ما هي أول معركة في الإسلام

كتابة:
ما هي أول معركة في الإسلام

غزوة بدر أول معركة في الإسلام

أول معركة كبيرة، ورئيسية حدثت في الإسلام، هي غزوة بدر، ومتعلقات وقتها ستتبين فيما يأتي:

زمان غزوة بدر ومكانها

أوّلُ معركةٍ خاضها المسلمون في زمن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- هي غزوة بدر الكبرى، فكانت أوّل لقاءٍ وأوّل صراع بين الحقّ والباطل، وكانت أوّل تجربةٍ عسكريّة يمرّ بها المسلمون.[١]


وقد وقعت غزوة بدر في السّنة الثانية للهجرة، في السّابع عشر من شهر رمضان في يوم الجمعة، وانتهت في نفس اليوم، لكنّ الصّحابة -رضوان الله عليهم- بقوا في بدر ثلاثة أيّام بعد انتهاء المعركة،[٢] ودارت المعركة قرب عين ماء تسمّى بدراً، تبعُد عن المدينة المنوّرة ما يقارب مئة وستّين كيلومتراً.[٣]


أهمية غزوة بدر

تعدّ غزوة بدر حدثاً هامّاً في السّيرة النّبوية وفي تاريخ الدّعوة الإسلامية، وتكمن أهميّة هذه الغزوة فيما يأتي:[٤]

  • نزول سورة كاملة في القرآن الكريم وهي سورة الأنفال التي تتحدّث عن غزوة بدر وما دار فيها، كما ذكرها الله -تعالى- في سورة آل عمران.
  • تسمية يوم الغزو بيوم الفرقان، فإنّه كان يوماً يُفرّق فيه بين الحقّ والباطل، قال الله -تعالى-: (إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ).[٥]
  • تشريع أهمّ أحكام القتال والحروب فيما يخصّ الغنائم وكيفية توزيعها، وما يخصّ الأسرى وكيفية التّعامل معهم بما يتلاءم مع أحكام الشّريعة الإسلامية.
  • تهديد طريق تجارة قريش، وكسر نفوذهم وجبروتهم أمام العرب قاطبة، وتعزيز قوّة الدّولة الإسلامية.[٦]
  • فتح الطرق أمام الصّحابة وتسهيلها؛ للانتشار في البلدان لنشر الدّعوة الإسلامية.[٦]
  • زيادة ترابط المسلمين وهيبتهم، وتوحيد كلمة المهاجرين والأنصار.[٦]


سبب غزوة بدر ودوافعها

وقعت غزوة بدر بعد أن استقرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنوّرة، وزاد عدد المسلمين، وكان يريد أن يُعلِّم قريشاً درساً وأن يُلحق بهم الخسائر؛ لِما فعلوه بالمسلمين في مكّة المكرّمة، من أخذ بيوتهم ونهب أموالهم، فقد سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ قافلةً ضخمةً لقريش بقيادة أبي سفيان قادمة إلى مكّة من بلاد الشّام.


حينها أراد النبي أن ينتهز الفرصة ويعترض هذه القافلة، عندئذ وصل الخبر لقائد القافلة أبي سفيان، فأرسل إلى قريش يستغيث بهم ويطلب النّجدة، وغيّر طريق القافلة فنجت، لكنّ قريشاً كانت قد جهّزت نفسها للخروج لقتال المسلمين، فلم يتراجعوا ومن بينهم أبو جهل، فخرجوا ثائرين إلى بدر لملاقاة المسلمين.[١]


انتصار المسلمين في غزوة بدر وسبب النصر

سجّل المسلمون في هذه المعركة نصراً مؤزَّراً، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ)،[٧] وكانت خسائر قريش كبيرة، فقد قتل منهم سبعون مشركاً، وأُسر سبعون آخرون، وغنموا منهم غنائم عظيمة، بينما الخسائر في صفوف المسلمين كانت يسيرة إذ استشهد منهم فقط أربعة عشر صحابيّاً، وترجع أسباب النّصر في هذه المعركة إلى الأسباب الآتية:[٨]

  • قيادة النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- لهذه الحرب، وهي قيادة حكيمة تُوحّد المسلمين وتُنظّم أمورهم، وهو خير قائد ذو حكمة عالية وأخلاق رفيعة، وهذا ما لم يكن في صفوف المشركين، الذّين تملأ قلوبهم الأنانية والاستعلاء.
  • اتّباع أسلوب جديد في القتال، وهو نظام الصّفوف المرتّبة التّي نظّمها رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-، وليس كما اعتادت قريش نظام الكرّ والفرّ.
  • عقيدة الصّحابة القوّية وإيمانهم الرّاسخ الذّي يدفعهم لاتّباع أوامر الله -تعالى- وأوامر نبيّه.
  • تشجيع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه قبل القتال، ورفع معنوياتهم، وهذا كان له أثر كبير في اندفاعهم على أعدائهم.
  • إمداد الله -تعالى- جيوش المسلمين بالملائكة، فقد كانت الملائكة حاضرة تثبّت المؤمنين، وتبثّ الخوف في قلوب الكفرة، قال الله -تعالى-: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ).[٩][١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب محمد النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت:دار الندوة الجديدة، صفحة 222-223. بتصرّف.
  2. محمود خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر، صفحة 113. بتصرّف.
  3. محمود خطاب (1422)، الرسول القائد (الطبعة 6)، بيروت:دار الفكر، صفحة 103. بتصرّف.
  4. سعيد حوّى (1995)، الأساس في السنة وفقهها (الطبعة 3)، صفحة 443-444، جزء 1. بتصرّف.
  5. سورة الأنفال، آية:41
  6. ^ أ ب ت عماد الدين خليل (1425)، دراسة في السيرة، بيروت:دار النفائس، صفحة 154. بتصرّف.
  7. سورة ال عمران، آية:123
  8. عماد الدين خليل (1425)، دراسة في السيرة (الطبعة 2)، بيروت:دار النفائس، صفحة 152-153. بتصرّف.
  9. سورة الأنفال، آية:12
  10. محمد النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، بيروت:دار الندوة الجديدة، صفحة 233-234. بتصرّف.
5355 مشاهدة
للأعلى للسفل
×