محتويات
ما المقصود بالمازوخية؟
المازوخية أو الماسوشية (بالإنجليزية: Masochism) هو اضطراب نفسي جنسي، حيث يكون الشعور بالإثارة الجنسية من خلال الشعور بالألم الذي ينتج من إيذاء النفس، ويختلف مقدار الألم الذي يتم الشعور به باختلاف طقوس العنف التي تتم ممارستها كالجلد الشديد أو الضرب وغيرهم، إلا أن الشخصية المازوخية يكون لديها قدرًا من السيطرة على الموقف، حيث توقف السلوك العنيف قبل أن تسبب لنفسها جروح بالغة أو خطيرة، ويتم تعريف الماسوشي اجتماعيًا بتعريف أكثر مرونة، حيث يوصف أنه الشخص الذي يستمتع بسلوكيات الإذلال والإساءة.[١]
المازوخية هي اضطراب يتعلق بالشعور بالألم، حيث تتم فيه عملية الإثارة من خلال إلحاق الألم والأذى بالنفس، لكن بقدر من السيطرة والتوقف قبل إلحاق أذى خطير بالنفس.
ما أصل اسم المازوخية؟
اشتق لفظ المازوخية أو الماسوشية من اسم الكاتب النمساوي ليوبولد فون ساشر ماسوش في القرن التاسع عشر، وقد بدأ استخدام هذا اللفظ منذ عام 1892 م، حيث استخدم الكاتب الشهير هذا الانحراف والاضطراب الجنسي في العديد من رواياته، وكان موضوعه المفضل للحديث عنه[٢]، وقد أطلق على المازوخية هذا الاسم من قبل الطبيب النفسي الألماني النمساوي ريتشارد فون كرافت إيبينج، والذي كان مهتم بالعمل والبحث في موضوع النشاط الجنسي عند البشر.[٣]
تم استخدام لفظ المازوخية منذ عام 1892 م، وقد اشتق الاسم من اسم فون ساشر ماسوش، وهو كاتب نمساوي استخدم هذه الشخصية في الكثير من رواياته.
ما هي علامات الإصابة بالمازوخية؟
الشخص المازوخي هو الشخص الذي يشعر بالإثارة من خلال الشعور بالألم وانكار الذات والإهانة، حيث يبحث عن طرق لتعذيب نفسه، ولمعرفة ما إذا كنت مازوخيًا أم لا يمكنك أن تلاحظ بعض العلامات الآتية:[٤]
- اللطف المبالغ فيه: الشخص المازوخي لطيف بصورة مبالغة مع الآخرين بحيث لا يستطيع أن يقول لهم لا، لأنه يرى أن الرفض شيء قاسي وأناني حتى لو كان الفعل سيلحق الضرر به.
- جلد الذات: المازوخي يرغب في إظهار نفسه جيدًا على الدوام، لذا يلوم نفسه ويجلد ذاته إذا فاته التمرين الصباحي أو انحرف يومًا عن النظام الغذائي.
- الشعور بعدم الجدارة: يشعر المازوخي بعدم الجدارة الذي يجعله يفني نفسه في مساعدة الأشخاص الآخرين والرغبة في إنقاذ الكوكب، ويأتي هذا من إفراطه في تعويض النقص الذي يشعر به تجاه ذاته.
- رفض النعم: يرفض الشخص المازوخي النعم التي تأتي لطريقه والتي يمكن أن يمنحها الآخرون له، ولا يشعر بالارتياح عند تلقيها، وبدلًا من هذا يفضل ممارسة الضغط على نفسه.
- الانجذاب للنرجسيين: الشخص المازوخي يشعر بالانجذاب الشديد إلى الشخصية النرجسية، ويقع في حبها مرارًا وتكرارًا.
- عدم القدرة على الدفاع عن النفس: الشخص المازوخي يكون لطيف ورحيم مع الآخرين فقط وليس مع نفسه، لذا يسمح بأن يكون مهان من قبل الآخرين.
- السعي إلى الكمال: الشخص المازوخي يسعى للكمال ويصاب بالفزع والخوف الشديد أن يراه الآخرون غير كامل.
- قمع المشاعر: يحاول المازوخي أن يقمع مشاعره لأنه يرى أن بعض العواطف خاطئة، لذا يحاول تجنب بعض المشاعر ومقاومتها مثل الحزن أو خيبة الأمل أو الخوف أو الغضب.
- الانجذاب للدراما: يشعر المازوخي بالانجذاب للدراما ويكون مدمنًا عليها، وهذا لأنه يحب الشعور بالألم.
- تجنب المتعة: عدم القدرة على الاستمتاع من أهم علامات الشخصية المازوخية، فالمازوخي يشعر بالملل إذا سارت الحياة معه بسهولة، ويرى أن كل شيء جيد في الحياة لا بد أن يترافق معه الألم.
الشخص المازوخي يظهر بعض العلامات كانجذابه للدراما، وتجنبه للشعور بالمتعة، والرغبة في دخول علاقات مؤذية تسبب له الشعور بالألم والمهانة.
