محتويات
الزئبق
عنصر الزئبق
إن الزئبق (بالإنجليزية: Mercury) عبارة عن مادة كيميائية سامة، ذات لون فضي إذا كانت في الحالة السائلة، والزئبق يكون في الحالة السائلة في الظروف المعيارية. على الرغم من أن عنصر الزئبق سائل ولكنه يصنف على أنه من الفلزات. ويُعرَف الزئبق أيضاً باسم الفضة السريعة وهذا بسبب حركته السريعة عند وضعه على سطحٍ ما، وسُمي الزئبق باسمه باللغة الإنجليزية بسبب سرعة حركته نسبةً إلى أسرع كواكب المجموعة الشمسية عطارد (بالإنجليزية: Mercury) إذ إن كلاهما يمتلك الاسم نفسه باللغة الإنجليزية.[١]
خصائص عنصر الزئبق
يوجد عنصر الزئبق بشكلٍ طبيعي مثل الكادميوم، والرصاص، والزرنيخ، وهو يعد من المعادن الثقيلة. كما يتميّز الزئبق السائل بالتوتر السطحي العالي، وهذا هو الأمر الذي يبقي قطرة زئبق محافظة على شكلها المستدير عند وضعها على سطحٍ ما. أيضاً بسبب قلة لزوجته فإن الزئبق يتحرك بسرعة كبيرة. ويمكن للزئبق أن يمتلك ثلاث شحنات كهربائية، وهي: 0، و1+، و2+، أكثرها استقراراً الزئبق الذي يمتلك شحنة 2+، وعادةً ما يشكّل مركبات غير عضوية، كما يُمكن للزئبق ذي شحنة 2+ أن يشكّل مركّباتٍ عضوية.[٢]
ورقم عنصر الزئبق (أي ترتيبه) في الجدول الدوري هو 80. ويتصف عنصر الزئبق بأنه عنصرٌ كثيف في الظروف المعيارية، وتتأثر كثافته بدرجة الحرارة. كما أن كثافة الزئبق تساوي (13.54غم/سم3)، كما أن الزئبق في الحالة الصلبة -أي في حالة التجمد- يشبه عنصر الرصاص، ويُرمز لعنصر الزئبق الكيميائي برمز (Hg)، والوزن الذري لعنصر الزئبق يساوي 200.59 أما العدد الذري لعنصر الزئبق فيساوي 80.[٣]
درجة غليان الزئبق
إن عنصر الزئبق من الفلزات ولكنه يوجد في الحالة السائلة (لقد تم ذكر هذا سابقاً) ولهذا فإنه مثل بقية السوائل الأخرى يمتلك نقطة غليان -درجة حرارة يغلي عندها- ونقطة تجمد -درجة حرارة يتجمد عندها-، ودرجه حرارة غليان عنصر الزئبق تساوي 356.9 درجة مئوية (سيليسوس)، أما في مقياس كلفن فإن درجة غليان الزئبق تساوي تقريبا 630 كلفن وبالنسبة لمقياس فهرنهايت فإن درجة غليان الزئبق تساوي 674 فهرنهايت. أما بالنسبة لدرجة انصهار عنصر الزئبق فإنها تساوي 38.9 درجة مئوية تحت الصفر.[٣]
مصادر عنصر الزئبق
معظم الزئبق الذي يستعمله الإنسان يأتي من نوع الخامات الذي يُطلق عليه اسم الزنجفر (بالإنجليزية: Cinnabar)، حيث إن الزئبق يكون متفاعلاً مع عنصر الكبريت في هذه المادة، وحتى يتم الحصول على مادة الزئبق الخالصة (النقية) يتم تسخين الزنجفر، مما يؤدي إلى إضعاف الروابط بين الكبريت والزئبق، ويؤدي إلى تفاعل الأكسجين الموجود في الهواء الملامس لهذه المادة مع الكبريت مسبباً انبعاث ثاني أكسيد الكبريت (تطايره) وبقاء مادة الزئبق. من مركبات عنصر الزئبق الأخرى كلوريد الزئبق (بالإنجليزية: Mercuric Chloride) ورمزه HgCl2 وهو يعتبر من أملاح الزئبق. من أملاح الزئبق الأخرى الزنجفر والذي صيغته الكيميائية HgS، بالإضافة إلى أوكسيد الزئبق (بالإنجليزية: Mercuric Oxide) والذي يمتلك الصيغة الكيميائية الآتية HgO.[٤][٣]
