ما هي الأمراض التي تسببها الكلاب المنزلية؟

كتابة:
ما هي الأمراض التي تسببها الكلاب المنزلية؟

الحيوانات الأليفة والأمراض

ارتبطت الحيوانات بأنواعها وأجناسها المُختلفة بحياة البشر ومن حولهم منذ القدم، ولطالما شاركت أنشطة الفرد في الزراعة والعمل، حتّى دخلت إلى البيوت وأصبحت جُزءًا لا غنى عنه لدى الكثير من العائلات، ومع ازدياد الاختلاط بالحيوانات وإقحامها أكثر في حياتنا أصبحنا أكثر عُرضةً لما يُعرَف بالأمراض حيوانيّة المنشأ (Zoonosis)، ورغم إدراكنا لحقيقة أنّ قطّك الأليف أو الببغاء لم يقصد على الإطلاق نقل أيّ أمراضٍ لك، إلا أنّ ذلك لا يُخفي خطورة العديد من هذه الأمراض التي يُحتمل انتقالها من الحيوان إلى الإنسان، سواء كان ذلك عن طريق الهواء، أم الطعام الملوّث، أم اللمس.[١]


تربية الكلاب المنزلية

باتت ثقافة تربية الحيوانات الأليفة مؤخّرًا شائعةً للغاية في مُعظم دول العالم؛ إذ ارتفعت نسبة اقتنائها خلال ثلاثين سنةً الماضية من 56% إلى 68%، ونظرًا لطبيعة الأهداف وراء امتلاك حيوانٍ أليف كملء الفراغ والاستئناس به أو لتحسين الحالة النفسيّة بما يمنحه من لطف ووفاء كان الكلب من أول الخيارات التي يجد فيه الأفراد ما يسعون لأجله، ولك أن تتخيّل أنّ عدد الكلاب الأليفة المنزليّة يتجاوز 90 مليون كلب في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وحدها، 60% منها يُعاملها أصحابها على أنّها من أفراد العائلة الأساسيّة أو كأحد الأبناء، فما تأثير وجود هذه الأعداد في الصحّة والكلاب على تواصل مُباشر مع الناس طيلة الوقت في المنازل؟ وهل من المُمكن أن تكون سببًا في نقل الأمراض حتّى وهي أليفة ومنزليّة؟[٢]


أمراض تسببها الكلاب المنزلية

يتعرّض ما يُقارب 5 ملايين شخص للعضّ من قِبَل الكلاب سنويًّا، سواء كانت كلابًا منزليّةً أم مُشرّدةً أم تعيش مُتقلّبة ما بين كلتا الحالتين، وهو ما يُعرّض الكثيرين لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض التي يُحتمل انتقالها عبر عضات الكلاب، أو التواصل المُباشر ما بينها وبين من يمتلكونها، أو بتناول الأطعمة الملوثّة بالبكتيريا أو الفيروسات أو الفطريات المُسبّبة للمرض،[٣] وفي ما يأتي ذكر لأبرز هذه الأمراض بالتفصيل:

داء العطائف

تُعدّ بكتيريا العطيفة الصائميّة أو كما تُسمّى أيضًا المُنثنية المسؤولة عن الإصابة بداء العطائف (Campylobacteriosis)، وهي تنتقل من الكلاب المُصابة إلى البشر عبر البُراز، والأطعمة أو المألكولات الملوّثة به، أو عن طريق الألعاب والأدوات التي تخصّ الكلب، ويستعملها أحد أفراد العائلة دون أن ينتبه لضرورة غسل يديه بعدها، وعادةً ما تظهر أعراض الإصابة بهذه البكتيريا خلال 2-5 أيام من التقاط العدوى، وتستمرّ ما يُقارب الأسبوع الواحد، وتتضمّن أعراضها الآتي:[٤]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الإسهال المصحوب بالدم.
  • تشنّجات البطن.
  • أحيانًا قد يُعاني المُصاب من الشعور بالغثيان والتقيّؤ.

داء المشوّكات

يُسمّى أيضًا مرض الأكياس المائيّة (Echinococcosis)، وهو أحد الأمراض الناجمة عن عدوى طُفيليّة، يُصاب به الأفراد عند تناول الأطعمة أو المشروبات الملوّثة ببُراز الكلاب المُصابة، التي تحتوي على بيوض طُفيليّ المشوّكة، وعلى الرغم من أنّ الأعراض قد تستغرق سنوات طويلة حتّى تظهر على المُصابين، إلا أنّها قد تضرب بقوّة وعُنف حين ظهورها، إذ تفقس البيوض داخل الجسم وتُكوّن الأكياس المائيّة بحجم مُعيّن يبدأ بالزيادة مع مرور الوقت حتّى تضغط الأكياس على عضوٍّ حيويّ أو تغزوه وتنفجر فيه، كالكبد، أو الرئة، مما يسبب العديد من الأعراض الخطيرة.[٤]

