ما هو هرمون FSH

كتابة:
ما هو هرمون FSH

هرمون FSH

هرمون FSH أو الهرمون المنبه للجريب أو الهرمون المنشط للحوصلة (بالإنجليزية: Follicle-stimulating hormone)‏، هو هرمون تفرزه الغدة النخامية إضافةً لبعض الهرمونات الأخرى مثل الهرمون المُلَوْتِن (بالإنجليزية: Luteinizing hormone) اختصارًا LH لضمان عمل الغدد التناسلية بصورةٍ طبيعية، والغدد التناسلية الرئيسية لدى الرجال هي الخصيتان، بينما يُمثل المبيضان الغدد التناسلية الرئيسية لدى النساء، فلدى النساء يعمل هرمون FSH على المبيضين ليحفز نمو البويضات والحوصيلات المبيية أو الجُريبات (بالإنجليزية: Follicles)، ولدى الرجال فإنّه يعمل على الخصيتين ويحفّز إنتاج الحيوانات المنوية.[١][٢]


وفي سياق الحديث عن الغدة النخامية يُشار إلى أنّها تقعُ في قاعدة الدماغ وتتصل به عن طريق ساقٍ رفيعة، وعلى الرغم من صغر حجم هذه الغدة الذي لا يتجاوز حجم حبة البازيلاء إلا أنّها تُعرف أحيانًا بالغدة الرئيسية نظرًا لدورها في التحكم بالعديد من الغدد الهرمونية الأخرى داخل الجسم؛ كالغدة الدرقية والمبايض والخصيتين والغدة الكظرية.[٣]


وظيفة هرمون FSH

تختلفُ وظيفة هرمون FSH ومستواه في الدم حسب الجنس والعمر، وفيما يأتي توضيحٌ لدوره حسب الفئات المختلفة:[٤]

  • النساء: يساعد هرمون FSH في تنظيم الدورة الشهرية لدى النساء، وإنتاج البويضات من المبيض، ويختلف مستوى هرمون FSH خلال أيام الدورة الشهرية؛ إذ يكون في أعلى تركيز مباشرةً قبل حدوث عملية الإباضة وإطلاق البويضة من المبيض.
  • الرجال: عادةً ما يبقى مستوى هرمون FSH ثابتًا لدى الرجال، ويساعد هذا الهرمون في إنتاج الحيوانات المنوية كما ذكرنا.
  • الأطفال: تكون كمية هرمون FSH قليلة لدى الأطفال حتى سن البلوغ، وعندما يبدأ بالارتفاع فإنّ ذلك يرسل إشاراتٍ تُحفز المبيض لإنتاج الإستروجين لدى الفتيات، وتُحفز الخصيتين لإفراز التستوسيرون (بالإنجليزية: Testosterone) لدى الذكور.[٥]


آلية التحكم بإفراز هرمون FSH

يتم تنظيم إنتاج وإفراز هرمون FSH بالاعتماد على مستوى عدد منذ الهرمونات التي تفرزها المبايض والخصيتين، ويعرف النظام المسؤول عن ذلك بالمحور الوطائي النخامي التناسلي (بالإنجليزية:Hpothalamic–pituitary–gonadal axis)، وفيما يأتي توضيح لهذه الآلية:[٦]

