محتويات
ما هو هيكل سليمان؟
عُرفت كلمة هيكل في اللغات السّامية "الآرامية والآشورية والعبرية" وغيرها، وتتكون كلمة هيكل من قسمين؛ الأول "هي" ويعني البيت، والثاني "كل" ويعني الضخم الكبير، وبهذا تكون كلمة هيكل تعني البيت الكبير.[١]
إنّ كلمة هيكل يقابلها في اللغة العبرية لفظ "بيت همقداش"؛ وتعني "بيت المقدس" أو "هيخال"، ويُعدّ الهيكل المبنى الأهم عند اليهود، فهم كانوا يحجّون إليه في أعياد الحج، وهي ثلاثة "الفصح والأسابيع والمظال"، وقد اشترى نبي الله داود -عليه السلام- الأرض التي بُني عليها الهيكل، إلّا أنّ النبي سليمان -عليه السلام- هو الذي بناه، ولذلك سُمّي بـ "هيكل سليمان".[٢]
أين يقع هيكل سليمان؟
بحسب المزاعم اليهوديّة فإنّ نبي الله سليمان -عليه السلام- قد بنى الهيكل فوق جبل بيت المقدس "جبل موريا"، وذلك على هضبة الحرم والتي يوجد عليها المسجد الأقصى وكذلك قبة الصخرة، وقد أشارت الكتابات الإنكليزية إلى هذه الجبل ودعته "Temple Mount"؛ أي "جبل الهيكل"، أمّا في اللغة العبرية فيُدعى هذا الجبل بـ "هر هبايت" ويعني ذلك جبل البيت "بيت الإله".[٣]
وصف هيكل سليمان
كان بناء سليمان -عليه السلام- للهيكل -كما يُقال- بناءً محكمًا عظيمًا، ولم يختلف في بنائه الثلاثي عن باقي الهياكل الكنعانية "المدخل، بهوٌ مقدس، قدس الأقداس"، وكان يضم إلى جانب قصر الملك مبانٍ أخرى وهي:[٤]
- قاعة إجتماعات، وبناءً للعاملين.
- بَهوَين أحدهما للعرش وآخر للمحكمة العليا.
- بيتًا لزوجة سليمان -عليه السلام- وبناءً كبيرًا للنساء.
- تابوت العهد الذي ألحق به المذبح الصغير.
- فناء كبيرًا واسعًا أحاط بكل تلك المباني.
- العديد من البوابات التي تمكّن من دخول المعبد في وقت الحج.
- ثلاث بوابات أيضًا، بوابة الملك والمجلس وبوابة السجن.
- مساحة الهيكل قد بلغَت ثلاثين مترًا طولًا، وعشرة أمتارعرضًا، وبلغ ارتفاعه خمسة عشر مترًا.
النزاع حول مسألة وجود هيكل سليمان
يزعم اليهود بأنّ الهيكل كان موجودًا ويُصرّون على ذلك، إلّا أنّهم اختلفوا في مكان الهيكل وحجمه وتصميمه؛ ولهم في ذلك عدة آراء، وهي:
- الرأي الأول: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ الهيكل مكانه خارج ساحة المسجد الأقصى.[٥]
- الرأي الثاني: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ مكان الهيكل تحت قبة الصخرة.[٥]
- الرأي الثالث: يرى أصحاب هذا الرأي أنّ مكان الهيكل تحت المسجد الأقصى.[٥]
- رأي المتطرفين من الصهاينة: فيزعمون أنّ المسجد الأقصى قد بُنيَ مكان الهيكل، وأنّ ما يسمّونه حائط المبكى "الحائط الغربي من الأقصى الشريف" هو آخر آثار هيكل سليمان.[٥]
- رأي جمهور المسلمين: ينفي المسلمون مزاعم اليهود حول وجود هيكل سليمان، ويستدلون على ذلك بأنّ المسجد الأقصى قد بُنيَ قبل ولادة النبي سليمان -عليه السلام- بنحو ألف عام على أقلّ تقدير، وقد يكون الذي بناه آدم أو إبراهيم أو يعقوب عليهم الصلاة والسلام، وما يزال قائمًا إلى هذا اليوم مع تغييرات قد طرأت عليه.[٥]
- رأي ابن خلدون: لقد ذكر ابن خلدون في مقدمته أنّ داود وسليمان -عليهما السلام- هما من بنى المسجد "بيت المقدس"، ولكنّه قد تعرّض للتخريب كثيرًا، وبناؤه الذي هو عليه اليوم هو من بناء الوليد بن عبد الملك بن مروان.[٦]
- رأي ابن الوردي: وَرد في كتاب "تاريخ ابن الوردي" أنّ هيكل بيت المقدس قد شيّده سليمان عليه السلام، وأنّ الوليد بن عبد الملك هو الذي بنى المسجد على شكله الحالي.[٧]
المراجع
- ↑ أنستاس الكرملي، مجلة لغة العرب العراقية، صفحة 493. بتصرّف.
- ↑ عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، صفحة 427-431. بتصرّف.
- ↑ عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، صفحة 431. بتصرّف.
- ↑ عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، صفحة 432. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث، صفحة 403. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى دار الإفتاء المصرية، صفحة 160. بتصرّف.
- ↑ ابن الوردي الجد زين الدين، تاريخ ابن الوردي، صفحة 33. بتصرّف.