ما هو كسر العظمة الزورقية؟

كتابة:
ما هو كسر العظمة الزورقية؟

ما هي العظمة الزورقية؟

العظمة الزورقية (Scaphoid) هي واحِدة من العِظام الثمانية الصغيرة المُوجودة في المِعصَم التي تقع تحت الإبهام، وهي تشبه حبة الفاصولياء وتُساهم في حركة اليد، وقد تتعرّض هذه العِظام لإصابات مُعينة قد تؤدي إلى كسرها، وهو ما يُسمى كسر العظمة الزورقية (Scaphoid Fracture)، وذلك من أكثر الكُسور شيوعًا التي تصيب عِظام المعصَم، وقد تستَغرق وقتًا طويلًا للعِلاج، وقد لا تُشفى تمامًا، وتُسمّى هذه الحالة عدم الالتئام (Nonunion).[١]

يعتمد العِلاج على مكان الكَسر في العظمة الزورقيّة؛ إذ توجد ثلاثة أجزاء لها، هي: المنطقة القريبة للإبهام التي يحدث الكسر فيها بنسبة 20%، والمنطقة البعيدة عن الإبهام التي يحدث الكسر فيها بنسبة 10%، والمنطقة الوسطية المنحنية، وتمثِّل الكسور فيها 80% من الكسور التي تصيب العظمة الزورقية في الرسغ، وقد تتعافى كُسور القُطب البعيد والأوسط بسُهولة بسبب إمدادات الدّم، أما القُطب القريب قد يتسغرق عِلاجه وقتًا طويلًا بسبب ضعف إمدادات الدّم الذي قد يؤدّي إلى النخر اللاوعائي؛ أي موت الخلايا، الذي سيتم الحديث عنه لاحِقًا،[٢] وفي هذا المقال توضيح لأهم أسباب كسر العظمة الزورقية والأعراض بالإضافة إلى طرق العلاج.


ما هي الأعراض الدالّة على كسر العظمة الزورقية؟

قد يعتقد بعض المُصابين بكسر العظمة الزورقيّة أنّه التواء في المِفصل؛ لأنّ الأعراض قد تكون مُتشابهةً، ومن أهمّها الشُعور بالألم أو تورّم اليد على طول جانِب الإبهام، بالإضافة إلى ظهور الكدمات عدّة أيام بعد الإصابة، لذا يُنصح عند الشعور بذلك بالتشخيص فورًا وتلقي العِلاج لتجنُب خطر الإصابة بالمُضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنّ غالبية هذه الكسور تُشخَّص بعد عدة أسابيع من الإصابة، عند استمرار الألم، وقلة القدرة على تحريك الرسغ، فيلجأ عادةً المُصاب إلى الطبيب للكشف.[٣]


ما هي أسباب كسر العظمة الزورقية؟

يحدث كسر عظمة الزورقيّة نتيجة السقوط وكف اليد ممدودة، إذ يوضَع وزن كبير من الجسم على راحة اليد، وقد تتعرّض للكسر أيضًا نهاية عظم الكعبرة -إحدى عظام الساعد- في هذه الوضعية، وهذه الحالة يُطلق عليها (FOOSH)، وهي حالة لاإراديّة يحمي فيها الشخص الوجه والظهر عند التعرّض للسقوط باستِخدّام راحة اليد الممدودة، لذا اعتمادًا على وضعيّة السُقوط يُحدّد نوع الكسر وموقعه، كما أنّ هذه الكُسور ناتِجة عن القيام بالتمارين الرياضيّة أو التعرّض لإصابة مُعينة كما في حال حوادث السيارات، ولا توجد عوامل تزيد من خطر الإصابة، لكن يوجد العديد من الدراسات التي تنصح باستخدام واقٍ للمِعصَم أثناء ممارسة التمارين عالية الجُهد، كالتزلج على الجليد.[٤][٢]


كيف يتم تشخيص كسر العظمة الزورقية؟

من أهم الاختبارات التي تُستخدم في تشخيص كسر العظمة الزورقيّة ما يأتي:[٤]

  • الأشعة السينية (X-rays): تُساعد الأشعة السينيّة على تحديد وجود كسر في عظمة الزورقيّة أو في العِظام الأُخرى، بالإضافة إلى وجود إزاحة للعظام المُكسورة عن موقعها الصحيح.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): قد يكشف التصوير بالرنين المغناطيسي بوضوح وجود كسر في عظمة الزورقيّة قبل استخدام الأشعة السينيّة.
  • الأشعة المقطعيّة (CT): تُساعد الأشعة المقطعيّة على الكشف عن وجود كسور في العظمة الزورقيّة ووجود إزاحة مكان العظام، الأمر الذي يساعد على تحديد الخطة العِلاجيّة.


