الجهاز التنفسي
الجهاز التنفّسي هو سلسلة من الأعضاء المسؤولة عن جمع الأكسجين من الهواء الجوي وإيصاله إلى كافّة أعضاء الجسم وطرد ثاني أكسيد الكربون الناتج عن العمليات الحيوية في الجسم، وتُعدّ الرّئتان من الأعضاء الرّئيسة في الجهاز التنفسي، وهما زوج من الأعضاء الإسفنجيّة الموجودة على جانبي الصّدر، إذ إنّهما تؤدّيان الدّور الأساسي في تبادل الغازات أثناء التنفس، فعندما يصل الأكسجين إلى الرئّتين عبر الجهاز التنفسي العلوي خلايا الّدم الحمراء تجمعه من الرئتين وتنقله إلى أجزاء الجسم الأخرىـ والتي تحتاجه لأداء وظائفها الحيوية المختلفة.
بعد ذلك تجمع خلايا الدم الحمراء ثاني أكسيد الكربون وتنقله مرّةً أخرى إلى الرئتين، إذ يجري التخلّص منه عند الزّفير، ويعتمد متوسّط معدّل تنفّس الإنسان على العمر، إذ يبلغ معدّل التنفس الطبيعي لحديثي الولادة حوالي 40 نفسًا في الدّقيقة، وقد يتباطأ قليلًا عند نوم الطّفل، أمّا بالنّسبة للبالغين فإنّ متوسّط معدّل التنفّس عند الراحة يتراوح ما بين 12-16 نفسًا في الدّقيقة[١]،[٢].
أمراض الرئة وضيق التنفس
تنقسم أمراض الجهاز التنفسي إلى فئتين، هما: الأمراض الفيروسيّة، مثل: الأنفلونزا، والالتهاب الرئوي الجرثومي، والأمراض المزمنة، مثل: الربو، ومرض الانسداد الرّئوي المزمن، وجميع هذه الأمراض تشترك في بعض الأعراض أهمّها ضيق التنفس، وتختلف أساليب العلاج حسب نوع المرض وأسبابه وشدّة أعراضه.
أمّا في حالات العدوى والأمراض الفيروسية فعادةً ما يجري استخدام الأعشاب الطّبية وأساليب الرّاحة لتجاوز الأعراض، ومن الجدير بالذّكر أنّ المضادات الحيوية ليست فعّالةً في علاج الفيروسات، ويجب عدم تناولها في حالة الأمراض الفيروسيّة،[١]ومن أمراض الرئة ما يأتي:
- التهاب القصبات الهوائية المزمن: القصبات الهوائية هي الأنابيب الموجودة في الرّئتين والتي يمرّ الهواء من خلالهما، وعندما تتهيج القصبات الهوائية وتلتهب يتشكّل فيها مخاط سميك، يُغلِق مجرى الهواء ويصعّب عمليّة دخول الأكسجين إلى الرّئتين، فيُسبّب سعالًا قويًا مصحوبًا بالمُخاط أو البلغم، وصعوبةً في التنفّس، وضيقًا في الصّدر، والالتهاب المزمن يعني أنّ الحالة تستمرّ فترةً طويلةً من الزّمن، فقد يستمرّ التهاب القصبات المزمن فترةً أطول من ثلاثة شهور، وغالبًا ما يحدث التهاب القصبات الهوائية المزمن مع انتفاخ الرّئة، وتُسمّى هذه الأمراض معًا مرض الانسداد الرئوي المزمن، والتّدخين هو السّبب الرّئيس لالتهاب القصبات المزمن، بالإضافة إلى التعرّض الطّويل لمواد مُهيّجة، مثل: الأبخرة الكيماويّة، والغبار[٣].
- مرض الربو: هو مرض تنفسيّ مُزمن، يتضمّن حدوث التهاب وضيق في الممرّات والشعب الهوائية في الرّئتين، مسبّبًا ضيقًا في التنفس، وضيق الصّدر، والسّعال، وتتراوح أعراض مرض الرّبو ما بين أعراض خفيفة إلى حادّة، والتي قد تحدث كلّ يوم أو مفصولة بفترات زمنية قد تكون طويلةً، وعادةً ما تبدأ نوبة الربو بالظّهور في مرحلة الطفولة، والسّبب الدّقيق للرّبو غير معروف، وقد تختلف النّوبة من شخص إلى آخر، إلّا أنّ التعرّض لمسبّبات الحساسية والمهيّجات في البيئة له دور كبير في تهيُّج القصبات الهوائيّة والتسبُّب بحدوث نوبة ربو[٤].
