ما هي سنن التذكية؟
سنن التذكية متعددة نذكرها فيما يأتي:[١]
- التسمية عند الشافعية، إذ إنَّ الجمهور يعتبرها شرطاً من شروط التذكية، ويُضاف إلى التسمية التكبير، بأن يقول المذكي: "بسم الله، والله أكبر"، وأضاف الشافعية: ويصلي على النبي -صلّى الله عليه وسلم- عند الذبح؛ لأنَّه محل طاعة.
- الذبح في النهار، إذ يُكره تنزيهاً عند الحنفية ذبح الأضحية بالليل -قياساً على الأضحية- وذلك مخافة الخطأ في الذبح، وقد ورد نهي من النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
- الترفق بالحيوان، بعدم ضربه ولا بجره رجله إلى المذبح؛ لأنَّ فيه إلحاق للألم من غير الحاجة إليه.
- توجه الذابح والذبيحة نحو القبلة، لأنَّ القبلة جهة مُعظمة وهي أشرف الجهات، والتذكية عبادة، وقد فعل ذلك النبي -صلّى الله عليه وسلم- لمَّا ضحى، وكان الصحابة إذا ذبحوا استقبلوا القبلة كذلك.
- قطع الأوداج كلها والإسراع بالذبح، إذ يُكره قطع بعضها دون بعض، لأنَّ ذلك يؤدي إلى إبطاء مفارقة الحيوان الحياة، على ألَّا يصل بالذبح إلى النخاع -وهو العِرق الأبيض الذي يكون في عظم الرقبة-.
- إحداد السكين قبل إضجاع الحيوان بعيداً عن مرآه؛ فالحيوان يعرف الآلة الجارحة كما يعرف الأشياء الخطرة فتبتعد عنها، ولا تُذبح شاة، وأخرى تنظر إليها.
- آليةُ الذبح، تكون بإضجاع الذبيحة على شقِّها الأيسر بهدوء ورأسها مرفوع، ويأخذ الذابح جلد حلقها من اللحي الأسفل فيمُدَّه، حتى تتبين البشرة، ثم يُمرر السكين على الحلق تحت الجوزة، حتى يقف في عظم الرقبة، فإن كان يستخدم يده اليسرى -مع كراهة ذلك-، جاز أن يجعلها على شقها الأيمن، وتُترك رجلها اليمنى تتحرك بعد الذبح لتستريح بتحريكها.
- تختلف طريقة ذبح الإبل؛ فالأفضل أن تُنحر قائمة وركبتها اليسرى مربوطة، ونحر الإبل واقفة على قوائمها الثلاث، فترفع ركبة قائمتها اليسرى الأمامية وتربط، والسنة النحر للإبل والذبح لما سواها من الغنم والبقر.
تعريف التذكية
تُعرَّف التذكية في اللغة والاصطلاح على النحو الآتي:[٢]
- التذكية لغةً: مصدر ذكى، والاسم (الذكاة) ومعناها: إتمام الشيء والذبح.
- التذكية اصطلاحاً: هي السبب الموصل لِحلِّ أكل الحيوان البري اختياراً، وهذا هو تعريف جمهور الفقهاء.
مكروهات التذكية
يُكره في التذكية ترك السنن السابقة،[١]بالإضافة إلى الأمور الآتية:[٣]
- الذبح بسكين غير حادة، لما يُسببه ذلك من ألم للحيوان، والمسلم مأمور أن يحسن في كل عمل، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن شداد بن أوس -رضي الله عنه أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).[٤]
- كسر عنق الحيوان أو سلخه قبل أن يفارق الحياة، لأنَّ فيه تعذيب للحيوان، وقد رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في أثرٍ ضعيف أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تعجلوا الأنفسَ أن تزهقَ)،[٥]ويُعمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال.
المراجع
- ^ أ ب الزحيلي، الفه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، دمشق:دار الفكر ، صفحة 2771-2774، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين (1404)، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت:وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، صفحة 139، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ سيد سابق (1977)، فقه السنة، بيروت:دار الكتاب العربي، صفحة 302-303، جزء 3. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن شداد بن أوس، الصفحة أو الرقم:1955 ، صحيح.
- ↑ رواه الدارقطني، في إرواء الغليل، عن ابو هريرة، الصفحة أو الرقم:28، ضعيف.