ما هو فحص مقاومة الإنسولين

كتابة:
ما هو فحص مقاومة الإنسولين

هرمون الأنسولين

الأنسولين واحد من الهرمونات الرئيسة في جسم الإنسان، ويلعب دورًا في تنظيم مستويات الجلوكوز في الدّم عن طريق تحفيز الكبد والعضلات والخلايا الدّهنية على أخذ الجلوكوز الموجود في الدّم، كما أنّ معظم خلايا الجسم تعتمد على الأنسولين للحصول على الجلوكوز، وهو مصدر الطاقة لها، وإذا وُجِدت لدى الجسم طاقة كافية يُشير الأنسولين إلى الكبد لامتصاص الجلوكوز وتخزينه في شكل غليكوجين، ويرتبط هرمون الأنسولين ارتباطًا وثيقًا بمرض السّكري، ففي النوع الأول من السكري يعجز الجسم عن إفراز الأنسولين، وبالتالي يحدث خلل في كيفية تعامل الجسم مع الجلوكوز، ولن تحصل الخلايا على الطاقة. أمّا في النوع الثاني من السكري فتحدث مقاومة خلايا الجسم للأنسولين -عدم استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين-، مما يحول دون إدخال الجلوكوز إلى الخلايا وتراكمه في مجرى الدّم.


في المراحل الأولى من السكري من النوع الثّاني يُنتج البنكرياس كميات أكبر من الأنسولين للسيطرة على مقاومة الخلايا له، لكن وفي مراحل متقدّمة منه تعجز خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس عن إنتاج كميات إضافية في الأنسولين، ممّا يزيد من شدة تراكم الجلوكوز في مجرى الدّم.[١]


مقاومة الأنسولين

تشير جمعية السّكري الأمريكية إلى أنّ 50% من الأشخاص الذين لديهم مقاومة الأنسولين سيصابون بالسكري من النوع الثاني إذا لم يُجروا تغييرات في نمط حياتهم، وتُعدّ مقاومة الأنسولين حالة يتراكم فيها الأنسولين في مجرى الدّم دون الدّخول إلى الخلايا بسبب عدم استجابة الخلايا لهرمون الأنسولين، وربما لا تتسبب في إظهار أيّ أعراض، ولا يُكشف عن هذه الحالة إلّا بإجراء بعض الفحوصات التي تكشف عن الإصابة بمقاومة الأنسولين. إذ تجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد فحص واحد يقيس مستوى مقاومة الأنسولين، إنّما هي مجموعة من الفحوصات المتنوعة، ويوصي الأطباء بالبدء بإجراء هذه الاختبارات في سن الأربعين، كما يُنصَح بإجرائها قبل ذلك في حال وجود تاريخ عائلي من الإصابة بمرض السكري، أو لديهم نمط حياة خامل، أو الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدّم أو المصابين بارتفاع مستويات الكوليسترول والدّهون الثلاثية.[٢]

تشير مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إلى أنّ 90% من المصابين بمقاومة الأنسولين أو السّكري لا تظهر عليهم أيّ أعراض، وفي الحقيقة قد تتسبَب مقاومة الأنسولين في حدوث العديد من الاضطرابات، فبالإضافة إلى مرض السكري ربما تسبِّب ظهور الشواك الأسود (Acanthosis nigricans)، وهي حالة تُظهِر بقعًا داكنة من الجلد، بشكل خاص على الفخذين والإبطين ومؤخرة الرقبة، بالإضافة إلى متلازمة تكيُّس المباييض، كما تزيد مقاومة الأنسولين من خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدّموية حتّى دون وجود إصابة بمرض السّكري.[٣]


تجهيزات فحص مقاومة الأنسولين

لا توجد أيّ تجهيزات خاصة قبل إجراء الفحوصات الازمة لتشخيص الإصابة بمقاومة الأنسولين سوى أنّ الطبيب قد يطلب الصّيام قبل إجراء بعض منها؛ لذا من الضروري دائمًا الالتزام بتعلميات الطبيب.[٢]


