أهمية علم الفلك في حياة الإنسان
يهدف علم الفلك إلى دراسة أجزاء الكون كاملةً، والتي تقع خارج الغلاف الجوي للأرض من أجزاء مرئية وأجزاء غير مرئية، بما في ذلك، الشمس، والقمر، والنجوم، والكواكب، والمجرات، والمادة المظلمة، وغيرها، وفيما يأتي أهميّة علم الفلك في حياة الإنسان:[١]
تطوير التكنولوجيا
تُساهم دراسة علم الفلك في تطوير التكنولوجيا وتحديثها بشكل سريع؛ إذ ساهم استكشاف الفضاء في بذل المهندسون الجهد الكبير في تحسين مساحة المركبات الفضائية وتطويرها، وهذا ساعد على زيادة عدد الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، والتي بدورها تُساعد في تحسين شبكات الإرسال والاستقبال للهواتف الخلوية في أي مكان على الأرض.[٢]
تقديم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)
استخدم البحارة تقنية الملاحة السماوية،لتحديد المواقع الجغرافية في البحار اعتمادًا على النجوم للتنقل ليلًا، ثم اكتُشفت آلة السُدس بمساعدة علم الفلك لتحديد المواقع؛ وهي تسلكوب يقيس الزاوية بين الشمس والأفق لمساعدة البحارة على تحديد مواقعهم في النهار، ويستخدمه البحارة في الليل للنظر من خلاله إلى النجوم، وبالتالي تحديد مواقعهم.[٢]
وقد ساهم علم الفلك بعد ذلك في تطوير نظام متقدم لتحديد المواقع والذي يعتمد على الأقمار الصناعية، وهو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وقد ساهم هذا النظام في تسهيل الحياة بشكل كبير من خلال عرضه لخريطة شاملة لكل جزء من أجزاء الكوكب مع تحديد جميع الطرق الموجودة وتوضيح الطرق المغلقة، أو الحديثة، أو التي تتعرّض لأزمة مروريّة.[٢]
دراسة الطقس والمناخ
تُستخدم الأقمار الصناعية لتحديد أحوال الطقس اليومية؛ والتي تُعد من أهم الأمور التي يجب معرفتها في الحياة، وخاصةً في المناطق ذات الأحوال الجوية الشديدة والقاسية؛ إذ يُؤدي تغير المناخ إلى العواصف الشديدة، والجفاف، والرياح الموسمية، والأعاصير، وحرائق الغابات، وكلها من الأسباب المُهددة لوجود الحياة على الأرض.
الحفاظ على أمن البلاد
قدّم علم الفلك تقنيات تكنولوجية ساعدت وكالة ناسا على تسجيل مقاطع فيديو وتسجيلات ليلية بجودة عالية، وقد استخدم مكتب التحقيقات الفيدرالي هذه التقنيات للحفاظ على أمن البلاد من خلال استخدامها في تحليل اللقطات، وأثناء مهمات البحث والاستطلاع.[٢]
كما قدمّ علم الفلك تقنيات تكنولوجية أخرى استخدمها المهندسون في تصميم الطائرات، لحماية أجهزتها، والتأكّد من عمل أجزائها بشكل دقيق وصحيح، وقد استخدمها جيش وكالة ناسا أيضًا في تصميم معداته بمعايير عالية الجودة.[٢]
طور علم الفلك هذه التقنيات لحماية الأقمار الصناعية والصواريخ حين إرسالها إلى الغلاف الجوي، وتعرضها للتداخل المغناطيسي (EMI) الذي قد يُسبب في تعطيلها وتعطيل مكوناتها، كما طوّر أدوات لقياس شدة الضوء، وهي مقياس الطلب على الأكسجين الكيميائي (COD) الذي تستخدمه الشرطة لفحص نوافذ السيارت، والتحقق من شفافيتها.[٣]
توفير وسائل السفر السريعة
استخدم مهندسو الطيران تطورات السفر الجوي للوصول إلى الفضاء، وتجارب المكوكات الفضائية، وتغلبها على التغيرات الجوية المفاجئة والذي ساهم فيها علم الفلك في تصميم الطائرات والتنبؤ بالمشاكل التي يُمكن أن تمر بها، فعلى سبيل المثال استطاعوا تصميم الطائرات لحمايتها من التجمد على ارتفاعات عالية، ممّا ساهم في جعل السفر أسرع وأكثر أمانًا.[٢]
تقديم اختراعات مهمة لقطاع الصحة
