التصُلب اللويحي ms
يُعرَف مرض MS (multiple sclerosis) بأنّه؛ مرض التصلب العصبي المتعدد أو التصلب اللويحي؛ وهو مرض مزمن يُصيب الجهاز العصبي المركزي المُتمثّل بالدماغ والنخاع الشوكي؛ إذ يُهاجم جهاز المناعة غلاف الميلين الذي يغطي ويقي الألياف العصبيّة، ممّا يؤثر سلبيًا على عملية التواصل بين الدماغ وبقية أعضاء الجسم، وبالتالي قد ينجُم عنه تلف في الأعصاب ذاتها والتسبّب بالعديد من المشكلات التي تنعكس سلبًا على حياة المريض، ويُمكن أن يُصيب مرض التصلُّب اللويحي الأشخاص في مختلف الأعمار، إلّا أنّ نسبة الإصابة غالبًا ما تكون في الفترة العُمريّة بين 16 إلى 55 عامًا.
قد تتفاوت وتختلف الأعراض والدلالات المُرافقة لمرض التصلُّب اللويحي اعتمادًا على كميّة ونوع الأعصاب التالفة؛ إذ إنّ بعض الحالات الشديدة قد توصل المصاب إلى مرحلة فقدان القدرة على المشي تمامًا، في حين قد لا يشعر البعض الآخر بأيّ أعراض تُذكَر لفترات زمنيّة طويلة. لم تتوّصل الأبحاث والدراسات حتى وقتنا الحالي، لعلاج مُناسب لمرض التصلُّب اللويحي، أمّا عن الأدوية المُتوافرة فهي فقط للتخفيف من الأعراض المُرافقة، وتقليل فُرص الهجمات المُتوّقعة من الجهاز المناعي التي تُصاحبها ظهور أعراض المرض.[١]
علاج مرض ms
على الرغم من أنّه لا يوجد علاج لمرض التصلُّب الُلويحي يُحقق الشفاء الكامل للمُصاب، إلا أنّ بعض الأدوية المتوفرة من شأنها أن تخفف حدّة الأعراض، وتُقسم إلى:[٢][٣]
- العلاج بالأدوية: ومن أكثر أنواع الأدوية الشائعة التي تُعطَى للمُصابين بالتصلُّب الُلويحي:
- أمبيرا: يُساعد المَرضى الذين يُعانون من صعوبة في المشي.
- ايموران: يُساعد في إبطاء تطوُّر التصلُّب الُلويحي من خلال تثبيط المناعة.
- سيتوكسان: يُثبّط الجهاز المناعي بمنعه الخلايا البيضاء من مهاجمة الجهاز العصبي المركزي، ممّا يُساعد على إبطاء تطوّر المرض.
- نوفانترون: مُثبّط للجهاز المناعي؛ لكنّه يُعطَى بالوريد فقط.
- الستيرويدات مثل؛ الكورتيزون؛ للسيطرة على الهجمات الحادّة للتصلُّب الُلويحي، ويُعطَى عبر الوريد أو الفم إذ تعطى مادة الكورتيزون للمصاب عند تعرَّضه لهجمة حادّة، فيعمل هذا الدواء على تخفيف حدتها، فيأخذ المصاب هذه الجرعات عبر الوريد في المُستشفى خلال مدة تتراوح بين 3-5 أيام، أو قد يأخذها في البيت مدة خمسة أيام.
- انترفيرون: وهو دواء يُشبه مواد بروتينيّة تُنتَج طبيعيًا في الجسم، تُقلّل من تفاقم الحالة وتضبط المرض ونوباته عمومًا.
- نتاليزوماب: وتُستخدَم للتقليل من تكرار هجمات المرض، ومنع زيادة العجز الفيزيائي المرتبط بالإصابة به.
- مضخّة باكلوفين المُعطاة داخل القِراب: وهي أحَد خيارات العلاج التي تستخدم في حالات الأمراض العصبيّة، للتخفيف من الآثار الجانبيّة لبعض أنواع الأدوية المُستخدمَة لفترات طويلة.
- العلاجات الأُخرى البديلة: يُمكن أن تتضمن العلاجات البديلة أو التكميليّة على وسائل مختلفة، قد تُفيد المصابون بالتصلُّب الُلويحي، منها:
- تحفيز الدماغ العميق، الذي يستهدف نقاط وأجزاء معيّنة من الدماغ للسيطرة على حالات الرُعاش الشديدة.
- ممارسة اليُوغا.
- الوخز بالإبر.
- العلاج الطبيعي؛ للتخفيف من تشنُجات العضلات وتصلُبها.
- زراعة الخلايا الجذعيّة.
- الأدوية التي تُساعد في حل مشكلات الضعف الجنسي الناجمة عن التصلُّب الُلويحي.
- تناول المُسهلات للتخلُّص من مشكلات الإمساك، بالإضافة إلى تعديلات على الحمية الغذائية.
- ممارسة الرياضة والحِفاظ على العادات الصحيحة عند النوم؛ للتخلُّص من الإجهاد والإرهاق.
