ما هو مكر الله

كتابة:
ما هو مكر الله


ما هو مكر الله؟

يعرّف المكر في اللّغة بأنّه التحايل في سبيل إيقاع الشرّ بالطرف الآخر، وتعالى الله أن يتّصف بمثل هذه الصفة، وبناءً عليه فإنّ مكر الله -سبحانه وتعالى- يُراد به جزاء مكر الماكرين، فسمّى الجزاء بذات تسمية الفعل، فجزاء المكر بالمكر.


كما قال -تعالى- عن جزاء السيّئة بالسيّئة في قوله: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)،[١] وقيل: يُصرف التعريف إلى تدبير الله بحكمته وعلمه، ثمّ صار المعنى مخصّصاً بأنّه تدبير الله إيقاع الشر بهم، وهم يستحقّونه.[٢]


الأمن من مكر الله وخطورته

يعدّ الأمن من مكر الله كبيرة من الكبائر التي يرتكبها الإنسان، كونه يمسّ توحيد الربوبيّة الذي ينبغي أن يكون تامّاً عند المسلم، فإن اختلّ فقد مسّ صحة الإيمان عند العبد، كما يضرّ بمرتبة الخوف منه -سبحانه وتعالى- والتي تعدّ من ضرورات الإيمان بالله.[٣]


قال -تعالى-: (أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّـهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ)،[٤] وعن ابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن الكبائر، فقال: (الشِّرْكُ باللَّهِ واليأسُ من رَوحِ اللَّهِ والأمنُ من مَكرِ اللَّهِ)،[٥][٣] ويُقسم الأمن من مكر الله إلى قسمين نذكرهما على النحو الآتي:[٦]

  • الأمن المطلق الكلّي من مكر الله، وزوال الخوف من الله من قلب العبد بشكل كامل ونهائي، ويعد هذا من الكفر الذي يخرج صاحبه من الملّة.
  • الأمن النسبي من مكر الله، بحيث يزول الخوف من الله من قلب العبد بنسبة تجعله يقدم على معصية الله، والقيام بما نهاه عنه، وأصل الخوف من الله هنا موجود لكنّه متزعزع بين استحضار وزوال.


أمّا الأسباب التي تؤدي إلى الأمن من مكر الله، فهي كما يأتي:[٧]

  • رغبة العبد في الانغماس في ملذات الدنيا

والانجرار وراء شهوات نفسه، والقيام بالمحرّمات، وإعراضه عن الله -تعالى- ووقوعه في الغفلة عن مراقبة الله له، حتى يتلاشى خوفه من الله شيئاً فشيئاً.

  • الغرور الذي يملأ قلب العبد والتكبّر والجهل

فيرى العبد أنّ له مكانة عند الله تقيه من عذابه، فيركن على نفسه بأنّها ستحميه من استحقاق العذاب، والتي تحول بينه وبين توفيق الله ورضاه والنجاة من عذابه.


كيف يحذر المؤمن من مكر الله

إنّ معرفة الله -تعالى- حقّ المعرفة بأسمائه، وصفاته، وسننه الكونيّة هي التي تحمي من الوقوع في مكر الله، إضافةً إلى إقامة حكم الله وشرعه، والمسارعة إلى طاعته، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ*أُولَـئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ).[٨][٩]


حيث إنّ هؤلاء يقيمون الصلاة، ويؤدون الزكاة، ويصومون رمضان، ويقومون بكل ما أمر الله به، لكنّهم من شدّة حرصهم على الطاعة يخافون أن لا يقبل الله طاعتهم، بخلاف من أمن مكر الله فإنّه يقوم بالمعاصي ويأمن من عقاب الله له.[٩]

المراجع

  1. سورة الشورى ، آية:40
  2. فخر الدين الرازي (1420)، مفاتيح الغيب/ التفسير الكبير (الطبعة 3)، بيروت :دار إحياء التراث العربي، صفحة 236، جزء 8. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبد الرحيم السلمي ، شرح كتاب التوحيد، صفحة 12، جزء 6. بتصرّف.
  4. سورة الأعراف ، آية:99
  5. رواه السيوطي ، في الدر المنثور ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:367، إسناده حسن .
  6. عبد الرحيم السلمي ، شرح كتاب التوحيد، صفحة 13، جزء 6. بتصرّف.
  7. إبراهيم حسين (2014)، معجم التوحيد (الطبعة 1)، الكويت :دار القبس، صفحة 199-200، جزء 1. بتصرّف.
  8. سورة المؤمنون ، آية:60-61
  9. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3966، جزء 9. بتصرّف.
5347 مشاهدة
للأعلى للسفل
×