ما هي اعراض القولون

كتابة:
ما هي اعراض القولون

القولون

حيّر مرض القولون ملايين الأشخاص؛ لعدم وجود سبب رئيس له، وهو حالة مُزعجة جدًا تحتاج إلى اهتمام وعناية، وتُصاحبه أعراض توتّر نفسيّ، وينعكس على حالة المريض؛ إذ يُصبح أكثر عصبيّةً في بعض الأحيان. كما يحمل عدّة مُسمّيات، وهي: القولون العصبيّ، ومُتلازمة الأمعاء المتهيّجة، ومعروف باختصار IBS.[١]

القولون هو أحد أعضاء الجهاز الهضميّ في الجسم، يُسمّى بالأمعاء الغليظة، ويُسمّى أيضًا المُصرَان الأعوَر، يبدأ موقعه من الأمعاء الدّقيقة لينتهي بالمُستقيم،[٢] ويعدّ من أكثر أمراض الجهاز الهضمي شيوعًا، بنسبة إصابةٍ تتراوح ما بين 6% و18% من سُكّان العالم أجمع،[٣] كما أنّه غالبًا ما يُصيب النساء أكثر من الرجال، ويكون الشباب ممّن تقل أعمارهم عن 50 عامًا أكثر عُرضةً للإصابة من كبار السن.


يندرج هذا المرض تحت قائمة الأمراض المُزمنة؛ لعدم وجود علاج فعّال له، وإنّما مجموعة من الإجراءات والأدوية التي تُسهّل على المرضى مُعايشته والتأقلم معه والتقليل من تأثير أعراضه على حياتهم، ويستعرض هذا المقال آلية المرض، وكيفيّة التعامل معه، والأعراض التي تدل على وجوده.[١]


أعراض القولون

تختلف الأعراض وشدّتها بنسبة كبيرة بين مرضى القولون، وفي مُعظم الحالات تتهيّج الأعراض بعد تناول أنواع مُعيّنة من الأطعمة، لتستمرّ من بعد ذلك إلى يومين حتّى 4 أيام، وتزول من بعدها كُليًّا،[٤] ويُذكَر من أكثر هذه الأعراض شيوعًا ما يأتي:

  • الشعور ألم في البطن، قد تصاحبه تشنجات، ويتميّز بأنه أحد أبرز أعراض القولون، ويكون في المنطقة السّفليّة من البطن أو البطن كاملًا، وعادةَ ما يزول أو تقلّ شدّته بعد التبرّز.[٣]
  • الإمساك المُزمن، وخروج البراز بشكل مُتقطّع، أو حدوث إسهال أو كليهما معًا، وبناءً على ذلك قُسّم القولون إلى أنواعٍ ثلاث، هي:[٣]
    • القولون المُرتبط بالإمساك أو الإمساك القولونيّ، الذي يؤثّر على 50% من مرضى القولون، وهو ما يُخرِج فيه المريض أقل من 3 مرّات في الأسبوع.
    • القولون المُرتبط بالإسهال أو الإسهال القولونيّ، وهو يؤثّر على ثلث مرضى القولون، ويتّصف البُراز بأنه سلس مائي، يُرافقه مُخاط في بعض الأحيان، بمُعدّل إخراج أكثر من 12 مرّةً في الأسبوع الواحد.
    • القولون المُختلِط بالإمساك والإسهال، والذي يُعدّ أكثر الأنواع شدّةً.
  • تورّم وانتفاخ في البطن، ووجود غازات.[٥]
  • الغثيان، خصوصًا فترة الصباح، والذي يزول في مُعظم الأحيان بعد التبرّز، أو إلى أن يتقيّأ المريض.[٦]
  • تعب عام في معظم أعضاء الجسم، وآلام في العضلات.[٦]
  • فُقدان الشّهية، يُصاحبه الشّعور المُستمر بالشبع.[٧]
  • خروج هواء من فم المريض بما يُسمّى التجشؤ، والذي قد يُريح أحيانًا.[٨]
  • اضطراب في النوم.[٦]

ويجدر بالذّكر أنّ هناك مجموعةً من الأعراض التي يستلزم ظهورها مُراجعة الطبيب في أقرب وقت، إذ قد تكون إحدى علامات وجود أمراض أكثر خطورةً، كسرطان القولون أو الالتهاب في الجسم، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٧][١]

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
  • نُقصان في الوزن.
  • خروج الدم مع البراز، أو تغيّر في لون البراز إلى الغامق.
  • الإصابة بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
  • ألم مُستمر في البطن حتى بعد التبرّز أو إخراج الغازات.
  • الإسهال الشديد ليلًا.
  • تقيّؤ شديد دون سبب واضح.
  • صعوبة في البلع.


