محتويات
حروف القلقلة
القلقلة لغة تعني الاضطراب والتحريك،[١] وفي الاصطلاح: هي اضطراب اللسان حال النطق بحرفٍ من حروف القلقلة، فيُسمع له نبرة قوية لا سيما إن كان الحرف ساكناً، وحروف القلقلة خمسة وهي: القاف، والطاء، والباء، والجيم، والدال، وهي مجموعة في لفظ "قطب جد".[٢]
القلقلة اضطراب اللسان حال النطق بحروفها حتى يُسمع لهذه الحروف نبرة قوية، وحروفها خمسة مجموعة في لفظ "قطب جد".
أقوى حروف القلقلة
تنقسم القلقلة من حيث قوتها إلى ثلاثة أقسام وهي كما يأتي:[٣]
- أعلى القلقلة: وذلك في حرف الطاء، كلفظ "نطْفة"، "أنطْعم".
- أوسط القلقلة: وذلك في حرف الجيم، كلفظ "أجْر"، "تجْري".
- أدنى القلقلة: وذلك في حروف القاف، والباء، والدال، ومن الأمثلة على ذلك: "مقْمحون"، "خلقْنا"، "لقدْ"، "ادْخل"، "يبْصرون"، "واضربْ".
وتجدر الإشارة إلى أنّ سبب كون القلقلة في هذه الحروف دون غيرها يعود لاجتماع صفتي الجهر والشِّدة في كل حرف من هذه الحروف، حيث إنّ صفة الجهر تمنع جريان النفس، وصفة الهمس تمنع جريان الصوت، وهذا بدوره يجعل في النطق بالحرف وإخراج صوته تكلّف وصعوبة، لذا كان لا بدّ من إتْباع صوت هذه الحروف صوتاً خفيفاً يُساعد في نطقها.[٤]
أشد ما تكون القلقلة في حرف الطاء، ثمّ في حرف الجيم، ثمّ في حروف الباء، والقاف، والدال، وقد اتّصفت هذه الحروف دون سواها بالقلقلة؛ لاجتماع صفتي الجهر والشدة في كل حرف من هذه الحروف.
مراتب القلقلة
تنقسم القلقلة إلى مراتب ثلاث وهي: القلقلة الكبرى، والقلقلة الوسطى، والقلقلة الصغرى، وفيما يأتي بيان وتوضيح كل مرتبة.
القلقلة الكبرى
القلقلة الكبرى؛ هو أن يأتي حرف القلقلة سواء القاف، أو الطاء، أو الباء، أو الجيم، أو الدال مشددا ومتطرفا في آخر الكلمة، ويتم الوقف عليه، نحو: الحقّ، الجبّ، الحجّ، مدّ، وتبّ.[٥]
القلقلة الوسطى
القلقلة الوسطى؛ هو أن يأتي حرف القلقلة سواء القاف، أو الطاء، أو الباء، أو الجيم، أو الدال متطرفا في آخر الكلمة لكنه غير مشدّد ويتم الوقوف عليه، نحو: العذاب، تحيد، حرج، محيط، واق.[٥]
القلقلة الصغرى
القلقلة الصغرى؛ هو أن يأتي حرف القلقلة سواء القاف، أو الطاء، أو الباء، أو الجيم، أو الدال ساكنا في وسط الكلمة نحو: أفتطْمعون، عدْن، ابْتغاء، بقدْر، مطْلع، يجْتنبون.[٦]
مراتب القلقلة ثلاث وهي: الكبرى، والوسطى، والصغرى، ويتم التّعرّف إلى مرتبة القلقلة وفق حركة الحرف وموضعه من الكلمة.
كيفية نطق حروف القلقلة
تعدّدت آراء العلماء في كيفية النطق بالقلقلة إلى ثلاثة مذاهب بيانها كما يأتي:[٧]
- المذهب الأول: قالوا إنّ القلقلة تكون وفق حركة الحرف السابق للحرف المقلقل، فإن كان مفتوحاً نحو: "أَقْرب" كانت القلقلة قريبة من الفتح، وإن كان مضموماً نحو: "ادْع" كانت القلقلة قريبة من الضم، وإن كان مكسورا نحو: "اقْرأ" كانت القلقلة قريبة من الكسر.
- المذهب الثاني: قالوا إنّ القلقلة تكون وفق الحرف الذي يتبع الحرف المقلقل، فإن كان مفتوحاً كانت القلقلة قريبة من الفتح، وإن كان مضموماً كانت القلقلة قريبة من الضم، وإن كان مكسوراً كانت القلقلة قريبة من الكسر.
