ما هي حالة خلل التوتر أو الديستونيا؟

كتابة:
ما هي حالة خلل التوتر أو الديستونيا؟

ما المقصود بخلل التوتر العضلي؟

يؤثر خلل التوتر العضلي أو ما يُعرف بالديستونيا في 1% من السكان حول العالم، وتُعدّ النساء أكثر عرضةً له مقارنةً بالرجال،[١] فما هو خلل التوتر العضلي؟ وما أعراضه وأسبابه؟ وما هي طرق علاجه؟

يعرف خلل التوتر العضلي (Dystonia) بأنه اضطراب حركي يسبب تقلصات لاإرادية في العضلات، وتؤدي هذه التقلصات إلى حركات ملتوية ومتكررة، وفي بعض الحالات تكون مؤلمةً، ويمكن أن يؤثر خلل التوتر العضلي في عضلة واحدة فقط أو مجموعة من العضلات أو جميع عضلات الجسم.[٢]

ويمكن أن تتضمن أعراض هذه الحالة الهزات ومشكلات في الصوت وجرّ القدم، وغالبًا ما تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة، لكن يمكن أن تظهر أيضًا في أواخر سن المراهقة أو في مرحلة البلوغ المبكرة، كما تتفاقم الأعراض مع مرور الوقت، إلا أنّ بعض الأشخاص قد يشعرون بالتحسن مع الوقت، وقد يحدث خلل التوتر العضلي نتيجة العديد من الأسباب. ولا يوجد علاج يشفي من الحالة، ويستخدم الأطباء الأدوية وحقن البوتوكس والجراحة والعلاج الطبيعي وعلاجات أخرى لتقليل تقلصات العضلات والألم.[٢]


ما أعراض حالة خلل التوتر العضلي؟

يؤثر خلل التوتر العضلي في الأشخاص المختلفين بطرق مختلفة، والتقلصات العضلية التي تسببها الحالة تتميز بما يأتي:[٣]

  • تبدأ في منطقة واحدة، مثل الساق أو الرقبة أو الذراع، وعادةً ما يبدأ خلل التوتر العضلي البؤري بعد سن 21 سنةً في الرقبة أو الذراع أو الوجه، وعادةً ما يبقى بؤريًا أو قطعيًا.
  • تحدث أثناء القيام بإجراء معين، مثل الكتابة اليدوية.
  • تزداد سوءًا مع الإجهاد أو التعب أو القلق.
  • تصبح أكثر وضوحًا مع مرور الوقت.

وتتضمن مناطق الجسم التي يمكن أن تتأثر ما يأتي:[٣]

  • الرقبة: يُعرف بخلل التوتر العنقي، وفيه تؤدي التقلصات إلى التواء الرأس واستناده على جانب واحد، أو ميلانه إلى الأمام أو الخلف، مما قد يسبب الألم في بعض الأحيان.
  • الجفون: تؤدي التقلصات السريعة أو التشنجات اللاإرادية إلى إغلاق العينين والتشنجات في الجفن، مما يصعب على الشخص الرؤية، وعادةً لا تكون هذه التشنجات مؤلمةً، إلا أنها قد تزيد عند التعرض لضوء ساطع، أو تحت الضغط، أو التفاعل مع الأشخاص الآخرين، كما قد يشعر الشخص كأنّه يعاني من الجفاف في العين.
  • الفك أو اللسان: يُعرف بخلل التوتر العضلي الفكي، وقد يعاني الشخص من صعوبة في الكلام، وسيلان اللعاب، وصعوبة المضغ أو البلع، ويمكن أن يكون هذا النوع مؤلمًا، وغالبًا ما يحدث مع خلل التوتر العضلي العنقي أو تشنجات الجفن.
  • الحنجرة والحبال الصوتية: يُعرف بخلل التوتر التشنجي، وقد يؤدي إلى أن يصبح الصوت رفيعًا أو يشبه الهمس.
  • اليد والساعد: يحدث هذا النوع من خلل التوتر العضلي فقط أثناء القيام بنشاط متكرر، مثل: الكتابة، ويُعرف بخلل التوتر العضلي للكاتب أو العزف على آلة موسيقية معينة، ويُعرف بخلل التوتر العضلي للموسيقي.


