محتويات
ما أحلام الوعي؟
أحلام الوعي (Lucid Dreaming) تلك التي يعرف فيها الشخص النائم بأنّه يحلم، إذ يدرك أنّ الأحداث التي تومض في دماغه لا تحدث حقًا، لكنّها تبدو حية وحقيقية، ومثل الأحلام المعتادة تحدث أحلام الوعي أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، وغالبًا تحدث بشكل عفوي، لكن قد يُدرّب بعضهم أنفسهم ليبدؤوا أحلام الوعي أو يصبحوا أفضل في ذلك.[١][٢]
كيف يتحكم الشخص بأحلامه؟
يُدرّب الشخص نفسه على الحلم الواعي ويتحكم به، إذ يستعين ببعض الاستراتيجيات التي تضمن سيطرته عليها، وتتضمن ما يأتي:[٢][١]
- التحفيز الذهني: ذلك بتحفيز الذهن لملاحظة التفاصيل الغريبة في الحلم والتنبيه أنّها ليست حقيقية قبل الذهاب إلى الفراش.
- اختبار الواقع: من خلال محاولة فعل مستحيل أثناء الحلم، أو الاستمرار بسؤال الشخص نفسه في مدة الاستيقاظ هل هو نائم ومحاولة لمس الأشياء من حوله؛ لأنّ ذلك سيزيد من احتمال تذكّر تكرار ذلك أثناء الحلم؛ ومن أمثلتها محاولة قراءة صفحة كتاب خلال هذه المدة.
- الاستيقاظ ثم العودة للنوم: ذلك من خلال النوم لمدة 5 ساعات والاستيقاظ لمدة وجيزة، ثم العودة إلى النوم لمحاولة الدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة العميقة.
- الأحلام الصافية بمساعدة الذاكرة (MILD): ذلك عبر الاستيقاظ بعد النوم لمدة 5 ساعات، وإخبار الشخص نفسه تكرارًا أنّه في المرة القادمة التي يحلم فيها سيتذكّر أنّه يحلم، وهذه التقنية تستخدم الذاكرة المستعادة (Prospective memory)، أو أداء فعل معيّن يُخزّن ذاكرة الحلم في المستقبل، مما يساعد في الحثّ على حلم أحلام الوعي.
- الأدوية: ركّزت الدراسات أيضًا على عدد من الأدوية من المكملات الغذائية إلى النباتات الطبية؛ لمعرفة تأثيرها في النوم والأحلام، ومعرفة ما إذا كانت بإمكانها مساعدة شخص ما في تحقيق أحلام الوعي، لكن تُعدّ سلامة استخدامها ومدى فاعليّتها غير واضح إلى الآن.
- الأجهزة: قد يؤدي استخدام الأقنعة وعصابات الرأس المختلفة التي تحتوي على أصوات أو أضواء محددة إلى إحداث حالة وعي، وبعض الأجهزة الأخرى تسجّل الرسائل المستخدمة وتُشغّلها في تقنية الأحلام الصافية بمساعدة الذاكرة أثناء النوم.
- تدوين الأحلام: إذ يساعد تدوين الأحلام بأكبر قدر من التفاصيل كلّ ليلة في زيادة الوعي أثناء الحلم.
- التأمل: إذ يفيد التأمل في زيادة وعي الشخص بنفسه وبمحيطه عامة.
ما فوائد أحلام الوعي؟
توجد بعض الأدلة التي تفيد بأنّ أحلام الوعي لها فوائد علاجية؛ مثل:[٣]
- التغلب على الكوابيس: برغم أنّ الكوابيس تُعدّ أمرًا طبيعيًا، وأنّ من 50-85% من البالغين يتعرّضون للكوابيس العارضة، لكنّ الكوابيس المتكررة قد تؤثر في الشخص وتسبب له التوتر والقلق، خاصةً إذا كانت متعلقة بحالات أخرى؛ مثل: اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو اضطراب النوم وغيرها، وغالبًا تسمح أحلام الوعي للحالم بالتحكم بالحلم، وعندما يعرف الحالم أنّه يحلم سيدرك أنّ الكابوس ليس حقيقيًا؛ لذلك تُستخدَم أحلام الوعي في علاج (Imagery Rehearsal Therapy)، والعلاج السلوكي المعرفي (CBT).
