الإمساك
تنتج من عملية هضم الغذاء في الجهاز الهضمي فضلات يتخلّص منها الإنسان عن طريق إخراجها عبر المستقيم ومن ثم فتحة الشرج، وهي عملية يُطلق عليها اسم الإخراج أو التبرز، وحين تصبح أوضاع الجسم طبيعية ولا توجد مشاكل في جهاز الإنسان الهضمي؛ فإنّ عملية التبرز تصبح سهلة وسلسة لا مشاكل فيها ولا ألم، ويظهر إخراج الإنسان لينًا نوعًا ما. أمّا في بعض الحالات المرضية أو حين يتناول الإنسان بعض أنواع الأطعمة يحدث خلل في عملية التبرز، وهذا الخلل قد يؤدي إلى حدوث عدة مشاكل من ضمنها الإمساك. والإمساك عَرَض للإصابة ببعض الحالات المرضية، ويتّسم باضطرابات تصيب جهاز الإنسان الهضمي المختصّ بهضم الطعام كما ذُكِرَ، مما يؤدي إلى معاناة المصاب بصعوبة، أو عدم قدرة المريض على إخراج البراز (التبرز)؛ ذلك بسبب صلابة فضلاته، مما يؤدي بدوره إلى نقص في عدد المرات التي يتبرز بها. والإمساك قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات عديدة بسبب عدم خروج فضلات الجسم وبقائها فيه لمدة أطول مما يجب، فالفضلات سموم تضرّ بصحة الجسم وقد تصيبه بالتسمم، وربما يؤدي الإمساك إلى الإصابة بالبواسير التي تنتج من شدة الضغط للتبرز، أو جرح منطقة المستقيم أو الشرج.[١]
أسباب الإمساك
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الإنسان بالإمساك، ومن هذه الأسباب ما هو عضوي ومنها ما هو وظيفي ومنها ما هو مرضي أو عَرَض لمرض معين، وتتلخّص الأسباب في النقاط التالية:[٢]
- عدم تناول أغذية غنية بالألياف؛ التي تساعد في تنفيذ عملية الهضم وزيادة درجة ليونة البراز، إذ إنّ الأشخاص الذين يتضمن نظامهم الغذائي كمية كافية من الألياف الغذائية هم أقلّ عرضة للإصابة بالإمساك، لذلك من المهم استهلاك الأطعمة الغنية بالألياف، بما في ذلك، الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، وتساعد هذه الألياف في زيادة حركة الأمعاء بالتالي منع حدوث الإمساك، ومن الأطعمة التي تُعدّ فقيرة إلى الألياف الغذائية: الأطعمة الغنية بالدهون؛ مثل: الجبن، واللحوم، والبيض.
- الخمول البدني، قد يحدث كسل أو خمول في القولون أو الأمعاء بسبب الجلوس المُطوّل وقلة الحركة، وخصوصًا عند الأشخاص الذين يؤدون الأعمال المكتبية، كما يشيع حدوث ذلك عند الأشخاص كبار السن، ويعتقد بعضهم أنّ النشاط البدني يجعل عملية التمثيل الغذائي عالية، مما يجعل العمليات في الجسم تحدث بسرعة، ويُعدّ الأشخاص النشطون أقلّ عرضة للإصابة بالإمساك.
- عدم تناول كمية السوائل اللازمة يوميًا للجسم، إذ إنّ شرب كمية كافية من السوائل يقلّل من خطر الإصابة بالإمساك، وتحتوي الكثير من المشروبات الغازية على مادة الكافيين؛ إذ إنّ هذه المادة تسبب الإصابة بالجفاف وتفاقم حالة الإمساك.
- مشاكل في القولون أو المستقيم؛ مثل: انسداد أو ورم في منطقة القولون، أو تضيق في الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، أو أمراض والتهابات منطقتَي المستقيم والشرج.
- بعض الأدوية، توجد أدوية معينة يمثّل الإمساك أحد مضاعفات تناولها؛ كأدوية الاكتئاب، والأدوية الأفيونية المسكّنة للألم، ومضادات الاختلاج؛ بما في ذلك الفينيتوين، وكاربامازيبين، ومضادات الحموضة التي تحتوي على الألمنيوم، والأدوية المثبّطة لقنوات الكالسيوم، ومدرّات البول، بما في ذلك الكلوروثيازيد.
- الحليب، قد يعاني بعض الأشخاص من الإمساك؛ نتيجة استهلاكهم الحليب أو منتجات الألبان.
- متلازمة القولون العصبي، إنّ الاشخاص المصابين بـمتلازمة القولون العصبي يصابون بالإمساك أكثر من غيرهم.
- الحمل، إنّ التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال الحمل تجعل المرأة أكثر عرضة للإمساك، كما قد يضغط الرحم المتنامي على الأمعاء، مما يبطئ مرور الطعام.
- تقدّم العمر، مع تقدّم العمر تتباطأ عملية الأيض في الجسم، بالتالي لا تعمل عضلات الجهاز الهضمي بصورة طبيعية، مما قد يؤدي إلى حدوث الإمساك.