الحمى المالطيّة

الناجمة عن الاختلاط بالحيوانات المُصابة، كالماشية، والخنازير، والماعز، أو الكلاب، أو عن طريق تناول المُشتقات الحليبيّة غير المُبسترة أو المُعقّمة، ورغم أنّ نسبة انتقال عدوى المالطيّة (أو عدوى بكتيريا البروسيلا) ضعيفةً نوعًا ما بين الكلاب والبشر، إلا أنّ الأطباء البيطريين ومُربّي الكلاب مُعرّضون لهذا الخطر؛ لتعاملهم مع الأنسجة والدماء ومُخرجات الولادة، التي يُحتمل أيضًا انتقال البكتيريا من خلالها، وتبدأ الأعراض بالظهور على المُصابين خلال الأسبوع السادس إلى الثامن من التقاط العدوى، وتكون مُشابهةً لأعراض الإنفلونزا، وعادةً ما تستمرّ مدّة أسبوعين إلى 4 أسابيع، إلا أنّ بعض الحالات قد تُعاني من الحمّى المالطيّة كمرض مُزمن لا شفاء منه، أو تكون سببًا للإجهاض إن أصابت النساء الحوامل، أو تؤثّر في الأعضاء التناسليّة للمُصابين.[٤]

الأمراض المنقولة عبر القراد

هي التي يُعاني منها العديد من الحيوانات، وتنتقل إليهم بسبب تعرّضهم لقرصات القراد الحامل للمرض، مثل: داء اللايم، وداء البابسيّات، وحُمّى الأرانب، وعدوى الإيرليخيّات، وهي تنتقل إلى البشر عند تعرّضهم أيضًا لقرصات القراد العالق بكلابهم المُصابة، ويعدّ البشر والكلاب أكثر عُرضةً للإصابة في حال وجودهم في مواطن القراد، كالغابات، وأماكن الأعشاب والخشب، وتختلف الأعراض المُصاحبة للإصابة بأيٍّ من هذه الأمراض حسب نوعها، وقد يكون بعضها خطيرًا للغاية ويُهدّد حياة البشر، ومن أبرزها ما يأتي:[٤]

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • آلام في الجسم.
  • قشعريرة.
  • الطفح الجلديّ.

جرب الحيوانات

هو عدوى طُفيليّة ناجمة عن الإصابة بلدغات العثّ الموجود على الكلاب المُصابة، التي يُحتمل انتقال العثّ إليها بتواصلها مع كلاب أُخرى مُصابة بالجرب، وفي الحقيقة تعدّ أعراض إصابة الكلاب بالجرب مُثيرةً للشفقة للغاية؛ إذ يُعاني الكلب من الحكّة الشديدة، وتساقط الشعر، والإصابة بجروح من كشط الجلد أثناء الحكّة، وهو ما يُساعد مالكي الكلاب على التعرّف إلى المرض بالضبط، وعرض حيواناتهم على الأطباء لعلاجها، وتجنّب انتقال العدوى إليهم، التي تتمثل بالتهيّج الجلديّ في حال مُلامسة الحيوان المُصاب.[٤]


نصائح للوقاية من الأمراض التي تسببها الكلاب المنزلية

لحُسن الحظّ توجد مجموعة من الإجراءات والنصائح التي تُساعد في التقليل من خطر انتقال عدوى الكلاب المنزليّة إلى الأفراد من حولها، وذلك عن طريق اتباع كُلّ ممّا يأتي:[٢][٥]

  • تجنّب مُشاركة الطعام مع الكلاب (أو غيره من الحيوانات الأليفة) من نفس الطبق، أو تقبيلها ولمسها بالفم.
  • عدم تشجيع الكلب أو تحفيزه على اللعب بعنف أو العضّ.
  • غسل اليدين بعد التعامل مع طعام الكلب أو مكان نومه أو ما يلعب به، أو عند تنظيف مكان قضاء حاجته، خاصّةً في حال ظهرت على الكلب أيّ أعراض مرضيّة.
  • الحفاظ على نظافة المكان الذي يوجد فيه الكلب مُعظم الوقت، وتنظيف مكان قضاء حاجته باستمرار، مع الانتباه إلى ضرورة إبعاد الأطفال عنه.
  • تجنّب مُلامسة لُعاب الكلب لأيّ جروح مفتوحة أو تقرّحات لدى الأفراد.


المراجع

  1. "Zoonosis", www.healthline.com, 2017-07-20, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  2. ^ أ ب "Diseases you didnt know you can catch from your dog", www.mdlinx.com, 2019-05-03, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  3. "Review of bacterial and viral zoonotic infections transmitted by dogs", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Dogs", www.cdc.gov, 2020-02-21, Retrieved 2020-08-16. Edited.
  5. "Infections That Pets Carry", kidshealth.org, Retrieved 2020-08-16. Edited.
3429 مشاهدة
للأعلى للسفل
×