محتويات
حمى البحر الأبيض المتوسط
تعرف حمى البحر الأبيض المتوسط (Familial Mediterranean fever) بأنها اضطراب وراثي يتمثّل بحدوث نوبات متكررة قصيرة من آلام البطن الشديدة وارتفاع درجة حرارة الجسم، كما قد ترافق هذه النوبات بعض الأعراض الأخرى، مثل: التهاب المفاصل، وآلام في الصدر ناتجة عن التهاب تجويف الرئة، والطفح الجلدي.
تجدر الإشارة إلى أنّ المصاب بحمى البحر الأبيض المتوسط لا يعاني من أي أعراض في الوقت بين النوبات، كما أنّه يبدو بصحة جيدة، وفي بعض الأحيان يُطلق على حمى البحر الأبيض المتوسط اسم حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية؛ وذلك بسبب حدوثها عند العائلات من أصول البحر الأبيض المتوسط، مثل العرب والأتراك وغيرهما، وهي ناتجة عن سمة جسدية متنحّية تؤثر في كلّ من الذكور والإناث الذين انتقل إليهم الجين من والديهم على حد سواء.[١]
ما الذي يسبب الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية؟
غالبًا ما تحدث حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية بسبب حدوث تغير أو طفرة في كلتا النسختين من جين يسمى MEFV للشخص، وعادةً ما يتم توريث هذه الطفرة المسببة للمرض من الآباء إلى الأبناء، سواء كان ذلك من أحد الأبوين أم كليهما، ومن الجدير بالذكر أنه لا يمكن عمل أي شي سواء كان ذلك قبل الحمل أم خلاله لمحاولة منع انتقال الطفرة المسببة للمرض إلى الأبناء.[٢]
ومن المعروف أنّ جين MEFV يوفّر المعلومات اللازمة لإنتاج بروتين يسمى البيرين، وتكمن وظيفة هذا البروتين في إيقاف العملية الالتهابية عندما لا يكون الجسم بحاجة إليها، كما يحفّز رد فعل جهاز المناعة عند التعرض لمسببات الالتهاب؛ لذا عندما لا يتكون بروتين البيرين بطريقة صحيحة نتيجة الطفرة الوراثية فإنّه يحدث خلل في العملية الالتهابية داخل الجسم، مما يؤدي إلى حدوث التهاب مؤلم وظهور الطفح الجلدي، بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم.[٢]
كما توجد عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط العائلية، مثل: وجود تاريخ عائلي للمريض، أو أنّ المريض ذو أصول من البحر الأبيض المتوسط، مثل: الأشخاص من أصول عربية، أو شمال إفريقية، أو يهودية، أو تركية، أو يونانية، أو إيطالية، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تصيب هذه الحالة أي مجموعة عِرقيّة.[٣]
كيف يتم علاج حمى البحر الأبيض المتوسط؟
لا توجد أي علاجات منزلية أو طرق يمكن اللجوء إليها لتخفيف الأعراض، كما أنّه إلى الآن لا يوجد أي علاج لحمى البحر الابيض المتوسط العائلية، لكن توجد بعض الأدوية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من الأعراض المصاحبة لهذه الحالة، وفي ما يأتي ذكر لهذه الأدوية:[٣]
- الكولشيسين: يؤدّي هذا الدواء إلى تقليل الالتهابات الموجودة في الجسم، كما أنه يساعد على تقليل النّوبات أو منع حدوثها، ويؤخذ هذا الدواء على شكل أقراص، كما يجب استشارة الطبيب المختص لتحديد خطة العلاج وتحديد الجرعات المناسبة للمريض؛ إذ إنّ بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى جرعة واحدة يوميًا، بينما البعض الآخر قد يحتاج إلى جرعات أقلّ وأكثر تكرارًا، ومن الجدير بالذّكر أنّ هذا الدواء قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، مثل: الانتفاخ، والتشنجات في البطن، والإسهال.
- أدوية اخرى: يمكن استخدامها من قِبَل الأشخاص الذين لا يستجيبون لدواء الكولشسين، ويعتمد مبدأ هذه الأدوية على منع عمل بروتين يسمى الإنترلوكين 1، والذي يسهم في العملية الالتهابية، ومن الأمثلة على هذه الأدوية كاناكينوماب canakinumab، ورانولسيبت rilonacept.
ما هي أعراض الإصابة بحمى البحر الأبيض المتوسط؟
تبدأ أعراض حمى البحر المتوسط بالظهور على الشخص المصاب خلال مرحلة الطفولة، وفي العادة تتمثل بحدوث نوبات من الممكن أن تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، وفي بعض الأحيان قد يصاحبها التهاب في المفاصل يستمر عدة أسابيع أو عدة أشهر، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد وقت محدد أو مدة زمنية لهذه النوبات؛ إذ من الممكن أن تبدأ نوبة أخرى خلال أيام أو أشهر أو سنوات، ولا يعاني المرضى خلال وقت الراحة ما بين النوبات من أي أعراض أو أي مشكلات، وفي ما يأتي ذكر لبعض أعراض حمى البحر الأبيض المتوسط وعلاماتها:[٣]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ألم في البطن.
- ألم في الصدر.
- آلام وتورم في المفاصل.
- طفح جلدي أحمر يتمركز على الساقين، خصوصًا خلف الركبة.
- آلام في العضلات.
- التورم والانتفاخ في الصفن.
ما هي مضاعفات حمى البحر الأبيض المتوسط؟
يوجد العديد من المضاعفات التي قد تنتج من نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية إذا تركت دون علاج، وفي ما يأتي ذكر لبعض هذه المضاعفات:[٣]
- وجود بروتينات غير طبيعية في الدم: يمكن أن يتراكم في جسم المريض أثناء نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط العائلية بروتين غير طبيعي يسمى الأميلويد أ (amyloid A)، الذي يتراكم في الأعضاء مما يؤدي إلى تلف العضو الذي يتراكم فيه، ويسبب ما يسمى الداء النشواني (amyloidosis).
- تلف الكلى: يمكن أن يسبب تراكم الأملويد (أ) في الكلى إلى حدوث تلف فيها، مما يؤدي إلى الإصابة بالمتلازمة الكلوية nephrotic syndrome، والتي ينتج عنها تلف في أنظمة ترشيح الكلى التي تسمى الكبيبات، الأمر الذي يسبب فقدان المريض كميات كبيرة من البروتين في البول، بالإضافة إلى أن المتلازمة الكلوية ممكن أن تؤدي إلى تجلط الدم في الأوردة الموجودة في الكليتين مما يؤدي إلى الفشل الكلوي.
- العقم عند النساء: من الممكن أن تؤدي نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط إلى حدوث التهابات في الأعضاء التناسلية الأنثوية، مما قد يسبب العقم عند النساء.
- ألم في المفاصل: يؤدي التهاب المفاصل الناتج عن نوبات حمى البحر الأبيض المتوسط إلى الشعور بالألم في المفاصل، وتعد الركبتان والكاحلان والوركان والمرفقان المفاصل الأكثر عرضةً للالتهاب وحدوث الألم.
المراجع
- ↑ WILLIAM SHIEL, "Medical Definition of Familial Mediterranean fever (FMF)"، medicinenet, Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ^ أ ب " Familial Mediterranean fever", rarediseases,6-10-2016، Retrieved 18-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Familial Mediterranean fever", mayoclinic,5-6-2018، Retrieved 18-6-2020. Edited.