  • يتم تصنيعُ وإفراز هرمون FSH وهرمون LH من الغدّة النخامية الأمامية بعد تحفيزها بواسطة هرمون مُطلِق للغونادوتروبين (بالإنجليزية: Gonadotrophin-releasing hormone)، الذي يُفرز من منطقة تحت المهاد ويرتبط بمستقبلاته على الغدّة النخامية.
  • ينتقل هرمون FSH عبر الدم ليصل ويرتبط بمستقبلاته الموجودة في الخصيتين والمبيضين، ليقوم بالتحكم بهما بمساعدة هرمون LH.
  • يختلف نمط إفراز هرمون FSH بين النساء والرجال، فمستواه يكون ثابتًا عند الرجال، على عكس النساء إذ يتغير مستوى الهرمون خلال أيام الدورة الشهرية المختلفة كما بيّنّا.
  • تنخفض كمية الهرمونات في نهاية الدورة الشهرية عند النساء، عندها تستشعر الخلايا العصبية الموجودة في منطقة تحت المهاد ذلك، فتُحفز إفراز المزيد من الهرمون المطلق للغونادوتروبين، الذي بدوره سيحفز الغدة النخامية لإنتاج المزيد من هرموني FSH و LH وإفرازهما في الدم.
  • تُحفّز زيادة مستوى FSH في الدم نمو الحويصلات أو الجُريبات في المبيض، ومع نمو الجُريبات تتحفز خلايا المبيض لإنتاج المزيد من هرمونات الإستراديول (بالإنجليزية: Estradiol) والإنهيبين (بالإنجليزية: Inhibin).
  • تستشعر منطقة تحت المهاد والغدة النخامية إنتاج هذين الهرمونين فيقل إفراز الهرمون المطلق للغونادوتروبين وهرمون FSH.
  • مع نمو الحويصلة أو الجُريب يُفرز المزيد من الإستروجين، الذي يُحفز زيادة إنتاج هرموني FSH و LH، مما يحفز الحويصلة الناضجة لإطلاق البويضة وحدوث الإباضة.
  • وهكذا خلال كل دورة شهرية؛ يرتفع مستوى هرمون FSH في النصف الأول من الدورة مما يحفز نمو الحويصلة داخل المبيض، وبعد الإباضة تتحول الحويصلة الممزقة (بعد إطلاقها للبويضة) إلى الجسم الأصفر (بالإنجليزية: Corpus Luteum) الذي يُنتج كمية من البروجيستيرون، الأمر الذي يثبط إفراز هرمون FSH.
  • وحتى نهاية الدورة يتحلل الجسم الأصفر ويقل إفراز البروجيستيرون، وعند ارتفاع مستوى هرمون FSH مرة أخرى تبدأ الدورة الشهرية التالية.
  • عند الرجال، يتم تنظيم إفراز هرمون FSH من خلال مستويات هرموني التستوستيرون والإنهيبين المفرزَين من الخصيتين، فعندما يرتفع مستوى هرمون التستوستيرون يتم استشعار ذلك بواسطة الخلايا العصبية الموجودة في منطقة تحت المهاد، مما يثبط إفراز الهرمون المطلق للغوناداتروبين، وبالتالي ينخفض مستوى هرمون FSH، ويحدث العكس عند انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
  • تُعرف هذه العملية بالتغذية الراجعة السلبية بحيث يبقى مستوى التستوستيرون ثابتًا.
  • يخضع إنتاج الإنهيبين أيضًا لنفس طريقة التحكم، ولكن يتم استشعاره بواسطة خلايا الغدة النخامية الأمامية وليس منطقة تحت المهاد.


تحليل أو فحص هرمون FSH

يبيّن هذا الفحص مستوى هرمون FSH في الدم أو البول،[٧] وغالبًا ما يُجرى فحص مستوى هرمون LH مع فحص هرمون FSH نظرًا لوظيفتهما المتقاربة في التحكم بالوظائف الجنسية، وتختلف نتائج هذه الفحوصات تبعًا للجنس والعمر،[٥] قد يطلب الطبيب إجراء تحليل هرمون FSH بعدة حالات طبية، مثل:[٨]

  • مواجهة صعوبة في الحمل لدى المرأة، فيُطلب فحص هرمون FSH لدى الزوجة والزوج لتحديد سبب المشكلة.
  • غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • توقّع وصول المرأة لسنّ اليأس.
  • انخفاض عدد الحيوانات المنوية.
  • انخفاض الدافع الجنسي لدى الرجل.
  • انخفاض الكتلة العضلية لدى الرجل.
  • اضطراب الغدة النخامية، إذ يؤثر ذلك في إفراز العديد من الهرمونات الأخرى، لذلك يُتوقع ظهور العديد من الأعراض الأخرى؛ كالتعب والضعف وفقدان الوزن غير المبرر وفقدان الشهية وغيرها.
  • اضطراب في البلوغ؛ كالبلوغ المتأخر جدًا أو البلوغ المبكر.


ولمعرفة المزيد عن تحليل هرمون FSH يمكن قراءة المقال الآتي: (ما هو تحليل FSH).


المستوى الطبيعي لهرمون FSH

كما ذكرنا سابقًا، فإنّ مستوى هرمون FSH يختلف بين النساء والرجال، كما أنه يختلف حسب الوقت من الدورة الشهرية، وفيما يأتي توضيح لمستواه الطبيعي حسب الفئات المختلفة بمقياس وحدة دولية/لتر (IU\L):[٩]

  • الذكور أكبر من 18 عامًا: بين 1-18.
  • النساء بعد انقطاع الطمث: بين 16.7-113.6.
  • الطور الجُريبي (بالإنجليزية: Follicular phase) ويبدأ من اليوم الأول للدورة وحتى يوم الإباضة: بين 3.9-8.8.[١٠][٩]
  • وقت الإباضة في منتصف الدورة الشهرية (بالإنجليزية: Midcycle): بين 4.5-22.5.[٩]
  • طور الجسم الأصفر، ويبدأ بعد التبويض ويستمر حتى قبل بداية الدورة الجديدة: بين 1.8-5.1.[١١][٩]


ارتفاع مستوى هرمون FSH

توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي لارتفاع هرمون FSH، مثل:[١٢]

