ما هو مرض رينود؟

كتابة:
ما هو مرض رينود؟

مرض رينود Raynaud's disease

مرض رينود هو اضطراب نادر في الأوعية الدموية، ويحدث عادةً في أصابع اليدين والقدمين، ويسبب تضيّق الأوعية الدموية عند الشعور بالبرد أو الشعور بالتوتر، وبالتالي لا يصل الدم إلى سطح الجلد وتتلوّن المناطق المصابة باللون الأبيض والأزرق، وعندما يعود تدفق الدم يتحول الجلد إلى اللون الأحمر مع الشعور بالوخز أو التنميل، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدّي فقدان تدفق الدم إلى حدوث تقرحات أو موت للأنسجة، وإنّ الأشخاص الذين يعيشون في المناخات الباردة هم أكثر عرضةً لتطوير مرض رينود، كما أنّه أكثر شيوعًا بين النساء والأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي والذين تجاوزوا الثلاثين من العمر، وسيتحدث هذا المقال عن أسباب مرض رينود وكيفية تشخيصه وطرق علاجه.[١]

أسباب مرض رينود وأنواعه

لا يزال سبب مرض رينود غير معروفًا، ولكن من المعروف أنّ فرط النشاط في الجهاز العصبي الودي يسبب تضييق شديد في الأوعية الدموية، ويحدث ذلك عادةً عندما يتعرّض الشخص لمناخ بارد، ولكن يعاني بعض الأشخاص من أعراض هذا المرض عند القيام بإجهادٍ ما، حتى بدون انخفاض في درجة الحرارة، حيث يقوم الدوران الدموي لدي الأشخاص الأصحاء في الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين بعمله في الحفاظ على الحرارة في الظروف الباردة، وتكون الشرايين الصغيرة التي تزود الجلد بالأكسجين ضيقة لتقليل كمية الحرارة المفقودة عن طريق سطح الجلد المكشوف، بينما تكون الأوعية الشرايين لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض رينود ضيقة جدًا لتصل إلى إغلاق وانسداد الأوعية الدموية، وتختلف أسباب مرض رينود باختلاف أنواعه، فهناك نوعين لهذا المرض، النوع الأولي أو الأساسي وهو الأكثر شيوعًا والذي سببه البرودة وانخفاض درجات الحرارة، والنوع الثاني وهو ما يسمى بمتلازمة رينود وهو النوع الأقل شيوعًا والأكثر خطورةً ومن أسباب هذا النوع الأسباب الآتية:[٢]

  • أمراض الشرايين: مثل تصلب الشرايين، أو تراكم البلاك في الأوعية الدموية، أو متلازمة بويرغر وهي اضطراب تصاب فيه الأوعية الدموية في اليدين والقدمين بالتهاب ويمكن أن يسبب أعراض رينود، كما تم ربط ارتفاع ضغط الدم الرئوي الأساسي بالمرض.
  • أمراض النسيج الضام: معظم الناس الذين يعانون من تصلب الجلد scleroderma، وهو مرض يؤدي إلى تخشّب الجلد، يعانون من مرض رينود، كما ترتبط الأعراض عادة بالذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة سجوجرن Sjogren، وهو مرض مناعي ذاتي يصيب الغدد.
  • التكرار أو الاهتزاز: إنّ الأشخاص الذين تتطلب هواياتهم أو وظائفهم حركات متكررة، مثل الكتابة أو العزف على الجيتار أو البيانو، معرّضون لخطر ظهور أعراض رينود، كما أن أولئك الذين تقوم وظائفهم باستخدام أدوات تهتز، مثل آلات ثقب الصخور، هم أيضًا في خطر.
  • متلازمة الانكماش الرسغي: وتمارس هذه الحالة ضغطًا على الأعصاب التي تنتقل إلى اليد، وتزيد من قابلية حدوث أعراض رينود.
  • الأدوية: الأدوية التي يمكن أن تحفّز مرض رينود تشمل حاصرات بيتا، وأدوية الصداع النصفي التي تحتوي على الإرغوتامين أو السوماتريبتان، وأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وبعض أدوية العلاج الكيميائي وبعض علاجات نزلات البرد التي لا تحتاج إلى وصفة طبية.

