محتويات
صفات الله تعالى
يتَّصف الله -تعالى- بالكمال، وهو واحدٌ في ذاته وصفاته، ولا حَصر لعدد صِفاته، ويجب الإيمان التَّام بهذه الصِّفات التي أُثبتت استناداً على الأدلَّة النقليَّة والعقليَّة، وهذه الصفات هي: الوجود، والقِدَم، والبقاء، والوحدانيَّة، والقيام بنفسه، ومخالفة المخلقوات، والعلم، والإرادة، والقدرة، والحياة، والسَّمع، والبصر، والكلام، ويجب الإيمان بأنَّ ما كان ضدَّ هذه الصِّفات مستحيلٌ على الله -تعالى-، مثل: العدم، والحدوث، والمماثلة، والشَّريك، والصُّم، والبُّكم، والجهل، والموت، وغيرها، والله -تعالى- مُنزَّهٌ عن كلِّ الأوصاف التي وُصف بها من قبل غيره، حيث قال -تعالى-: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)،[١] والله -تعالى- قادرٌ على القيام بجميع الأفعال والصفات، فهو فعَّال لما يريد،[٢][٣] وكمال الله -تعالى- مطلق، فهو حيٌّ لا يموت، وهو الأوَّل والآخر، وبقدرته ومشيئته تتحرَّك سائر المخلوقات، وهو العالم بكلِّ شيءٍ لا تخفى عليه أصغر الأمور، حيث قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ).[٤][٥]
توضيح معاني صفات الله تعالى
تُقسَّم صفات الله -تعالى- المثبتة إلى ثلاث أقسام، نورد بيانها فما يأتي:[٦][٧]
- القسم الأوَّل: يتضمَّن الصَّفة النفسيَّة التي تُعبِّر عن الله -تبارك وتعالى- في نفسه؛ وهي الوجود، فالله -تعالى- بوجوده وُجدت الأرض، والسَّماوات، والبحار، والمخلوقات، وكلُّ ما في هذا العالم، فلا وجود لشيءٍ إلا بوجوده -تبارك وتعالى-.
- القسم الثَّاني: يتضمَّن الصِّفات السلبيَّة، وهي التي تنفي عن الله -تبارك وتعالى- النقائض، وهي خمسة صفات بيانها فيما يأتي:
- القِدَم: فوجود الله -تعالى- لا يسبقه شيءٌ، فهو الأوَّل الذي لم يتقدّمه شيءٌ من قبله.
- البقاء: فوجود الله -تعالى- لا يلحقه شيء، فهو الآخِر الذي لا انقطاع لوجوده.
- القيام بالنَّفس: فالله -تعالى- مُستغنٍ عن جميع مخلوقاته ولا يحتاج العون من أحدٍ من خلقه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ).[٨]
- الوحدانيَّة: فالله -تعالى- واحدٌ أحدٌ في ذاته وأفعاله وصفاته، وهو مُنزَّهٌ عن الوالد والولد والشَّريك، قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[٩]
- مخالفة الحوادث: فذات الله -تعالى- في صفاته وأفعاله مُخالفةٌ لجميع مخلوقاته، قال -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).[١٠]
- القسم الثَّالث: يتضمَّن صفات المعاني، وهي صفات أزليَّةٌ ثابتةٌ غير مُتغيِّرةٍ ولا يتَّصف بها سوى الله -تعالى-، وهي سبع صفاتٍ، يأتي بيانها فيما يأتي:
- الحياة: الله -تعالى- مُتَّصفٌ بالحياة، فهو الوحيد المُستحقُّ للعبادة لحقيقة بقائه، فهو حيٌّ لا يموت، حيث قال -جلَّ في علاه-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ).[١١]
- القدرة: الله -تعالى- وحده القادر على التَّأثير في الحوادث والمخلوقات، وهو الوحيد القادر على خلق ما لا نتصوَّره؛ فهو على كلِّ شيءٍ قدير، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).[١٢]
- الإرادة: مشيئة الله -تعالى- نافذةٌ بكلِّ شيءٍ، يحكم ويقضي بما يشاء وبيده الأمر كلُّه؛ فهو مُحدثٌ لما يريد، كما قال -تعالى-: (فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ).[١٣]
- العلم: الله -تعالى- مُحيطٌ ومُطَّلِعٌ على كلِّ ما هو موجودٌ في هذا الكون وما سيكون وما قد كان، وعلمه وسع كلَّ شيءٍ، حيث قال -تعالى-: (إِنَّما إِلـهُكُمُ اللَّـهُ الَّذي لا إِلـهَ إِلّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلمً).[١٤]
- الكلام: الله -تعالى- مُتكلِّم ولكنَّ كلامه ليس ككلام البشر، بل هو أزليُّ قديمٌ مخالفٌ لما يتصوَّره المخلوقون، حيث قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[١٥]
- السَّمع: الله -تعالى- سميعٌ مدركٌ لكلِّ الأصوات والمسموعات، وسمعه مُخالفٌ لما يتصوّره المخلوقون.
- البصر: الله -تعالى- بصيرٌ مُطَّلعٌ على كلِّ المرئيات، والموجودات، وما خُفي في الأنفس والعيون والصُّدور، وبصره مُخالفٌ لما يتصوّره المخلوقون.