- الالتهاب الرئويّ: هو التهاب الحويصلات الهوائية في الرّئتين، وغالبًا ما يحدث بسبب عدوى بكتيريّة أو فيروسيّة أو فطريّة، وقد يصاب جميع الأشخاص من جميع الفئات العمرية بالالتهاب الرئوي، إلّا أنّه أكثر شيوعًا لدى كبار السّن والأشخاص الذين يُعانون من ضعف في الجهاز المناعي[٥].
- التليّف الرّئوي: هو مرض رئوي يحدث عند زيادة سماكة نسيج الرّئة وتندّبه وتلفه، ممّا يُؤثّر على كفاء الرئتين، مُسبّبًا ضيق التنفّس، وضغطًا في الصّدر، كما أنّ تلف أنسجة الرئة في حالة التليّف الرّئوي لا يمكن علاجه، وإنّما تُساعد بعض الأدوية على تخفيف الأعراض المُصاحبة للمرض، وتحسين نوعيّة حياة المريض[٦].
- السلّ الرئوي: السلّ الرئويّ المعروف بالدرن الرئوي يحدث نتيجةَ الإصابة بعدوى بكتيريّة بفعل بكتيريا المُتَفَطِّرة السُلِّيّة[٢].
- سرطان الرئة: إنّ سرطان الرئة من أكثر أنواع مرض السرطان انتشارًا، وقد يصيب أي جزءٍ من الرّئة، وقد يُصيب سرطان الرئة الجميع، إلّا أنّه أكثر شيوعًا عند الأشخاص المدخّنين[٧].
أعراض أمراض الرئة
تتشابه مُعظم أمراض الرئة وضيق التنفّس بالأعراض، إلّا أنها تختلف في حدّة هذه الأعراض، ومدّتها، ومن أهم هذه الأعراض[٨]:
- ضيق وصعوبة في التنفّس، والشّعور بالاختناق.
- ضيق في الصّدر.
- التنفّس السّريع الضحل.
- خفقان القلب.
- الصّفير.
- السّعال.
علاج أمراض الرئة
تختلف طرق علاج أمراض الرئة تبعًا لنوع المرض، والمسبّب الرّئيس له، والحالة الصحيّة العامّة للمريض، ومن ضمن الوسائل العلاجية المتوفّرة للتّعامل مع أمراض الرّئة[٢]:
- المضادّات الحيوية: تُستخدم المضادات الحيوية لعلاج معظم حالات الالتهاب الرّئوي الناتجة عن العدوى البكتيريّة.
- الأدوية المضادة للفيروسات: تُستخدم في علاج بعض التهابات الرّئة الفيروسيّة.
- موسعات القصبات: تُساعد هذه الأدوية المستنشقة على توسيع القصبات الهوائيّة، وتخفيف بعض الأعراض التي قد يُعاني منها مرضى الرّبو أو الانسداد الرّئوي المزمن.
- الستيرويدات: تساعد الستيرويدات الفمويّة أو التي على شكل بخّاخات على تقليل الالتهاب، وتحسين الأعراض في مرض الرّبو أو مرض الانسداد الرّئوي المزمن، وغيرها من حالات التهاب الرّئة.
- أجهزة التنفّس الصّناعي: قد يلجأ بعض المرضى الذين يعانون من نوبات شديدة من أمراض الرئة إلى أجهزة التنفّس الصناعي للمساعدة على التنفّس.
- موسعّات الأوعية الدّموية: تعدّ أدويةً طويلة الأمد، تُؤخذ عن طريق الحقن المستمرّ في الأوردة للمرضى الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدّم.
- أنبوب الصّدر: يجري إدخال أنبوب من خلال شقّ صغير في جدار الصّدر لتصريف السّوائل أو الهواء.
- استئصال الرّئة: تجري إزالة جزء من الرّئة عن طريق عمليّة جراحيّة، وعادةً ما تجري هذه العمليّات لعلاج سرطان الرّئة.
- العلاج الكيميائيّ والعلاج الإشعاعيّ: قد يُساعد العلاج الكيميائي والإشعاعي على تحسين نوعيّة حياة مرضى سرطان الرّئة.
المراجع
- ^ أ ب Kim Ann Zimmermann (2018-2-12), "Respiratory System: Facts, Function and Diseases"، livescience, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ^ أ ب ت Matthew Hoffman, "Picture of the Lungs"، webmd, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ "Chronic Bronchitis", familydoctor, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ "Asthma", nhlbi, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, "Pneumonia"، medicinenet, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ "Pulmonary fibrosis", mayoclinic, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ "Lung cancer", mayoclinic, Retrieved 2019-5-3. Edited.
- ↑ Danielle Dresden (2018-7-23), "What is dyspnea?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-5-3. Edited.