تشخيص مرض رينود

لتشخيص مرض رينود يتم سؤال المريض عن الأعراض والعلامات والتاريخ المرضي لديه، وقد يقوم الطبيب أيضًا بإجراء عدة اختبارات لاستبعاد المشكلات الطبية الأخرى التي يمكن أن تسبب علامات وأعراض مماثلة، وللتمييز بين مرض رينود الأولي والثانوي، قد يقوم الطبيب بإجراء اختبار يسمى تنظير الشعيرات الدموية، وأثناء الاختبار يقوم الطبيب بفحص الجلد عند قاعدة الظفر تحت المجهر أو المكبّر من أجل الكشف عن تشوهات أو توسيع الأوعية الدموية الصغيرة أو الشعيرات الدموية، وإذا اشتبه الطبيب في أنّ هناك حالة أخرى، مثل أمراض المناعة الذاتية أو النسيج الضام التي قد تكمن وراء حالة رينود، فمن المحتمل أنّه سيطلب اختبارات دم مثل الاختبارات الآتية:[٣]

  • اختبار الأجسام المضادة النووية: قد يشير الاختبار الإيجابي لوجود هذه الأجسام المضادة والتي ينتجها الجهاز المناعي إلى وجود نظام مناعي محفز، وذلك يكون شائعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض النسيج الضام أو غيرها من اضطرابات المناعة الذاتية.
  • معدل الترسيب: يحدّد هذا الاختبار معدّل استقرار خلايا الدم الحمراء في قاع أنبوب الاختبار، فإذا كان أسرع من المعدّل الطبيعي فقد يشير ذلك إلى وجود مرض التهابي أو أحد أمراض المناعة الذاتية.

علاج مرض رينود

لا يوجد علاج لمرض رينود، ولكن هناك طرق لتخفيف حدة الأعراض، فبالنسبة للأشكال الخفيفة من مرض رينود، فإنّ تغطية الجلد المكشوف قبل مغادرة المنزل يمكن أن يساعد، وفي حالة حدوث هجوم للمرض، فإن تبليل الأجزاء المصابة بماء دافئ يمكن أن يخفف من الأعراض ويمنعها من التدهور، وإذا كان الإجهاد عاملاً فإنّ تعلم كيفية إدارة الإجهاد يمكن أن يساعد أيضًا، وفي الحالات المتوسطة إلى الشديدة من المرض، قد يكون الدواء ضروريًا، ويمكن استخدام الأدوية الآتية:[١]

  • حاصرات ألفا-1: تستطيع حاصرات ألفا-1 معاكسة تأثير النورإيبينيفرين، والذي يقبض الأوعية الدموية، ومن الأمثلة على ذلك دوكسازوسين وبرازوزين.
  • حاصرات قناة الكالسيوم: تساعد على توسيع الأوعية الدموية الأصغر في اليدين والقدمين، وتشمل الأمثلة أملوديبين ونيفيديبين وفيلوديبين.
  • مرهم النتروجليسرين الموضعي: يتم تطبيقه على المنطقة المصابة فيخفف الأعراض عن طريق تحسين تدفق الدم والناتج القلبي وتقليل ضغط الدم.

بعض التدابير المنزلية لتخفيف مرض رينود

يمكن لبعض التدابير المنزلية أن تخفف من حدوث المرض، كما يوصى بتغيير نمط الحياة لدى الأشخاص الذين يكونون أكثر عرضةً للإصابة بمرض رينود، وهذه مجموعة متنوعة من الخطوات يمكن أن تقلل من هجمات مرض رينود وتساعد على الشعور بالتحسن:[٣]

  • تجنّب التدخين، فإنّ التدخين أو استنشاق التدخين السلبي يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجلد عن طريق تقلّص الأوعية الدموية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي لحدوث هجمة رينود.
  • ممارسة التمارين الرياضية والتي يمكن أن تزيد من تدفّق الدورة الدموية.
  • السيطرة على التوتر، يجب التعرّف على المواقف العصيبة وتجنّبها ممّا قد يساعد على التحكّم في عدد الهجمات.
  • تجنّب تغير درجات الحرارة بسرعة.

المراجع

  1. ^ أ ب "Raynaud's Disease", medlineplus.gov, Retrieved 12-06-2019. Edited.
  2. "What you need to know about Raynaud's disease", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 12-06-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Raynaud's disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-06-2019. Edited.
4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×