ما هي صلاة الشكر

كتابة:
ما هي صلاة الشكر

شكر الله

إنَّ شكر الله -سبحانه وتعالى- هو شيء من المجازاة باللسان الطيب، أي بالثناء مقابل الإحسان، فالشكر في اللغة هو اعتراف بوجود نعمة ما بغضِّ النظر عن المنعم، وشكر الله تعالى هو الثناء على الله اعترافًا بكرمِهِ ونِعَمِهِ التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، ويكون هذا الشكر بطرقٍ مختلفة، لعلَّ أهمها هو الشكر باللسان، والشكر بأن يتم استعمال نِعَمِ الله تعالى في طاعته -سبحانه-، ويعدُّ الشكر من الذِّكر والذِّكر في الإسلام من أعظم العبادات التي دعا الله تعالى في الكتاب والسنة، وهذا المقال مخصصٌ للحديث عن صلاة الشكر وكيفية أداء هذه الصلاة والتعرُّفِ على دعائها.

صلاة الشكر

إنَّ صلاة الشكر في الإسلام محلُّ خلاف بين العلماء، فلم يثبتْ عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم- أنَّه صلَّى شكرًا لله، أمَّا الثابت في السنَّة النبوية الصحيحة هو سجود الشكر، فإنَّ يصحُّ للإنسان ويحلُّ له إذا حصل له ما يفرحُهُ كزال نقمة وحلول نعمة أن يُكبِّرَ ويسجد لله تعالى ويقول في سجوده: سبحان ربي الأعلى، ويدعو الله بما شاء من الدعاء، وهذا ثابت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-، فقد وردَ عنه فيما رواه عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- أنَّه قال: "يا رسولَ اللهِ، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكونَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- قد قبضَ نفسَكَ فيها، فقال: إنَّ جبريلَ أتاني فبَشَّرني، فقال: إنَّ اللهَ يقولُ لك: من صلَّى عليكَ صلَّيتُ عليهِ، ومن سلَّمَ عليكَ سلَّمتُ عليهِ، فسجدتُ للهِ -عزَّ وجلَّ- شكرًا" [١].

ووردَ أيضًا في السنة النبوية ما يدلُّ على ثبوت سجود الشكر عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث عن البراء بن عازب قال: "أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بعثَ عليًّا إلى اليمنِ، فذَكرَ الحديثَ، قالَ: فَكتبَ عليٌّ بإسلامِهِمْ، فلمَّا قرأَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- الكتابَ خرَّ ساجِدًا، شُكرًا للَّهِ على ذلِكَ" [٢].

وأمَّا فيما يخصُّ صلاة الشكر في الإسلام فإنَّه وردَ في السنة النبوية حديث واحد بإسناد جيِّد، فيما وردَ عن عبد الله بن أبي أوفى، أنَّه قال: "أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ- صلَّى يومَ بُشِّر برأسِ أبي جهلٍ ركعتينِ" [٣]، والخلاصة إن سجود الشكر ثابت عن النَّبيِّ -عليه الصلاة والسلام- أمَّا صلاة الشكر فهي محلُّ خلاف بين علما المسلمين، فقد وردت في السنة بحديث واحد وهو من الأحاديث التي ضعّفها كثير من العلماء، والله أعلم. [٤]

كيفية صلاة الشكر

إنَّ صلاة الشكر إنَّ صحّت عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فهي ككلِّ الصلوات، يكون العبد فيها على وضوء وينوي الصلاة شكرًا لله تعالى يؤدي ركعتين كما يؤدي أيَّ صلاة أخرى من الصلوات المفروضة، ولكنَّ هذه الصلاة كما وردَ سابقًا لم تردْ إلَّا في حديث ضعّفه كثير من العلماء لذلك كانت هذه الصلاة محلَّ خلاف بين علماء الأمة، وأمَّا كيفية أداء سجود الشكر وهو ثابت عن النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم- فإنَّ سجود الشكر يكون مثل سجود الصلاة تمامًا، فإذا جاء الإنسان ما يُسِرُّهُ من الأخبار سجدَ لله شكرًا فقال وهو ساجد: سبحان ربي الاعلى، ودعا ما تيسّر من الدعاء، والله أعلم. [٥]

دعاء صلاة الشكر

لم يَرِدْ أيّ دعاء يخصُّ صلاة الشكر في الإسلام فهي -وكما وردَ سابقًا- لم تردْ عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ثابتة في الصحيح، وأمَّا ما يخصُّ سجود الشكر ودعاءَه، فإنَّ سجود الشكر وبسبب ثبوتِهِ في السنة النبوية فإنَّه وردَ فيه دعاء مستحبُّ للعبد أن يقولَهُ عند السجود لله شكرًا، والأصل في هذا السجود أن يسجد العبد لله شكرًا فيحمدَ الله تعالى ويسبِّحَه ويقول: سبحان ربّي الأعلى كما يقول في السجود في الصلوات المفروضة الأخرى والسنن، ويدعو ما شاء أن يدعو الله في هذا السجود.

وقد وردَ عن الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أنَّه قال: "وسجود التلاوة، وسجود الشكر، وسجود السهو، كله يقال فيه ما يقال في سجود الصلاة: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ويدعو فيه بما يسرُّ الله من الدعوات الطيبة، ويشكرُ الله في سجودِ الشكر زيادةً، يشكر الله على النعمة التي بلغته، ويقول في السجود أيضًا: اللهم لكَ سجدْتُ، وبكَ آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجدَ وجهي للذي خلقَهُ، وصوَّره، وشقَّ سمعَهُ وبصرَهُ بحولِهِ وقوته، تبارك الله أحسن الخالقين، يقال هذا في سجود الصلاة، سجود التلاوة، سجود الشكر، مع: سبحان ربي الأعلى، لا بدَّ من: سبحان ربي الأعلى، لا بد من كلمة: سبحان ربي الأعلى، ولو مرة، وإذا كررها ثلاثًا أو خمسًا كان أفضل وأولى في جميع أنواع السجود: سجود التلاوة، سجود الشكر، سجود الصلاة، سجود السهو"، والله أعلى وأعلم [٦].

المراجع

  1. الراوي: عبدالرحمن بن عوف، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/290، خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات
  2. الراوي: البراء بن عازب، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: بلوغ المرام، الصفحة أو الرقم: 103، خلاصة حكم المحدث: أصله في البخاري
  3. الراوي: عبدالله بن أبي أوفى، المحدث: ابن الملقن، المصدر: البدر المنير، الصفحة أو الرقم: 9/106، خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
  4. هل يجوز أن يصلي ركعتين شكرًا لله؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-12-2018، بتصرّف
  5. صفة صلاة الشكر وصلاة الاستخارة, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-12-2018، بتصرّف
  6. هل يقال في سجود الشكر: سبحان ربي الأعلى، أم نشكر الله بأي صيغة؟, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 13-12-2018، بتصرّف
4328 مشاهدة
للأعلى للسفل
×