- تغيير البلازما الموجودة في الدم؛ وهي طريقة تُشبه عملية غسيل الكُلى، تقوم بتنظيف الدم.
- بعض الوسائل غير الاعتياديّة، كأنّ يخضَع المريض للسعات النحل أو يعتمد على أطعمة خالية من الجلوتين أو سُم أفعى الكوبرا، وهي علاجات غير مُثبتة علميًا، ويجب استشارة الطبيب قبل التوُّجه للعلاج بأيّ منها.
أعراض مرض ms
يُمكن أن تظهر أعراض مرض التصلُّب اللُويحي على أيّ جزء من أجزاء الجسم؛ لقدرة هذا المرض على التأثير في الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكّم بمعظم الأفعال التي يقوم بها الجسم، ومن هذه الأعراض:[٤]
- الدوخة وفقدان التوازن.
- التنميل، يُعدُّ شعور المشخص وإحساسه بالوَخز والتنميل، أُولى العلامات على الإصابة بالتصلُّب الُلويحي؛ إذ ينتشر التنميل بين الوجه والجسم بشكل عام، إضافة إلى الذراعين والساقين.
- الإرهاق والتعب الشديدح إذ يُصبح المصاب غير قادر على أداء معظم الأعمال المُوكلة إليه، وهو من أكثر الأعراض شُيوعًا بين مَرضى التصلُّب الُلويحي.
- اضطرابات في البول والبراز؛ إذ من الممكن أن يُصاب المريض بسلَس البُراز إضافة إلى الشعور بفقدان القدرة في السيطرة على المثانة، وشعوره بالحاجة المُلحّة للتبوُّل أو عدم القدرة على إفراغ المثانة من محتواها البَولي، وتُعدّ اضطرابات المثانة أحَد الأعراض المُبكّرة التي قد يُلاحظها مريض التصلُب الُلويحي.
- ضعف العضلات؛ بسبب تلف الأعصاب.
- الضعف الجنسي لدى الذكور والإناث على حدٍ سواء؛ إذ من الممكن أن يفقد مريض التصلُّب الُلويحي الرغبة الجنسيّة.
- الرُعاش.
- تشنُج العضلات؛ إذ إنّ تلف الألياف العصبيّة الموجودة في الدماغ والنخاع الشوكي قد تتسبّب بتشنُجات مؤلمة في العضلات خصوصًا تلك الموجودة في الساقين.
- فقدان جزء من البصر وأحيانًا فقدانه كاملًا، وقد يُعاني المصاب من الرؤية المزدوجة أو عدم وضوح الرؤية، إضافة إلى أنّ إصابة العصَب البصري، قد يُسبّب ألَمًا عند حركة العين، وتعدّ مشكلات الإبصار أيضًا من العلامات المُبكرة الدالّة على الإصابة بمرض التصلُب الُلويحي.
- تغيُّرات نفسيّة والشعور بنوبات من الاكتئاب.
- الإحساس بما يُشبه الصعقة الكهربائيّة عند تحريك الرقبة، وتُعرف هذه الحالة، بعلامة ليرميت.
أنواع مرض ms
ينقسم مرض التصلُّب اللويحي لأربعة أنواع معروفة، كالآتي:[٥]
- التصلُّب الُلويحي المُتعدّد الانتكاسي السكوني: هو أكثر الأنواع انتشارًا؛ إذ يُشخّص 85% من المُصابين بالتصلُّب الُلويحي المُتعدّد بهذا النّوع في البداية، ويُصاب المريض بانتكاسات لفترات مؤقتّة.
- التصلُّب الُلويحي التقدُّمي الثانوي: تسُوء الأعراض لدى المصابين بهذا النوع تدريجيًّا مع أو دون الإصابة بالانتكاسات، وسواء مرّ المصاب قبل ذلك بالنوع الانتكاسي أم لم يمرّ، فإنّهم في مرحلة ما من المرض سينتقلون للنوع التقدُّمي الثانوي.
- التصلُّب الُلويحي التقدُّمي الأوّلي: لا يُعدّ هذا النوع شائعًا، فهو يُصيب ما يُقارب 10% من مَرضى التصلُّب الُلويحي، ويتميّز هذا النوّع بأعراضه التي تسُوء بطيئًا وتدريجيًا، ولا يحدث انتكاسات أو خمود خلالها.
- التصلُّب الُلويحي الانتكاسي التقدُّمي: يتميّز هذا النوع بأنَّ الأعراض تسوء منذ البداية مع وجود انتكاسات، لكن دون وجود أيّ فترة تخف فيها الأعراض، وهو نادر جدًا؛ إذ لا يتعدّى 5%.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (2019-4-19), "Multiple sclerosis"، mayoclinic, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ "Multiple sclerosis", nhs,2018-12-20، Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ "Multiple Sclerosis", webmd, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ Yvette Brazie (2019-5-29), "Multiple sclerosis: What you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ "The 4 Types of MS", multiplesclerosis, Retrieved 2019-10-27. Edited.