ما هي حالة تضيق البواب؟

كتابة:
ما هي حالة تضيق البواب؟


تضيق البواب

يوجد صمام عضلي بين المعدة والأثنى عشر يُسمّى البواب، ووظيفته إبقاء الطعام داخل المعدة حتى يصبح جاهزًا للانتقال إلى الأمعاء لاستكمال عملية الهضم. وتضيّق البواب ضيق يصيب فتحة البواب بسبب زيادة سماكتها على الطبيعي وتضخمها؛ مما يعيق مرور الطعام إلى الأمعاء.[١] ,dEi يُعدّ تضيق البواب أحد الاضطرابات الخلقية التي توجد منذ الولادة، ويصيب الرضع من أول يوم للولادة حتى عمر الستة أشهر، وتظهر أعراضه غالبًا بعد الولادة بثلاثة أسابيع إلى خمسة أسابيع، والتي تتضمن التقيؤ القذفي الذي قد يصل إلى حدّ الجفاف، ويُعدّ تضيق البواب ثاني أكثر سبب لخضوع الرضع للجراحة.[٢]


أعراض تضيق البواب

الأعراض المصاحبة لإصابة الرضع بتضيق البواب تتضمن ما يأتي:[١]

  • التقيؤ بقوة بعد الرضاعة سواء الطبيعية أو الصناعية، إذ يقذف الرضيع الحليب عدة أقدام، وعادةً يبدأ التقيؤ بسيطًا ثم يشتدّ مع زيادة الضيق، وقد يحتوي في بعض الأحيان على دم.
  • الشعور المستمر بالجوع، إذ يرغب الرضيع في تناول الطعام فورًا بعد التقيؤ.
  • تقلصات المعدة، قد تلاحظ الأم ظهور موجات من التقلصات أعلى بطن الرضيع فورًا بعد الرضاعة وقبل التقيؤ، هذه التقلصات محاولة عضلات المعدة على دفع الطعام إلى الأمعاء عبر البواب.
  • الجفاف بسبب التقيؤ المستمر، ويظهر في صورة بكاء دون دموع، وتبوّل عدد مرات أقل من الطبيعي، وإصابة الرضيع بالخمول.
  • تغيّر في عادات التبرز والإصابة بالإمساك؛ إذ يمنع التضيق مرور الطعام إلى الأمعاء.
  • عدم اكتساب الوزن المفترض وأحيانًا خسارة وزن الجسم.


أسباب تضيق البواب

يُعدّ تضيّق البواب من الاضطرابات غير الشائعة غير معروفة السبب، لكن تساهم بعض العوامل الوراثية والبيئية في الإصابة به، وتجدر الإشارة إلى أنَّ التضيق يبدو موجودًا منذ الولادة في أغلب الحالات، لكنّه أحيانًا قد يتطور بعد ذلك،[١] وتُبيّن بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتضيُّق البواب على النحو الآتي:[٣]

  • الجنس الذكري أكثر عرضة للإصابة بتضيق الباب مقارنةً بالإناث، وتحديدًا الأطفال البكور.
  • التاريخ العائلي للإصابة بتضيق البواب، إذ إنّ 15% من الأطفال المصابين به لديهم أحد أفراد العائلة أصيب به سابقًا، فالطفل المولود من أم أصيبت بتضيق البواب بالصغر أكثر عرضة ثلاثة مرات للإصابة به.
  • العرق، ينتشر تضيق البواب أكثر لدى ذوي البشرة البيضاء المنحدرين من أصول أوروبية شمالية، وأقلّ انتشارًا لدى الأمريكيين الأفارقة والأسيويين.
  • تدخين الأم للسجائر خلال الحمل يضاعف خطر إصابة الرضيع بتضيق البواب.
  • الرضاعة الصناعية، فطبقًا لدراسة أجريت عام 2012، فإنّ الأطفال المعتمدين على الرضاعة الصناعية أكثر عرضة للإصابة بتضيق البواب من الأطفال المعتمدون على الرضاعة الطبيعية، ويزيد خطر الإصابة لديهم أربعة أضعاف تقريبًا، ولم يحدد العلماء سبب ارتفاع هذا الخطر؛ فربما يعزى إلى ميكانيكية الرضاعة من الزجاجة، أو تكوين الحليب الصناعي مقارنةً بحليب الثدي[٤].
  • استخدام الرضع لبعض أنواع المضادات الحيوية في المرحلة المبكرة من العمر يزيد خطر الإصابة بتضيق البواب، خاصةً إذا تناول الطفل المضاد خلال أول أسبوعين من العمر.