فسيولوجية مرض القولون

يمتصّ القولون الماء وجزءًا من المواد الغذائية ويُحلّلها، ثم يدفع الطعام من المعدة إلى المستقيم،[٢] ثم تتمدّد عضلات الأمعاء وتتقلّص بانتظام، وقد يتخلّل ذلك حدوث تشنّج في العضلات ليظهر كألم شديد وانتفاخ، مما يُسبّب أيضًا الإمساك؛ وذلك بسبب بُطء في حركة الأمعاء، والعكس تمامًا إذا زادت حركة الأمعاء، إذ يقود ذلك إلى حدوث الإسهال، لكن إذا سكنت الحركة يتخمّر الطعام في الأمعاء ويُسبّب الغازات والانتفاخ في البطن، مما يُسبب الشعور بالألم، بالإضافة إلى تأثير الاضطرابات النفسيّة والعصبيّة التي تُخلّ بعمل الأعصاب الموجودة في المعدة وطريقة تفسيرها وتحليلها للألم عن القيام بالعمليات الهضميّة.[١]


أسباب الإصابة بالقولون

ما يزال السبب الرّئيس للإصابة بمرض القولون غير مُحدّدٍ بالضّبط بعد، ويُرجّح أن تكون له علاقةٌ وثيقة بين عمل الدّماغ وعضلات القولون المسؤولة عن دفع الطعام خلاله، بالإضافة إلى وجود العديد من العوامل التي ترفع من احتماليّة الإصابة،[٩] ومنها ما يأتي:

  • اضطرابات نفسيّة وقلق وضغوطات، تزداد أحيانًا في فترة الامتحانات، أو في حالات الطلاق، أو الموت، ولا يزال من غير الواضح حقيقةً إذا ما كان القولون من مُسبّبات القلق، أم أنّ القلق والتوتّر يقودان إليه.[٣]
  • نوعيّة الغذاء، إذ قد يتحسّس القولون من بعض الأطعمة، مثل: المُليّنات، والأطعمة الحارة، والتوابل، والدهنيات، والشوكولاتة، والوجبات الجاهزة، والبقوليات، والمشروبات الغازيّة، والمُنبّهات، وهي لا تُسبّب القولون بحدّ ذاتها وإنّما تُهيّج أعراضه عند تناولها.[٥]
  • قد يحدث بسبب التهابات واضطرابات المعدة والأمعاء.[١]
  • اضطرابات هرمونيّة، خصوصًا عند النساء في فترة الطّمث.[١]
  • فرط نموّ البكتيريا المعويّة الصغيرة، المعروف باختصار SIBO.[٥]
  • وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالقولون، إذ يُعتقد وجود رابط جينيّ قوي من الآباء إلى أولادهم.[٥]


طرق الوقاية والعلاج من القولون

يفحص الطبيب المريض سريريًّا، ويجمع معلومات كافية عن عمره وحالته الصحيّة والأعراض التي يُعاني منها، مع معرفة تاريخه المرضيّ كاملًا، ثمّ قد يلجأ في بعض الحالات إلى أخذ خزعة من القولون، من خلال ما يُعرف بتنظير القولون العلويّ، وأخيرًا قد يُجري تصويرًا بالأشعة السينيّة، حتى يتمكن من معرفة المرض وعلاجه بالطريقة الصحيحة.[١]

بالنسبّة للخطوات الوقائيّة فإنّها تهدف إلى منع تهيّج أعراض القولون أو زيادتها سوءًا،[٥] ويكون ذلك من خلال كل ممّا يأتي:

