ما هو مخدر الإستروكس

كتابة:
ما هو مخدر الإستروكس

تعاطي المخدرات

بحسب منظمة الصحة العالمية فإن تعاطي المخدرات هو نمط من أنماط الاستعمال سيء التكيف يُعبر عنه بالاستمرار في استعمال بعض العقاقير أو المواد رغم المعرفة بمواجهة مشاكل اجتماعية أو مهنية أو سيكولوجية أو بدنية -مستمرة أو متكررة- تنجم أو تتفاقم عن طريق الاستعمال المتكرر وفي حالات يكون فيها خطِرًا من الناحية البدنية، وتقسم المخدرات بصور مختلفة حسب المتغير المعتمد فمثلًَا يمكن أن تصنف حسب التأثير التي تُحدثه وأيضًا حسب طريقة التصنيع وأيضًا حسب إمكانية إحداث إدمان نفسي أوجسدي، وبالرجوع إلى التصنيفات السابقة فإن المجتمع الآن يواجه مخدر الإستروكس والذي يعتبر مادة مخدرة مهلوسة غير طبيعية المصدر وسيجيب هذا المقال عن سؤال: "ما هو مخدر الإستروكس".

ما هو مخدر الإستروكس

يمكن الإجابة عن سؤال: "ما هو مخدر الإستروكس" بأنّه يعد مخدرًا من جملة المخدرات الصناعية غير طبيعية المصدر المعروفة عالميًا، والتي تعرف بأٍسماء عدة عالميًا مثل K2 و spice، ويدخل الإستروكس ضمن منتجات الماريجوانا الصناعية التي أنتجها جون هوفمان والتي تعتمد آلية عملها على إيجاد بدائل صناعية لمخدر الماريجوانا وكان غرض هوفمان بحثي بحت إلا إنه تم نشر طريقة التصنيع وحملت هذه العقاقير اسم JWH تقديرًا له، وبدأ انتشار الإستروكس في العالم حيث ظهر في الولايات المتحدة أواسط عام 2000، ويتميز هذا النوع من المخدرات المصنعة بأنه أعلى تأثيرًا من الحشيش بمقارنة نفس الجرعة من كليها، ينتشر هذا العقار في دول العالم المختلفة كاليابان والولايات التحدة والدول الأوروبية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ويكمن سر انتشار هذا العقار في سرعة فعاليته والتي تكون أسرع من الحشيش الطبيعي وأنه لا يظهر في فحوصات المخدرات ضمن المعامل الجنائية وفي بعض الحالات يتم إضافة بعض المواد لزيادة فعالية المخدر كالمواد المانعة للتخثر[١].

تأثير مخدر الإستروكس

يمتلك مخدرالإستروكس ومشتقاته قدرة عالية على الارتباط بمستقبلات الحشيش الموجودة داخل الجسم والتي تُعرف علميًا باسم cannabinoid receptors حيث إنها تُقسم إلى نوعين; النوع 1 والنوع 2 وتقوم بنفس تأثير الحشيش ولكن بجرعات أقل وبصورة أسرع ويشابه تأثير مخدر الإستروكس تأثير الحشيش فاستنادًا إلى البيانات والملاحظات السريرية يمكن إثبات بعض التأثيرات كالتخدير والخلل المعرفي وعدم انتظام دقات القلب وانخفاض ضغط الدم وجفاف الفم والترنح، ومن الآثار السلبية هي الأثر التخديري الناتج عن نواتج أيض الاستروكس حيث تكون نشطة كيميائيًا وتتفاعل مع المستقبلات المذكورة سابقًا وتعتبر تلك خاصية أخرى يتميز بها عن الحشيش الذي لا يحتوي على نواتج أيض نشطة سوى ناتجٍ واحدٍ فقط، وبحسب منظمة الصحة العالمية ثبت أن لهذا العقار تأثير سرطاني على خلايا الفئران إلا إن ذلك لم يثبت على الخلايا البشرية.[١]

تأُثيرات جسدية

تم توثيق حالات تأثير سلبي لمخدر الإستروكس على أجهزة الجسم الحيوية كالجهاز البولي والتنفسي والقناة الهضمية ولعل أشهرها هو ارتفاع معدل ضربات القلب في حالات التسمم بهذا العقار والتأثيرات التي يتم ذكرها هنا هي التأثيرات الجسيمة والتي قد تؤدي لاحقًا إلى فشل الجهاز المتعلق بها وهذا لا يتنافى مع وجود بعض التأثيرات الجانبية البسيطة الناتجة عن التعاطي الأولي كالتقيؤ والغثيان وارتفاع ضغط الدم، ومن جملة التأثيرات السلبية على أجهزة الجسم ما يأتي:

  • الجهاز البولي: تتمثل تأثيرات مخدر الاستروكس في كونه يسبب النخر الأنبوبي الحاد Acute tubular necrosis ويسبب أيضًا التهاب الكلية البين خلوي Interstitial nephritis.
  • الجهاز الدوراني: يسبب المخدر تسارعًا في ضربات القلب واختلال ضربات القلب ويسبب أيضًا احتشاء عضلة القلب Myocardial Infarction.
  • النزيف: يعاني المصابون بتسمم العقاقير المصنعة من وجود الدم في القيء والبول وتضاف هذه المشاكل إلى أخرى لا تفوقها سوءًا كنزيف اللثة والنزيف الداخلي وعود سبب ذلك إلى احتواء الأٍتروكس على مواد مانعة للتجلط.