تشخيص تضيق البواب

لتشخيص الإصابة بتضيق البواب يراجع الطبيب التاريخ المرضي للطفل، كما يفحصه جسديًا، ثم يطلب بعض الفحوصات لتأكيد التشخيص؛ وهي:[٢]

  • فحوصات دم لاكتشاف إصابة الطفل بجفاف، ولتقييم مستوى الأملاح في الدم.
  • الموجات فوق الصوتية على البطن لتقييم الأعضاء الداخلية، وتقييم تدفق الدم عبر الأوعية المختلفة.
  • أشعة سينية على البطن لفحص الأعضاء الداخلية والعظام.
  • تصوير الجزء العلوي من الجهاز الهضمي بدايةً من المريء ثم المعدة والاثنى عشر؛ أي الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، ولإجراء هذا الإختبار يبتلع الطفل سائل الباريوم المعدني الذي يُبطّن جدران الجهاز الهضمي، الأمر الذي يساعد في إظهار الصور بشكل أوضح عند تصوير الجهاز الهضمي بالأشعة السينية.


علاج تضيق البواب

بعد تأكيد إصابة الطفل بتضيق البواب يوصي الطبيب بالتدخل الجراحي لإصلاح هذا الضيق، ولأنّ الطفل المصاب به غالبًا مصاب بالجفاف جرّاء التقيؤ المستمر يصف الطبيب محاليل وريدية قبل الجراحة، ثم يوصي بالتوقف عن إطعام الطفل أو إعطائه الماء لمدة ستة ساعات قبل الجراحة لتقليل خطر التقيؤ واستنشاق التقيؤ أثناء الجراحة تحت تأثير التخدير الكلي. وخلال الجراحة يصبح طبيب التخدير المسؤول عن تحديد جرعة المخدر الكلي اللازمة للطفل وحقنه إياها، والتي تجعله نائمًا أثناء الجراحة، ثم يتولى جراح الأطفال إجراء الجراحة عن طريق فتح شق صغير في أيسر البطن في مستوى أعلى من السرة، ثم يفتح الضيق الموجود بالبواب بإجراء شق مناسب فيه للسماح بالطعام بالتحرك بِحُرية من المعدة إلى الأمعاء، وتستغرق الجراحة عادةً أقل من ساعة.

يًحجز الطفل داخل المستشفى بعد الجراحة لمدة 24-36 ساعة، ويستطيع تناول الطعام بعد عدة ساعات منها، ويجب البدء بكمية صغيرة من الحليب، ثم تزداد تدريجيًا وببطء حتى يعتاد الطفل على الرضاعة، والطفل الذي يرضع طبيعيًا سوف يحصل على حليب الثدي من زجاجة في المرات الأولى بعد العملية أيضًا للتحكم بحجم الرضعة. وأحيانًا يصاب بعض الأطفال بالتقيؤ بعد الجراحة، لكنّ ذلك لا يعني عودة التضيق مرة أخرى، لكن يعزى ذلك إلى تأثير التخدير، أو بسبب التسرع في إطعام الطفل، أو بسبب عدم تجشؤ الطفل بعد كل رضعة، لكنّ استمرار التقيؤ مدة طويلة يستدعي إجراء مزيد من الفحوصات لتحديد سببه وعلاجه قبل الصرف من المستشفى. وبعد الذهاب إلى المنزل يصف الطبيب دواء الباراسيتامول لتسكين الألم الذي قد يشعر به الطفل.[٥]

من الضروري اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد الجراحة ومتابعة الطفل عن كثب والتوجه للطبيب فور ظهور أيّ من الأعراض الآتية عليه[٦]:

  • حمى وارتفاع حرارة الجسم على 38.5 مئوية.
  • انتشار الاحمرار حول الجرح أو خروج كمية كبيرة من سائل يشبه القيح منه، أمّا الكمية البسيطة من السائل الأصفر أو الزهري أو الذي يحتوي على الدم، والذي يمتص بالغيار الجراحي أمر طبيعي، والذي يجب أن يزول خلال ثلاثة أيام إلى خمسة أيام.
  • زيادة حدة الألم وعدم استجابته للأدوية.
  • استمرار الغثيان والتقيؤ.
  • عدم التبرز.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2018-10-23), "Pyloric stenosis"، mayoclinic, Retrieved 2020-5-7. Edited.
  2. ^ أ ب "Pyloric Stenosis", stanfordchildrens, Retrieved 2020-5-7. Edited.
  3. Donna Christiano (2017-8-17), "Everything You Should Know About Pyloric Stenosis"، healthline, Retrieved 2020-5-7. Edited.
  4. Camilla Krogh, Robert J. Biggar, Thea K. Fischer, etal (2012), "Bottle-feeding and the Risk of Pyloric Stenosis", Pediatrics, Issue 130, Folder 4, Page 943–e949. Edited.
  5. "Pyloric Stenosis (HPS)", clevelandclinic,2016-12-22، Retrieved 2020-5-7. Edited.
  6. "Pyloric Stenosis", hopkinsmedicine, Retrieved 2020-5-7. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×