كيف يتم علاج كسر العظمة الزورقية؟

يعتمّد عِلاج كسر العظمة الزورقيّة على موقع الكسِر، والمدة بين الإصابة وتلقي العِلاج، ووجود إزاحة في العِظام المكسورة، وعمومًا يتضمن العِلاج الآتي:[٢]

  • العِلاج بالجبيرة: هو العِلاج الأكثر فعاليّةً في عِلاج كسور عظام القُطب البعيد والأوسط، خصوصًا في حال تلقّي العلاج بعد الإصابة مباشرةً، وذلك من خلال وضع الجبيرة مُدّةً تتراوح بين 6-12 أُسبوعًا، ويُمكن إزالتها بُمجرد شِفاء الكسور والكشف عن ذلك باستخدام الأشعة السينيّة.
  • العِلاج الجراحيّ: هو العِلاج الذي قد يُستخدّم في حال وجود كسر في القطب القريب من الإبهام، أو وجود إزاحة في العظام، أو عند التأخُّر في تلقي العِلاج، وتُساعد الجراحة في إعادة العِظام إلى مكانها الصحيح حتى تلتئم تمامًا، وقد تُستخدم بعد الجِراحة الجبيرة مُدّةً تتراوح ما بين 8-12 أُسبوعًا، ويُمكن إزالتها بُمجرد شِفاء الكسور والكشف عن باستخدام الأشعة السينيّة.
  • العِلاج الجراحي للعِظام غير المُلتئمة (Nonunion fractures): إذ تُجرى جراحة التطعيم العظميّ في حالة كان الوقت طويلًا بين الكسر وعدم التئام العِظام، أو إذا كانت النهايات العظمية المكسورة بعيدةً عن بعضها، أو في حال عدم وجود تروية دموية كافية.
  • تحفيز نُمو العِظام: ذلك من خلال استِخدام الأدوية أو تعريض المنطِقة المُصابة للموجات فوق الصوتيّة أو مُستوى مُنخفض من الكهرباء، وذلك في حالات عدم الالتئام التي تحدث بعد الكسور بوقت قصير، أو في حال كانت النهايات العظمية المكسورة قريبةً من بعضها، والتروية الدموية للمنطقة المُصابة جيّدة.
  • العلاج الطبيعيّ والمهنيّ: الذي قد يستمرّ مُدّة شهرين أو ثلاثة أشهر بعد إزالة الجبيرة، فيُساعد هذا العِلاج في استعادة القوة والحركة في المعصم والعضلات حوله.


نصائح للتعافي من كسر العظمة الزورقية

يوجد العديد من النصائح التي تُساعد على التعافي، من أهمّها ما يأتي:[٤]

  • تجنُب حمل أكثر من نِصف كيلوغرام من الوزن أو سحبه أو رفعه.
  • تجنُب رمي أي شيء باستِخدام اليد المُصابة.
  • تجنُب الرياضات التي تعتمد على التلامس، وتحمل خطر الإصابة.
  • تجنُب رياضات التسلّق، وتجنُّب تسلُّق الأشجار أو السلالم.
  • تجنُب التَزلُج على الجليد أو القفز على الترامبُولين.
  • تجنُب استخدّام المعدّات الثقيلّة أو الاهتزازيّة.
  • تجنُب التدخين الذي قد يؤخّر التئام العِظام أو يمنَعه.
  • تجنُّب استخدام الآلات الاهتزازية أو الثقيلة.
  • اتباع برنامج رياضيّ لتمارين الإبهام تحت إشراف الطبيب لاستعادّة الحركة.


ما هي مضاعفات كسر العظمة الزروقية؟

يوجد العديد من المُضاعفات التي قد تنتُج عن كسر عظمة الزروقيّة، منها ما يأتي:[٣]

  • تأخّر التئام العِظام أو عدم التئامُها: يتمثّل تأخّر الالتئام بعدم التئام العِظام بصورة كاملة بعد أربعة أشهُر من وضع الجبيرة، أما عدم التئام العِظام فيتمثل بعدم حدوثه أبدًا فتكون العظام المكسورة من العظمة الزروقيّة منفصلةً عن بعضِها البعض.
  • عدم التئام العِظام بالطريقة الصحيحة (Malunion): إنّ عدم التئام العِظام بالطريقة والمكان الصحيحين قد يؤدي إلى مواجهة صُعوبات في تحريك المِفصل، والشُعور بالألم، إضافةً إلى حدوث مشكلات في إمساك الأشياء وحملها، وفي هذه الحالة يُنصح بإجراء عمليّة جِراحيّة لتصحيح الكسر.
  • النخر اللاوعائي (Avascular necrosis): هو اضطراب يُسبِّب موت الأنسجة الموجودة في العِظام بسبب نقص الإمدّاد الدمويّ، وقد تُصيب هذه الحالة الأشخاص الذين لديهم كسر في العظمة الزورقيّة، مما يُسبب انهيار هذه العظمة أو أجزاء منها، وقد يتم تشخيص النخر اللاوعائي باستخدام الأشعة السينيّة بعد أشهُر من الإصابة.
  • التهاب المفاصِل التنكُّسيّ (Osteoarthritis): الذي يُشار إليه أيضًا بخشونة المفاصل، وقد يُسبب كسر العظمة الزورقيّة زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصِل التنكُّسيّ، كما قد يزيد خطر الإصابة في حدوث المُضاعفات، التي تتضمن عدم التئام العِظام، أو التئامها بطريقة خاطئة، أو في حالة النخر اللاوعائي.


المراجع

  1. "Scaphoid Fracture", verywellhealth, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Scaphoid Fracture: What You Need to Know About a Broken Wrist", healthline, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  3. ^ أ ب "Scaphoid Wrist Fracture", patient, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Scaphoid Fracture of the Wrist", aaos. Edited.
2286 مشاهدة
للأعلى للسفل
×