ما هو فضل الصدقة

كتابة:
ما هو فضل الصدقة

سبب في رفع منزلة المتصدق

إن المتصدق أحد السبعة الذين يظلّهم الله بظله يوم القيامة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "سَبْعَةً يُظِلُّهُمُ اللهُ بِظِلِّه يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلَّه إلى أن قال: وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتىَّ لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنفِقُ يَمِينُه".[١][٢]


ثم إن المتصدق الساعي إلى قضاء حوائج الناس آمن من عذاب الله يوم القيامة لقوله عليه الصلاة والسلام: "إنَّ للهِ عبادًا خلقَهم لحوائجِ الناسِ يفزعُ الناسُ إليهم في حوائجِهم أولئك الآمِنونَ يومَ القيامةِ".[٣][٤] ثم إن الصدقة توجبُ المعيّة من الله سبحانه لقوله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}،[٥] ثم إنها ترفع منزلة المؤمن الغني بين الناس أيضًا لأنه بذلك يتملك حبّهم حيث يحفظون له ماله، ويكفون الأذى عنه.[٦]


هل ورد أجر مخصوص للتصدق في رمضان؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: فضل الصدقة في شهر رمضان


سبب في الوقاية من البلاء

إن الصدقة تمنع الكثير من البلاءات التي قد تصيب المسلم، منها الحزن والخوف، وقد تعهد سبحانه بأمانهم سواء بالدنيا أو بالآخرة، في قوله من سورة البقرة:{الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}،[٧] وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: "صنائعُ المعروفِ تقي مصارعَ السُّوءِ وصدقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ وصلةُ الرَّحمِ تزيدُ في العمرِ".[٨] وقوله عليه السلام: "إِنَّ صَدَقَةَ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي العُمْرِ وَتَمْنَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ وَيَذْهَبُ بِهَا الكِبْرُ وَالفَخْرُ".[٩][١٠]


ثم إنها أيضًا تعين المسلم على أهوال القبر وأهوال القيامة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الحسن: "إنَّ الصَّدقةَ لتُطفيءُ عَن أهلِها حرَّ القبورِ ، وإنَّما يَستَظلُّ المؤمِنُ يومَ القيامةِ في ظلِّ صدقتِهِ".[١١][١٠]


سبب في مضاعفة الأجور

إن الصدقة من الأعمال التي لا يعرف المسلم إلى أي درجة قد تصل مضافعتها، لذلك عليه أن يتوخّى أن تكون طيبةً مخلصة لله سبحانه، يقول عليه الصلاة والسلام: "ما تَصَدَّقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ اللَّهُ إلَّا الطَّيِّبَ، إلَّا أخَذَها الرَّحْمَنُ بيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً فَتَرْبُو في كَفِّ الرَّحْمَنِ حتَّى تَكُونَ أعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ كما يُرَبِّي أحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، أوْ فَصِيلَهُ".[١٢][١٣] ويقول سبحانه في سورة الحديد: {إنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.[١٤]


سبب في دخول الجنة

إن الصدقة تحبب الله بالعبد، وتزيد في العمر، وتشفع للعبد عند ربه، وتدعو الإنسان إلى البر والإحسان، وللجنة باب يسمى باب الصدقة، حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ومَنْ كان مِنْ أهلِ الصدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بابِ الصدَقَةِ".[١٥][١٦]


ما الفرق بين الصدقة الجارية والوقف؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما هي الصدقة الجارية


سبب في تكفير الذنوب والخطايا

إن الصدقة من الأعمال العظيمة التي يترضّى العبد بها إلى ربّه، وليكفر عن الذنب بالتوبة عنه ثم بالصدقة، ومما يدل على ذلك قوله سبحانه في سورة الأحزاب: {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[١٧] وقوله عليه الصلاة والسلام: "الصدقَةُ تُطْفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ".[١٨][١٩]


سبب في زيادة الرزق

الله سبحانه هو الكريم، وقد خصّ سبحانه العبد الكريم بفائض الكرم من نفس جنس عمله، ثم إن الله سبحانه سمّى الصدقة قرضًا وهو الغني سبحانه، فبمعناه أن الله سيردّه أضعافًا كثيرة، ففي قوله سبحانه في سورة البقرة: {من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا فيضاعفه لَهُ أضعافاً كَثِيرَة}،[٢٠] وللمؤمن أن يتخيل كلمة "كثيرة" في الآية إلى أي حد قد تصل، فإن العطيّة على قدر المعطي، ومن أكرم عطيّة من الله سبحانه.[٢١] وقوله سبحانه


