محتويات
مفهوم الصدقة
تُعرّف الصدقة لغة واصطلاحاً بما يأتي:
- الصدقة لغة
هي من الأصل صَدَقَ، والتي تدل على القوة في الشيء قولًا أو غيره، ومن ذلك أخذ الصّدق لقوّته في نفسه، ومن الصّدق أخذت الصّدقة.[١]
- الصدقة اصطلاحًا
هي العطيّة يبتغى بها المثوبة من الله -تعالى-، وقيل أيضًا: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة كالزكاة، لكنّ الصّدقة في الأصل تقال للمتطوّع به، والزّكاة للواجب.[٢]
أنواع الصدقة
تنقسم الصدقة لعدة أنواع، منها ما يكون لها أثر مادي مثل صدقة المال، ومنها ما يكون معنويًا، وفيما يأتي بيان ذلك:
صدقة المال والصدقات المادية
توجد الكثير من الأمثلة على الصدقات المادية، ومن ذلك:[٣]
- الإنفاق على الأهل
فإن إنفاق الرجل على أهل بيته وتلبية احتياجاتهم تعد من الصدقة إذا احتسبها لوجه الله؛ فعن سعد بن أبي وقاص عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّك لن تُنفِقَ نفقةً تبتغي بها وجهَ الله إلاَّ أُجِرْتَ عليها، حتَّى اللُّقمة ترفعُها إلى في امرأتك).[٤]
- زراعة الأشجار والنباتات
قال النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِنْ مسلمٍ يَغرسُ غَرْساً، أو يزرعُ زرعاً، فيأكلُ منه إنسانٌ، أو طيرٌ، أو دابَّةٌ، إلا كان له صدقةٌ).[٥]
- كفالة الأيتام
فالصدقة على الأيتام يستحق صاحبها الأجر الكبير يوم القيامة، قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (كافِلُ اليتيمِ له أو لغيرِهِ، أنا وهو كهاتَيْنِ في الجنّةِ).[٦]
- الصدقة على الأقارب والجيران[٧]
:قال -تعالى-: (والْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ).[٨]
- الصدقة الجارية[٧]
وهي التي يستمر ثوابها حتى بعد موت صاحبها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (إذا ماتَ الرجلُ انقطعَ عملُهُ إلَّا من ثلاثٍ: ولدٍ صالحٍ يدعو لَهُ، أو صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتَفعُ بِهِ).[٩]
الصدقات المعنوية
هي الصدقة التي لا تعتمد على المال، ويكون هدف المسلم منها التقرب إلى الله؛ مثل القيام بالعبادات، وقراءة الأذكار، وغيرها من الأعمال مثل:[٣]
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- السعي في تعليم الناس ما ينفعهم.
- إقراء القرآن وتعليمه للناس.
- إزالةُ الأذى عن الطريق
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وتميط الأذى عن الطريق صدقة).[١٠]
- تقديم العون والنفع للناس، ودفعُ الأذى عنهم.
- الدُّعاء للمسلمين.
- المداومة على ذكر الله
كالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، فتعد من الصدقات التي تثقل ميزان المسلم يوم القيامة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ بكلِّ تسبيحة صدقة، وكلِّ تكبيرة صدقة، وكلِّ تحميدة صدقة، وكلِّ تهليلةٍ صدقة).[١١]
فضائل الصدقة
ينال المتصدق الأجر الكبير والثواب العظيم عند الله -سبحانه وتعالى-، وقد وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبيّن فضل الصدفة، ومنها:[١٢]
- البركة في المال والرزق
لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (ما نقصت صدقة من مال)،[١٣] وقوله -عليه الصلاة والسلم-: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً).[١٤]
- سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة
قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس).[١٥]
- سبب للنجاة من النار
قال -صلى الله عليه وسلم-: (اتقوا النار ولو بشق تمرة).[١٦]
- سبب لتكفير الذنوب والخطايا
قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ).[١٧]
المراجع
- ↑ ابن فارس (1979)، معجم مقاييس اللفة، صفحة 339، جزء 3.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة 4)، السعودية: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 2518، جزء 6.
- ^ أ ب خالد الحسينان (2010)، دروس تربوية من الأحاديث النبوية، صفحة 62-64. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:56.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2320.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:2983.
- ^ أ ب محمد بن فنخور العبدلي، "الصدقة في الإسلام"، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 24/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:36
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1631.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1009.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:1006.
- ↑ راشد العبد الكريم (2010)، الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية (الطبعة 4)، السعودية:دار الصميعي، صفحة 484. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2588.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1442.
- ↑ رواه أحمد بن حنبل، في مسند أحمد، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم:17302.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:3595.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن معاذ بن جبل ، الصفحة أو الرقم:983.