ما هي الحكمة من البلاء

كتابة:
ما هي الحكمة من البلاء

مفهوم البلاء

إنّ البلاء مفهوم يشمل الأمّة جميعها المُسلم منها والكافر، ولفظ البلاء هو مصدر الفعل بلا، ومعناه المصائب والمِحَن والشّدائد، فيقال عن البلاء بأنّه الحزن والغم، والبلاء في الاصطلاح: هو امتحان الله -تعالى- لعباده وقد يكون حسنًا أو سيّئًا، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}،[١] فالله سبحانه وتعالى خلق عباده وقدّر لهم البلاء في الحياة الدّنيا؛ ليتبيّن الصّادق إيمانه من الكاذب، والبصير في دينه من المنافق، غيرَ أنّه وسيلة للتّذلّل إلى الله بالقربات، وإدراك للنّعم السّالفة، ومعرفة حقيقة الدّنيا وتذكُّر مواقف الآخرة، ومن الجدير بالذّكر أنّ البلاء عندما يعمّ الأمّة ولا سيّما الإسلاميّة يكون لحكمة ربانيّة، وفي هذا المقال ستتمّ الإجابة عن سؤال: ما هي الحكمة من البلاء، بالإضافة إلى فضل الدّعاء في رفع البلاء.[٢][٣]

ما هي الحكمة من البلاء

لا بُدّ من مواجهة الصّعاب والابتلاءات العديدة في الحياة، ولا بُدّ من نزول البلاء على العبد ليتساءل: ما هي الحكمة من البلاء، ممّا يُعينه هذا السّؤال على الشّكر والصّبر واتّخاذ الجانب المُشرق من البلاء، على أنّه من قدر الله تعالى، ونتيجته الفوز بالجنّة إن لزم الصّبر، وأنّ لكلّ بلاء حِكمة إلهيّة مُعيّنة، فما هي الحكمة من البلاء، هذا ما سيتبين فيها يأتي:[٤]

  • الابتعاد عن الذّنوب: لأنّ الرّابط الرّئيس بين المصائب التّكوينيّة المولودة والمِحن الإنسانيّة هو اجتراح البشر الذّنوب بالعمد، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}.[٥]
  • التّطهير: ويُعدّ التطهير من الحِكَم الإلهية للبلاء، فهو وسيلة لتكفير الذّنوب ومن ثمّ دخول الجنّة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الإنسان يُبتلى في بعض الأحيان على حسب دينه، فإن كان متينًا اشتدّ بلاؤه، وإن كان فيه شيء من الرّقة ابتلاه الله بقدر دينه حتى تُكفّر خطيئته.
  • الاختبار: إنّ الإنسان عادة تظهر حقيقة إيمانه في الظّروف الصّعبة، فرُبّما كان مُظهِرًا للإيمان ومُخفيًا للكفر، لذلك يُرسل الله -تعالى- البلاء ليتميّز الخبيث من الطّيّب، والدّليل على ذلك قوله تعالى: {مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.[٦]
  • رفع الدّرجات: إنّ البلاء سبب من أسباب رفع درجات العبد في الآخرة، فكلّما زاد ابتلاؤه ارتفعت درجاته، ولا سيّما الصّابر على الابتلاء، المؤمن بقضاء الله وقدره

فضل الدعاء في رفع البلاء

إنّ الدّعاء من أنفع الأدوية التي يتطبّب بها الإنسان، غير أنّه عبادة لها منزلة عظيمة عند الله تعالى، والدّعاء هو التّذلُّل والخضوع إلى الله لطلب رفع البلاء أو حصول الخير، وفيما يأتي سيتمّ الاقتصار على توضيح فضل الدّعاء في رفع البلاء:

  • إنّ الله -تعالى- قريب من عباده، ممّا يعني إجابة دّعاءهم وسماعه، لقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.[٧][٨]
  • لا بُدّ من الدّاعي أن يُلازم حسن الظّنّ مع الدّعاء، فقال الرّسول عليه الصلاة السّلام: "إنَّ اللَّهَ يقولُ: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي وأنا معهُ إذا دَعانِي".[٩]
  • إنّ الدّعاء يتضمّن إظهار العبوديّة التّامّة لله والافتقار إليه ومُناجاة العبد له ممّا يعني وجوب الرجوع إليه وحده.[١٠]
  • إنّ وقوع البلاء ورفعه كلاهما مكتوب ومُقدّر، لكنّ الدّعاء هو الوسيلة لرفع البلاء، فإنّ الله -تعالى- يُنزل البلاء على عباده ليدعونه بإخلاص.[١١]
  • إنّ الدّعاء من أقوى الأسباب التي تجلب المنفعة وتدفع المفسدة، لقوله عليه السّلام: "وأعدُّوا للبلاءِ الدُّعاءَ".[١٢][١٣]

المراجع

  1. سورة الأعراف، آية: 168.
  2. "تعريف ومعنى البلاء"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
  3. "معنى البلاء لغة واصطلاحًا"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
  4. الشيخ مقداد الربيعي، الحكمة من البلاء والموقف منه، صفحة 54-78. بتصرّف.
  5. سورة الشورى، آية: 30.
  6. سورة آل عمران، آية: 179.
  7. سورة البقرة، آية: 186.
  8. "معنى الاعتداء بالدعاء"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2675.
  10. "الدعاء"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
  11. "الدعاء"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
  12. رواه السفاريني، في شرح كتاب الشهاب، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 343، إسناده حسن.
  13. "حكم الدعاء"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-03-2020. بتصرّف.
4962 مشاهدة
للأعلى للسفل
×