ما هي الميسوفونيا؟

كتابة:
ما هي الميسوفونيا؟

ما المقصود بالميسوفونيا؟

لا بُدّ أنّه يوجد الكثيرون ممّن تقشعرّ أجسامهم عند سماع صوت احتكاك الطباشير على السبورة، أو ممّن يشعرون بالانزعاج والضيق لصوت مضغ أحدهم أو ابتلاعه للطعام، مع الرغبة الشديدة بإيقافه أو الابتعاد عنه، لكن في حالة الميسوفونيا يتعدّى الأمر الشعور بالانزعاج إلى الشعور بالغضب والاشمئزاز الشديد، وحتّى الحقد على الشخص الذي تصدر الأصوات منه.

الميسوفونيا Misophonia أو مُتلازمة حساسيّة الصوت الانتقائيّة هي حالة من عدم القدرة على احتمال الأصوات التي تحمل نمطًا مُعيّنًا أو نسقًا مُحدّدًا، تُسبّب حدوث ردّ فعلٍ سلبيٍّ شديد من قِبَل الشخص تجاه مصدر ذلك الصوت، وفي الواقع تُعدّ الميسوفونيا حالةً شائعةً تنتشر بنسبة 20% بين أوساط العالم، وبنسبة انتشار تصل إلى ما يُقارب 60% لمن يُعانون من طنين الأذن.[١]


ما هي أعراض الميسوفونيا؟

تبدأ أعراض الميسوفونيا بالظهور للمرّة الأولى في مُعظم الحالات في بداية عُمر المُراهقة، وتختلف في شدّة أعراضها ما بين شخصٍ وآخر، لكن الجميع يعرفون أنّ قدرتهم على تحمّل ما يُزعجهم من الأصوات قليلة جدًا، وهو ما يُفقدهم السيطرة تمامًا على ردّ فعلهم عند سماعها، ويُمكن إجمال مُعظم الأعراض التي يختبرونها في النقاط الآتية:[٢]

  • الشعور بالتهيّج والاشمئزاز أو التقزّز، الذي سرعان ما يتحوّل إلى غضبٍ شديد.
  • العُنف اللفظيّ مع الشخص الذي يُصدر الأصوات المُزعجة.
  • التصرّف بعنف مع الأشياء من حوله لانزعاجه من الصوت.
  • العنف الجسديّ مع الشخص الذي يُصدر الأصوات المُزعجة.
  • الشعور بالقلق الشديد أو حتّى الاكتئاب؛ لكثرة التفكير والخوف من مُصادفة أيّ من مصادر الأصوات المُزعجة.
  • ارتفاع حرارة الجسم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الشعور بضغط في الصدر أو في أنحاء مُختلفة من الجسم.
  • شدّ عضلات الجسم.
  • زيادة مُعدّل ضربات القلب.


ما أسباب حدوث الميسوفونيا؟

ما تزال أسباب الإصابة بالميسوفونيا غير مُحدّدة تمامًا، إذ إنّ سبب تفعيل الجسم لردّ فعل الكرّ والفرّ Fight or Flight وقت سماعه للأصوات المُزعجة ما زال غير معروفٍ بعد، ورغم أنّ الميسوفونيا قد تحدث من تلقاء ذاتها ودون سابق إنذار فقد يتزامن حدوثها مع بعض الحالات، وترتفع احتماليّة إصابتها مع حالات أخرى، منها:[٣]

  • اضطراب الوسواس القهريّ.
  • مُتلازمة توريت.
  • الإصابة بأحد اضطرابات القلق.
  • طنين الأذن.
  • من كان أحد والديه أو أفراد عائلته يُعاني من الميسوفونيا.

أمّا في ما يتعلّق بالأسباب المُحفّزة لظهور أعراض الميسوفونيا فهي إمّا أن تكون مُحفّزات صوتيّةً أو مُحفّزات بصريّةً في بعض الأحيان، ومنها:[٣]

  • صوت الأكل والمضغ.
  • صوت ابتلاع الطعام والشراب.
  • الصوت الظاهر عند الكتابة على الورق أو الحاسوب.
  • بعض أصوات الحيوانات، كالعصافير، أو الحشرات.
  • صوت دقّات الساعة.
  • مُشاهدة أحدهم أثناء هزّ قدميه.
  • مُشاهدة أحدهم يفرك أنفه.


