محتويات
إيطاليا
تقع جنوب القارّة الأوروبية، وتحدّها من الشمال فرنسا والنمسا وسويسرا، بينما تتألّف باقي حدودها من شبه الجزيرة الإيطالية التي تمتد أراضيها في البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة لمجموعة من الجزر أكبرها جزيرتي صقلية وسردينيا، تقع داخل أراضيها دولتين مستقلتين هما دولة الفاتيكان ودولة سان مارينو، وهناك جيب إيطالي خارجي يقع داخل أراضي سويسرا، وهو كامبيون ديتاليا، وتعود تسمية إيطاليا لكلمة إغريقية أطلقت على هذه الأرض التي ضمّت الإمبراطورية الرومانية الغربية، والتي اتخذت من روما عاصمةً لها، لكنّ انهيار الإمبراطورية أدّى إلى انقسام إيطاليا إلى عددٍ كبيرٍ من المدن والممالك التي لم تتوحّد إلا في العصر الحديث وبعد مخاض طويل من النّزاعات السياسية بين المدن الإيطالية فيما بينها من جهة، وبينها وبين ممالك سويسرا والنمسا من جهة أخرى، وقد انتقلت في تلك الفترة عاصمة الدولة بين عدّة مدن قبل استقرار مركز الحكم في روما، ويأتي تاليًا حديثٌ عن ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما.[١]
ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما
بعد التقديم عن تاريخ إيطاليا لا بد من معرفة ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما، ففي منتصف القرن 19 ازدادت رغبة المدن الإيطالية بالبحث عن توحيد الصفوف والاستقلال التّام عن سيطرة النمساويين، وبالتعاون مع فرنسا ومملكة سردينيا استطاع إقليم توسكانا الانضمام لمملكة إيطاليا الموحّدة، واتُخذت عاصمة الإقليم وهي مدينة فلورنسا عاصمة لكامل المملكة الإيطالية سنة 1865م بطلب من نابليون الثالث، ولم تستمر فلورنسا طويلًا كعاصمة لإيطاليا، بل سرعان ما انتقل هذا الدور إلى روما بعد حوالي 6 سنوات بعد انضمام روما إلى المملكة الإيطالية مباشرة.[٢]
تاريخ مدينة فلورنسا وجغرافيتها
ومع تحديد ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما يجدر الحديث عن جغرافية مدينة فلورنسا؛ حيث تقع في الجزء الشمالي من وسط إيطاليا على ضفاف نهر أورنو، وهي مركز إقليم توسكانا، وأكبر المدن فيه، يسكنها أكثر من 360 ألف نسمة، وهي إحدى أهم المقاصد السياحية في العالم بسبب أبنيتها الأثرية التي تعود إلى فترة حكم عائلة ميديتشي الذين اهتموا بالعمران اهتمامًا كبيرًا ما جعل مدينة فلورنسا تعدّ مهدَ عصر النهضة في أوروبا.[٣]
ولا بد أيضا بعد معرفة ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما وتحديد موقعها الجغرافي من الحديث عن تاريخ المدينة ودورها الحضاري الكبير في بداية عصر النهضة، ويعود تاريخ المدينة المسجّل في المصادر إلى سنة 59 قبل الميلاد، حيث بنيت بلدة فلورنسا لعدد من المقاتيلن الرومان لتتطور بعدها المدينة وتتوسع إلى أن أصبحت في القرن الرابع الميلادي مقرًا للأسقفية، وقد تبادل السيطرة على المدينة كل من الرومان والقوط الشرقيين، كما خضعت في بعض الفترات لسيطرة اللومبراديين والفرنجة.[٢]
