محتويات
تكيس المبايض
في بعض الأحيان تصاب المرأة بحالة من الاضطراب في الدورة الشهرية وضعف في عملية الإباضة، والتي قد تعمل على تأخير الحمل بالنسبة للمرأة المتزوجة، وهذه الحالة قد تكون مجهولة الأسباب بالنسبة للمرأة، وتُعدّ متلازمة تكيس المبايض من أبرز الأسباب لتلك المشاكل، فهي مشكلة صحية واسعة الانتشار؛ إذ إنها تُصيب امرأةً واحدةً من بين كل عشر نساء في سن الإنجاب.
تُعرف بأنها شكل من أشكال تضخم المبيض، حيث تكون المبايض المصابة بمتلازمة تكيس المبايض أكبر من المعتاد؛ وذلك بسبب وجود بعض الحويصلات الصغيرة المملوءة بالسوائل على المبايض، كما تؤثر هذه المتلازمة على حياة المرأة، إذ إنها تتسبب باضطراب الهرمونات في جسم المرأة، والذي يتسبب بالعديد من المشكلات الصحية والشكلية، وقد تكون في بعض الحالات سببًا لصعوبة الإنجاب والعقم لدى النساء المصابات[١]،[٢].
أسباب تكيس المبايض
إن السبب الرئيس وراء حدوث تكيس المبايض ما زال غير معروف في الوقت الحالي؛ وذلك لعدم معرفة الكيفية التي تتم فيها عملية تكوّن هذه الأكياس على المبايض، إلا أن هناك مجموعة من الأسباب والعوامل التي تُساهم في تكوّن الأكياس والتسبب بمتلازمة تكيس المبايض، ومن ضمنها[٢]،[٣]،[٤]:
- تغييرات كبيرة في مختلف الهرمونات الجسمية، خاصةً زيادة نسبة هرمون الأنسولين في أكثر من نصف الحالات المُصابة.
- زيادة الوزن أو السمنة؛ وذلك لأن الوزن الزائد يزيد من كمية الأنسولين التي ينتجها الجسم.
- زيادة مستويات السكر في الدّم.
- العوامل الوراثية، فقد أثبتت بعض الدراسات وجود علاقة وراثية مرتبطة بهذه الظاهرة.
- ارتفاع نسبة إنتاج هرمون الإندروجين.
- الالتهابات، فالمرأة المصابة بالمتلازمة تكون لديها مستويات مرتفعة من الالتهابات في جسمها.
- خلل في عمل الغدة الكظرية وإفرازها للهرمونات الذكرية بشكلٍ كبير، خاصةً هرمون التستوستيرون، ممّا يؤثر بشكل سلبي على المبيضين ويؤدي إلى تكلسهما.
- قلة إفراز هرمون الدوبامين من المراكز العليا الموجودة في المخ؛ وذلك لأن هذا الهرمون يؤثر فعليًا في الغدة النخامية وغدة تحت المهاد[٥].
- خلل في إفراز الغدة النخامية لهرمون LH وإفرازه بكميات كبيرة، وانخفاض هرمون الأستروجين المسؤول عن استجابة الأكياس الموجودة داخل المبيضين.
- عدم استجابة المبيض لهرمونات الغدة النخامية.
أعراض تكيس المبايض
عادةً ما تبدأ أعراض متلازمة تكيس المبايض بالظهور في فترة البلوغ؛ أي في مرحلة الدورة الشهرية الأولى في حياة الأنثى، لكن في بعض الحالات لا تظهر أي أعراض على الأنثى المصابة، وتستمر حياتها وهي لا تعلم أن لديها مشكلة تكيس المبايض، ولا تكتشف ذلك إلّا إذا عانت من مشاكل تأخر الحمل بعد الزواج، ومن الأعراض التي تُسببها متلازمة تكيس المبايض ما يأتي[٦]،[٣]:
- اضطرابات الدورة الشهرية؛ فقد تكون متباعدةً وغير منتظمة، فالدورة الشهرية غير المنتظمة هي من أكثر الأعراض شيوعًا لمتلازمة تكيس المبيض، فقد يكون مجمل عدد الدورات الشهرية لدى المرأة المصابة أقل من ثمان أو تسع دورات شهرية في السنة، وتفصل كل دورة شهرية عن الدورة التي تليها مدة طويلة، قد تصل أحيانًا إلى خمسة وثلاثين يومًا، بالإضافة إلى قلة الإفرازات الدموية.
- التعرّض للنزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية؛ وذلك بسبب بقاء بطانة الرحم مبطنةً لجدار الرحم لمدة أطول من الوضع الطبيعي.
- ارتفاع نسبة هرمونات الذكورة لدى المرأة المصابة، مثل هرمون الأندروجين.