  • انقطاع الطمث المبكر: يصاحب انقطاع الطمث المبكر ارتفاع في مستوى هرمون FSH، وذلك في عمر أقل من 35 عامًا، وتُعرف هذه الحالة أيضًا باسم فشل المبايض المبكر أو قصور المبيض (بالإنجليزية: Premature ovarian failure)، ومن الأعراض المصاحبة لهذه الحالة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين وغياب الدورة الشهرية.
  • ضعف احتياطي المبيض: (بالإنجليزية: poor ovarian reserve) ويُعرف أيضًا بشيخوخة المبايض المبكرة، أو قصور المبايض المبكر، أو انخفاض احتياطي المبيض، ويتمثل بانخفاض عدد الوبيضات في المبيض عن الحد الطبيعيّ.
  • بعض المشاكل الخلقية أو الجينية: مثل متلازمة تيرنر (بالإنجليزية:Turner Syndrome).
  • فترة انقطاع الطمث: من الطبيعي أن يرتفع هرمون FSH في فترة انقطاع الطمث، مما يعكس انخفاض وظيفة المبيضين ونقصان مستوى الإستروجين والبروجيسترون.[٦]
  • حدوث خلل في المبيض أو الخصية.[٦]
  • المشاكل التي تؤثر في الخصيتين لدى الرجال: مثل الإصابة بعدوى فيروسية كالنكاف، أو التعرض لحادث أو صدمة بالمنطقة، أو الخضوع للعلاج الكيمياويّ، أو التعرض للعلاج الإشعاعيّ، أو الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو أورام الخلايا التناسلية، أو خلل تكوّن الغدد التناسلية، أو اضطراب الكروموسومات مثل متلازمة كلاينفيلتر (بالإنجليزية:Klinefelter syndrome).[١٣]
  • اقتراب سن البلوغ: من الطبيعي أن يرتفع هرمون FSH وهرمون LH عند اقتراب البلوغ أو عند حدوثه، ويكون البلوغ عادة على عمر أكثر من تسع سنوات للإناث وعشرة أعوام للذكور، ويُعتبر البلوغ في سن أقل من ذلك بلوغًا مبكّرًا.[٥]


ولمعرفة المزيد عن ارتفاع هرمون FSH يمكن قراءة المقال الآتي: (ارتفاع هرمون FSH).


نقص مستوى هرمون FSH

يسبب نقص هرمون FSH مضاعفاتٍ صحيّةٍ حقيقيةٍ لدى النساء والرجال، نوضحها فيما يأتي:[٦]

  • نقص هرمون FSH عند النساء: يؤدي ذلك لعدم اكتمال النمو عند البلوغ، وضعفٍ في وظائف المبيض أو فشل المبيض، وفي هذه الحالة فإنّ حويصلات المبيض لا تنمو بالشكل الصحيح ولا تُطلق البويضة عند الإباضة مما يؤدي للإصابة بالعقم، وتعرف هذه الحالة بقصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية:Hypogonadotrophic-hypogonadism).
  • نقص هرمون FSH لدى الرجال: قد يكون نقص هرمون FSH لدى الرجال جزئيًا مما يؤدي لتأخر البلوغ ونقص عدد الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Oligozoospermia) ولكن يبقى الإنجاب ممكنًا في هذه الحالة، ولكن عند انعدام هرمون FSH الكامل لدى الرجال فإنّ ذلك يؤدي لحدوث نقص في البلوغ، والعقم نتيجة انعدام الحيوانات المنوية (بالإنجليزية: Azoospermia).
  • إذا حدث فقدان لهرمون FSH بعد مرحلة البلوغ سوف يؤدي ذلك لفقدانٍ مماثلٍ للخصوبة، والمعاناة من العُقم.


فيديو ما علاج ارتفاع هرمون FSH

شاهد الفيديو لتتعرف أكثر على كيفية علاج ارتفاع هرمون FSH.


المراجع

  1. "follicle-stimulating hormone", www.cancer.gov, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  2. Robert M. Sargis (4-10-2018), "An Overview of the Pituitary Gland"، www.endocrineweb.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  3. "What is the pituitary gland?", www.pituitary.org.uk, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  4. "Follicle-Stimulating Hormone", healthy.kaiserpermanente.org,8-11-2019، Retrieved 7-9-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Follicle-Stimulating Hormone (FSH) Levels Test", medlineplus.gov, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Follicle stimulating hormone", /www.yourhormones.info/,1-2-2018، Retrieved 7-9-2020. Edited.
  7. Nivin Todd (30-1-2019), "What Is a FSH Test?"، www.webmd.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  8. "Follicle-stimulating Hormone (FSH)", labtestsonline.org,5-12-2019، Retrieved 7-9-2020. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث Rachel Nall (3-6-2017), "How do FSH levels test menopause and fertility?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  10. "Menstrual cycle", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  11. Traci C. Johnson (14-2-2019), "Luteal Phase Defect"، www.webmd.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  12. Alan Copperman, "Is High FSH the Same as Menopause?"، progyny.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
  13. "Follicle-stimulating Hormone (FSH)", www.msdmanuals.com, Retrieved 7-9-2020. Edited.
16922 مشاهدة
للأعلى للسفل
×