محتويات
ما المقصود بمفصل شاركو؟
قد يعاني الأشخاص المصابون بمرض السكري من العديد من المضاعفات، ويعدّ مفصل شاركو أو قدم شاركو أحد مضاعفات الاعتلال العصبي المحيطي، الذي عادةً ما ينجم عن الإصابة بمرض السكري.[١]
يؤثر مفصل شاركو في العظام والمفاصل والأنسجة الرخوة للقدم أو الكاحل، ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ضعف العظام، مما يزيد من خطر كسرها وانفصالها عن مفصل القدم أو الكاحل، فما هي الأعراض التي تنجم عن مفصل شاركو؟ وما أسباب حدوثه؟ وكيف يمكن علاجه والتعامل معه؟ كل ذلك وغيره سنتعرف عليه في هذا المقال.[١]
ما أعراض الإصابة بمفصل شاركو؟
يسبب مفصل شاركو ظهور بعض الأعراض، وتقسم هذه الأعراض إلى ثلاث مراحل كما يأتي:[٢]
- الفصل والتدمير: عادةً ما تكون هذه المرحلة حادةً، وتتميز بحدوث الاحمرار، وتورم كبير في القدم والكاحل، كما يمكن أن تبدو المنطقة دافئةً أو ساخنةً عند لمسها مقارنةً بأجزاء القدم الأخرى، أما من الداخل فيبدأ تورم الأنسجة الرخوة، وتكسّر العظام الصغيرة، مما يؤدي إلى تدمير المفصل والعظم المحيط به، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان المفصل للتوازن والاستقرار وخلعه من مكانه، ويمكن أيضًا للعظام أن تلين وتفقد صلابتها في النهاية، وقد يتشكل الجزء السفلي من القدم في هذه المرحلة بطريقة مسطحة أو متأرجحة في هذه المرحلة، كما تتكون النتوءات العظمية في أسفل القدم، وإذا لم يتلقَّ المصاب العلاج المناسب يمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدّة تصل إلى عام واحد.
- الاندماج: يبدأ الجسم محاولاته في علاج الضرر والتلف الذي حدث في المرحلة الأولى، الأمر الذي يقلل من تدمير المفاصل والعظام، وتقليل التورم والاحمرار وسخونة القدم.
- إعادة البناء: تعد هذه المرحلة نهاية مراحل مفصل شاركو، وتبدأ المفاصل وعظام القدم بالالتئام، لكن لسوء الحظ لا تعود هذه الأجزاء إلى حالتها الطبيعية قبل الإصابة بهذه الحالة المرضية، وعلى الرغم من عدم إحداث هذه المرحلة لأي ضرر إضافي للقدم، إلا أنها تتركها في حالة مشوّهة وغير مستقرة، وقد تصبح القدم في هذه الحالة أكثر عرضةً لتكوّن التقرحات، التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث المزيد من التشوهات أو في حالات أخرى إلى البتر.
ما أسباب حدوث مفصل شاركو؟
عادةً ما يؤثر مفصل شاركو في الأشخاص الذين لا يمكنهم الشعور بأي شيء في أقدامهم ومنطقة الكاحلين؛ وذلك نتيجة تلف الأعصاب، وبصورة خاصة يصيب الأشخاص المصابين بمرض السكري، لكن يمكن لبعض الأسباب الأخرى أن تسبب تلف الأعصاب، تتضمن ما يأتي:[٣]
- إدمان المواد الكحولية أو المخدرات.
- الإصابة بالعدوى.
- الإصابة بمرض أو التعرض لإصابات في الحبل الشوكي.
- مرض الشلل الرعاش.
- فيروس نقص المناعة البشرية.
- مرض الزهري.
وعلى الرغم من عدم وجود أي سبب محدد لحدوث مفصل شاركو، إلا أن بعض الأسباب يمكن أن تؤدي إلى حدوثه، تتضمن ما يأتي:[٣]
- الإصابة بالتواء أو كسر في العظام، وعدم تلقي العلاج بسرعة.
- الإصابة بقرحة في القدم وعدم التئامها.
- العدوى.
- إجراء جراحة في القدم والالتئام ببطء.
كيف يتم تشخيص مفصل شاركو؟
قد يواجه الأطباء صعوبةً في تشخيص مفصل شاركو خلال المرحلة الأولى من الإصابة، وذلك يعود إلى عدم قدرة الأشعة السينية على الكشف عن أي ضرر يحدث في هذه المرحلة، لذا لا بد من إخبار الطبيب حول أي حالة طبية يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمفصل شاركو، أما في المراحل اللاحقة من المرض ومع تقدمه يمكن أن تتمكن تقنيات التصوير الطبي مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي من الكشف عن الضرر، بالإضافة إلى ذلك يحلل الطبيب الأعراض التي يعاني منها المصاب، كما يتحقق من وجود علامات تدل على الاعتلال العصبي خلال الفحص السريري، وتتضمن هذه الاختبارات ما يأتي:[٢]
- اختبار سيمون وينستون، يحلل هذا الاختبار الحساسية للضغط ولمس الألياف العصبية الكبيرة.
