ما هي فضائل الوضوء

كتابة:
ما هي فضائل الوضوء

فضائل الوضوء العامّة

توجد الكثير من الأجور المُترتِّبة على الوضوء والإحسانِ فيه، نذكر منها ما يأتي:[١][٢]


الوضوء سبب في بلوغ الحلية

بُلوغ الحلية، هو النُّور والبياض يوم القيامة، لِقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (تبلُغُ حِليةُ أهلِ الجنَّةِ مبلغَ الوضوءِ)،[٣][٤] وبُلوغ الحِلية أي لبسهُ في الجنَّة حيثُ يبلغ الوضوء.[٥]


الوضوء سبب للعزة والتحجيل يوم القيامة

ذلك لقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (أمتي يومَ القيامةِ غُرٌّ من السجودِ، مُحجَّلون من الوُضوءِ)،[٦] فقد توضّأ أبو هريرة -رضي الله عنه- أمام الصَّحابة الكرام، وغسل يده ورجله، وزاد عليهما، ثُمّ قال: (قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أنْتُمُ الغُرُّ المُحَجَّلُونَ يَومَ القِيامَةِ مِن إسْباغِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطاعَ مِنْكمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وتَحْجِيلَهُ)،[٧] والغُرَّةُ في اللُغة: هو البياض الذي يكونُ في جبهة الفرس، وأمّا التحجيل: فهو البياض الذي يكون في يديها ورجليها، وفي ذلك إشارة إلى النُّور والبياض الذي يكون على المُتوضِّئ يوم القيامة.[٨][٩]


وفي الحديث بيانٌ لأثر الوضوء وفضله، وأن المُتوضِّؤون يأتون يوم القيامة غُرَّاً؛ أي بِيض الوجوه، محجّلون؛ يعني بيض الأرجل والأيدي، وهذا البياض بياض نورٍ وإضاءةٍ يعرفهم النَّاس به، وهذه العلامة والكرامة خاصةٌ بِأُمَّة النبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-.[١٠]


الوضوء سبب لتكفير الخطايا ورفع الدرجات

المقصود أنَّه يُكَفِّر صغائر الذُّنوب دون الكبائر، لِقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ)،[١١] وقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ)؛[١٢] والمقصود بمحو الخطايا هو مغفرتها، وقد يكون بمحوها من كتاب الملائكة الحَفَظَة، وأمَّا رفع الدَّرجات؛ فهو رفع المنزلة في الجنَّة.[١٣]


الوضوء سبب لمحبة الله

الوضوء سبب لمحبة الله لعبده، بدليل قوله -تعالى-: (إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)،[١٤][١٥] والمقصود في الآية التَّوابين من الذُّنوب، والمُتطهِّرين بالماء، وقيل: إن الله -تعالى- يُحبُّ الإنسان المُتطهِّر من الذُّنوب.[١٦]


الوضوء نصف الإيمان

ذلك لقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ)،[١٧] بالإضافةِ إلى بشاشة الله -تعالى- لمن يُحسن الوضوء ويُسبغه، لِقول النبيِّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (لا يتوضَّأُ أحدٌ فيُحسنُ وضوءَهُ ويُسبغُهُ، ثمَّ يأتي المسجِدَ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ إلَّا تَبشبشَ اللَّهُ بِهِ كَما يَتبَشبَشُ أَهْلُ الغائِبِ بطَلعتِهِ).[١٨][١٩]


الوضوء سبب لانحلال عقد الشيطان عن الإنسان

الوضوء سببٌ لانحلال عُقَد الشَّيطان عن الإنسان، لِقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ).[٢٠][١٩]


فضائل الوضوء في حالات خاصة

يُضاعف الله -تعالى- الأجر والثَّواب المُترتِّب على الوضوء في أحوالٍ مُعيَّنة، ومنها ما يأتي:[٢١]


فضل الوضوء قبل النوم

ذلك بأن ينام المُسلمُ طاهراً مُتوضّئاً، فقد قال عنه النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).[٢٢][٢٣]


فضل الوضوء على المكاره

ذلك لقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ)؛[١٢] أي إتمامهُ في أوقات البرد الشَّديد،[٢٤][٢٥] لِما يكون في ذلك من المشقّة بسبب الوضوء في هذا الوقت.[٢٦]


مكانة الوضوء في الإسلام

إنّ للوضوء مكانة عظيمة في الإسلام، وذلك لما يأتي:[٢٧]