- انتشار الشعر الخشن بشكل كبير في بعض مناطق الجسم، خاصة منطقة الذقن، والشوارب، ومنطقة أسفل البطن والصدر؛ وذلك بسبب ارتفاع مستويات هرمونات الذكورة في الجسم.
- زيادة نسبة دهنية البشرة، بالإضافة إلى أنها تصبح أكثر عرضةً لظهور حب الشباب.
- الصلع، فالمرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض تكون عرضةً للإصابة بالصلع، كالذي يصيب الرجال.
- زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية في وقت لاحق من العمر، مثل: السكري من النوع الثاني، وارتفاع مستويات الكوليسترول.
- سواد الجلد، وتكوّن البقع الداكنة في مناطق مختلفة من الجسم، مثل: الرقبة، وتحت الثديين.
- الصداع؛ وذلك بسبب التغيرات الهرمونية لدى بعض النساء المصابات.
- السمنة وزيادة الوزن العام.
- تؤثر ظاهرة تكيس المبايض على الحمل، ومن الممكن أن تسبب حالةً من العقم الأولي أو الثانوي؛ وذلك بسبب الإباضة غير المنتظمة أو الفشل في الإباضة، وفي بعض الحالات الأخرى قد يحدث الحمل لكنه لا يكون قويًا بشكل كافٍ للاستمرار، وفي حال عدم تلقي العلاج والمتابعة الطبية اللازمة فقد تحدث عدة حالات من الإسقاط للجنين.
علاج تكيس المبايض
هناك العديد من الخيارات العلاجية لمتلازمة تكيس المبايض، والتي من شأنها تخفيف الأعراض وخفض احتمالية الإصابة بمضاعفات المرض، مثل: مرض السكري، وأمراض القلب، وغيرها، وتتركّز معظم علاجات هذا المرض على الحالات الفردية للمرضى، حيث إنها تستهدف الأعراض التي تعاني منها كل حالة على حدة، ومن ضمن هذه الخيارات العلاجية[٧]:
- الهرمونات والأدوية الهرمونية، إذ تساهم مثل هذه الأدوية في إعادة تنظيم الهرمونات الجنسية لدى المرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض، وأساليب منع الحمل من أكثر الطرق المستخدمة شيوعًا في العلاج، مثل: الحبوب، أو الحلقة المهبلية، أو رقعة الجلد، وقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في تنظيم الهرمونات والدورة الشهرية، والتخفيف من بعض الأعراض، مثل: حب الشباب، ومشكلة الشعر الزائد.
- اتباع نظام حياة صحي، وذلك بالانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن؛ وذلك لحل مشكلة الوزن الزائد والسمنة التي تعدّ من أهم الأسباب للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، بالإضافة إلى إبقاء الجسم في حالة نشاط دائم، وتقليل مستويات السكر في الدم، وتخفيف مستويات الدهون الثلاثية والكولسترول.
مضاعفات تكيس المبايض
في حال عدم تلقي العلاج المناسب في الوقت المناسب والمتابعة الطبية الأولية للمرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض قد تُصاب ببعض المضاعفات التي يمكن أن تكون خطيرةً في بعض الأحيان، ومن ضمن هذه المضاعفات ما يأتي[٤]:
- الإصابة بالعقم.
- الإصابة بمرض السكري الناتج عن الخلل في إفراز هرمون الأنسولين.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل.
- التهاب الكبد الدهني الناجم عن تراكم الدهون في الكبد.
- الإصابة بسرطان الرحم، مما قد يتسبب باستئصال الرحم.
- الإصابة ببعض أمراض القلب والشرايين والأوعية الدموية؛ وذلك بسبب اضطراب في مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- الإجهاض، أو الولادة المبكرة.
- ضيق التنفس، وانقطاع النَّفَس أثناء النوم.
- الاكتئاب والقلق، واضطرابات الأكل.
- نزيف غير طبيعي في الرحم.
المراجع
- ↑ "Polycystic ovary syndrome", womenshealth, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ^ أ ب "Polycystic ovary syndrome: how can it be treated?", evidentlycochrane, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ^ أ ب "Polycystic ovary syndrome ", nhs, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ^ أ ب "Polycystic ovary syndrome (PCOS)", mayoclinic, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ↑ DK Virsaladze, K Natmeladze، "The effect of dopamine on neuroendocrine disorders in women with PCOS under chronic stress conditions"، endocrine, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ↑ Stephanie Watson (2018-11-1), "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS): Symptoms, Causes, and Treatment"، healthline, Retrieved 2019-10-10. Edited.
- ↑ "Polycystic Ovary Syndrome (PCOS)", webmd, Retrieved 2019-10-10. Edited.