالإصابة بالعدوى، ومن خلاله تؤخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي (CSF) لفحصه.
- فحوصات الدم؛ وذلك بهدف التحقق من وجود أي علامات للالتهاب أو حالات الوراثية، وللكشف عن مستويات السكر في الدم، ومستويات الأملاح في الدم.
- التصوير المقطعي (CT) المحوسب، يستخدم للكشف عن أي اضطرابات في الدماغ تسبب النوبات التشنجية، مثل: الأورام، والنزيف، والخراجات.
- مخطط كهربائية الدماغ (EEG)، يكشف هذا الفحص عن نمط كهربائي يساعد على تحديد إذا ما كانت النوبة ستتكرر أم لا، كما يمكن أن يساعد الطبيب في استبعاد الأسباب الأخرى المسببة للنوبات التشنجية.
- التصوير المقطعي المحوسب بإصدار فوتون واحد (SPECT).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، الذي يساعد في الكشف عن أي تشوهات في الدماغ مُسبِّبة للنوبات التشنجية.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
ما مضاعفات نوبات الصرع الكبرى؟
تتضمن مضاعفات نوبات الصرع الكبرى ما يأتي:[٢]
- حدوث تلف في الدماغ.
- التغيب عن العمل أو المدرسة.
- التعرض للإصابات الجسدية أثناء النوبات التشنجية.
- حدوث تلف في اللسان أو الفم؛ نتيجة العضّ أثناء النوبات التشنجية.
- الاكتئاب.
- الشفط الرئوي (Pulmonary aspiration )، وهو دخول مواد داخل الرئة، كالمواد التي تخرج عبر التقيؤ أو الدم.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
لا بدّ للشخص المصاب من مراجعة الطبيب في الحالات الآتية:[٧]
- استمرار النوبة أكثر من خمس دقائق.
- عدم تمكن الشخص من التنفس أو استعادة الوعي بعد توقف النوبة.
- حدوث نوبة ثانية بعد انتهاء الأولى مباشرةً.
- معاناة المصاب من حمى شديدة.
- معاناة السيدة الحامل من النوبات.
- معاناة الشخص من الإنهاك الحراري.
- إذا زاد عدد النوبات التشنجية من غير تفسير.
- معاناة المصاب من مرض السكري.
- إذا ظهرت أعراض وعلامات جديدة للنوبات.
- المعاناة من نوبات الصرع لأول مرة.
- التعرض للإصابة جسدية أثناء النوبة.
المراجع
- ↑ "Generalized Seizures (Grand Mal Seizures)", harvard, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Grand Mal Seizures", healthgrades, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Generalized Tonic-Clonic Seizure", healthline, Retrieved 25-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Grand mal seizure", mayoclinic, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Seizure First Aid", CDC, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "Tonic-Clonic (Grand Mal) Seizures", hopkinsmedicine, Retrieved 20-6-2020. Edited.
- ↑ "Grand mal seizure", mayoclinic, Retrieved 25-6-2020. Edited.