- التخلص من القلق: إذ يستطيع الشخص التحكم بحلمه، والمعاناة من مسببات القلق لديه.
- تحسين المهارات الحركية: إذ يفترض العلماء أنّ الأداء الذهني للمهارات الحركية تزيد من القدرة على تنفيذها، مما يشير إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من إعاقات جسدية يستطيعون ممارسة المهارات الحركية في أحلام الوعي لإعادة التأهيل البدني، بالإضافة إلى أنّها تساعد في تحسين المهارات الحركية لدى الأشخاص الأصحاء.
ما أضرار أحلام الوعي؟
بينما أحلام الوعي محمّسة لبعض الأشخاص، لكنّها قد تمنع الشخص من الحصول على نوم مريح، خاصةً إذا كان يركّز كثيرًا على نتائج الحلم، وجودة النوم السيئة تؤدي إلى المزيد من الكوابيس، وبالتالي احتمال معاناة الشخص من أحلام مخيفة ستمنعه من النوم ليلًا،[٤] وقد تسبب أحلام الوعي أيضًا إصابة الشخص باضطراب تبدد الشخصية أو الواقع (Derealization)، إذ يشعر بأنّ الأشخاص والأشياء والبيئة حوله ليست حقيقية، بالإضافة إلى أنّ اضطرابات النوم الناتجة من أحلام الوعي قد تؤدي إلى زيادة أعراض الاكتئاب، والإصابة بشلل النوم أو ما يُعرَف باسم الجاثوم أو شلل النوم (sleep paralysis).[٣].
أسئلة شائعة
هل ترتبط أحلام الوعي بحالات مرضية؟
قد ترتبط أحلام الوعي بمرض النوم القهري أو التغفيق (Narcolepsy)، وهو اضطراب نوم مرضي يتسبب في نوم الشخص بسرعة في أي وقت أثناء النهار، إذ يشير الكثير من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة إلى وجود أحلام غريبة للغاية وحيوية يشعرون بأنّها حقيقية كحياتهم الواقعية.[٥]
هل يستطيع الأطفال الدخول في أحلام الوعي؟
أجريت دراسة أحلام الوعي في البالغين بشكل موسّع أكثر من الأطفال، لكن تضمّنت دراسة أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 6-18 سنة أكملوا فيها استبيانًا موجزًا وُزّع على مكتبات المملكة المتحدة، وأفاد أنّ 43.5% مرّوا بحلم واعٍ واحد على الأقل، وارتبط حدوث أحلام الوعي لديهم بشدة بتفضيلهم قراءة روايات الخيال والخيال العلمي، وبالتالي فائدة أحلام الوعي للأطفال في التدريب على المهارات أو التعامل مع الكوابيس موضوعات مثيرة للاهتمام للبحث في المستقبل.[٦]
كم تحدث أحلام الوعي؟
في الحقيقة يعاني 55% من الناس من حلم أو حلمين من أحلام الوعي خلال حياتهم، إذ تُعدّ أحلام الوعي المتكررة أمرًا نادر الحدوث، ففي إحصائية أخرى بلغت نسبة الأشخاص الذين يعانون من أحلام الوعي مرة واحدة في الشهر 23% من الأشخاص فقط.[٣]
المراجع
- ^ أ ب Maria Cohut, Ph.D., "Lucid dreaming: Controlling the stories of sleep"، medicalnewstoday, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ^ أ ب " What Are Lucid Dreams?", webmd, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Kirsten Nunez, "5 Techniques to Try for Lucid Dreaming"، healthline, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ↑ " Do Lucid Dreams Affect Sleep Quality?", sleepfoundation, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ↑ National Sleep Foundation, " What Is Lucid Dreaming?"، sleepfoundation, Retrieved 30-5-2020. Edited.
- ↑ Schredl, M., Henley-Einion, J., Blagrove, M. , " Lucid dreaming in children: The UK library study. "، apa, Retrieved 30-5-2020. Edited.