محتويات
مرض عرق النسا
عرق النسا (Sciatica) هو الألم الذي ينتج من تهيّج العصب الوركي، ويتراوح ما بين خفيف أو شديد، ويحدث بسبب الضغط على العصب في أسفل العمود الفقري، وبعض الأشخاص لا يميزون بينه وبين آلام الظهر بصورة عامّة، فالذي يميّز مرض عرق النسا أنّه لا يقتصر على الشعور بالألم في الظهر، بل يمتدّ من أسفل الظهر عبر الأرداف وأسفل الساقين وينتهي أسفل الركبة، كما أنّ 40% من الأشخاص قد يصابون به مرةً واحدةً في حياتهم على الأقلّ.[١]
عادةً ما يؤثّر عرق النسا على جانب واحد فقط من الجسم، ويحدث هذا الألم غالبًا نتيجة ضغط الانزلاق الغضروفي أو ما يُعرَف بالديسك، أو نتيجة النتوءات العظميّة في العمود الفقري، أو تضيّقه، الأمر الذي يُسبِّب الضغط على العصب الوركي، ممّا يسبّب الالتهاب والشّعور بالألم، والشّعور غالبًا ببعض الوخز في الساق المصابة.[٢]
أعراض مرض عرق النسا
يسبب عرق النسا الشعور بألم في الظهر والساقين، فالأعراض تبدأ بألم على طول العصب الوركي الذي يمتد من أسفل الظهر عبر مؤخرة الأرداف إلى الساقين، وتتضمن الأعراض الشائعة لهذه الحالة ما يأتي:[١]
- تخدر الساقين على طول العصب الوركي.
- الإحساس بالوخز في القدمين وأصابعهما.
- ألم تزداد شدته عند الجلوس لأوقات طويلة.
أسباب مرض عرق النسا
يمكن توضيح أسباب عرق النسا على النحو الآتي:[١]
- الانزلاق الغضروفيّ: يعرف الانزلاق الغضروفيّ أيضًا بالديسك، ويحدث عندما يخرج القرص الغضروفي الموجود بين فقرات العمود الفقري من مكانه، ممّا يسبّب الضّغط على العصب الوركي، ويعد هذا أكثر الأسباب شيوعًا؛ إذ إنَّه يُسبِّب حوالي 90% من حالات الإصابة بعرق النسا.
- تضيُّق العمود الفقري القطني: إذ إنّه يسبّب تضيُّق الحبل الشوكي أسفل الظهر.
- انزلاق الفقار: الذي يُعرف بأنه حالة ينزلق فيها القرص إلى الأمام فوق الفقرة الموجودة تحته.
- الأورام داخل العمود الفقري: إذ يمكن أن تضغط هذه الأورام على جذر العصب الوركي.
- العدوى: التي تؤثّر في النهاية على العمود الفقري.
- متلازمة ذنب الفرس: هي من الاضطرابات الخطيرة المهددة للحياة والنادرة، إذ تُؤثر على أعصاب الجزء السفلي من النخاع الشوكي، وتحتاج إلى رعاية طبية طارئة.
عوامل خطر الإصابة بعرق النسا
يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بعرق النسا، تتمثل بمجموعة أمور يستطيع الشخص تجنب بعض منها، بينما لا يستطيع تلافي أخرى، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي ذكره:[٢]
- العمر، فالتغييرات في العمود الفقري التي ترتبط بتقدم العمر -كالانزلاق الغضروفي والنتوءات العظمية- من الأسباب الأكثر شيوعًا.
- السمنة، التي تزيد من الضغط على العمود الفقري، مما يسبب الإصابة بعرق النسا.
- طبيعة العمل، كالمهن التي تعتمد بصورة أساسيّة على حمل أشياء ثقيلة، أو قيادة سيارة لمدة طويلة.
- الجلوس لمدة طويلة، أو نمط الحياة السلبي.
- مرض السكري، إنّ الإصابة به تزيد من خطر الإصابة بتلف الأعصاب.
تشخيص عرق النسا
تشخيص عرق النسا يُنفّذ من خلال التعرف على الأعراض، وإجراء الفحص البدني، وتحديد سبب المرض، فقد يُجري الطبيب اختبار رفع الساق المستقيمة؛ إذ يستلقي المريض على الظهر مع جعل ساقيه مستقيمتين، ويرفع الطبيب ببطء كلّ ساق، ويلاحظ الارتفاع الذي يبدأ عنده الألم، ويساعد هذا الاختبار على تحديد الأعصاب المتأثرة بهذه الحالة، وتحديد وجود مشكلة في أحد أقراص العمود الفقري من عدمه، وتُجرى فحوصات تشخيص أخرى للكشف عن أسباب الألم الوركي، تتضمن ما يأتي:[٣]
- الأشعة السينية؛ للكشف عن كسور معينة في العمود الفقري.
- التصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير المقطعي، أو المسح الضوئي لتصوير هيكل الظهر.
- دراسة توصيل العصب، وهي دراسة كهربائية تجرى لفحص مدى انتقال النبضات الكهربائية عبر العصب الوركي.
- فحص النخاع الشوكي باستخدام حقن صبغة بين الفقرات لتحديد ما هي الفقرة أو القرص المُسبِّب للألم.
علاج عرق النسا
تتعدد طرق علاج عرق النسا، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:
علاجات منزلية لعرق النسا
عند تشخيص الإصابة بمرض عرق النسا يبدأ العلاج بإحدى الطّرق الآتية:[٤]
- الثلج: إذ يوضع كيس من الثلج ملفوف بقطعة قماش على المنطقة المصابة مدّة 20 دقيقةً عدة مرات يوميًا، مما يساعد على التقليل من التورّم، وتخفيف الألم.
- الكمادات الدافئة: تُستخدَم الكمادات الدافئة بعد يومين أو ثلاثة أيام من استعمال الثلج، وإذا استمرّ الألم يُتناوَب على العلاج بين الكمادات الباردة والدافئة.
- تمارين التمدد: تعد تمارين التمدد لأسفل الظهر مفيدة إذا نُفّذت بطريقة صحيحة، ويُنصَح بالحصول على هذا النوع من العلاج من خلال اختصاصي علاج طبيعي، أو مدرب رياضي.
- الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: منها الأسبرين والإيبوبروفين، إذ تستطيع التقليل من الألم والالتهاب والتورّم، لكن يجب الحذر من استخدام الأسبرين بكثرة؛ لأنّه يسبب بعض المضاعفات، مثل: نزيف المعدة، والقرحة.
علاجات طبية لعرق النسا
يمكن توضيح العلاجات الطبية المُستخدَمة لهذه الحالة على النحو الآتي:[٤]
- حقن الكورتيكوستيرويد: تُحقَن أدوية الكورتيكوستيرويد في منطقة تُسمّى فوق الجافية؛ أي القناة التي تحيط بالنّخاع الشّوكي، لكن استخدامها محدود بسبب أعراضها الجانبية.
- العملية الجراحية: يوجد نوعان منها، هما:
- استئصال القرص، إذ يُزال جزء من القرص الذي يضغط على الأعصاب المحيط بالعصب الوركي.
- الاستئصال القرص المجهري، الذي يُزال فيه القرص من خلال جروح صغيرة فقط، ويستخدم الطبيب لهذه الطريقة المجهر الجراحي.
العلاجات البديلة لعرق النسا
تتضمن العلاجات البديلة لعرق النسا الطرق الآتية:[٤]
- الوخز بالإبر، وذلك عن طريق إدخال إبر معقمة في النقاط الرئيسة التي تؤثر على مناطق الطاقة في الجسم، ويُعد هذا العلاج غير مؤلم.
- التنويم المغناطيسي، الذي يساعد على وضع الشخص في حالة ذهنية تعتمد على التركيز والراحة، ففي حالة الألم الوركي قد يتضمن العلاج التركيز على تخفيف الألم.
- اختصاصي التدليك، إذ يستخدم الحركة أو الضغط على الجسم لتخفيف الألم.
- التقويم اليدوي.
عرق النسا والحمل
يمكن أن تعاني النساء الحوامل من مشكلة عرق النسا، لكنّها في أغلب الأحيان تكون آلام الظهر الاعتيادية وليس عرق النسا، إذ تُشير التقديرات إلى أنّه ما بين 50-80% من النساء يعانين من آلام الظهر أثناء الحمل؛ إذ تسبّب الهرمونات المنتجة في هذه الفترة ارتخاء الأربطة وتمدّدها، ممّا قد يسبّب آلام الظهر لدى بعض النساء.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Justin Choi (15-9-2017), "Sciatica: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-11-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sciatica", www.mayoclinic.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
- ↑ "Sciatica: Diagnosis and Tests", my.clevelandclinic.org, Retrieved 24-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت William Morrison (16-8-2019), "Everything You Need to Know About Sciatica"، www.healthline.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.