محتويات
نزيف بعد التبرّز
ربما يحدث بعد الانتهاء من التبرز أن يكتشف الشخص وجود دم في الحمام أو على المنديل أو على البراز نفسه أو على الملابس الداخلية، وهو أمر مخيف ومقلق لكثير من الأشخاص، خاصةً عند حدوثه لأول مرة، فتخطر في البال الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة التي قد تسبب ذلك، لكن لحسن الحظ فأسباب الإصابة بنزيف المستقيم والشرج بسيطة وغير مقلقة إلّا في حالات معدودة منها، لذا على الشخص الاطمئنان والتوجه للطبيب في أقرب فرصة لتحديد سبب النزيف وإيجاد العلاج المناسب منه. وفي هذا المقال تُذكَر مجموعة من أسباب نزيف المستقيم بالتحديد، والحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب على الفور دون تأخير.[١]
ما نزيف المستقيم؟
خروج دم من فتحة الشرج له أسباب عديدة، وقد يبدو مصدر هذا الدم الشرج أو المستقيم أو القولون بأجزائه المختلفة أو الجزء العلوي من الجهاز الهضمي، ويختلف لون هذا الدم طبقًا لمصدره؛ فكلّما كان مصدر النزيف قريبًا من فتحة الشرج بدا اللون أحمر فاتح اللون؛ لذا يظهر نزيف المستقيم والشرج أحمر اللون، بينما نزيف القولون المستعرض يبدو أحمر داكن اللون، ونزيف القولون الأبعد ونزيف المعدة والأمعاء الدقيقة أسود اللون، وذو رائحة كريهة؛ بسبب تكسّر الدم ببكتيريا القولون، وإنتاجها مادة الهيماتين السوداء أثناء مروره بالقولون.
ويُعرَف نزيف المستقيم بأنّه خروج دم أحمر فاتح اللون من فتحة الشرج مخلوطًا بالبراز أو الجلطات الدموية، ومصدره إمّا المستقيم أو الشرج أو القولون السيني، وقد يبدو هذا النزيف صامتًا لا يصاحبه ظهور أيّ أعراض أخرى، أو قد تظهر معه مجموعة من الأعراض؛ مثل: الشعور بألم الشرج، والإصابة بالإسهال أو الإمساك، وخروج مخاط مع البراز.[٢][٣]
ما أسباب نزيف المستقيم؟
نزيف المستقيم اضطراب شائع ينتج من أسباب عديدة ومختلفة، ورغم انتشاره لكنّ ثلث المصابين به فقط يتوجهون إلى الطبيب لطلب العلاج، وفي ما يأتي توضيح لعدد من أهم أسباب نزيف المستقيم:[٤]
- البواسير: هي أكثر أسباب نزيف المستقيم شيوعًا، وهي انتفاخ الأوعية الدموية في المستقيم في ما يُعرَف بالبواسير الداخلية، أو انتفاخ الأوعية في الشرج في ما يُعرَف باسم البواسير الخارجية. وتحدث البواسير نتيجة الإصابة بالإمساك المزمن أو حمل أغراض ثقيلة أو الإصابة بالسمنة المفرطة أو خلال الحمل، ويُنفّذ علاج البواسير بعلاج السبب؛ مثل: علاج الإمساك، وتعديل نمط حياة المصاب، وأخيرًا الجراحة لربط الأوعية المنتفخة أو استئصالها.
- الشرخ الشرجي: تمزق يصيب بطانة الشرج يسبب حدوث نزيف وحرقة وألم مع التبرز، وينتج من الإصابة بالإمساك، ويشفى الشرخ الشرجي عادةً من تلقاء نفسه، ويستطيع المصاب أن يستعين بالدهان الموضعي الذي يبسط عضلات الشرج، ويخفف الألم حتى يلتئم الشرخ، لكن في بعض الحالات قد تبدو الجراحة الحل للتخلص من الشرخ المتكرر أو المزمن الذي يستمر لأكثر من ثلاثة أشهر.
- الخراج الشرجي: توجد غدد صغيرة داخل الشرج تساعد في مرور البراز، وقد تصاب إحدى هذه الغدد بالانسداد ثم العدوى، فيتكوّن فيها كيس من القيح، ويبدو علاج الخراج الصغير تصريف محتواه تحت التخدير الموضعي، بينما الخراج كبير الحجم يتطلب إجراء تخدير كلي؛ لكي يستطيع الطبيب تنظيفه بالكامل.