  • الوضوء موجودٌ في الشرائع القديمة: فقد جاء عن جُمهور الفُقهاء أنَّ الوضوء ليس مُختصَّاً بِأُمَّة النبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وإنَّما كان موجوداً في الشَّرائع القديمة، وإنَّما تميَّزت هذه الأُمّة عن غيرها؛ بكيفيتهِ، أو الأثر المُترتِّب عليه من الغُرِّ والتَّحجيل والنُّور والبياض يوم القيامة، وجاء عن المالكيَّة وبعض الشافعيَّة والحنفيَّة أنَّه ليس خاصَّاً بهذه الأُمَّة.[٢٨]
  • الوضوء شرطٌ ومُفتاحٌ لِصحة الصلاة: لِقول النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُقْبَلُ صَلاةٌ بغيرِ طُهُورٍ)،[٢٩][٣٠] فيجبُ الوضوء لِكُلِّ صلاةٍ، سواءً كانت فرضاً أو نفلاً، ولذلك نجد الكثير من الكُتَّاب يبدأون كُتبهم الفقهيَّة بِكتاب الطَّهارة.[٣١]


خلاصة المقال: إنّ للوضوء فضائل عامة مثل أنّه سبب لتكفير الخطايا، وأّنه سبب لمحبة الله تعالى، وله فضائل مخصوصة بأوقات معينة مثل الوضوء قبل النوم.

المراجع

  1. محمد ناصر الدين، بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم، الأشقودري الألباني (2003)، التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان وتمييز سقيمه من صحيحه، وشاذه من محفوظه (الطبعة الأولى)، جدة: دار با وزير للنشر والتوزيع، صفحة 345، جزء 2. بتصرّف.
  2. محمد العربي (1992)، القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الغرب الإسلامي، صفحة 155. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1045، صحيح.
  4. مصطفى بن العدوي، تعظيم قدر الوضوء والصلاة، مكة المكرمة: مكتبة مكة، صفحة 17. بتصرّف.
  5. ابن الملقن (1997)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (الطبعة الأولى)، السعودية: دار العاصمة للنشر والتوزيع، صفحة 415، جزء 1. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم: 607، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 246، صحيح.
  8. مصطفى العدوي، تعظيم قدر الوضوء والصلاة، مكة المكرمة: مكتبة مكة، صفحة 17-18. بتصرّف.
  9. محمد بن أبي بكر المعروف بالدماميني (2009)، مصابيح الجامع (الطبعة الأولى)، سوريا: دار النوادر، صفحة 289، جزء 1. بتصرّف.
  10. محمد العثيمين (1426 هـ)، شرح رياض الصالحين، الرياض: دار الوطن للنشر، صفحة 18، جزء 5. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 233، صحيح.
  12. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 251، صحيح.
  13. موسى شاهين لاشين (2002)، فتح المنعم شرح صحيح مسلم (الطبعة الأولى)، مصر: دار الشروق، صفحة 156، جزء 2. بتصرّف.
  14. سورة البقرة، آية: 222.
  15. محمد التويجري (2012)، صفة الوضوء والصلاة (الطبعة الخامسة)، القصيم: دار أصداء المجتمع، صفحة 4. بتصرّف.
  16. الطحاوي (1995)، أحكام القرآن الكريم (الطبعة الأولى)، استانبول: مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف.
  17. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 22909، صحيح.
  18. رواه الوادعي، في الصحيح المسند، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1268، صحيح.
  19. ^ أ ب محمد سعيد عبد الدايم، الوضوء فضائله - كيفيته - آدابه -أحكامه، صفحة 2-12. بتصرّف.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1142، صحيح.
  21. محمد المقدسي، فضائل الأعمال، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 5. بتصرّف.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم: 1154، صحيح.
  23. محمد سعيد عبد الدايم، الوضوء فضائله - كيفيته - آدابه -أحكامه، صفحة 13-14. بتصرّف.
  24. شمس الدين السفيري (2004)، المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 249، جزء 2. بتصرّف.
  25. لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 102، جزء 3. بتصرّف.
  26. محيي الدين النووي (1392)، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (الطبعة الثانية)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 141، جزء 3. بتصرّف.
  27. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 337، جزء 2. بتصرّف.
  28. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت (2005)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، الكويت: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، صفحة 316-317، جزء 43. بتصرّف.
  29. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 224، صحيح.
  30. مصطفى العدوي، تعظيم قدر الوضوء والصلاة، مكة المكرمة: مكتبة مكة، صفحة 5. بتصرّف.
  31. عبد الكريم الخضير، شرح الموطأ، صفحة 2، جزء 4. بتصرّف.
10956 مشاهدة
للأعلى للسفل
×