تأثيرات سلوكية ونفسية

تنحصر غالبًا التأثيرات في تغير الحالة العقلية والقلق والذعر والذهان حيث تم الإبلاغ عن استمرار الأعراض لأكثر من شهر واحد بعد تعاطي هذا النوع من المخدرات مع وقد سجلت محاولات إنتحار يكون دافعها تناول هذا العقار وهناك أيضًا بعض الاعتلالات النفسية التي تواجه متعاطي الإستروكس والتي تندرج تحت الذهان والتي تتمثل في شعور المدمن بشيء من جنون العظمة وتغير في إدراك المحيط والإحساس بهلوسات حسية وبصرية والإصابة بإنفصام العقل، وينبغي التنبيه هنا على وجود أعراض مصاحبة للترك المفاجئ لمخدر الإستروكس والتي تتمثل في القلق والمزاج غير المستقر ونوبات البكاء والشعور بالفراغ الداخلي والارتباك وفرط التعرق وآلام جسدية مصاحبة لضيق التنفس وفرط التنفس.

إدمان مخدر الإستروكس

لا بد عند الإجابة عن سؤال: "إدمان مخدر الإستروكس؟" الحديث عن إدمانه، وهناك برهنة علمية على وجود علاقة بين تعاطي الإستروكس واحتمالية الإدمان حيث إن الإستروكس يتبع لمجموعة الحشيش المصنع الذي ثبت أنه يسبب الإدمان وتركه يسبب أعراض الانسحاب والتي تظهر عند المدمنين الذين يتركون تعاطي العقار بصورة مفاجئة، وبالرجوع إلى حالة إدمان لشخص عشريني حيث إن الجرعة التي كان يتعاطاها كانت تزيد تدريجيًا حتى وصلت إلى تعاطي 3 جرامات لكل يوم، وبالرغم من أن المريض كان يعاني من اختلال معرفي إلا إنه كان غيرَ قادرٍ على مواجهة الرغبة الداخلية في استمرار تناول العقار، ومما هو ملفت للنظر أن أعراض الانسحاب التي تواجه مدمن الإستروكس تماثل الأعراض التي تواجه الأشخاص الذين يتركون الحشيش والتي تتمثل في القلق والمزاج غير المستقر ونوبات البكاء والشعور الفراغ الداخلي والارتباك وفرط التعرق وآلام جسدية مصاحبة لضيق التنفس وفرط التنفس.[٢]

انتشار مخدر الإستروكس

بعد الإجابة عن سؤال: "ما هو مخدر الإستروكس؟" يمكن القول بأنه قد بدأ ظهور العقارات المخدرة الصناعية في الولايات المتحدة عام 2008، وبدأت أعداد المتعاطين بالتزايد حيث إن نسبة البلاغات المتعلقة بالعقاقير الشبيهة بالحشيش زادت بنسبة 229% من العام 2014 وحتى العام 2015 وأيضًا ازداد عدد الوفيات ثلاث مرات مقارنة بين نفس العامين[٣]، وفي دراسة أخرى أجريت على شريحة من المجتمع الأمريكي تبين أن نسبة 10% من المراهقين يتعاطون المخدرات المصنعة بصورة عَرَضية وأن 3% من المراهقين مدمنون على تعاطي الإستروكس بصورة مستمرة.[٤]

علاج إدمان مخدر الإستروكس

بعد الحديث عن إجابة سؤال: "ما هو مخدر الإستروكس؟" وإدمانه، يمكن الحديث عن علاج هذا الإدمان، ومما هو مؤكد في الأوساط العلمية هو عدم وجود ترياق محدد ومثالي لمخدر الإستروكس حيث إن بعض االبيانات تشير إلى امكانية استخدام مضادات الذهان بشكل عام أو البينزوديازيبينات بشل خاص كعلاج داعم وتلطيفي لمدمني الاستروكس ومن الأدوية المقترحة هو اللورازيبام Lorazepam حيث إنه يُضفل على المجموعات العلاجية المضادة للذهان الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يجب على معالجي حالات إدمان الإستروكس الانتباه الى العلامات الحيوية والاهتمام بنقل السوائل بصورة متواصلة وذلك منعًا للجفاف وانحلال العضلات الهيكلية ومن الممكن استخدام الديفينهيدرامين Diphenhydramine لتخفيف صلابة العضلات.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "Synthetic Cannabinoids—”Spice” Can EInduce a Psychosis: A Brief Review", ncbi.nlm.nih.gov,19-9-2019، Retrieved 19-9-2019.
  2. "JWH‐018 critical Review Report", who.int.
  3. "Synthetic Cannabinoid Poisoning: One Family’s Personal Loss", www.healthline.com,19-9-2019، Retrieved 19-9-2019.
  4. "Synthetic Cannabinoid Use in a Nationally Representative Sample of US High School Seniors", www.ncbi.nlm.nih.gov,19-9-2019، Retrieved 19-9-2019.
  5. "Synthetic cannabinoids", www.ncbi.nlm.nih.gov,19-9-2019، Retrieved 19-9-2019.
2932 مشاهدة
للأعلى للسفل
×