ما هي المادة التي تفرزها الأذن؟

كتابة:
ما هي المادة التي تفرزها الأذن؟

العناية بالأذن ونظافتها

لا تقلّ العناية بالأذن أهميّةً عن العناية بصحّة الوجه أو اليدين وغيرهما من أعضاء الجسم، فكما أنّ الاعتناء بنضارة الوجه ونظافته تقي من مشكلات البشرة المُختلفة فإنّ منح الأذن الحماية الكافية من مصادر الضوضاء والإزعاج وتنظيفها بالطريقة الصحيحة ومُراقبة أيّ علامات أو أعراض تُشير إلى وجود حالة ما فيها يُساعد على ضمان سمعٍ أفضل وتجنّب إلحاق الأذى بالأذنين، ومن ناحية أُخرى توجد للأذن استراتيجيّة ذاتيّة للحفاظ على نظافتها، تكمن في مادة تُفرزها لطرد الأوساخ نحو الخارج، فما هي هذه المادة؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.[١]


ما هي المادة التي تفرزها الأذن؟

تُفرز الأذن مادّةً لزجةً من ضمن استراتيجيّات الدفاع التي تتخذها لحماية القناة السمعيّة وطبلة الأذن، وتُعرف هذه المادة بالصّملاخ أو شمع الأذن (Earwax, or cerumen)، وبعيدًا عن أنها لزجة أو مُثيرة للاشمئزاز في نظر الكثيرين، إلا أنّ دورها الأهمّ في ما قد يوحيه شكلها، إذ يُساعد شمع الأذن في التخلّص من الأوساخ العالقة داخلها، ويمنع دخول الأجسام الغريبة نحو الداخل، بالإضافة إلى أنّه يحمي الأذن من بعض أنواع الجراثيم المُسبّبة للأمراض، وبذلك يُمكن القول إنّه خطّ الدفاع الأوّل للأذن أمام الظروف الخارجيّة، وتُنتجه عادةً بكميّات مُناسبة، وتطرح القديم منه مع كلّ ما يعلق به إلى خارج الأذن.[٢]


مم يتكون شمع الأذن؟

يتشابه التركيب الرئيس لشمع الأذن عمومًا بين الأفراد، إذ يُصنّع في القناة السمعيّة عن طريق الغُدد الشمعيّة (Cerumenous glands) والغدد الدهنية، ويحتوي على كلّ ممّا يأتي:[٣][٤]

  • ما يُقارب 60% من بروتين الكيراتين.
  • الأحماض الدُهنيّة التي يُفرزها الجلد بنوعيها المشبع وغير المشبع.
  • الكوليسترول.
  • بعض خلايا الجلد الميتة.
  • كمية من الماء العالق في الأذن عند تغسيلها أو من السباحة والاستحمام.
  • بكتيريا الجلد الطبيعيّة الموجودة في الأذن.
  • بعض الشعر الذي قد يعلق بالشمع عند مروره إلى خارج الأذن.


ما هو لون وملمس شمع الأذن الطبيعي؟

عادةً ما يحمل لون شمع الأذن بعض المعاني والتفسيرات المُرتبطة به، إذ يُشير كلّ لون إلى أمر ما، كالآتي:[٥]

  • اللون الأصفر أو البرتقاليّ أو اللون البُنيّ الفاتح: يُشير إلى الوضع الصحيّ السليم لشمع الأذن، وقد تكون درجات الألوان أفتح قليلًا عند الأطفال.
  • اللون البنيّ الغامق أو الأسود: الذي عادةً ما يظهر لدى الكبار والبالغين؛ إذ إنّه يُشير إلى قِدَم شمع الأذن، واحتوائه على كميّة أكبر من الأوساخ والبكتيريا العالقة فيه.
  • اللون الأبيض أو شمع الأذن الذي يحتوي على القشرة: الذي يدلّ على وجود نقصٍ في إحدى المواد الكيميائيّة المسؤولة عن رائحة الجسم.
  • اللون البنيّ المختلط ببعض اللون الأحمر: هو ما يُشير إلى وجود إصابة ما في الأذن مصحوبة بالنزف.


أمّا بالنسبة لملمس شمع الأذن وقوامه فهو يختلف في الحقيقة حسب العُمر؛ إذ يميل عند الصغار إلى أن يكون أكثر سلاسةً ولينًا منه عند الكبار، الذي يكون أكثر صلابةً وجُمودًا،[٣] بالإضافة إلى بعض الاختلافات الجينيّة المُرتبطة بالأعراق والأصول، والذي بناءً عليها قُسّم شمع الأذن إلى نوعين، هما:[٤]

  • شمع الأذن الرّطب: الذي يحتوي على نسبة أكبر من الدهون في تركيبته، وهو أكثر شيوعًا لدى الأصول الإفريقيّة والقوقازيّة.
  • شمع الأذن الجاف: الذي يحتوي نسبة أقلّ من الدهون، وهو أكثر شيوعًا لدى الشعوب في شرق آسيا.


