ما هي لغة الأنبياء والرسل

تعريف ونشأة اللغة

يمكن تعريف اللغة بأنها: أصوات يعبّر بها الإنسان عن أغراضه، فاللغة وجدت للإفهام والتعبير وإيصال الأفكار، وللغة وظائف كثيرة منها الوظيفة التواصلية والاجتماعية وغيرها، أما عن نشأة اللغة فهي محط خلاف بين العلماء، فمنهم من قال: أن نشأة اللغة هي المواضعة والمحاكاة والتقليد للأصوات الطبيعية، وتبنى بعضهم الآخر فكرة أن اللغة توقيفية منزلة من عند الله -تعالى-، حيث علّمها الله -عزّ وجلّ- سيدنا آدم -عليه السلام- وهذا تفسير قوله -تعالى-: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}،^[١] وهنا يُطرح سؤال مهم وهو ما هي لغة الأنبياء والرسل وبأي لغة كانوا يقومون بإيصال أفكارهم ونشر دعوتهم إلى الله -تعالى-، وهذا ما ستتم الإجابة عنه -بإذن الله-.^[٢]

ما هي لغة الأنبياء والرسل

قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ}،^[٣]، ومعنى بلسان قومه أي بلغة قومه، فكل نبي كان يتكلم بلغة قومه الذين أُرسل إليهم، وهذا من تمام رحمته تعالى بعباده، أن بعث لهم رسلًا منهم ويتكلمون لغتهم،^[٤] ويبقى السؤال هنا ما هي لغة الأنبياء والرسل التي كانوا يبلغون بها رسالة الله -عزّ وجلّ- إلى خلقه؟ نتج مما سبق أن لغات الأنبياء مختلفة ومتنوعة باختلاف أقوامهم،^[٥] ولكن لا توجد أدلة تُثبت ما هي لغة جميع الأنبياء والرسل وإنما قد اشتهر واستفاض معرفة لغات بعض الأنبياء ومنهم:

• علّم الله –عزّ وجلّ- آدم -عليه السلام- جميع اللغات^[٦]، إلا أنه كانت يتكلم السريانية.^[٧]
• تكلم سيدنا إبراهيم -عليه السلام- اللغة السريانية، ثم تحوّل للعبرية.^[٨]
• تكلم أنبياء العرب وهم إسماعيل وهود وصالح وشعيب ومحمد -صلى الله عليهم أجمعين- اللغة العربية لأنهم أُرسلوا إلى العرب.^[٩]
• المصرية القديمة هي لغة موسى -عليه السلام-.^[١٠]
• من الراجح أن تكون السريانية هي لغة عيسى -عليه السلام- اللغة.^[١١]

فضل ومكانة اللغة العربية

إن للغة العربية مكانة عليا وفضل كبير فهي لغة القرآن الكريم قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}،^[١٢] فكفى بالمرء شرفًا أن يتكلم لغة القرآن الكريم ومعجزته الخالدة، وتوجد العديد من الخصائص التي تميّز اللغة العربية وتجعلها تسمو على غيرها من اللغات، ومن هذه الخصائص ما يأتي:^[١٣]

• تكلم باللغة العربية الكثير من الأنبياء والرسل -عليهم السلام-.
• اللغة العربية هي لغة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي أُرسل للناس كافة، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،^[١٤] إذن فهي لغة موجهة إلى جميع الخلق العربي والأعجمي والأسود والأبيض.
• اللغة العربية من أغنى اللغات بالمفردات وجذور الكلمات وهي أصل للكثير من اللغات الإسلامية كالتركية والملاوية التي حوت على الكثير من الكلمات العربية.
• تغيير بعض الشعوب والقبائل لغتهم إلى اللغة العربية عند دخولهم في الإسلام، فقد آثروا أن يتحدثوا لغة القرآن الكريم على اللغة التي كانوا يتكلمون.

المراجع

1. ↑ سورة البقرة، آية: 31.
2. ↑ "تعريف اللغة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
3. ↑ سورة إبراهيم، آية: 4.
4. ↑ "تفسير قوله تعالى " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ""، www.library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
5. ↑ "لغة الأنبياء ليست واحدة"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
6. ↑ "اللغات التي علمها الله آدم"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
7. ↑ "العمدة في كون لغة آدم عليه السلام السريانية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
8. ↑ "لغة إبراهيم والقوم الذين بعث فيهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
9. ↑ " نبي الله إسماعيل عليه السلام"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
10. ↑ "اللغة التي خاطب بها موسى ابنتي شعيب"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
11. ↑ "لغة عيسى عليه السلام"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
12. ↑ سورة يوسف، آية: 2.
13. ↑ "اللغة العربية ومكانتها بين اللغات"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-06-2019. بتصرّف.
14. ↑ سورة سبأ، آية: 28.