فوائد الرقية الشرعية
من أوصاف القرآن الكريم أنّه شفاء وعلاج للمؤمنين، لذا شرع الإسلام الرقية الشرعية، وفي هذا المقال بيان لفوائدها، وشروط الرقاة الشرعيين، وشروط الرقية الشرعية، وبيان حكم الرقية الشرعية.
هناك العديد من الفوائد للرقية الشرعية منها ما يأتي:
- نيل درجة الذاكرين الله كثيراً: لا سيما وأنّ الرقية الشرعية تعدّ ذكراً، وقد حث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في العديد من أحاديثه على الإكثار من ذكر الله -تعالى- والمداومة عليه، ومن ذلك ما ثبت عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ شرائِعَ الإسلامِ قد كَثُرَتْ عليَّ، فأَخْبِرْني بشَيءٍ أتَشبَّثُ به؟ قال: لا يَزالُ لِسانُك رَطْبًا من ذِكرِ اللهِ).[١][٢]
- الشفاء من الأمراض: بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ كل داء ومرض له علاج ودواء، وتعدّ الرقية الشرعية من أعظم الأدوية وأسباب الشفاء من الأمراض بإذن الله -تعالى-،[٣][٤] لا سيما سورة الفاتحة ذات الشأن العظيم في الشفاء والعلاج ولولا ذلك لَما تصدّرت أول القرآن الكريم،[٥] وتجدر الإشارة إلى أنّ الرقية الشرعية هي العلاج الشرعي للإصابة بالعين،أو السحر، ولا يكون علاج ذلك بسحر مثله.[٦]
- حفظ النفس وطرد الشياطين من البيت: وقد دلّ على ذلك ما أخبر به أبو هريرة -رضي الله عنه- من مجيء محتاج إليه يريد الأخذ من طعام زكاة رمضان الذي كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد وكّله عليه، فسمح له بالمرة الأولى على أن لا يعود إليه ثانية، لكنّه عاد فسمح له بالمرة الثانية على أن لا يعود إليه ثالثة لكنّه عاد إليه، فهمّ أبو هريرة -رضي الله عنه- بأخذه إلى رسول الله فقال له المحتاج: (دَعْني أُعلِّمْك كلماتٍ ينفعك اللهُ بها قلتُ: ما هنَّ؟ قال، إذا أَوَيتَ إلى فراشِك، فاقرأ آيةَ الكرسيِّ: ( اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) حتى تختم الآيةَ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربُك شيطانٌ حتى تصبحَ)،[٧] فأخبر أبو هريرة -رضي الله عنه- رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بما حدث معه فقال له رسول الله : (أما إنه قد صدَقَك، و هو كذوبٌ، تعلم مَن تخاطبُ منذ ثلاثِ ليالٍ يا أبا هريرةَ؟ قلتُ: لا قال: ذاك الشيطانُ).[٧]
شروط الرقاة الشرعيين
هناك عدّة شروط لا بدّ من توافرها في الرقاة الشرعيين منها ما يأتي:[٨][٩]
- أن يكون الراقي من أهل الصلاح والطاعات والخير مجانباً للمعاصي والمحرمات والآثام.
- أن يكون الراقي على دراية وعلم بالآيات، والأدعية القرآنية التي تُقرأ في الرقية الشرعية، وبطرق الرقية الشرعية كالنفث بعد القراءة.
- أن يكون الراقي على طهارة من الحدث الاكبر.
- أن يكون الراقي على يقين وثقة بانّ القرأن الكريم علاج نافع للشفاء من الأمراض.
شروط الرقية الشرعية
هناك عدّة شروط لا بدّ من توافرها في الرقية الشرعية منها ما يأتي:[١٠][١١]
- خلوّ الرقية الشرعية من الشرك، بحيث لا يكون فيها شيء من أسماء الجنّ والشياطين.
- احتواء الرقية الشرعية على أسماء الله -تعالى-، أو صفاته، أو أفعاله بما ثبت عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- قراءة الرقية الشرعية باللغة العربية التي يُفهَم معناها.
- اعتقاد كل من الراقي والمرقي بأنّ النفع والعلاج من الله -تعالى- لا من ذات الرقية الشرعية فما هي إلّا أحد الأسباب المشروعة للعلاج.[٤]
حكم الرقية الشرعية
هناك العديد من الأحاديث النبويّة الدّالّة على مشروعية الرقية الشرعية وجوازها، ومن هذه الأحاديث ما يدلّ على استحبابها في حق الراقي كما ثبت عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: (كانَ لي خَالٌ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَنَهَى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ الرُّقَى، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ).[١٢][١٣]
وإنّ من الأحاديث ما يدلّ على استحباب الرقية الشرعية في حقّ المرقي كما ثبت عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: (كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أوَى إلى فِرَاشِهِ، نَفَثَ في كَفَّيْهِ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما وجْهَهُ، وما بَلَغَتْ يَدَاهُ مِن جَسَدِهِ).[١٤][١٠]
المراجع
- ↑ رواه شعيب الارناؤوط، في تخريج رياض الصالحين، عن عبد الله بن بسر، الصفحة أو الرقم:1438 ، صحيح.
- ↑ ابن علان (1425)، دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (الطبعة 4)، بيروت:دار المعرفة، صفحة 237، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد الغفار، شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، صفحة 1، جزء 8. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الله بن الجبرين (1424)، مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية (الطبعة 2)، الرياض:مكتبة الرشد، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ محمد الصنعاني (1432)، التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ (الطبعة 1)، الرياض:دار السلام، صفحة 464، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 318، جزء 3. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:610 ، صحيح.
- ↑ خالد الجريسي، ارق نفسك وأهلك بنفسك، صفحة 23. بتصرّف.
- ↑ خالد الجريسي، التحصين من كيد الشياطين، صفحة 269-274. بتصرّف.
- ^ أ ب محمود الملاح، محمد آل عبد العزيز (1431)، فتح الرحمن في بيان هجر القرآن (الطبعة 1)، الرياض:دار ابن خزيمة، صفحة 318. بتصرّف.
- ↑ محمد عبد الغفار، شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:2199 ، صحيح.
- ↑ عبد الله الجبرين (1424)، مختصر تسهيل العقيدة الإسلامية (الطبعة 2)، الرياض:دار الرشد، صفحة 116. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5748 ، صحيح.