أدلَّة صفات الله تعالى
يتَّصف الله -تعالى- بصفات الكمال والجلال ولا يتَّصف بنقائضها؛ فالله -تبارك وتعالى- مُنزَّه عن النواقص ومُتَّصفٌ بأعلى صفات الكمال والرِّفعة، وصفات الله -تعالى- ثابتةٌ وقد ذُكرت في القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة، وبيانها فما يأتي:[١٦][١٧]
- الوحدانيَّة: قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَد)،[١٨] فهو واحدٌ أحدٌ مُنزَّه عن الشَّريك والمثيل كما ذُكِر سابقاً.
- القدرة: قال -تعالى-: (وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[١٩] وقدرته ليست محصورة بشيءٍ.
- الإرادة: قال -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)،[٢٠] فلا يقع حادثٌ إلَّا بإرادة الله -عز وجل-.
- العلم: قال -تعالى-: (وَأَنَّ اللَّـهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا)،[٢١] فالله عليمٌ بالظَّاهر والباطن، وعلمه يتجاوز العقول ليس كمثله شيء.
- الحياة: قال -تعالى-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)،[١١] وحياته -عز وجل- ليست كحياة مخلوقاته بل هي باقيةٌ خالدةٌ غير مُتغيِّرة.
- القِدَم: قال -تعالى-: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)،[٢٢] والله -تعالى- لم يسبقه أحدٌ في وجوده.
- البقاء: أخرج الإمام مسلم -رحمه الله- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ)،[٢٣] والله -تعالى- لم يلحقه أحدٌ ولا نهاية لوجوده.
- مخالفتة للحوادث: قال -تعالى-: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)،[٢٤] فلا وجود لمن يُشبه الله -تعالى- بأفعاله وصفاته وذاته.
- القيام بالنَّفس: قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ* إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ)،[٢٥] فالله -تعالى- غنيٌّ عن مخلوقاته وليس بحاجة أحدٍ من خلقه.
- الكلام: قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)،[١٥] والله -تعالى- يتكلَّم ولكن ليس كما البشر كما ذُكِر سابقاً.
- السَّمع: قال -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[١٠] والله -تعالى- يسمع السِّرَّ والجهر.
- البصر: قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[٢٦] والله -تعالى- يرى ما لا يُرى ويُبصر أدق الأمور وأصغرها والظَّاهر والباطن منها.
صفات الأفعال
صفات الأفعال: هي الأفعال التي تدلُّ على صفات الله -تعالى-،[٢٧] وتعداد بعض صفات الأفعال لله -تعالى- فيما يأتي:[٢٨]
- الخالق.
- البارئ.
- المصوِّر.
- الوَّهاب.
- الرَّزاق.
- الفتَّاح.
- القابض.
- الباسط.
- الخافض.
- الرَّافع.
- المعزّ.
- المذلّ.
- الْعدْل.
- المغيث.
- المجيب.
- الواسع.
- الباعث.
- المبدئ.
- المعيد.
- المحيي.
- المميت.
- المقدِّم.
- المؤخِّر.
- الوالي.
- الْبر.
- التَّواب.
- المنتقم.
- المقسط.
- الْمَانِع.
- الْمُغني.
- الْهَادِي.
- الرَّحيم.
المراجع
- ↑ سورة الصافات، آية: 180.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (2020م)، عقيدة المسلم (الطبعة الثانية)، الأردن - عمّان: دار الإفتاء العام، صفحة 27-28. بتصرّف.
- ↑ نزار حمادي، الفوائد السنية في الحفيدة السنوسية، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 5.
- ↑ محمد المالكي (2015م)، النور المبين في قواعد عقائد الدين (الطبعة الأولى)، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 52. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (2020م)، عقيدة المسلم (الطبعة الثانية)، الأردن - عمّان: دار الإفتاء العام، صفحة 29-33. بتصرّف.
- ↑ نوح القضاة (1999م)، المختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد (الطبعة الأولى)، الأردن - عمّان: دار الرازي، صفحة 52-72. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية: 15.
- ↑ سورة الإخلاص، آية: 1-4.
- ^ أ ب سورة الشورى، آية: 11.
- ^ أ ب سورة الفرقان، آية: 58.
- ↑ سورة البقرة، آية: 20.
- ↑ سورة البروج، آية: 16.
- ↑ سورة طه، آية: 98.
- ^ أ ب سورة النساء، آية: 164.
- ↑ محمد المالكي (2015م)، النور المبين في قواعد عقائد الدين (الطبعة الأولى)، تونس: دار الإمام ابن عرفة، صفحة 52-56. بتصرّف.
- ↑ محمد عاموه (2017م)، رسالة مختصرة في العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، اليمن: دار الأشاعرة للنشر والتوزيع، صفحة 12-18. بتصرّف.
- ↑ سورة الإخلاص، آية: 1.
- ↑ سورة البقرة، آية: 284.
- ↑ سورة يس، آية: 82.
- ↑ سورة الطلاق، آية: 12.
- ↑ سورة الحديد، آية: 3.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2713، صحيح.
- ↑ سورة الإخلاص، آية: 4.
- ↑ سورة فاطر، آية: 15-16.
- ↑ سورة الحج، آية: 75.
- ↑ محمد الشنقيطي، سلسلة الأسماء والصفات، صفحة 16، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ أبو حامد الغزالي (1987ه)، المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى (الطبعة الأولى)، قبرص: الجفان والجابي، صفحة 159. بتصرّف.