سبب في بيان صدق الإيمان

إن المؤمن يقترب لله بالطاعات ويبتعد عن العاصي، ويستغفر إذا أذنب، ودلائل فضل الصدقة كثيرة، وكذلك في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن أول ثلاثة يدخلون النار فقال: "وأمَّا أوَّلُ ثلاثةِ يدخلونَ النَّارَ فأميرٌ مسلَّطٌ وذو ثروَةٍ من مالٍ لا يؤدِّي حقَّ اللَّهِ في مالِهِ ، وفقيرٌ فَخورٌ"،[٢٢] ثم إن الرسول صى اله عليه وسلّم في الحديث الصحيح قال: "الصدقة برهان"،[٢٣] حيث الصدقة هنا تثبت إيمان المرء بالآخرة والعوض عن أعماله في الآخرة، لذلك هي تفرّق بين المؤمن والمنافق، وتكون برهانًا ودليلًا على إيمانه.[٢٤]


سبب في تنقية النفس من الخبائث

لقد جُبلت النافس على حب المال، لقوله تعالى في سورة الكهف: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}،[٢٥] لذلك فإن الصدقة تُنقي نفس المسلم من البخل، وحب الدنيا، وتوسّع مداركه للآخرة فيسعى لها سعيها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نقَصَ مالٌ من صدَقةٍ"،[٢٦] فبذلك ينشرح صدر المرء للصدقة ويقي نفسه، لقوله سبحانه في سورة الحشر: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}،[٢٧] فالإنسان البخيل ممنوع عن الإحسان.[٢٨]


وحين يدرك المرء أن الصدقة لا تضيع، بل هي مكسب حقيقي، ستميل نفسه إليها، فقد قال سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.[٢٩][٢٨] وقوله عليه السلام في الحديث الضعيف: "إِنَّ صَدَقَةَ الْمُسْلِمِ تَزِيدُ فِي العُمْرِ وَتَمْنَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ وَيَذْهَبُ بِهَا الكِبْرُ وَالفَخْرُ".[٩][١٠]


سبب في نفع الآخرين ودعمهم وتماسك المجتمع

إن الصدقة من الغني للمحتاج تحقق التوازن، وتندفع الشرور عن الفقراء وتتحقق المصلحة الدنيوية بذلك، فالإنسان يقدم الصدقة طالما يقدر عليها، فيجد بذلك من يعطيه حين يحتاج دون طلب، وبذلك يتحقق التكافل وينبني المجتمع.[٣٠] ثم إن الصدقة إن عمّت وإن كانت بمبالغ ولو كانت قليلة، فسوف تساهم في بناء المؤسسات الخيرية التي تعين الفقراء في كل مكان في البلاد، لذلك فإن المال وإن كان قليلًا على كل فرد إلا أنه يؤتي ثمارًا حقيقية إن قام به الكل، وبذلك يتحقق التكافل ويعمّ الخير في المجتمع المسلم.[٣١]


ما هي الآيات القرآنية التي أوردت مفهوم الصدقة؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: آيات قرآنية عن الصدقة

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 1423، صحيح.
  2. [ياسر الحمداني]، كتاب موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 550. بتصرّف.
  3. رواه السفاريني الحنبلي، في شرح كتاب الشهاب، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:216 ، صحيح لغيره.
  4. [المتقي الهندي]، كتاب كنز العمال، صفحة 350. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية:128
  6. [عبد العزيز السلمان]، كتاب موارد الظمآن لدروس الزمان، صفحة 331.
  7. سورة البقرة ، آية:274
  8. رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:2/69، حسن .
  9. ^ أ ب رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عمرو بن عوف المزني، الصفحة أو الرقم:2/65، فيه كثير بن عبد الله.
  10. ^ أ ب ت [عبد العزيز السلمان]، كتاب موارد الظمآن لدروس الزمان، صفحة 329. بتصرّف.
  11. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عقبة بن عامر ، الصفحة أو الرقم:873 ، حسن.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1014، صحيح.
  13. [ابن ماجه]، سنن ابن ماجه، صفحة 590. بتصرّف.
  14. سورة الحديد، آية:18
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:6109 ، صحيح.
  16. [عبد المحسن القاسم]، كتاب خطوات إلى السعادة، صفحة 73. بتصرّف.
  17. سورة الأحزاب، آية:35
  18. رواه الألباني، في مشكلة الفقر، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم:117، صحيح.
  19. [عبد المحسن القاسم]، كتاب خطوات إلى السعادة، صفحة 73. بتصرّف.
  20. سورة البقرة، آية:245
  21. [السيوطي]، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 747. بتصرّف.
  22. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5400 ، صحيح.
  23. رواه الألباني، في مشكلة الفقر، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم:59، صحيح.
  24. [عطية سالم]، كتاب شرح الأربعين النووية لعطية سالم، صفحة 9. بتصرّف.
  25. سورة الكهف، آية:46
  26. رواه الزرقاني، في مختصر المقاصد، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:914، صحيح.
  27. سورة الحشر ، آية:9
  28. ^ أ ب [عبد المحسن القاسم]، كتاب خطوات إلى السعادة، صفحة 74. بتصرّف.
  29. سورة البقرة، آية:245
  30. [الشعراوي]، تفسير الشعراوي، صفحة 823. بتصرّف.
  31. [مصطفى السباعي]، مقتطفات من كتاب من روائع حضارتنا، صفحة 199-204. بتصرّف.
4586 مشاهدة
للأعلى للسفل
×