- المذهب الثالث: قالوا إنّ القلقلة تكون قريبة من الفتح مطلقاً، بغضّ النظر عن حركة الحرف السابق والتالي للحرف المقلقل.
يكون النطق بالقلقلة وفق حركة الحرف السابق أو التالي للحرف المقلقل، وقد يكون النطق بها باتّجاه الفتح مطلقاً.
سبب تسمية القلقة بهذا الاسم
تعددت آراء العلماء في سبب تسمية القلقلة بهذا الاسم إلى عدة أقوال، منها ما يأتي:[٧]
- سمّيت القلقلة بهذا الاسم؛ لأنّ حروفها الخمسة حال سكونها تضعف، فتشتبه بغيرها من الحروف، فكان لا بدّ من إتباعها بصوتٍ يشبه النبرة القوية ويساهم في النطق بها بشكل صحيح في الوقف وغيره وإن كان في الوقف أمكن وأقوى، وفي السكون وغيره وإن كان في السكون أمكن وأبين، وقد قال بذلك الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-.
- سمّيت القلقلة بهذا الاسم؛ لأنّ حروفها الخمسة حال سكونها تتقلقل وتضطرب عند إخراجها والنطق بها، فيُسمع لها نبرة قوية كالصوت الصاعد مع الضغط، وقد قال بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-.
يعود تسمية القلقلة بهذا الإسم لعدة أقوال للعلماء، ومنها أنّ حروف القلقلة الخمسة حال سكونها تكون ضعيفة فتشتبه بغيرها من الحروف فيتم إتباعها بصوت له نبرة قوية يسهم في النطق بها.
أمور ينبغي مراعاتها عند القلقلة
هناك العديد من الأمور التي ينبغي مراعاتها حال النطق بالقلقلة، ومنها ما يأتي:[٨]
- مجانبة دمج صوت القلقلة بحركة الفتح، أو الضم، أو الكسر، فهذا من شأنه أن يُفقد الحرف المقلقل سكونه والميل إلى إحدى الحركات الثلاث، ومثال ذلك: في لفظ "إبْراهيم" أو "قدْ" أو "لقدْ" أو"سبْحان" قد يختلس القارئ من سكون الحرف المقلقل فينطقه بين السكون والكسرة، أمّا في لفظ "خلقْنا" فقد يختلس القارى من سكون الحرف المقلقل فينطقه بين السكون والفتحة، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى أمرين: أوّلهما خلل في معنى اللفظ، وثانيهما قلب سكون الحرف المقلقل إلى حركة كاملة.
- مجانبة إنهاء صوت القلقلة بهمزة ساكنة، وقوية، وشديدة، ومجهورة، ومثال ذلك: عند النطق بلفظ "أحدْ" أو"كسبْ" يقف القارئ عليهما هكذا: أحدْء، كسبْء.
- مجانبة التمطيط في صوت القلقلة ومدّه زمنا يجاوز ما تستحقّه القلقلة.
- مجانبة إخفاء جزء من صوت القلقلة ووضوحه في حال كان حرف القلقلة مسبوق بحرف ساكن نحو: "فِسْقْ"، أو في حال كان الحرف المقلقل متبوع بحرف ساكن نحو: "القدْرْ".
- مجانبة التهاون في إظهار القلقلة قوية وكاملة، والعناية بذلك في حال تتابع حرفين من حروف القلقلة وكان الحرف الأول ساكن و الثاني متحرك سُكِّن للوقف عليه، نحو: "رطْب"، "بالعبْد".
حريّ بالقارئ مراعاة العديد من الأمور التي من شأنها أن تجعل نطقه للقلقلة نطقاً صحيحاً، لا سيما تفادي الإتيان بهمزة بعد النطق بالقلقلة، وإخفاء جزء من صوتها حال تلاقي حرفين من حروفها، والتمطيط بصوتها فوق الزمن الذي تستحقه.
