ما هي عقوبة التعزير

كتابة:
ما هي عقوبة التعزير

العقوبات في الإسلام

إنَّ غاية الشريعة الإسلاميَّة وهدفها هو تحقيق مصالح الخلق، وذلك من خلال إقامة مجتمع صالح يقوم بعبادة الله -عزَّ وجلَّ- وعمارة الأرض في جوٍ مليء بالعدل والأمان، ومما يدلُّ على ذلك أنَّ الشرع جاء بضرورة الحفاظ على خمس أمور سُميَّت بالضرورات الخمس، وقد استهدف نظام العقوبات في الإسلام حفظ هذه الضرورات فشرع للمعتدي على إحدى هذه الضرورات عقوبة محدّدة فمثلًا شرع القصاص عند الاعتداء على النفس وشرع حدَّ الردَّة لمن اعتدى على الدِّين وكذلك شرع حدَّ الخمر لمن اعتدى على العقل وحدَّ السرقة عند الاعتداء على المال وحدَّ الزنا للحفاظ على الأعراض، لكن بعض الجرائم لم يحدد لها الشرع عقوبة ثابتة بل ترك فيها الأمر للاجتهاد، وقد سمَّاها الشرع عقوبة التعزير[١] وسيتم تخصيص هذا المقال للتعريف بعقوبة التعزير.

ما هي عقوبة التعزير

إنَّ عقوبة التعزير تُعرَّف بالاصطلاح الشرعي على أنَّها: "عقوبة غير مقدرة تجب حقًا لله أو لآدمي في كل معصية (جريمة) ليس فيها حدٍّ ولا كفارة"،[١] وهي مشروعة في كتاب الله تعالى حيث قال تعالى: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}،[٢] وعلى ذلك فإنَّ عقوبة التعزير مفوَّضة إلى الإمام فيُعاقِب الجاني عقوبة تتناسب مع جريمته بحيث يتم تحقيق المصلحة وردع الجاني عن الجريمة، فتكون إمَّا بالضرب أو التوبيخ أو الحبس ونحوه،[٣] والذي يملك حقَّ التعزير هو الإمام أو نائبه أو من له ولاية على الجاني كالأب،[٤] وقد اختلف الفقهاء في مقدار التعزير على أقوال، منها:[٣]

  • القول الأوَّل: تقدَّر عقوبة التعزير بحسب المصلحة وعلى قدر الجريمة.
  • القول الثاني: عدم بلوغ عقوبة التعزير في معصية قدر الحدِّ فيها.
  • القول الثالث: بلوغ عقوبة التعزير أدنى الحدود.
  • القول الرابع: عدم الزيادة في عقوبة التعزير على أربعة أسواط.

الجرائم التي يُعاقب عليها تعزيرًا

اتفق العلماء على أنَّ بعض المعاصي لا يُعاقب عليها الجاني، مثل عقوبة القتل على الإسلام إن كان الجاني مجنونًا، كذلك إن أخطأ المفتي في اجتهاده بحسن نية قاصدًا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وكذلك العامي والجندي، بدليل قول رسول الله: "إنَّ اللهَ تجاوزَ عَن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانِ وما استُكرِهوا علَيهِ"،[٥] وبعض المعاصي يُعاقب عليها تعزيرًا، منها:[٦]

  • إنَّ ترك الواجب مثل منع الزكاة وترك قضاء الدين وعدم أداء الأمانة وغيرها من الواجبات تُعدُّ معاصي يُعاقب عليها الجاني تعزيرًا.[٧]
  • إنَّ فعل الحرام مثل السرقة التي لم تتوافر فيها شروط القطع وكذلك تقبيل الأجنبية أو الخلوة بها والغش و وشهادة الزور والتعامل بالربا.
  • ، هذه الأفعال جميعها فيها التعزير.[٧]
  • إن كان الفعل مباحًا لكنَّه يؤدي إلى المفسدة يستحقُّ فاعله العقوبة عليه تعزيرًا.[٧]
  • أجاز بعض الفقهاء التعزير على ترك المندوب أو على فعل المكروه.[٧]
  • أجاز البعض التعزير في حالة التأديب أو عند التكسُّب بآلة لهوٍ لا معصية فيها.[٧]
  • إنَّ الذي يفعل النكاح بوليٍ باطل يستحق العقوبة تعزيرًا.[٦]
  • إن كان الداعية يدعوا إلى بدعة فهو مستحقٌ للتعزير.[٦]
  • من قام بلعن الصحابة يُعاقب تعزيرًا.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب "الجريمة والعقاب في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية: 34.
  3. ^ أ ب "التعزير مفوض إلى رأي الإمام على حسب ما تقتضيه الحاجة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  4. "كتاب: موسوعة الفقه الإسلامي"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 1675، حديث صحيح.
  6. ^ أ ب ت ث "حد التعزير"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج "الجرائم التي يُشرع فيها التعزير بدلا عن الحدود"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
6490 مشاهدة
للأعلى للسفل
×