أسباب تراكم شمع الأذن

يزور الأطباء والمراكز الصحيّة سنويًّا ما يُقارب 12 مليون شخص في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة وحدها، ممّن يشكون من زيادة شمع الأذن لديهم وتراكمه في الأذنين، ويخضع أكثر من 8 ملايين شخص لإجراءات وعمليات مُختلفة للتعامل مع تراكمه، مما يُشير إلى أنّه من المشكلات الشائعة والمُنتشرة بين الناس،[٦] وفي الوضع الطبيعيّ السليم يستطيع الجسم التخلّص من الشمع بمُساعدة حركة الفكين عند المضغ والكلام، بالإضافة إلى أنّ طبيعة الخلايا الجلديّة في القناة السمعيّة تُساعد في طرد الشمع ومحتوياته عند تقشّرها، وما يحدث في بعض الأحيان وجود بعض الظروف والمشكلات الصحيّة التي تحول دون ذلك، ممّا ينجم عنه تجمّع الشمع وتراكمه في الأذنين، ويُذكر من هذه الأسباب ما يأتي:[٤]

  • الانسداد: الناجم عن وجود تشوّه عظميّ في الأذن نتيجة التعرّض لإصابة مباشرة أو أنه مُشكلة خلقيّة منذ الولادة.
  • تضيّق القناة السمعيّة: بسبب طبيعة شكلها الذي يختلف من فرد إلى آخر، أو لزيادة نموّ الشعر الموجود داخل الأذن، أو من تضيّق الأنسجة اللينة فيها؛ لكثرة الإصابة بالتهابات الأذن أو شدّة أحدها.
  • صعوبة طرد الشمع والخلايا الميّتة: الناجم عن التقدّم بالسن، أو نتيجة تعطّل وسائل الجسم للتخلّص منهما.
  • فرط إنتاج شمع الأذن: المُرتبط بالتعرّض لبعض الإصابات، أو احتباس الماء في الأذن، أو لأسباب مجهولة.


الأفراد الأكثر عرضة لتراكم شمع الأذن

تزداد احتماليّة تعرّض بعض الأفراد لمُشكلة تراكم الشمع في الأذن أكثر من غيرهم؛ وذلك لوجود واحد أو أكثر من العوامل الآتية:[٣]

  • تكرار الإصابة بالتهابات الأذن.
  • الأفراد الذين يُعانون من كثافة نموّ شعر الأذن.
  • الذين يُعانون من صعوبات التعلّم، وسبب ارتفاع احتماليّة إصابتهم بتراكم الشمع غير معروف في الحقيقة.
  • من يُعانون من تضيّق القناة السعيّة أو عدم اكتمال نموّها.
  • الذين يُعانون من مشكلات جلديّة مُعيّنة، كالأكزيما.
  • الأفراد المُصابون بالذئبة الحماميّة، أو المُصابون بمُتلازمة شوغرن.
  • كبار السن، إذ يميل شمع الأذن إلى أن يكون أكثر جفافًا لديهم.


ما هو العلاج بشمعة الأذن؟

رغم تقارب المُصطلحين من بعضهما البعض إلا أنّ شمع الأذن مُختلف تمامًا عن شمعة الأذن، فالأخيرة (Ear candling or thermo-auricular therapy) تُعدّ من الوسائل العلاجيّة التي انتشر سيطها على وسائل التواصل الاجتماعيّ مؤخّرًا، في فيديوهات كثيرة وصور تشرح آليتها، والتي تدّعي قُدرتها على التخلّص من شمع الأذن المُتراكم فيها، وذلك باستخدام شمعة مُفرّغة من الداخل، يوضع طرفها في الأذن والطرف الآخر يُشعل مدّة 15 دقيقةً، وتُزال بعدها مع وعود بنفع المُصابين بإزالة الشمع من آذانهم، إلا أنّ هذه الطريقة في الواقع غير مُثبتة علميًّا على الإطلاق، ولا تنطوي على أيّ مبدأ علميّ منطقيّ أو صحيّ، حتّى أنّها قد تتسبّب بثقب طبلة الأذن، أو انسداد الأذن بالشمع الذائب من الشمعة المُشتعلة، ناهيك عن الحروق المُحتملة؛ لذا لا يوصى بها أبدًا تحت أيّ ظروف أو ادّعاءات ممّن يعتمدونها في العلاج.[٣]


المراجع

  1. "Ear Care Tips", my.clevelandclinic.org, 2012-10-24, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  2. "Earwax color chart: What to know", www.medicalnewstoday.com, 2019-08-19, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "What you need to know about earwax"، www.medicalnewstoday.com، 2018-09-27، اطّلع عليه بتاريخ 2020-08-13. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What You Need to Know About Earwax", www.verywellhealth.com, 2020-07-07, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  5. "What you need to know about earwax", www.healthyhearing.com, 2020-03-04, Retrieved 2020-08-13. Edited.
  6. "Earwax: Too Much of a Good Thing?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
3556 مشاهدة
للأعلى للسفل
×