ما هي رحلة الإسراء والمعراج

كتابة:
ما هي رحلة الإسراء والمعراج

ما هي رحلة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هما رحلتان منفصلتان جعلهما الله -تعالى- لرسوله الكريم؛ تسليةً ومواساةً لقلبه الشريف، وسنذكر فيما يأتي تعريف رحلتي الإسراء والمعراج:[١]

  • رحلة الإسراء

هي رحلة الرسول على ظهر البراق مع الملك جبريل من مكّة إلى المسجد الأقصى، وقد وردت هذه الرّحلة في كتاب الله -عزّ وجل-؛ حيث قال -تعالى-: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[٢]

  • رحلة المعراج

وردت رحلة المعراج في المعتقدات والتراث الإسلامي والأحاديث النبويّة، ولم يتم ذكرها في كتاب الله، وهي الرحلة الّتي لحقت وتبعت رحلة الإسراء فبعد وصول الرّسول الأعظم إلى بيت المقدس سارياً بالليل عرج إلى السماء وتحديداً إلى سدرة المنتهى.

وهي أقصى مكان في السماء، وبعد أن انتهت هذه الرحلة عاد الرسول في الليلة نفسها إلى مكّة المكرّمة، وعندما رجع الرّسول محمد إلى مكّة أخبر الناس بما قد حصل معه من أحداث إلّا أنّهم لم يصدّقوه وكذبوه، ولم يصدّقه إلّا من آمن معه من الصحابة.

وقد ثبت عن النبي الكريم أنه قال: (أُتِيتُ بالبُراقِ، وهو دابَّةٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الحِمارِ، ودُونَ البَغْلِ، يَضَعُ حافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قالَ: فَرَكِبْتُهُ حتَّى أتَيْتُ بَيْتَ المَقْدِسِ، قالَ: فَرَبَطْتُهُ بالحَلْقَةِ الَّتي يَرْبِطُ به الأنْبِياءُ، قالَ ثُمَّ دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فيه رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجاءَنِي جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ بإناءٍ مِن خَمْرٍ، وإناءٍ مِن لَبَنٍ، فاخْتَرْتُ اللَّبَنَ، فقالَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اخْتَرْتَ الفِطْرَةَ، ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ...).[٣]

معجزة الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج هي إحدى الخوارق والمعجزات التي يؤمن المسلمون بها ويعدّونها جزءً من عقيدتهم، وهي واحدة من إحدى أهم المعجزات التي جرت للرسول محمد -صلّى الله عليه وسلم-؛ وقد حدثت في ليلة السّابع والعشرين من شهر رجب من السّنة الثانيّة عشرة من بِعثة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.[٤]

وذلك بعد ما جرى مع النبي الكريم من أحداث؛ فقد توفي عم الرسول -صلّى الله عليه وسلم-، وتوفيت أيضاً السيدة خديجة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، والّتي كانت الدعامة الأساسيّة للرسول الأمين في دعوته إلى الدين الحنيف ممّا ترك الأثر العميق في قلبه، فهذان الشخصان كانا من أهمّ الأشخاص في حياته الكريمة -صلى الله عليه وسلم-.[٤]

أهمية الإسراء والمعراج

يحيي المسلمون هذه المناسبة سنوياً لما لها من أثر عظيم على النبي الكريم، كما أنّ هناك معنى آخر لهذه القصة والمعجزة وهو أنها الرابط الّذي ربطهم بالمسجد الأقصى، فقد ورد الأقصى في كتاب الله في سياق قصّة الإسراء ممّا جعلهم يستدلّون على عظم هذا المسجد عندهم كونه كان جزءً لا يتجزأ من هذه القصّة.[٥]

والإضافة إلى كون الإسراء دليل على ارتباط القدس بمكّة، وعلى أنّه لا بدّ من أن يكون الأقصى للمسلمين، كما أنّ هناك دلالة هامّة وهي أنّ الأرض التي تحيط بالأقصى هي أرض مباركة، وهذه دلالة على أرض فلسطين وبلاد الشام مهد الديانات ومهبط الوحي وأرض الدّيانات.[٥]

المراجع

  1. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 408. بتصرّف.
  2. سورة الإسراء، آية:1
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162 ، صحيح.
  4. ^ أ ب محمد النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 153. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد سعيد رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية، صفحة 167. بتصرّف.
5359 مشاهدة
للأعلى للسفل
×