محتويات
ما هو مرض وبيل؟
يصيب مرض وبيل (Whipple's Disease) شخصًا واحدًا فقط من كل مليون شخص، وهو عدوى بكتيرية نادرة للغاية تؤثر في العديد من أجهزة الجسم، ويؤثر في القدرة على الهضم وتكسير الدهون والكربوهيدرات، بالإضافة إلى القدرة على امتصاص العناصر الغذائية.[١]
ويتداخل هذا المرض مع قدرة الجسم على معالجة الدهون واستقلابها (أيضها)، ويؤثر في العديد من الأجهزة والأعضاء، بما فيها الدماغ، والعينان، والقلب، والمفاصل، والرئتان، إلا أنه عادةً ما يؤثر في الجهاز الهضمي مُسبِّبًا الإسهال وفقدان الوزن، كما قد يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية عند ما يصل إلى 40% من المُصابين، وقد تتضمن هذه الأعراض الخرف، والنوبات التشنجية، وغيرها، وتكون الأعراض العصبية أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض شديدة في البطن، ونادرًا ما تظهر دون أعراض معوية، وفي هذه الحالة يمكن أن تحاكي أعراض أي مرض عصبي تقريبًا.
يحدث مرض وبيل نتيجة الإصابة ببكتيريا تُسمى تروفيريما ويبلي (Tropheryma whipplei)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المرض أكثر شيوعًا عند الرجال مقارنةً بالنساء.[٢]
ما هي أعراض الإصابة بمرض وبيل؟
يسبب مرض وبيل الضعف في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية، وهذا قد يؤثر في العديد من أعضائه، ويرتبط بمجموعة متنوعة من الأعراض في المراحل المتقدمة من المرض، وقد تنتشر العدوى من الأمعاء إلى أعضاء أخرى، مثل: القلب، والرئتين، والدماغ، والمفاصل، والعيون، وتتضمن الأعراض الشائعة لمرض وبيل ما يأتي:[٣]
- آلام المفاصل المزمنة.
- الإسهال المزمن الذي قد يصاحبه النزيف الدموي.
- خسارة كبيرة في الوزن.
- ألم المعدة والانتفاخ.
- ضعف الرؤية والألم في العين.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- الإعياء.
- فقر الدم؛ أي انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء.
كما قد تحدث بعض الأعراض النادرة التي تشير إلى أن الحالة تزداد سوءًا، منها ما يأتي:[٣]
- تغير لون الجلد.
- التهاب الغدد الليمفاوية.
- السعال المزمن.
- الألم في الصدر.
- التهاب التامور، وهو تورُّّم الغشاء المحيط بالقلب.
- الفشل القلبي.
- ضعف النظر.
- الخرف.
- الخدر.
- الأرق.
- ضعف العضلات.
- النفضات، وهي تشنجات لا إرادية.
- مواجهة صعوبة في المشي.
- ضعف الذاكرة.
ما هي أسباب الإصابة بمرض وبيل؟
يحدث مرض وبيل نتيجة الإصابة بنوع من البكتيريا يُسمى تروفيريما ويبلي، تؤثر أولًا في خلايا الغشاء المخاطي المبطِّن للأمعاء الدقيقة، وتشكل بؤرةً مصابةً صغيرةً في جدار الأمعاء، كما تتلف الشعيرات الدقيقة -الأهداب- التي ترتبط بجدار الأمعاء الدقيقة، ولا توجد معلومات كافية عن هذه البكتيريا ومصدرها وطرق انتشارها، ويجب الإشارة إلى أنَّه ليس كل من يحمل هذه البكتيريا يُصاب بالمرض، ويعتقد بعض العلماء أن الأشخاص المصابين قد يكون لديهم عيب جيني مؤثر في استجابة جهاز المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضةً لتطوير المرض بعض التعرض للبكتيريا.
ولا توجد معلومات كافية عن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بمرض وبيل، إلا أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضةً للإصابة مقارنةً بغيرهم:[١]
- الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40-60 عامًا.
- أصحاب البشرة البيضاء في أمريكا الشمالية وأوروبا.
- المزارعون وغيرهم من الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق ويتعرضون بصورة متكررة لمياه المجاري والصرف الصحي.
كيف يتم تشخيص مرض وبيل؟
إن تشخيص مرض وبيل معقد نوعًا ما، خاصةً أن الأعراض تتشابه مع أعراض العديد من الاضطرابات الصحية الشائعة الأخرى، بما في ذلك الداء البطني (celiac disease) والعديد من المشكلات العصبية، لذلك يعتمد التشخيص على استبعاد الأسباب الأخرى التي قد تكون وراء حدوث الأعراض، ومن الطرق التي يستخدمها الطبيب لتشخيص مرض وبيل ما يأتي:[٣]
- التنظير الداخلي: خلاله يُدخل الطبيب أنبوبًا مرنًا مزوّدًا بكاميرا عبر الحلق إلى الأمعاء الدقيقة للبحث عن الآفات التي تحدث على جدرانها.