كيفية فحص مقاومة الأنسولين

ذُكِرَ أعلاه أنّ مقاومة الأنسولين لا تُظهر أيّ أعراض في العديد من الحالات، إذ تجرى عدة فحوصات للكشف عنها، وبيان ذلك في الآتي[٣]:

  • اختبار السّكري التّراكمي: (HbA1C test) فيه يُستدلّ على مستويات السّكر في الدم خلال الشّهرين أو الثلاثة أشهر السّابقة، ذلك بعد أخذ عيّنة من الدّم وتحليلها مخبريًا للكشف عن مستويات السّكر في الدّم.
  • اختبار الجلوكوز في الدّم الصيامي: يوصي الطبيب بعدم تناول الطعام والشراب لمدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل إجراء هذا الاختبار، وقد يُجري الطبيب اختبارًا مرة ثانية للتأكد من النتيجة.
  • اختبار السكر العشوائي: فيه تقاس مستويات الجلوكوز في الدّم في أي وقت من اليوم دون الصيام أو الامتناع عن تناول الطعام.
  • اختبار تحمّل الجلوكوز: يستمر هذا الاختبار لمدّة ساعتين، وفيه يحدد الطبيب مستوى الجلوكوز قبل البدء بالفحص، ثمّ يتلقى الشخص مشروبًا سكّريًا يحتوي على كمية محددة من الجلوكوز، ثم يفحص الطبيب مرة أخرى مستوى الجلوكوز خلال الساعتين.[٢]


نتائج فحص مقاومة الأنسولين

بالاعتماد على نتيجة تحاليل مقاومة الأنسولين يحدد الطبيب ما إذا كان الشخص مصابًا بمرض السّكري أم لا، وتُنفّذ معاينة النتائج وفق الآتي ذكره:[٤]

  • نتائج اختبارالسكر التّراكمي: تُصنّف نتيجة دون 5.7 طبيعيًا، أمّا إذا كانت نتيجة تحليل السكر التراكمي تتراوح ما بين 5.7-6.4 فتشير إلى مرحلة ما قبل السّكري، وإذا كانت نتيجة تحليل السكر التراكمي 6.5 وأكثر عند إجراء الاختبار مرتين منفصلتين فهي دلالة على الإصابة بمرض السّكري.
  • نتائج اختبار السكر العشوائي: عندما تبدو مستويات السّكر أكثر من 200 ملليغرام من الغلوكوز لكل ديسلليتر من الدم؛ فهي دلالة على الإصابة بمرض السكري.
  • نتائج اختبار السّكر الصّيامي: يُعدّ مستوى سكر الدّم الطبيعي لدى الشخص الصائم لثماني ساعات 100 ملليغرام \ ديسلليتر أو أقل، أما القراءات ما بين 100-125 ملليغرامًا \ ديسلليتر فتشير إلى مرحلة ما قبل السّكري، أمّا إذا كانت النتيجة 126 ملليغرامًا \ ديسلليتر في اختبارين منفصلين وأكثر فهي دلالة على الإصابة بمرض السكري.
  • نتائج اختبار تحمّل الجلوكوز: يبدو مستوى سكر الدّم لدى الشخص البالغ غير المصاب أقل من 140 ملليغرامًا \ ديسلليتر، وإذا أشارت القراءة إلى نسبة تتراوح ما بين 140-199 ملليغرامًا \ ديسيلليتر؛ فهي إشارة إلى مرحلة ما قبل السّكري، والقراءة التي يصبح فيها مستوى السّكر أكثر من 200 ملليغرام \ ديسلليتر؛ فهو مؤشر إلى الإصابة بمرض السّكري.


المراجع

  1. "Insulin", diabetes.co.uk,2019-3-12، Retrieved 2020-4-23. Edited.
  2. ^ أ ب ت James Roland (2014-9-2), "Signs of Insulin Resistance"، healthline, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  3. ^ أ ب Adam Felman (2019-3-26), "What to know about insulin resistance"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  4. staff mayo clinic (2019-6-20), "Diabetes"، mayo clinic, Retrieved 2020-4-22. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×