هل يوجد علاج للميسوفونيا؟

عند التعامل مع حالات الميسوفونيا فإنّ الهدف الرئيس هو التأقلم مع أعراضها، وتجاوز مُحفّزاتها بطرق مُختلفة، إذ لا يوجد علاجٌ شافٍ لها حتى هذه اللحظة، وفي ما يأتي أبرز الطرق المُستخدمة في التعامل مع هذه الحالة:[٢][٤]

  • العلاج بالصوت Sound Therapy، بمُساعدة أطباء السمع.
  • العلاج بالتحدّث Talk Therapy، بمُساعدة اختصاصيّ العلاج النفسيّ.
  • وضع سدادات الأذن عند الوجود في أيّ أماكن تكثر فيها الأصوات المُزعجة.
  • استخدام الأجهزة الشبيهة بسماعات الأذن التي تُصدر أصواتًا مُريحةً؛ لتشتيت ذهن الشخص، وتقليل تأثير الأصوات المُزعجة عليه.
  • السيطرة على الشعور بالتوتّر والضغط.
  • إيجاد مساحة أو غرفة هادئة في المنزل، واعتمادها كمكان خالٍ من مصادر الإزعاج.
  • الابتعاد عن الأماكن التي تكثر فيها الأصوات المُزعجة.


أسئلة شائعة عن الميسوفونيا

يوجد العديد من الأسئلة التي تجول في بال البعض حول الميسوفونيا وما يتعلّق بها من تداخلات وتأثير في الحياة والعمل، وفي ما يأتي بعض منها:


هل تُعدّ الميسوفونيا مرضًا نفسيًّا؟

كلا، إذ لم تُصنّف الميسوفونيا كاضطراب أو مرض نفسيّ أو عقليّ في أحدث نسخة للدليل الإحصائيّ والتشخيصيّ للاضطرابات النفسيّة DSM-5، لكن يُعتقد أنّها خليط من ردّ فعلٍ عصبيّ جسديّ تجاه الأصوات، إلا أنّ الدراسات حولها ما زالت محدودةً حتّى الآن لإثبات ذلك أو دحضه، ولحينها تُعامل كحالة مُزمنة وحسب.[٢]


هل توجد علاقة ما بين الميسوفونيا والتوحّد؟

ليس بالضبط، إذ إنّ حساسيّة المُصابين بالتوحّد تجاه الأصوات العالية وشعورهم الكبير بالضيق لسماعها يُشبه إلى حدٍّ ما بعض أعراض الميسوفونيا، إلا أنّ وجود أيّ رابط بينهما لم يُثبَت حتى الآن، كما أنّ أسباب حدوث كلتا الحالتين غير مُحدّدة بعد.[٢]


هل توجد حالات أخرى شبيهة بالميسوفونيا؟

أجل، إذ توجد حالة احتداد السمع Hyperacusis، التي يُعاني المُصابون فيها من عدم القدرة على تحمّل الأصوات ذات تردّد مُعيّن أو شدّة مُعيّنة، بالإضافة إلى حالة السونوفوبيا أو رُهاب الضوضاء Phonophobia، التي يشعر فيها المُصابون بالخوف والهلَع من أصوات مُعيّنة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب Roxanne Dryden-Edwards, "medicinenet"، medicinenet, Retrieved 4-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Danielle Dresden (21-1-2018), "What is misophonia?"، medicalnewstoday, Retrieved 4-5-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Julie Ryan Evans (27-6-2017), "Understanding Misophonia: What Is It?"، healthline, Retrieved 4-5-2020. Edited.
  4. Michael W. Smith (10-12-2018), "What Is Misophonia?"، webmd, Retrieved 4-5-2020. Edited.
9144 مشاهدة
للأعلى للسفل
×