- الناسور الشرجي: مجرى غير طبيعي يتكوّن بين الشرج أو المستقيم وبين الجلد المحيط بهما، ويبدأ بعدوى تصيب الغدد الموجودة في الشرج أو بسبب الإصابة بأحد أمراض القولون الالتهابية أو الإصابة بالدرن أو التعرض للإشعاع أو إجراء جراحة على هذه المنطقة من الجسم، وعلاج المصاب بـالناسور التدخل الجراحي.
- الرداب القولوني: تكوّن أكياس صغيرة في الأجزاء الضعيفة من بطانة الأمعاء وبشكل خاص في القولون السيني، وهو اضطراب يصيب عادةً كبار السن، ويُشخَّص بواسطة منظار القولون، وعلى الرغم من أنّ هذه الأكياس حميدة، لكنّها تسبب حدوث نزيف، وقد تتعرض للانسداد والعدوى فتسبب ما يُعرَف بالتهاب الردب، ويُنفّذ علاج هذه الحالة بتعديل نمط الغذاء وتناول المضادات الحيوية وأخيرًا الجراحة.
- داء الأمعاء الالتهابية IBD: التهاب يصيب الأمعاء الغليظة أو الدقيقة، وهو نوعان أساسيان؛ هما التهاب القولون بأنواعه المختلفة وداء كرون.
- سلائل القولون: إحدى أهم أعراض الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وتنتج من تكاثر ونمو غير طبيعيين في خلايا بطانة الأمعاء الغليظة؛ فتتكوّن أنسجة تأخذ شكل عشّ الغراب تتصل ببطانة القولون وتستمر في النمو، وتصاب بالنزف حين يكبر حجمها. وتُعدّ هذه الثآليل ما قبل السرطان؛ أي قد تتحول لاحقًا إلى سرطان إن لم تُعالَج؛ لذا اكتشافها مبكرًا وإزالتها أمران ضروريان، وتُكتَشَف هذه الثآليل خلال تنظير القولون. وسرطان القولون والمستقيم من السرطانات التي يرتفع معدل شفاء المصابين بها كثيرًا عند اكتشافها وعلاجها مبكرًا؛ لذا يجب عدم إهمال نزيف المستقيم؛ لأنّه واحد من أهم أعراضه.
ما حالات نزيف المستقيم التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
نزيف المستقيم البسيط أمر وارد ولا يستدعي القلق أو العلاج، لكنّ النزيف الحاد المستمر أو المؤلم قد يدلّ على الإصابة بمشكلة مرضية خطيرة تستدعي الانتباه إليها وعلاجها، وفي ما يأتي مجموعة من أهم الحالات أو الأعراض التي تستدعي التوجه للطبيب على الفور:[٥]
- النزيف المستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة.
- إصابة الأطفال بنزيف المستقيم أو البراز المُدمَّم.
- نقص وزن غير متعمّد مع إجهاد وضعف عام.
- ألم البطن وانتفاخه.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- خروج براز أرفع وأطول وأكثر ليونة من البراز المعتاد لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.
- الغثيان أو التقيؤ.
- الإمساك المزمن، أو تغيّر عادات التبرز عن المعتاد لوقت طويل.
- تسرّب البراز من الشرج لا إراديًا.
- السعال أو تقيؤ الدم.
- نزيف الأنف أو العين أو الأذن.
- الشعور بالارتباك وفقد الوعي.
- ألم شديد في البطن أو أسفل الظهر.
المراجع
- ↑ Rachel (1-8-2019), "Everything You Need to Know About Rectal Hemorrhage"، www.healthline.com, Retrieved 21-6-2020. Edited.
- ↑ Brian Joseph Miller (2017-4-27), "What is Rectal Bleeding?"، everydayhealth, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ William C. Shiel Jr (2019-9-10), "Rectal Bleeding (Blood in Stool, Hematochezia): Symptoms & Signs"، medicinenet, Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ "Rectal Bleeding: Possible Causes", clevelandclinic,2019-11-19، Retrieved 2020-6-20. Edited.
- ↑ Jennifer Huizen (2020-1-24), "Why do I wipe blood after I poop?"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-20. Edited.