- الخزعة: خلال التنظير قد يُزيل الطبيب جزءًا بسيطًا من الأنسجة من جدار الأمعاء لاختبار وجود بكتيريا، ويُسمى هذا الإجراء الخزعة، ويمكن أن يؤكد الإصابة.
- تفاعل البلمرة المتسلسل (Polymerase Chain Reaction): هو اختبار حساس للغاية يضخّم الحمض النووي للبكتيريا المسببة لمرض وبيل من عينات الأنسجة المأخوذة خلال الخزعة، فوجود الحمض النووي الخاص بالبكتيريا في هذا الاختبار قد يؤكد الإصابة بالمرض.
- فحوصات الدم: فقد يطلب الطبيب إجراء اختبار تعداد الدم الكامل؛ إذ يساعد في تحديد إذا ما كان عدد خلايا الدم الحمراء قليلًا أو إذا كانت كميات الألبومين قليلةً، وكلاهما من علامات الإصابة بفقر الدم، الذي يعد من العلامات الدالة على الإصابة بمرض وبيل.
كيف يتم علاج مرض وبيل؟
تعدّ المضادات الحيوية العلاج الأساسي لمرض وبيل؛ إذ تساعد على التخفيف من شدة الأعراض والتقليل من خطرها، بالإضافة إلى إمكانية زيادة فرص بقاء المصاب على قيد الحياة، وقد يتضمن العلاج البنسلين (Penicillin) مع أو دون مضادات حيوية أخرى، مثل: الستربتوميسين (Streptomycin)، أو الإريثروميسين (Erythromycin)، كما أنَّ أي مضادات حيوية موصوفة يجب أن تستطيع اختراق الحاجز الدموي الدماغي، بالتالي الوصول إلى الدماغ والنخاع الشوكي؛ لأنّ المرض غالبًا ما يؤثر في الجهاز العصبي.[٤]
وعند الحصول على علاج فعال يعود الغشاء المخاطي حول الأمعاء الدقيقة إلى طبيعته، وتختفي البكتيريا في غضون أيام قليلة، ولا يُرى سوى البكتيريا الميتة بعد شهر إلى شهرين، كما تعود الأهداب إلى حالتها الطبيعية، وقد يحتاج بعض المرضى إلى سنوات عدة حتى تعود الأمعاء إلى طبيعتها، لكن يجب الإشارة إلى أنّ الانتكاس -أي زيادة الحالة سوءًا بعد تحسنُّها- أمر شائع بعد أشهر أو حتى سنوات بعد العلاج الأولي.[٤]
وللحصول على نتائج جيدة وسيطرة ناجحة على الأعراض تُعدّ العوامل الآتية مهمّةً أيضًا:[٤]
- يعد استبدال السوائل والكهارل كالصوديوم والبوتاسيوم المناسب أمرًا ضروريًا عند المصابين الذين يعانون من سوء الامتصاص المعوي.
- يمكن أن تساعد مكملات الحديد أو الفولات على علاج فقر الدم في حال حدوثه.
- قد يكون فيتامين د والكالسيوم والمغنيسيوم عناصر ضروريةً للحفاظ على مستويات الكالسيوم.
- يمكن لمكملات فيتامين (ك) علاج اعتلال تجلط الدم أو تخثّره.
- يجب أن يكون النظام الغذائي للمصاب غنيًا بالسعرات الحرارية، والبروتينات، والفيتامينات الأخرى؛ إذ يمكن أن يؤدي مرض ويبل إلى سوء التغذية.
ما هي مضاعفات مرض وبيل؟
يتسبب مرض وبيل بتدمير الشعيرات الدقيقة -الأهداب- التي تبطن الأمعاء الدقيقة وتساعد على امتصاص العناصر الغذائية، مما قد يقلل من القدرة على امتصاص هذه العناصر، وهذا بدوره قد يؤدي إلى سوء التغذية عند المرضى، الأمر الذي يُسبِّب التعب، والضعف العام، وفقدان الوزن، وآلام المفاصل.
ويُعدّ مرض وبيل مرضًا تفاقميًا تقدميًّا؛ أي يزداد سوءًا مع الوقت، وقد يكون مُميتًا، فعلى الرغم من أنه نادر الحدوث، إلا أنه يتم الإبلاغ عن الوفيات المرتبطة به، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تأخُّر التشخيص والعلاج، وغالبًا ما يكون سبب الوفاة انتشار العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي، مما قد يؤدي إلى حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (26-10-2018), "Whipple's disease"، mayoclinic, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "Whipple's Disease", my.clevelandclinic,3-2-2016، Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Shannon Johnson (29-8-2018), "Whipple's Disease"، healthline, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Sy Kraft (24-4-2017), "Whipple disease: Causes and treatments"، medicalnewstoday, Retrieved 13-6-2020. Edited.