ما هي أبرز مؤشرات النمط السردي؟

كتابة:
ما هي أبرز مؤشرات النمط السردي؟


مؤشرات النمط السردي

يُعد النمط السردي أحد الأنماط التي تُعبر على الطريقة والأسلوب، الذي من خلاله يعرض الكاتب كافة الأحداث من خلال نقلها إلى المستقبلين القرّاء، وهذا تبعًا إلى ترتيب، أو تسلسل معين، وهذا النوع من الأنماط لا يحتوي بتاتًا على الوصف ذي الطابع الداخلي أو الخارجي،[١] وأبرز مؤشراته ما يأتي:


تحديد الزمان والمكان

للزمن أهمية كبيرة في السرد، فهو الذي يجعل للإحساس عمقًا تنعكس على الأحداث والشخصيات، وعادةً ما يتم التمييز بين السرديات الخاصة بالزمن كما يأتي:[٢]

  • زمن القصة

هو الزمن الذي وقعت فيه الأحداث، إذ إنّ لكل قصة بداية ونهاية، ويتميز زمن القصة بالتتابع والترتيب المنطقي.

  • زمن السرد

يُسمى أيضًا زمن الخطاب، وهو الزمن الذي من خلاله يُقدم السارد القصة، وغالبًا ما يكون مطابقًا لزمن القصة.


جدير بالذكر أنّ إيقاع السرد يتحدد بناءً على وتيرة الأحداث، من خلال درجة السرعة أو البطء، ففي حالة كانت أحداث القصة سريعة يقل زمنها، ويتم سرد أحداث تأخذ وقتًا طويلًا في أسطر قليلة، ويتم توظيف تقنيات زمنية، مثل: الخلاصة والحذف، وفي حالة كانت أحداث القصة بطيئة، يتم تأخير السرد وتوظيف تقنيات خاصة بذلك، مثل: الوقفة والمشهد.[٢]


أما عن المكان، فيُمثل محورًا أساسيًا في البنية السردية، إذ لا يُمكن تخيل حكاية ما دون مكان، فهو إحداثي أساسي إلى جانب الزمن، يُؤثر على المتلقي ومدى قدرته على تخيل الأحداث بدقة، وقد يختلف المكان الواقعي عن المكان الروائي أو القصصي، إذ إنّ الواقعي يتم تحديد مفاهيمه بالإشارة إلى العلاقة المكانية، مثل: داخل، خارج، أسفل، متصل، أما الروائي فيتميز بكونه ما يأتي:[٣]

  • فضاء لفظي

هو الفضاء لا يُوجد إلا بالكلمات، فهو يُمثل موضوعًا للفكر الذي يخلقه المؤلف بجميع مكوناته وأجزائه.

  • فضاء ثقافي

هو الفضاء الذي يتكون من القيم والمشاعر والتصورات التي تتمكن اللغة من التعبير عنها فقط، مثل: رموز الرياضيات.

  • فضاء متخيل

هو فضاء يتشكل من خلال قصة خيالية، يتجاوز الواقعية والجغرافية والدلائل الثقافية.


الانتقال من الماضي إلى الحاضر

إنّ الانتقال من الماضي إلى الحاضر في النمط السردي هدفه هو الكشف عن حالة السارد، والانفصال عن ثنائية الزمان والمكان، فهُما مجرد نتيجة لعلاقة استنتاجية داخلية، فالماضي هو الموضوع المركزي والأساس عند السارد، أما الحاضر فهو ثانوي،[٤] ومن التقنيات التي تُستخدم للتعبير عن الماضي أو الحاضر ما يأتي:[٥]

  • السرد التابع

هو السرد الذي يقوم فيه السارد بذكر الأحداث التي حدثت في زمن السرد، إذ يكون عادةً في الماضي، وهو النمط التقليدي والأكثر شيوعًا في أنواع السرد، وما يُميزه هو حفاظه على البعد الحكائي.

  • السرد المتقدم

يُسمى بالسرد الاستطلاعي، ويكون عادةً بصيغة المستقبل، ويكون شائعًا في قصص الخيال العلمي كونه زمنًا استباقيًا، ولكنه من أنماط السرد النادرة في الأدب.

  • السرد الآني

هو السرد الذي يُصاغ بصيغة الحاضر، ويتم فيه وصف حدث يدور في الماضي، ومن ثم يتنقل السارد ليتحدث بأسلوبه حول الحدث أو الشخصيات.


الوصف

إنّ الوصف يهدف إلى الدلالة على معنى معين في إطار سياقي محدد، وهو أداة تُشكل صورة للمكان، وتُعبر أيضًا عن الزمان، فالوصف هو المجال العام للسرد، وقد عدد جان ريكاردو أشكال الوصف كما يأتي:[٦]

  • معنى الوصف محدد لما سيأتي بعده، وهو أضعف أنواع الوصف وأشكاله.
  • أسبقية الوصف للمعنى، وبهذا يكون إرهاصًا ومرحلة نحو اكتشاف المعنى.
  • دلالة الوصف للمعنى في ذاته دون الحاجة إلى ما يُشير إليه.
  • تشييد الوصف للمعنى بما يُعرف بالوصف الخلّاق.


الحوار

إنّ الحوار من آليات ومؤشرات النمط السردي، إذ يُعد عنصرًا مهمًا يُوضح السياق الأدبي والبناء الفني، فهو ليس فقط وسيلةً لتخاطب الشخصيات، إذ يُمثل عنصر إضاءة في النص يدل على طبيعة الشخصيات، ويجب أن تتوافر فيه صفتان، هُما كالآتي:[٧]

  • أن يكون مدمجًا في القصة، حتى لا يشعر القارئ بأنّه عنصر دخيل.
  • أن يكون سلسًا رشيقًا يتناسب مع الشخصيات والمواقف.


كما يعتمد الحوار على الوعي باختيار المفردات والصور والأفكار، فهو وسيلة للنفاذ إلى جوهر الأشياء، ودور الحوار الحقيقي يكمن فيما يأتي:[٧]

  • تعريف القارئ بالمستوى الفكري للشخصيات.
  • أداة قوية يُقدمها الرواي على نحو مكثف وسريع.
  • طريقة لتزويد المشهد القصصي بالمساحات الوصفية والتحليلية.

المراجع

  1. جنات بلخن، السرد التاريخي عند بول ريكور، صفحة 31-32. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد بوعزة، تحليل النص السردي تقنيات ومفاهيم، صفحة 87-92. بتصرّف.
  3. محمد بوعزة، تحليل النص السردي تقنيات ومفاهيم، صفحة 99-100. بتصرّف.
  4. حنفاوي بعلي، تحولات الخطاب الروائي الجزائري: آفاق التجديد ومتاهات التجريب، صفحة 270. بتصرّف.
  5. دار الكتاب الثقافي، في اليات السرد العربي، صفحة 59-65. بتصرّف.
  6. حميد لحمداني، بنية النص السردي، صفحة 79-80. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجلة مركز دراسات الكوفة: مجلة فصلیة محكمة، فاعلية الحوار في قصص جمال نوري، صفحة 162-163. بتصرّف.
8795 مشاهدة
للأعلى للسفل
×