ما هي شروط ختم القرآن

كتابة:
ما هي شروط ختم القرآن

شروط خَتْم القرآن

لم يُحدّد في أمر الخَتْم أي شرطٍ، لكن يُستحسن بِمَن أراد خَتْم القرآن الكريم الإتيان ببعض الأمور؛ ليكون الخَتْم عن فَهْمٍ وبصيرةٍ، ومن تلك الأمور:[١]

  • تلاوة القرآن الكريم بهدف الخَتْم، إذ يحرص قارئ القرآن على تلاوته بتركيزٍ، وتدبّرٍ، وعِظةٍ، وتفاعلٍ مع الآيات، والحرص على تطبيق ما فيه؛ باتّباع أوامره، واجتناب نواهيه.
  • وقت خَتْم القرآن الكريم؛ لم يرد تحديد وقتٍ، أو ليلةٍ، أو ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ لخَتْم القرآن، فيقرأ المُسلم آياتٍ من القرآن بحسب ما يتيسّر له، فلا يُفضّل أي وقتٍ على آخرٍ.[٢]
  • مدّة خَتْم القرآن؛ لم يردّ أيّ نصٍّ من السنّة النبويّة يدل على تحديد أكثر مدّة لخَتْم القرآن، إلّا أنّه ورد ذمٌ لِمَن يُطيل المدّة كثيراً، حثّاً وترغيباً بتعاهد القرآن الكريم، والمداومة على تلاوة آياته، وعدم هَجْره، أمّا أقلّ مدّةٍ لخَتْم القرآن الكريم؛ فقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كراهيّة خَتْم القرآن في أقلّ من ثلاث ليالٍ، إذ قال: (لاَ يفقَهُ من قرأَهُ في أقلَّ من ثلاثٍ).[٣][٢]
  • خَتْم القرآن بتسلسلٍ وترتيبٍ؛ لا يُشترط خَتْم تلاوة القرآن بترتيب السُّور في المُصحف، إلّا أنّه أفضل تلاوة القرآن.[٤]


سُنَن قراءة القرآن

تعدّ تلاوة القرآن الكريم من الأعمال الفاضلة التي يُؤجر عليها العبد؛ إن أخلص النيّة لله -تعالى- فيها، فتلاوته سنّةٌ من السُنَن التي وردت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، التي يُستحسن المُداومة عليها، والالتزام بها، إذ إنّها أيضاً من العبادات التي تُقرّب العبد من ربّه، بالإضافة إلى أنّ القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما ثبت في صحيح الإمام مُسلم عن أبي أُمامة الباهليّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ)،[٥][٦] ولنَيل عظيم الأجر بتلاوة القرآن الكريم؛ يُستحسن الإتيان بالسُنَن المتعلّقة بالتلاوة، يُذكر منها:[٧]

  • طهارة الجسد، والثوب، والمكان.
  • الاتّجاه نحو القِبلة.
  • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم قبل البدء بالتلاوة، إذ قال -تعالى-: (فَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ).[٨]
  • الخشوع، والتدبّر، والتفكّر بآيات القرآن الكريم، والبكاء؛ خشيةً من الله -سُبحانه-.
  • الترتيل في قراءة القرآن، والتغنّي به، فقد قال -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).[٩]
  • الدّعاء؛ بسؤال الله -سُبحانه- الرّحمة عند تلاوة آياتٍ متعلّقةٍ برحمته وعفْوه، والاستعاذة به من عذابه عند تلاوة آياتٍ تدلّ على عقابه وعذابه.


أهميّة قراءة وخَتْم القرآن الكريم

أراد الله -عزّ وجلّ- أن يكون القرآن الكريم معجزةً باقيةً، لا تزول، متلوّةً دائماً، لا يُمكن الإتيان بشيءٍ من مثله، كما تكفّل الله -سُبحانه- بِحِفْظِه من التحريف؛ بزيادةٍ شيءٍ عليه، أو نقصان شيءٍ منه،[١٠] ومن الأعمال الجليلة المتعلّقة بالقرآن، والمطلوبة من المُسلم تِجاه كتابه؛ المواظبة والمداومة على تلاوة آياته، إذ إنّها ترفع درجاته، ويزداد المسلم بسببها أجراً، وعلماً، ورُشداً، ولذلك كان خَتْم القرآن مرّةً بعد أخرى من الأمور المُستحبّة، وممّا ورد في بيان فَضْل تلاوته؛ قَوْله -تعالى-: (إنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ)،[١١] ومن السنّة النبويّة قَوْله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ).[١٢][٢]


المراجع

  1. "المراد بقولنا: فلان ختم القرآن"، www.islamweb.net، 23-4-2002، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "فضل ختمة القرآن وأحكامه"، www.ar.islamway.net، 13-8-2012، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1390، صحيح.
  4. "هل يجب قراءة القرآن بالتسلسل لمن أراد الختمة ؟"، www.islamqa.info، 24-4-2006، اطّلع عليه بتاريخ 18-7-2020. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم اخلاق الرسول الكريم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة للنشر والتوزيع، صفحة 1184، جزء 4. بتصرّف.
  7. النووي (1994)، التبيان في آداب حملة القرآن (الطبعة التاسعة)، بيروت: دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 73. بتصرّف.
  8. سورة النحل، آية: 98.
  9. سورة المزمل، آية: 4.
  10. رحمت الله الهندي (1415)، مختصر اظهار الحق (الطبعة الاولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 160، جزء 1. بتصرّف.
  11. سورة فاطر، آية: 29.
  12. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2910، صحيح.
4843 مشاهدة
للأعلى للسفل
×