الكتب السماوية
الكتب السّماويّة هي الكتب التي أنزلها الله -تعالى- على رسله، لتكون نبراسًا ودستورًا للبشريّة يسيرون عليه حسب ما ارتضاه الله -تعالى- لهم من الخير، بعيدين عن الزّيغ والضّلال، وفيها يكون صلاح أمرهم في الدّنيا والآخرة، حيث قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}،[١] والإيمان بالكتب السّماوية هو ركن من أركان الإيمان السّتة، حيث قال تعالى: {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}،[٢] ولذلك فالمسلم مطالب بالإيمان بها، وفيما يأتي بيان كتاب الله.[٣]
ما هو كتاب الله
بعد التّعريف بالكتب السّماويّة، وبأنّ القرآن الكريم هو أحدها وخاتمها، والمعروف بكتاب الله، فكتاب الله هو القرآن الكريم المنزّل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- باللّفظ والمعنى عن طريق جبريل عليه السلام، والمنقول بالتّواتر من جيل إلى آخر، دون زيادة أو نقصان، المعجز بكلماته ومعانيه، المتعبّد بتلاوته، المكتوب في المصاحف بدءًا بسورة الفاتحة وانتهاءً بسورة النّاس، والمنزّه عن أيّ نقض أو إبطال، حيث قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ* لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}،[٤] وقد أحكمه الباري سبحانه، فأتقن إحكامه، وفصّله، فأحسن تفصيله، حيث قال تعالى: {كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}،[٥] وقد تحدّى الله -تعالى- الإنس والجنّ مرّات عديدة على أن يأتوا بمثله أو ببعضه، فعجزوا عن ذلك وباؤوا بالفشل، حيث قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}،[٦] فكتاب الله "القرآن الكريم" هو المعجزة العظمى للنّبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وحجّته البالغة الباقية مدى الدّهر كلّه.[٧]
التمسك بكتاب الله
التّمسك بكتاب الله هو الإيمان بأنّ هذا الكتاب هو من عند الله تعالى، وبأنّه كلام الله -تعالى- في اللّفظ والمعنى، والإيمان بكلّ ما فيه من أحكام عقائديّة ومسائل فقهيّة وقصص الأوّلين، والإيمان بالله وحده لا شريك له، وهو المعبود الأوحد، ولا معبود سواه، والتّسليم له بالطّاعة، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، والتّمسّك بكتاب الله ومراقبة الله -تعالى- في السرّ وفي العلانية، فعندها يصبح المسلم أبعد ما يكون عن الوقوع في المعاصي، وأقرب ما يكون إلى الطّاعات، والمسلمون المتمسكون بكتاب الله فقراؤهم أغنياء ممّا أفاء الله عليهم من أموال الزّكاة، وصوّامون في نهار رمضان قوّامون في ليله، والمتمسّكون بكتاب الله متمسّكون بأركان الإسلام الخمسة، ويؤدونها على أكمل وجه، حيث قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}،[٨] والمجتمع الإسلامي المتمسّك بالقرآن الكريم يُحكّم كتاب الله في عباداته وسلوكياته ومعاملاته وأخلاقه وقضائه، حيث قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}،[٩] وكذلك التمسّك بكتاب الله، يعني التّمسك بسنّة رسول الله، لقوله تعالى: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.[١٠][١١]
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية: 163.
- ↑ سورة البقرة، آية: 4.
- ↑ "الكتب المقدسة في الإسلام"، www.ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة فصّلت، آية: 41 - 42.
- ↑ سورة هود ، آية: 1.
- ↑ سورة الإسراء ، آية: 88.
- ↑ ".التعريف بالقرآن الكريم:"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 24-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البينة، آية: 5.
- ↑ سورة المائدة، آية: 44.
- ↑ سورة النجم، آية: 3-4.
- ↑ عبد الله بن عمر محمد الأمين الشنقيطي، التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين ، المدينة المنوّرة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ، صفحة 11-13. بتصرّف.