ما أبرز سلوكيات الشخص المازوخي؟
قام المحللين النفسيين في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي بتوسيع مفهوم المازوخية قليلًا، حيث لم تعد تقتصر على السلوك الجنسي فقط، بل أصبحت تشمل أي شخص يستمد المتعة من الشعور بالألم والفشل، وتشمل أبرز سلوكيات الشخص المازوخي:[٣]
- تجنب المتعة والبحث عن الألم: حيث يميل الشخص لتجنب المواقف الممتعة ويبدأ في خوض التجارب التي ستسبب له المعاناة والألم، حيث يختار هذا الشخص الأشخاص الذين يتسببون له بخيبة الأمل حتى حين تكون أمامه خيارات أخرى.
- لا يقبل مساعدة الآخرين: يمنع الشخص المازوخي من حوله من تقديم يد العون والمساعدة لإخراجه من المواقف الأليمة التي يخوضها.
- الشعور بالاكتئاب بعد أي إنجاز: بعد أن يحقق المازوخي أي شيء إيجابي مثل إنجاز جديد في العمل على سبيل المثال، فإنه يستسلم للاكتئاب والشعور بالذنب الذي يسبب له الشعور بالألم.
- إثارة غضب الآخرين: يحاول الشخص المازوخي أن يثير غضب الآخرين لكي يتلقى رد الفعل الغاضب منهم، الأمر الذي يحقق له الشعور بالإذلال والأذى، مثل سخرية الزوجة من الزوج في مكان عام، الأمر الذي ينتج عنه رد فعل غاضب من قبل الزوج، تشعر على إثره الزوجة بالإذلال والدمار.
- عدم القدرة على تنفيذ المهام المطلوبة منهم رغم مقدرتهم: فتجد الشخص المازوخي مثلًا يساعد الطلاب الآخرين في كتابة الأوراق المطلوبة منهم، لكنه لا يستطيع أن ينهي أوراقه الخاصة.
- تجنب الأشخاص ذوي المعاملة الحسنة: يرفض الشخص المازوخي وجود الأشخاص الذين يعاملونه معاملة حسنة باستمرار ويكون غير مهتم بهم أو بوجودهم في حياته.
- التضحية المبالغ فيها بالنفس: يقوم الشخص المازوخي بالتضحية المفرطة بالنفس بالصورة التي لم يطلبها الأشخاص الذين يضحي لأجلهم.
الشخصية المازوخية تنخرط في بعض السلوكيات مثل الابتعاد عن الأشخاص الذين يعاملونهم جيدًا، والتضحية المبالغ فيها بالنفس، ومحاولة إثارة غضب الآخرين لتلقي رد الفعل المهين.
كيف تتعامل مع الشخص المازوخي؟
إذا كنت في علاقة مع شخص مازوخي فيجب أن تتبع بعض السلوكيات لتتعامل معه بصورة صحيحة، مثل:[٥]
- تحلى بالصبر: الصبر هو أول سمة يجب أن تتحلى بها عند التعامل مع الشخص المازوخي، لذا كن صبورًا ولا تبدأ في إخباره بأن سلوكياته سيئة.
- لا تفرض رأيك: لا تحاول إجبار الشخص المازوخي في حياتك أن يتبنى نفس وجهة نظرك أو تنفيذ ما تقوله، لأن هذا التصرف سيعزز من قوة الشخصية المازوخية داخله.
- لا تغضب: يمكن أن تشعر بغضب عارم من تصرفات الشخص المازوخي، لكن رد فعلك الغاضب تجاههم سوف يجعلهم ينغلقون على أنفسهم أكثر.
- تفهم الأمر: حاول أن تتفهم طبيعة المازوخي، فسماته المازوخية جزء من شخصيته التي لن تتغير بسهولة لأنها متجذرة في العمق.
- كن متعاطفًا: حاول أن تظهر المزيد من التعاطف للشخص المازوخي، وهذا لن يتحقق إلا إذا تفهمته جيدًا.
- لا تهدد بالمغادرة: المازوخي يخاف من التعرض للهجر لذا لا تحاول أن تهدده بالمغادرة إذا لم يفعل ما تطلبه، بدلًا من هذا اسمح له بالتعبير عن نفسه وادعمه.
- شجع التواصل بحرية: المازوخي لم يعتد أن يكون له رأي خاص به، لذا شجعه على تكوين رأيه الخاص واسمح له بالتعبير والتواصل بحرية.
إن التعامل مع الشخص المازوخي يحتم عليك التحلي بالصبر، ومحاولة تفهمه والتعاطف معه، وعدم تهديده بالمغادرة والهجر أو الغضب في وجهه أو فرض الرأي عليه بالقوة.