ما أسباب حدوث خلل التوتر العضلي؟

يختلف سبب خلل التوتر العضلي اعتمادًا على إذا ما كان أساسيًّا أو ثانويًّا على النحو الآتي:[٤]

  • خلل التوتر العضلي الأساسي: في هذا النوع من خلل التوتر العضلي لا يُعرف السبب الكامن وراء حدوثه، ويعتقد الخبراء أنا قد يكون مشكلةً في جزء من الدماغ يُسمى العقد القاعدية، وهي المنطقة المسؤولة عن الحركات اللاإرادية، فقد يحدث نقص في النواقل العصبية أو قد يتم إنتاج نواقل عصبية خاطئة في هذه المنطقة، مما يؤدي إلى ظهور أعراض خلل التوتر العضلي، كما يعتقد الباحثون أن مناطق الدماغ الأخرى قد تشارك في ذلك، بالإضافة إلى ذلك ترتبط بعض أنواع التوتر العضلي بجينات معينة قد تكون المسؤولة عن حدوثه.
  • خلل التوتر العضلي الثانوي: يحدث هذا النوع من خلل التوتر العضلي بسبب الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية، بما في ذلك:
    • أورام الدماغ.
    • التسمم بأول أكسيد الكربون أو بالمعادن الثقيلة.
    • نقص الأكسجين.
    • الشلل الدماغي، ففي بعض الحالات يكون خلل التوتر العضلي من أعراضه.
    • مرض هنتنغتون.
    • مرض التصلب العصبي المتعدّد.
    • بعض أنواع الالتهابات، مثل: التهاب الدماغ، والسل، أو فيروس نقص المناعة البشرية.
    • السكتة الدماغية.
    • إصابات الدماغ أو العمود الفقري.
    • مرض ويلسون.
    • مرض باركنسون، وهو حالة تنكسية عصبية تؤثر في الجزء نفسه من الدماغ الذي يؤثر فيه خلل التوتر العضلي، وهو العقد القاعدية، لذلك يمكن أن تظهر الحالتان في بعض الأحيان عند نفس الشخص.
  • خلل التوتر العضلي الناتج من الأدوية: يحدث خلل التوتر العضلي الناجم عن الأدوية عادةً بعد التعرض مرّةً واحدةً للدواء، وعمومًا من السهل نسبيًا علاج هذا النوع بنجاح، ومع ذلك في بعض الحالات يمكن أن يحدث خلل التوتر العضلي بعد مدّة من تناول الدواء، وهذا ما يُعرف بخلل التوتر العضلي المتأخّر، وهو شائع الحدوث مع أدوية مضادات الذهان العصبية، التي تستخدم لعلاج الأمراض النفسية والمعدة ومشكلات الحركة، وتتضمن الأدوية التي قد تسبب خلل التوتر العضلي ما يأتي:
    • أسيتوفينازين (Acetophenazine).
    • لوكسابين (Loxapine).
    • بيبراسيتازين (Piperacetazine).
    • ثيوريدازين (Thioridazine).
    • ترايفلوبيرازين (Trifluoperazine).
    • تريميبرازين (Trimeprazine).


كيف يتم تشخيص حالة خلل التوتر العضلي؟

لتشخيص حالة خلل التوتر العضلي يجمع الطبيب معلومات عن التاريخ الطبي للمصاب ويُجري الفحص البدني، ولتحديد إذا ما كانت الحالات الأساسية تسبب الأعراض فقد يوصي الطبيب بما يأتي:[٥]

  • اختبارات الدم أو البول: التي تساعد في الكشف عن علامات التعرض للسموم أو حالات أخرى.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي: الذي يساعد في الكشف عن التشوهات في الدماغ، مثل: الأورام، أو الآفات، أو دليل على حدوث السكتة الدماغية.
  • تخطيط كهربية العضل (EMG): هو اختبار يقيس النشاط الكهربائي داخل العضلات.
  • الاختبارات الجينية: فقد ترتبط بعض أنواع خلل التوتر العضلي ببعض الجينات، لذلك قد تساعد هذه الاختبارات على تحديد إذا ما كان ذلك يرتبط بالجينات أم لا.