  • تناول الأطعمة المُليّنة، والخضروات الورقيّة، وبعض أنواع الفاكهة مثل التفاح، والأطعمة التي تحتوي على الألياف.[١٠]
  • إعطاء أدوية مُضادّة لتشنّج القولون المُرتبط بالإسهال قبل الأكل أو خلاله؛ لمنع حدوث التشنج، ومثل هذه الأدوية تُصرف فقط من قِبَل الطبيب المُختصّ، ومنها دواء إلوكسادولين، ويُعطَى بجرعة 100ميلليغرام أو 75ميلليغرام في بعض الحالات، مرّتين يوميًّا، مع تنبيه المريض لضرورة إيقاف استعماله وإعلام الطبيب في حال عانى من الإمساك.[١١]
  • في حالة حدوث إسهال تُعطى مُضادات الإسهال، ومفعولها غالبًا يكون مؤقّتًا.[٩]
  • في حالة حدوث إمساك يجب إعطاء مُضادات الإمساك في حال لم يُجدِ تناول الألياف نفعًا في علاجه.[١]
  • أدوية لمُعالجة الغازات، مثل: السيميثيكون، أو الفحم المنشّط، وتكون الجُرعة كالآتي:
    • حبوب السيميثيكون القابلة للمضغ، تُعطَى حبة واحدة بجُرعة 80 ميلليغرامًا إلى 160 ميلليغرامًا بعد الوجبات، أو الحبوب العاديّة بجرعة 125 ميلليغرامًا ثلاث مرّات يوميًّا، بما لا يتعدّى 500 ميلليغرام في اليوم الواحد.[١٢]
    • كبسولات أو حبوب الفحم المنشّط بجرعة 500 ميلليغرام 4 مرّات يوميًّا.[١٣]
  • مهدّئات للاكتئاب، وتُستعمل لفترةٍ زمنية قصيرة.[١]
  • تناول العسل بين الوجبات كمُحلٍّ بديل عن السُكّر، وقد يكون مُحفّزًا لأعراض القولون لدى البعض.[١٠]
  • يُمكن إعطاء المريض بعض الأعشاب، مثل: الزنجبيل،[١٠] والكراوية، واليانسون، والشومر، بشربها كالشاي لتخفيف أعراض القولون عند الحاجة.[١٤]


نصائح لمريض القولون

يُنصح المريض باتّباع بعض التعليمات المُساعدة كروتين يوميّ قدر الإمكان، وهي كما يأتي:

  • شُرب الماء الدافئ بكمية كافية، وشُرب السوائل، والتقليل من المنبهات،[١٠] وعدم شرب العصير بواسطة القشة؛ وذلك لتجنّب سحب الهواء وتشكل الغازات.[١٥]
  • عدم تناول كمية كبيرة من الطعام في نفس الوجبة، بل تناوله على مراحل مُتفرّقة، ومضغه جيدًا.[١]
  • مُمارسة الرياضة لتنشيط الجهاز الهضمي، خصوصًا رياضة المشي، والابتعاد عن الكسل والخمول.[١][٥]
  • الابتعاد عن التوتر والقلق، وأخذ قسطٍ من الراحة والنوم.[١]
  • عدم النوم مُباشرةً بعد تناول الطعام، والانتظار ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات، مما يُقلّل أيضًا من مُضاعفات أُخرى كالأرق وحرقة المعدة.[١٦]
  • التقليل من البقوليات.[١٠]
  • عدم استعمال أيّ دواء إلا باستشارة الطبيب.[٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Mayo Clinic Staff (March 17, 2018), "Irritable bowel syndrome"، www.mayoclinic.org, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  2. ^ أ ب "The Colon: What it is, What it Does", www.fascrs.org, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Matthew Thorpe (July 19, 2017), "9 Signs and Symptoms of Irritable Bowel Syndrome (IBS)"، www.healthline.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  4. Yvette Brazier (Mon 18 December 2017), "What is irritable bowel syndrome (IBS)?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ John P. Cunha (9/10/2019), "10 Irritable Bowel Syndrome (IBS) Symptoms, Diet, Triggers, Causes, Diet (Foods to Avoid), and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Overlooking Symptoms Of IBS Might Be Making You Miserable", carolinadigestive.com,JUL 25, 2018، Retrieved 16/10/2019. Edited.
  7. ^ أ ب Dr. Ananya Mandal (Feb 26, 2019), "Symptoms of Irritable Bowel Syndrome"، www.news-medical.net, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  8. Minesh Khatri (June 30, 2019), "Why Am I Burping?"، www.webmd.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  9. ^ أ ب Amber J. Tresca (September 24, 2019), "An Overview of Irritable Bowel Syndrome (IBS)"، www.verywellhealth.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج Kris Gunnars (November 9, 2018), "FODMAP 101: A Detailed Beginner's Guide"، www.healthline.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  11. Drugs.com (Apr 30, 2018), "Eluxadoline Dosage"، www.drugs.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  12. Drugs.com (Aug 19, 2019), "Simethicone Dosage"، www.drugs.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  13. Drugs.com (Jun 17, 2019), "Charcoal Dosage"، www.drugs.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  14. Emily Cronkleton (August 30, 2019), "The Best Teas to Drink for Relief from IBS Symptoms"، www.healthline.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  15. Madeline R. Vann (8/31/2012), "Beating That Bloated Feeling"، www.everydayhealth.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
  16. Brandon Peters (September 25, 2019), "How Long to Wait Before Sleeping After Eating"، www.verywellhealth.com, Retrieved 16/10/2019. Edited.
12319 مشاهدة
للأعلى للسفل
×