تطورت فلورنسا مع بداية القرن العاشر، وتوسعت توسعًا كبيرًا، ثم أخذت حكمًا مستقلًا مع بداية القرن الثاني عشر، لكن صراعًا داخليًا سيطر على المدينة في القرن الثالث عشر بين أنصار البابوية الرومانية وأنصار الإمبراطورية، وهو انقسام سياسي لم يؤثر بشكل كبير على تقدّم المدينة التي استمرت في التطور بفضل عملتها الذهبية المستقلة وهي الفلورين المدعومة بسياسة اقتصادية مناهضة للارستقراطية، ثم سقطت المدينة نهاية هذا القرن بيد آل ألبازي الذين حل بعدهم آل ميديتشي، وهم العائلة التي نهضت إبان حكمها مدينة فلورنسا؛ لتصبح مركزًا حضاريًا كبيرًا مع الدعم الكبير الذي قدّم للصناعيين والمهندسين والنحاتين والرسّامين، ولاسيما زمن الدوق كوزيمو دي ميديتشي، وقد تعرضت العائلة لعدة محاولات إسقاط، لكنها كانت تحظى بدعم البابا في كثير من الأحيان؛ لتستعيد سيطرتها ومكانتها في الحكم الذي توارثته نحو قرنين من الزمن.[٢]
مع بداية القرن 18 انقرض آل مديتشي بعد أن تركوا مدينة تزخر بالأبنية الحضارية، وكنائس تاريخية، وقصور وجسور ذات تصميم هندسي فريد، حتى أطلق على فلورنسا أثينا الغربية، وفي تلك الفترة صعد نجم فرانسوا ستيفان الذي أدخل فلورنسا ضمن الأراضي التابعة للتاج النمساوي قبل أن تُضمّ فلورنسا في أواسط القرن التاسع عشر لوحدة المملكة الإيطالية؛ حيث شهدت فلورنسا توسعًا كبيرًا فتضاعف عددُ سكانها، وتوسع عمرانها، وفي القرن العشرين احتلّ الألمان مدينة فلورنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم تحرّرت بمقاومة من أهلها بمؤازرة مقاومة الألوية الحزبية، وشهدت المدينة كارثة طبيعة عام 1966م، حيث غرق قسم كبير من المدينة بفيضان نهر آرنو الذي أدى لأضرار مادية كبيرة.[٢]
تعدّ فلورنسا مهد عددٍ كبيرٍ من مشاهير الفن والعلم والأدب والفلسفة كميكيافيلي وأنطونيو موتشي غيرهم، كما زارها عددٌ كبيرٌ من ألمع الفنانيين كمايكل آنجلو، وهي اليوم أحد أهم المقاصد السياحية في العالم، ومن أهم معالمها السياحية ساحة سانتا ماريا نوفيلا، وساحة مايكل آنجلو، وساحة سانتا كروشي، والقصر القديم وقصر ميديتشي، ورواق فازاريانو المعلق فوق أسواقها القديمة.[٢]
روما عاصمة إيطاليا
وبعد الكلام عن ما هي المدينة التي كانت عاصمة لإيطاليا قبل روما يأتي الحديث عن روما كواحدة من أعظم المدن العالمية، وأكثرها تطورًا ورقيًّا، إضافة لما تحمله من قيمة تاريخية؛ حيث ظلت على مدى العصور مركزًا سياسيًا وعسكريًا وثقافيًا وعمرانيًا؛ ما ترك فيها عددًا هائلا من الأبنية والمتاحف والقصور والكنائس، وهي في الأصل تعود تاريخيا لما قبل الميلاد بنحو 713 سنة، أو ربما أكثر.[٤]
تتميز روما بموقعها التجاري والصناعي، ولعلّ أهم ما تتميز به هذا المدينة وقوع دولة الفاتيكان ضمنها، وهي الدولة التي تضم كاتدرائية القديس بطرس مكان الإقامة الدائم للبابا، حيث تعد المقصد الأول لجموع المسيحيين من جميع أوروبا والعالم، وهي عاصمة إيطاليا وأكبر مدنها، وقد حملت اسمها من اسم الرومان حيث كانت العاصمة القديمة لهم، وهي اليوم العاصمة المعاصرة لإيطاليا منذ عام 1871م.[٥]
المراجع
- ↑ "إيطاليا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "فلورنسا"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
- ↑ "فلورنسا"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
- ↑ "مدينة روما"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.
- ↑ "روما"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2020-05-01. بتصرّف.