كيف يُعالَج خلل التوتر العضلي؟

يختلف علاج خلل التوتر العضلي من شخص إلى آخر اعتمادًا على النوع الذي يعاني منه وسبب حدوثه وشدة الحالة، ويهدف العلاج إلى التخفيف من الأعراض وتقليل الألم، وتتضمن العلاجات المقترحة لخلل التوتر العضلي ما يأتي:[٦]

  • حقن البوتكس: هي توكسين البوتولينوم، وهو سم عصبي يتم حقنه في العضلات المصابة، مما يؤدي إلى ضعف مؤقت فيها، وهذا يخفف الأعراض، وقد تكون الحقن فعالةً لعدة أشهر.
  • الأدوية: عادةً ما تُستخدم مرخيات العضلات أو الأدوية التي تمنع تشنّجات العضلات، وتتضمن هذه الأدوية ليفودوبا-كاربيدوبا (carbidopa-levodopa)، وتيترابينازين (Tetrabenazine)، وتريهكسيفينيديل (Trihexyphenidyl)، وبنزتروبين (Benztropine)، وباكلوفين (Baclofen)، وديازيبام (Diazepam)، وكلونازيبام (Clonazepam).
  • العلاج الطبيعي والمهني والعلاج بالكلام: يمكن أن يساهم العلاج الطبيعي في الحفاظ على المرونة، وتحسين نطاق الحركة، وتقوية العضلات، والتقليل من الألم، ومنع التقلصات الشديدة، أمّا العلاج المهني فيساهم في تعلّم طرق جديدة لأداء المهام اليومية، ويمكن لاختصاصي النطق مساعدة الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في البلع أو الذين يعانون من مشكلات في الصوت.
  • الجراحة: من الإجراءات الجراحية الشائعة لهذه الحالة التحفيز العميق للدماغ (DBS)، وتتضمن هذه الجراحة وضع أقطاب كهربائية في الدماغ، توصل بعد ذلك بجهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب مزروع في الجزء العلوي من الصدر تحت عظمة الترقوة، وتؤدي الإشارات الكهربائية إلى تعطيل الرسائل العصبية التي تسبب الأعراض، ويوصى بإجراء هذه الجراحة في أنواع معينة من خلل التوتر العضلي، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من خلل التوتر العضلي الوراثي والعنقي، وغيرهم ممن لم تُجد الأدوية لديهم نفعًا في الحد من الأعراض، أو الذين عانوا من آثار جانبية شديدة للأدوية تؤثر في جودة الحياة، كما توجد أنواع أخرى من جراحات الدماغ، إلا أنها قد تُلحِق الضرر الدائم بأنسجة الدماغ.
  • السيطرة على الإجهاد والتوتر: من خلال ممارسة تقنيات التأمل والاسترخاء، فقد يكون ذلك مفيدًا لبعض المرضى.
  • الخدع الحسية: هي تقنية سهلة تتضمن لمس الشخص المصاب بخلل التوتر العضلي المنطقة المصابة أو المنطقة المجاورة بلطف؛ إذ يعتقد الباحثون أن لمسها يؤدي إلى تغيير مؤقت في نشاط العضلات، مما يخفّف من خلل التوتر العضلي.


المراجع

  1. Smitha Bhandari, MD (28-8-2019), "Dystonia: Causes, Types, Symptoms, and Treatments"، webmd, Retrieved 1-8-2020.
  2. ^ أ ب "Dystonia", medlineplus,9-7-2019، Retrieved 1-8-2020. Edited.
  3. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (25-4-2020), "Dystonia"، mayoclinic, Retrieved 1-8-2020. Edited.
  4. Tim Newman (4-1-2018), "What you need to know about dystonia"، medicalnewstoday, Retrieved 1-8-2020. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (25-4-2020), "Dystonia"، mayoclinic, Retrieved 1-8-2020. Edited.
  6. "Dystonia: Management and Treatment", my.clevelandclinic,21-11-2019، Retrieved 1-8-2020. Edited.
3810 مشاهدة
للأعلى للسفل
×