أخطار عنصر الزئبق
من الممكن للزئبق أن يوجد في العديد من الأماكن والأوساط في الطبيعة مثل الهواء والتراب والماء، ويعتبر عنصر الزئبق من السموم القاتلة التي تشكل قلقاً لمنظمة الصحة العالمية لما تسببه من أخطار لجسم الإنسان. ففي حال تعرُّض جسم الإنسان لهذه المادة الخطيرة سوف يحصل خلل في جسم الإنسان حتى لو كانت نسبة الزئبق التي تعرض لها جسم الإنسان قليلةً جداً. كما يعمل عنصر الزئبق على تهديد نمو الطفل في الرحم في أثناء فترة الحمل وقد تمتد هذه الفترة حتى بداية مراحل حياة الطفل، أما بالنسبة لما يُحدثه عنصر الزئبق من مشاكل للإنسان الطبيعي -أي الإنسان في كل مراحل حياته من أول لحظة يولد فيها حتى موته- فهي تعمل على تخليف آثار سامة تُعرّض الجهاز العصبي وجهاز المناعة للخطر وتؤثر على عمل الرئتين، والكليتين، والجلد، والعينين. ويمكن لعنصر الزئبق الدخول لجسم الإنسان عن طريق المواد العضوية التي يتناولها مثل الأسماك وحيوانات المحار، هذا لأن المواد العضوية تحوي نسبة من عنصر الزئبق. يتعرض الإنسان في الحياة اليومية لكميات من الزئبق تبعاً لنشاطات يومه التي يكون من ضمنها استخدام أدوات ومواد تحتوي على الزئبق، ومن المنتجات التي تحتوي على الزئبق:[٥]
- البطاريات.
- أجهزة القياس الزئبقية (التي تعتمد على تغير طول الزئبق داخل أنبوب مُدرج).
- المفاتيح الكهربائية والمرحّلات الموجودة في المعدات.
- المصابيح (بما فيها بعض أنواع مصابيح الإضاءة).
- ملغمات الأسنان (المستخدمة في حشوة الأسنان).
- بعض مستحضرات التجميل (مثل منتجات تفتيح البشرة).
إن أضرار الزئبق شديدة على صحة الإنسان، ويمكن تحديد الآثار الصحية التي يمكن أن تترتب على الإنسان وشدة هذه الآثار عن طريق تحديد نوع المادة الزئبقية التي تعرض لها الشخص، وطريقة التعرض للزئبق ومدة التعرض له، بالإضافة لسن الشخص المُتعرض له؛ حيث إن الأجنة من الفئات الأشد عرضةً للخطر عند التعرض للزئبق لما قد يترتب على ذلك من آثارٍ على نمو الجنين وولادته كإنسانٍ سليم. يوجد أيضاً فئة أخرى حساسة لآثار الزئبق، وهي الفئة التي تتعرض للزئبق بانتظام وبشكلٍ مزمن مثل فئات السكان التي تعوّل على صيد الكفاف أو الأشخاص المعرضين للزئبق مهنياً. ويوجد العديد من المحاولات لتقليل الأدوات التي تحتوي على الزئبق، فعلى سبيل المثال يمكن الاستعاضة بميزان الحرارة وميزان الضغط الرقميين بدل ميزان الحرارة وميزان الضغط الزئبقيين، بالإضافة لحظر ملغمات الأسنان حظراً عالمياً بعد مشاورات عام 2009.[٥]
المراجع
- ↑ Agata Blaszczak-Boxe (18-12-2014), "Facts About Mercury (Hg)"، www.livescience.com, Retrieved 14-8-2018. Edited.
- ↑ "Mercury: chemical properties", www.canada.ca,8-7-2013، Retrieved 14-8-2018.
- ^ أ ب ت "Mercury", www.britannica.com, Retrieved 29-7-2018. Edited.
- ↑ "Extraction of mercury from cinnabar", www.notes.tyrocity.com, Retrieved 14-8-2018. Edited.
- ^ أ ب "الزئبق والصحة"، www.who.int، 31-3-2017، اطّلع عليه بتاريخ 29-7-2018. بتصرّف.