هام جداً للاهالي ذوي الاطفال التوحديين، تعرفوا على افضل البرامح التربوية التي تناسب طفلكم وكيف يمكنكم اختيار المدرسة التي تلائمه
كان الاعتقاد السائد هو أن الأطفال التوحديين غير قابلين للتعليم وترتب على ذلك إلحاقهم بمراكز الإيواء المخصصة للمعوقين عقلياً. ويستشهد بعدم تحسن مستوياتهم على أنهم غير قابلين للتعليم.
واستمر هذا الوضع حتى بدأ التشكيك في صحة الافتراضات التي تقول بأن المعوقين عقلياً غير قابلين للتعليم، وثبت بالفعل خطأ تلك الافتراضات ليس بالنسبة للمعوقين عقلياً فحسب بل بالنسبة للأطفال التوحديين كذلك.
ولهذا فإن المفاهيم التربوية المعاصرة تؤكد أن الفئات غير القابلة للتعلم إن وجدت فإنها ضئيلة جداً. كما تؤكد في نفس الوقت على أهمية أن تؤخذ القدرات والاحتياجات الفردية بعين الاعتبار. وأن يتم قياس القابلية للتعليم بما يحققه الفرد من تحسن بغض النظر عن معدل هذا التحسن.
ما هي أفضل البرامج التربوية للتوحديين:
يعتقد أن برامج التدريس عالية التنظيم هي الأفضل في التعامل مع التوحديين ويدعم هذا الاعتقاد ثلاثة أسباب:
أولها: أن الصعوبات التي يعاني منها الأطفال التوحديون في مجال التفاعل الاجتماعي تحتم على المعلم أن يأخذ زمام المبادرة في مجال التفاعل مع الطفل، وأن يزود الطفل بالإرشادات والتوجيهات وإلا فإنه سينسحب من الموقف الاجتماعي وينشغل بواحد من الأنماط السلوكية الاستحواذية المتكررة مما يضيع عليه فرصة تعلم معلومات أو مهارات جديدة.
ثانيها: أن برامج التدريس عالية التنظيم تعتمد على تجزئة كل نشاط تعليمي على عدة خطوات سهلة وواضحة لكل خطوة هدفها المحدد، وهذا الأسلوب اثبت فاعلية مع الأطفال التوحديين.
ثالثها: هو أن برامج التدريس عالية التنظيم توفر الفرصة للأطفال التوحديين للتنبؤ بمكونات الجدول الدراسي اليومي والأسبوعي لأنهم يفضلون على سبيل المثال أن يكون يوم السبت مخصص لدروس الطبخ صباحاً ودروس التربية الفنية بعد الظهر بينما يكون يوم الأحد مخصص للرياضيات ... وهكذا.
وقد ثبت أن التغيرات المفاجئة التي تدخل على الجدول الدراسي دون تفسير واضح تقابل بالرفض وعدم القبول من قبل الأطفال التوحديين وقد تؤدي إلى حدوث نوبات من الغضب.
ومن الأهمية أن نوضح أن البرامج التربوية عالية التنظيم لا بد وأن تفسح المجال للمرونة والتلقائية بل إن الأمر يستوجب تركيز بعض الجهد لجعل الأطفال التوحديين أكثر مرونة ليكونوا على استعداد للتعامل مع مواقف الحياة مستقبلاً.
وبالتالي فإن محاولة تدريس المهارات الاجتماعية بطريقة جامدة لن يؤدي الغرض لأن الأصل في المواقف الاجتماعية العادية أنها مرنة.
اختيار المدرسة المناسبة:
إن اختيار المدرسة المناسبة من الخطوات البالغة الأهمية وعند القيام بذلك يجب التأكد من أن المدرسة تتفهم طبيعة المشاكل والصعوبات التي يعاني منها الطفل وان توفر له المرونة في برامجها بطريقة تمكنها من تحديد أفضل الأساليب وأكثرها فاعلية في الوفاء باحتياجات الطفل الفردية الخاصة لأنه لا يوجد حتى الآن طريقة مثلى واحدة تصلح للتعامل مع كل الأطفال التوحديين.
ولهذا يجب أن يتصف المعلمون بالصبر والقدرة على التجريب وتطبيق طرق مختلفة حسب احتياجات كل حالة من حالات التوحد التي يتعاملون معها.
ويجب على الوالدين تقصي الحقائق واستشارة الجهات ذات العلاقة للتعرف على جوانب القوة المختلفة للأساليب والطرق التربوية المطبقة في المدارس ليتمكنوا من اتخاذ القرار المناسب حيال أكثر البرامج التربوية ملائمة لاحتياجات طفلهم.
أفضل نسبة لعدد التلاميذ بالمعلمين:
إذا لم تتوفر متابعة فردية للأطفال التوحديين فإن ذلك قد يؤدي الى انغماسهم في نشاطاتهم ذات الطبيعة المتكررة وتقوقعهم في عالمهم الخاص.
ومن الملاحظ أن بعض الأطفال التوحديين قادرين على العمل ومزاولة النشاط المدرسي بمفردهم ولفترات زمنية طويلة دونما حاجة لأن يقف أحد إلى جانبهم على الرغم من أن القدرة على العمل الفردي قد لا تتطور إلا في وقت متأخر نسبياً لدى البعض منهم (عندما يبلغ سنهم 8-10 سنوات)، وقد لا يحتاج الأمر إلى أن يدرسوا ويدربوا على هذه المهارة.
وينصح بأن لا يتجاوز عدد التلاميذ التوحديين ثلاثة تلاميذ لكل معلم حتى يتمكن المعلم من الإبقاء على انتباههم وتركيزهم موجهاً للنشاطات التعليمة والتدريبية.
إلا أننا نجد أن بعض البرامج التربوية ترى أن النسبة الأمثل هو معلم واحد لكل تلميذ متى ما سمحت الإمكانيات بذلك.