ماذا لو شككت أنك مازوخيًا؟
لو شككت أنك مازوخيًا ووجدت أنك تتبع الألم وتحبه وتنخرط في سلوكيات درامية، فإليك كيف تتعامل مع الأمر:[٦]
- سيطر على قلقك: محاولة إجراء تغيير في حياتك يمكن أن يكون مرعبًا، لأنك قضيت عمرك كله لا بعدم المخاطرة، ولأن قلقك يبدأ حينما تفكر في فعل شيء جيد لنفسك، لذا سيطر على قلقك ولا تخشى إظهار حقيقتك.
- توقف عن النقد المفرط: يجب أن تعرف متى يمكنك السماح بانتقاد ذاتك ومتى لا، لذا قم بوقف النقد الداخلي المفرط لأنه الخطوة الأولى في إدارة الأمر بصورة صحيحة ومنعك من تدمير نفسك.
- تحمل مسؤولية أفعالك: توقف عن لوم الآخرين وتحمل مسؤولية أفعالك ومشاعرك وعواطفك، ويمكنك البدء بتفهم غضبك من خلال محاولة التعامل مع ما حدث في الماضي.
- اسمح لنفسك بالحزن: الشعور بالحزن مما حدث لك في الماضي كعدم تلقيك الحب من والديك أثناء مرحلة الطفولة سيساعدك على الشفاء من جروحك سريعًا، وسوف يحررك من سلوكيات الشخصية المازوخية.
ملاحظة: إذا لاحظت أي من أعراض أو سلوكيات المازوخية التي تم شرحها، ولم تستطع السيطرة على الأمر بنفسك بالطرق أعلاه، فإنه يجب عليك زيارة الطبيب أو استشارة المتخصص النفسي.
كيف يتم علاج المازوخية؟
تميل الشخصية المازوخية إلى إظهار السلوك المنهزم والمدر للذات، ويمكن ملاحظة ظهور هذا السلوك بداية من مرحلة البلوغ المبكرة، وحينما يزيد هذا النمط السلوكي يتطلب الأمر الخضوع لأحد العلاجات الآتية:[٧]
العلاج النفسي المعرفي
يحاول المعالج أن يساعد الشخص المازوخي في سرد ماضيه بحرية، من أجل إعادة برمجة الدماغ، لتحسين نظرة الشخص لذاته، ومساعدته على إيجاد معنى جيد لحياته، ودفعه للتركيز على الاستمتاع بأي شيء يفعله في حياته لكي يشعر بأنه مميز، وأن حياته لها معنى.[٨]
العلاج النفسي السلوكي
يقوم المعالج بتعليم الشخص المازوخي التحدث عن النفس بإيجابية، من خلال طلب ذكر أشياء إيجابية عن نفسه، كأن يذكر جملة: أنا أتحلى بـ...، ويقوم بتكرارها كل يوم أمام المرآة بصوت عال مع ابتسامة، حيث إن هذا العلاج السلوكي سيساعد الشخص المازوخي في تقدير ذاته شيئًا فشيئًا.[٨]
العلاج الدوائي
يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المازوخية استخدام بعض الأدوية، والتي تساعد في التقليل من مستوى هرمون التستوستيرون في الجسم وتقليل الانتصاب، كما يمكن استخدام بعض الأدوية المضادة للاكتئاب.[٩]
علاج المازوخية يمكن أن يكون من خلال تعديل السلوك والنظر للنفس بإيجابية، أو من خلال العلاج النفسي المعرفي، أو من خلال استخدام بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب أو الأدوية التي تقلل هرمون التستوستيرون
أيهما أكثر تعرضًا للإصابة بالمازوخية: الرجال أم النساء!
بحسب دراسة قام بها دينيس دونيللي وجيمس فراسر عام 1998 م، يقول بعض العلماء أن الرجال يمكن أن يطوروا المازوشية والسادية أكثر من النساء، وذلك بسبب ظروف التنشئة الاجتماعية التي تسمح للرجال بفرص أكبر من العدوان الجنسي، إلا أن البعض الآخر يقول إنه لا فرق بين الجنسين بسبب تشابه عملية التنشئة الاجتماعية بين الرجال والنساء هذه الأيام.[١٠]
يقول بعض العلماء أن الرجال أكثر تعرضًا لتطوير الشخصية المازوخية من النساء بسبب ظروف التنشئة الاجتماعية، بينما البعض الآخر يقول إنه لا فرق بين الرجال والنساء في هذا الأمر.
المراجع
- ↑ "Masochism", britannica, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "masochism", merriam webster, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Masochistic Personality Disorder: Time to Include in DSM?", psychology today, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "What Is A Masochistic Person? 10 Traits & Behaviors Of A Masochist", mbg relationships, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "How To Cope With A Masochistic Partner", the awareness centre, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "Are You A Masochist? Here’s How To Tell… And What To Do About It", the awareness centre, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "Masochistic personality", wikia org, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "Relationship Masochist – Tips, Advice, Causes, Explained", dr karen ruskin, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "Sexual Masochism Disorder", psychology today, Retrieved 13/3/2021. Edited.
- ↑ "Gender Differences in Sado-Masochistic Arousal Among College Students", link springer, Retrieved 13/3/2021. Edited.