- بعض الأمراض، إنّ الأمراض التي تؤدي إلى إبطاء حركة البراز في القولون والمستقيم قد تؤدي إلى حدوث الإمساك، وتشمل هذه الأمراض ما يأتي:
- الاضطرابات العصبية؛ مثل: مرض التصلب العصبي المتعدد، ومرض الشلل الرعاش، والسكتة الدماغية، وإصابات الحبل الشوكي، والانسداد المزمن غير معروف السبب في الأمعاء كلها أمراض تؤدي الإصابة بها إلى الإصابة بالإمساك.
- حالات الغدد الصماء والتمثيل الغذائي؛ مثل: تراكم اليوريا في الدم، والسكري، وزيادة كالسيوم الدم، وعدم السيطرة على نسبة السكر في الدم، وقصور الغدة الدرقية.
- الأمراض الجهازية؛ هي الأمراض التي تؤثر في عدد من الأعضاء والأنسجة، أو تؤثر في الجسم كله، بما في ذلك الذئبة، وتصلب الجلد، والداء النشواني.
- السرطان، يحدث الإمساك عند الأشخاص المصابين بالسرطان، وقد يمثّل نتيجة تناول أدوية الألم والعلاج الكيميائي، أو بسبب الورم نفسه في حال أدى إلى الضغط على الجهاز الهضمي.
- الإفراط في استخدام الأدوية المسهّلة، إنّ الأدوية المسهّلة تزيد من حركة الأمعاء، إلّا أنّ الاستخدام المنتظم لها قد يؤدي إلى تعود الجسم عليها، والحاجة إلى زيادة الجرعة للحصول على التأثير.
- عدم الذهاب إلى المرحاض عند الحاجة، إنّ تجاهل الرغبة في الذهاب إلى المرحاض قد يؤدي إلى تلاشيها تدريجيًا، وهذا قد يسبب الإمساك.
مضاعفات الإمساك
قد يؤدي الإمساك المزمن إلى حدوث بعض المضاعفات التي قد تشمل ما يأتي:[٣]
- تورم الأوردة في فتحة الشرج، هذا ما يُعرف باسم البواسير، إذ قد يتسبب الإجهاد الذي يحدث عند إخراج الفضلات في حالة الإمساك في حدوث تورم الأوردة الدموية في فتحة الشرج والمناطق حولها.
- تمزق الجلد في فتحة الشرج، هذا ما يُعرَف بالشق الشرجي، إذ قد يسبب البراز الصلب والكبير تمزّق الأنسجة في منطقة الشرج.
- عدم القدرة على إخراج البراز، هذا ما يُعرَف باسم انحشار البراز، إذ إنّ الإمساك المزمن قد يتسبب في تراكم البراز الصلب الذي قد يعلق في الأمعاء.
- بروز جزء من الأمعاء عبر فتحة الشرج، هو ما يُعرَف باسم هبوط المستقيم، إذ قد يتسبب الإجهاد عند إخراج البراز في تمديد مقدار صغير من المستقيم وخروجه عبر فتحة الشرج.
طرق علاج الإمساك
إنّ تغيير النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني أسهل طريقة لعلاج الإمساك، ومن الإجراءات التي تساعد في علاج الإمساك ما يأتي:[٤]
- الإكثار من تناول السوائل قبل وجبات الطعام وبعدها، إذ يجب شرب ما بين لتر ونصف إلى لترين من السوائل يوميًا لترطيب الجسم، وزيادة كمية السوائل المتناولة في حالات ارتفاع درجات الحرارة -بغضّ النظر عن سبب هذا الارتفاع-.
- إجراء بعض التغييرات في أسلوب الحياة الغذائي، ومحاولة زيادة الألياف في الوجبات، والتي توجد بكثرة في الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والفاصوليا أو حبوب النخالة، ويجب أن يتراوح استهلاكها اليومي من الألياف بين 20 و35 غرامًا.
- الأستمرار في ممارسة الرياضة التي تساعد في تحفيز حركة الأمعاء الطبيعية، إذ تجب ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة كل أسبوع بمعدل 30 دقيقة في اليوم على الأقل خمس مرات في الأسبوع، ويشمل ذلك المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات.
- التقليل من تناول الأطعمة قليلة الألياف؛ مثل: اللحوم، والحليب، والجبن، والأطعمة المُصنّعة.
- في حال كان الشخص يشعر بالحاجة إلى حركة الأمعاء، فيجب عدم تجاهل هذه الحاجة.
- علاج المرض المسبب للإمساك في حال كان الإمساك عرَضيًا، وقد تحتاج مشاكل القولون أو المستقيم الأكثر شدة إلى تنفيذ إجراءات يدوية لإزالة البراز المتراكم في القولون، أو علاج لإعادة تدريب العضلات البطيئة، أو الجراحة لإزالة جزء المتأثر من القولون.
- استخدام الأدوية المسهلة، لكن يجب عدم الاستمرار في تناول هذه الأدوية لأكثر من أسبوعين دون استشارة الطبيب.
المراجع
- ↑ "Constipation", www.nhsinform.scot,30-9-2019، Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Adam Felman (18-12-2017), "What to know about constipation"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (29-6-2019), "Constipation"، www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ Danielle Moores (23-8-2019), "What You Should Know About Constipation"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.