ما هي أفضل صدقة

كتابة:
ما هي أفضل صدقة

أفضل صدقة

الصدقة مَفهوم إسلامي يُشجّع على إعطَاءِ المُحتاج للتَقَرُّبِ إلى اللهِ تعالى، والأفضل مُمارسةِ الصّدقة بسريّة تامّة، بحيث تُعطي المُحتاج من دونِ أن يعرف أحد، لتكون هذه العمليّة فقط بينكَ وبينَ الله؛ بهدف التقرّبِ إليه، وعدم قصد الناس فيها.

وتتعدد الصدقات التي ارتبطت بها الأفضلية، باختلاف الزاوية التي يُنظر إليها، فأفضل الصدقة بالنسبة لحال المتصدق تختلف عن أفضل الصدقة بالنسبة لحال المتصدق عليه، وفيما يأتي أفضل الصدقات بحسب اعتبارات مختلفة:

أفضل الصدقة من حيث حالِ المُتصدِّق

تعد صدقة السّليم الذي يأمل العيش أفضل من صدقةِ المريض الذي يرى نفسه اقترب من مفارقة الدنيا وما له فيها، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ، وتَأْمُلُ الغِنَى، ولَا تُمْهِلُ حتَّى إذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ، قُلْتَ لِفُلَانٍ كَذَا، ولِفُلَانٍ كَذَا وقدْ كانَ لِفُلَانٍ)[١]، وسبب اعتبارها أفضل الصدقات أنها تترافق مع كراهة نفس من المتصدق، فالشحيح هو الحريص على المال، لكنه مع ذلك يُرغم نفسه ابتغاء لما عند الله من الأجر والثواب.[٢]

والصدقة في حال غنى صاحبها، والتي يبقى له بعد التصدق مالًا يكفيه وأهله، خير من الصدقة التي يبقى المتصدق بعدها فقيرًا ليس لديه ما يكفيه حاجته، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ ما تَرَكَ غِنًى، واليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ)[٣].[٤]

أفضل الصدقة من حيث حالِ المُتصدَّقِ عليهِ

تعتبر الصدقة على القريب أفضل من الصدقة على الغَريب، فمن يتصدق على قريبه له أجران: أجر الصدقة، وأجر الصلة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضلُ الصَّدقةِ الصَّدقةُ على ذي الرَّحمِ الكاشِحِ)[٥]، والكاشح المذكور في الحديث يقصد به الذي يخفي العداوة، والمقاطع.

أفضل الصدقة من حيث نوعها

وردت العديد من الأحاديث التي تبين أفضل أنواع الصدقة، وأشكالها، مما يبين سعة فضل الله، وفيما يأتي أهم ما ورد في ذلك:

  • التعلم ونشر العلم

من يتعلم العلم ثم يسعى إلى نشره بين الناس، يعد أجر عمله كأجر أعظم الصدقات، وذلك لقولِ رسول الله -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم-: (أفضلُ الصدقةِ أنْ يتعلَّمَ المرءُ المسلمُ علمًا، ثم يعلِّمهُ أخاهُ المسلمَ).[٦]

  • إطعامُ الطّعام

يَكُونُ إطعامُ الطّعامِ للفُقراءِ والمَسَاكينَ وابنِ السّبيل، فَيعدّ رمضان فُرصةً جيّدة لإطعام المساكين، وفي هذا العمل أجرٌ عَظِيم مِنَ اللهِ تَعَالى.

  • إصلاح ذات البين

إصلاح ما بين المتخاصمين، وحل الخصومات التي بين الناس، تعد من الأعمال التي تأخذ أجر أفضل الصدقات، يقول -صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصَّدقةِ إصلاحُ ذاتِ البيْنِ)[٧]، وهذا يبين مدى حرص الإسلام على إشاعة الألفة والمودة بين أفراد المجتمع المسلم.[٨]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1419 ، صحيح .
  2. الملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 1321. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:5355 ، صحيح .
  4. شمس الدين البرماوي، منحة الباري بشرح صحيح البخاري، صفحة 487. بتصرّف.
  5. رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن أم كلثوم بنت عقبة، الصفحة أو الرقم:2/71 ، رجاله رجال الصحيح.
  6. رواه ابن ماجه، في سنن ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:243.
  7. رواه المنذري ، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3/406، حسن لغيره.
  8. حسن بن علي الفيومي، فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب، صفحة 432. بتصرّف.
4587 مشاهدة
للأعلى للسفل
×