تمارين على القلقلة
تحديد نوع القلقلة
سيتم فيما يأتي ذكر بعض الأمثلة التوضيحية من الآيات القرآنية وتحديد نوع القلقلة مع بيان السبب:
المثال القرآني | نوع القلقلة | السبب |
(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا)[٩] | قلقلة صغرى | حرف القلقلة ساكن ووسط الكلمة |
(وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)[١٠] | قلقلة وسطى | حرف القلقلة متطرف وغير مشدد |
(وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ)[١١] | قلقلة صغرى | حرف القلقلة ساكن ووسط الكلمة |
(إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)[١٢] | قلقلة وسطى | حرف القلقلة متطرف وغير مشدد |
(فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ)[١٣] | قلقلة كبرى | حرف القلقلة متطرف وآخر الكلمة |
(وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ)[١٤] | قلقلة صغرى | حرف القلقلة ساكن ووسط الكلمة |
(إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ)[١٥] | قلقلة صغرى | حرف القلقلة ساكن ووسط الكلمة |
(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)[١٦] | قلقلة وسطى | حرف القلقلة متطرف وغير مشدد |
(وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)[١٧] | قلقلة وسطى | حرف القلقلة متطرف وغير مشدد |
(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)[١٨] | قلقلة كبرى | حرف القلقلة متطرف ومشدد |
(وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ)[١٩] | قلقلة صغرى | حرف القلقلة ساكن ووسط الكلمة |
(ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ)[٢٠] | قلقلة وسطى | حرف القلقلة متطرف وغير مشدد |
استخراج القلقلة من الآيات
سيتم فيما يأتي ذكر بعض الأمثلة التوضيحية من الآيات القرآنية واستخراج القلقلة من الآيات:
المثال القرآني | الحل |
(وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[٢١] | حَقٌّ |
(فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ)[٢٢] | بِعِجْلٍ |
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ)[٢٣] | وَانشَقَّ/ اقْتَرَبَتِ |
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ)[٢٤] | قَبْلَهُمْ/ عَبْدَنَا/ مَجْنُونٌ |
(إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ)[٢٥] | فَارْتَقِبْهُمْ |
(فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)[٢٦] | مَقْعَدِ/ صِدْقٍ/ مُّقْتَدِرٍ |
(فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ)[٢٧] | أُقْسِمُ |
(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّـهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)[٢٨] | يُقْرِضُ/ أَجْرٌ |
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ)[٢٩] | الْحَقِّ/ قَبْلُ/ الْأَمَدُ |
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّـهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[٣٠] | يَبْخَلُونَ/ الْحَمِيدُ |
(فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا)[٣١] | يَجِدْ/ قَبْلِ/ فَإِطْعَامُ |
(فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى)[٣٢] | وَالْعُدْوَانِ/ وَالتَّقْوَى |
(وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ)[٣٣] | وَلَقَد/ يَضيقُ/ صَدرُكَ |
(خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ بِالحَقِّ تَعالى عَمّا يُشرِكونَ)[٣٤] | خَلَقَ/ بِالحَقِّ |
(قَد مَكَرَ الَّذينَ مِن قَبلِهِم فَأَتَى اللَّـهُ بُنيانَهُم مِنَ القَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيهِمُ السَّقفُ مِن فَوقِهِم وَأَتاهُمُ العَذابُ)[٣٥] | قَد/ قَبلِهِم/ القَواعِدِ/ السَّقفُ/ العَذابُ |
المراجع
- ↑ محمد محيسن (1417)، الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (الطبعة 1)، بيروت:دار الجيل الجديد، صفحة 95، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمود بسة (1425)، العميد في علم التجويد (الطبعة 1)، الاسكندرية:دار العقيدة، صفحة 65. بتصرّف.
- ↑ عطية نصر، غاية المريد في علم التجويد، صفحة 145. بتصرّف.
- ↑ فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة:دار الايمان، صفحة 79. بتصرّف.
- ^ أ ب ابراهيم الجرمي (1422)، معجم علوم القرآن (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 225. بتصرّف.
- ↑ محمود العبد (1422)، الروضة الندية شرح متن الجزرية (الطبعة 1)، القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 29. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود العبد (1422)، الروضة الندية شرح متن الجزرية (الطبعة 1)، القاهرة: المكتبة الأزهرية للتراث، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، القاهرة:دار الايمان، صفحة 80-81. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:23
- ↑ سورة البقرة، آية:125
- ↑ سورة البقرة، آية:123
- ↑ سورة الصافات، آية:140
- ↑ سورة الصافات، آية:31
- ↑ سورة المثر، آية:44
- ↑ سورة الانسان، آية:2
- ↑ سورة القيامة، آية:29
- ↑ سورة ق، آية:7
- ↑ سورة ق، آية:19
- ↑ سورة ق، آية:16
- ↑ سورة ق، آية:20
- ↑ سورة الذاريات، آية:19
- ↑ سورة الذاريات، آية:26
- ↑ سورة القمر، آية:1
- ↑ سورة القمر، آية:9
- ↑ سورة القمر، آية:27
- ↑ سورة القمر، آية:55
- ↑ سورة الواقعة، آية:75
- ↑ سورة الحديد، آية:11
- ↑ سورة الحديد، آية:16
- ↑ سورة الحديد، آية:24
- ↑ سورة المجادلة، آية:4
- ↑ سورة المجادلة، آية:9
- ↑ سورة الحجر، آية:97
- ↑ سورة النحل، آية:3
- ↑ سورة النحل، آية:26