ساهم علم الفلك في تطوير برامج لكشف مرض الزهايمر، وذلك من خلال تمكّن الإسباني إلكنور ديموس من توظيف خبرته في تطوير البرمجيات أثناء عمله على تطوير أحد الأقمار الصناعية في وكالة الفضاء الأوروبية لابتكار آلة ثلاثية الأبعاد تُستخدم للفحص واكتشاف مرض الزهايمر من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي.[٢]
واستخدم علم الفلك في عام 1976 مستشعر الشحن المزدوج CCD لالتقاط الصور، والذي يُستخدم إلى الآن للتخفيف من التعرّض للأشعة السينية والتي تُستخدم في العديد من المعدات الطبية التي تعتمد على الأشعة السينية للتصوير الإشعاعي، ومعالجة العديد من الأمراض، مثل: سرطان الثدي، وأمراض القلب، وهشاشة العظام، ومعالجة الأسنان.[٢]
ماذا عن دراسة علم الفلك: هل هي مهمة؟
تُوفر دراسة علم الفلك مجموعة واسعة من فرص العمل والوظائف المتعلقة بعدّة مجالات كالرياضات، والهندسة، وعلم الحاسوب، وعلم البيئة، إذ يُمكن لدارس علم الفلك العمل مع أعضاء هيئة التدريس، أو العمل كباحث في المراصد، أو المختبرات، أو الجامعات، والبعض يُمكنه العمل في المتاحف، والقباب السماوية،[٤] وتكمن أهمية دراسة علم الفلك بما يأتي:[٥]
يُجيب علم الفلك عن الأسئلة الكبيرة
تُساعد دراسة علم الفلك على توسيع آفاق تفكير البشر إلى خارج حدودهم، والإجابة عن الأسئلة الكبيرة، مثل كيفية تكوين الكون وتطوره، والتي ستساعد على تطور البشرية، إذ يُركز علم الفلك على دراسة الفيزياء، والكيمياء، وحركة الأجرام السماوية، والظواهر الناشئة خارج الغلاف الجوي، وغيرها الكثير.
يُعد علم الفلك تخصصًا واسعًا
يُعد علم الفلك مجال مترابط وواسع يُمكن من خلال دراسته تعلّم العديد من التخصصات والمجالات، ومنها: الرياضيات، والفيزياء، وعلم الحاسوب، إضافةً إلى اكتساب العديد من المهارات كالتفكير النقدي، وحل المشكلات.[٤]
ويمتلك علم الفلك العديد من التطبيقات الصناعية في العديد من المجالات من الفضاء إلى الطب والصناعة، كما يُصنف عالمو الفلك بناءً على الأجسام الفلكية التي يدرسونها، مثل: المجرات، والنجوم، والسدم، والأنظمة الشمسية، وغيرها.
ويتخصص علماء الفلك وفقًا لمهاراتهم، إذ يُمكن أن يتخصص عالم الفلك في تصميم نماذج لمحاكاة الأجسام الفلكية باستخدام برامج الحاسوب، ويُمكن أن يتخصص في تصميم وابتكار أدوات وآلات لإجراء القياسات كالتلسكوبات، كما ويُمكن أن يتخصص في البحث عن البيانات وتحليلها، كما يُمكن لعالم الفلك أن يختص بجميع هذه التخصصات.
يُشارك علم الفلك الاكتشافات العلمية مع الآخرين
يُساعد علم الفلك في مشاركة وعرض الاكتشافات العلمية مع الآخرين من خلال تقديم العروض التقديمية، ونشر المقالات، وإقامة الأحداث الخاصة بالفلك، إذ تربط كل هذه الطرق بين الناس والكواكب والنجوم البعيدة.
المراجع
- ↑ "What is Astronomy?", AMERICAN MUSEUM OF NATURAL HISTORY, Retrieved 15/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Astronomy in Everyday Life", OAD, Retrieved 15/12/2021. Edited.
- ↑ Marissa Rosenberg, Pedro Russo,Georgia Bladon and others, "Astronomy in Everyday Life", IAU, Retrieved 15/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "WHY STUDY ASTRONOMY?", UVA ARTS & SCIENCES, Retrieved 15/12/2021. Edited.
- ↑ Joanna Hughes (21/8/2017), "Five Reasons to Study Astronomy", KEYSTONE BACHELORSTUDIES, Retrieved 15/12/2021. Edited.