- اختبار النقر، الذي يساعد على تقييم قدرة الشخص على الشعور بالألم.
- اختبار القياس العصبي، يساعد هذا الاختبار في تحديد الإصابة بالخلل العصبي المحيطي، مثل اعتلال الأعصاب السكري.
- اختبار ردود الفعل العصبية على الأوتار، وتحليل قوة العضلات في الساق والقدم.
كيف يعالج مفصل شاركو؟
يساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع حدوث المزيد من الضرر والتشوه في حالة مفصل شاركو، ويهدف العلاج بصورة أساسية إلى إزالة الوزن عن القدم، وعلاج أمراض العظام، وذلك باستخدام الجبيرة أو المكملات، بالإضافة إلى منع حدوث كسور جديدة في القدم، ويمكن أن يقسم العلاج بصورة أساسية إلى ما يأتي:[٤]
- العلاج غير الجراحي: تعد الراحة وإزالة الوزن عن القدم المصابة أو ما يسمى التفريغ الجزء الأكثر أهميةً من هذا العلاج، ويساعد التفريغ على منع حدوث الالتهاب ومنع تفاقم الحالة ومنع حصول التشوه، ويساعد حمل الوزن المحمي باستخدام أحذية المشي الصحية على منع حدوث مضاعفات ناتجة عن التشوه الحاصل، وتجنب حدوث تشوهات جديدة، ويمكن أيضًا أن يتضمن التفريغ وضع القدم في جبيرة، الأمر الذي يحميها ويقلل من حركتها، ويمكن أن تكون هذه الجبيرة من الجبس أو دعامة قابلة للإزالة، ويستمر المصاب بارتدائها ما بين 8-12 أسبوعًا، ويستخدم خلال هذا الوقت العكازات أو الكرسي المتحرك لتجنب وضع أي وزن على القدم المصابة، وعادةً ما يحتاج المصاب إلى تغيير الجبيرة عندما يقل التورم في القدم، وتُزال هذه الجبيرة عندما يتلاشى الاحمرار والتورم والسخونة، ثم يصف الطبيب للمصاب حذاءً طبيًا للتخفيف من الضغط المتكون على القدم، والذي يمكن أن يسبب الإصابات المتكررة والتقرحات، بالإضافة إلى ذلك قد يوصي بتعديل النشاطات؛ وذلك بهدف تجنب تعرض المصاب للمزيد من الإصابات في القدمين.
- العلاج الجراحي: قد يلجأ الطبيب إلى إجراء الجراحة للأشخاص الذين يعانون من تشوهات شديدة في الكاحل والقدم، وتتميز بأنها غير مستقرة ومعرضة بصورة كبيرة للتقرحات، بالإضافة إلى ذلك قد يحتاج المصاب الذي يعاني من التشوهات التي تسبب اضطراب أقواس القدم والعظام إلى التدخل الجراحي، وبعد إجراء الجراحة يحتاج إلى عدم وضع الوزن الكامل على القدم المصابة مدة زمنية محددة، كما يحتاج إلى ارتداء الأحذية الطبية المناسبة، والحصول على رعاية القدم طوال حياته، وينصح كثيرًا بتثقيف المصاب وأسرته حول الرعاية الوقائية الصحيحة للقدم، ومراقبتها بصورة مستمرة؛ وذلك لمنع حدوث أي مضاعفات مستقبلًا.
ما مضاعفات مفصل شاركو؟
يمكن أن يسبب مفصل شاركو ضعف العظام، بالتالي كسرها وتحركها من موقعها الأصلي، الأمر الذي قد يؤدي إلى ما يأتي:[٣]
- فقدان القدم لشكلها الطبيعي؛ وذلك نتيجة اضطراب أقواس القدم.
- انطواء أصابع القدم بصورة غير طبيعية.
- التواء مفصل الكاحل وعدم استقراره.
- ضغط عظام القدم في الحذاء، الأمر الذي يمكن أن يسبب تقرحات الجلد وإصابتها بالعدوى.
المراجع
- ^ أ ب "Charcot Foot", clevelandclinic, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Charcot Arthropathy, Charcot Joint, or Charcot Foot", healthline, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Charcot Foot?", webmd, Retrieved 29-7-2020. Edited.
- ↑ "Charcot Foot: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 29-7-2020. Edited.