محتويات
متلازمة النسر
ظهرت متلازمة النسر أول مرة في عام 1949، وعلى الرغم من أنها تُسمى متلازمة النسر، إلا أنه ليس لها علاقة بطائر النسر على الإطلاق؛ إذ إنها سميت باسم العالم الذي اكتفشها إيجل، وإيجل باللغة الإنجليزية تعني نسر، لذلك عند ترجمتها إلى اللغة العربية عرفت بمتلازمة النسر، فما هي هذه المتلازمة؟ وما أعراضها وأسبابها؟ وما طريقة علاجها؟[١]
متلازمة النسر (Eagle’s syndrome) هي حالة مرتبطة بحدوث استطالة في الزائدة الإبرية أو تكلس الرباط الإبري اللامي، إذ يبلغ متوسط طول عظمة الزائدة الإبرية 20-30 ملم عند الأشخاص القوقازيين البالغين و15.4-18.8 ملم عند السكان الآسيويين، ويتم وصفها بأنها طويلة وحدثت فيها استطالة إذا كان طولها على الأقل 30 ملم.[١]
تسبب زيادة طول هذه العظمة ظهور مجموعة من الأعراض، من أهمها آلام الحلق والرقبة المتكررة، كما قد ينتقل هذا الألم إلى الأذن، وقد يتسبب بحدوث صعوبة في البلع، ويمكن أن تظهر أعراض الحالة على جانب واحد من الجسم أو على كلا الجانبين. تحدث متلازمة النسر عند 4-8 أشخاص لكل 10000 شخص، وهي أكثر شيوعًا عند النساء مقارنةً بالرجال، ولم يتم تحديد الأسباب الرئيسة لحدوث هذه المتلازمة بطريقة جيدة، لكن توجد بعض النظريات التي قد تفسر حدوثها، مثل: الاستطالة الخلقية بسبب استمرار نمو الغضروف الجنيني، وتكلس الرباط الإبري اللامي، وتكوّن أنسجة عظمية داخل الرباط.[١]
ما أعراض الإصابة بمتلازمة النسر؟
إن العرض الرئيس لمتلازمة النسر هو الألم، وعادةً ما يحدث على جانب واحد من الرقبة أو الوجه، خاصةً بالقرب من الفك، وقد يظهر هذا الألم ويختفي أو قد يكون مستمرًا طوال الوقت، وغالبًا ما يكون أسوأ عند التثاؤب أو التحرك أو تدوير الرأس، كما قد يشعر المصاب بأنّه ينتشر باتجاه الأذن، وتتضمن الأعراض الأخرى لمتلازمة النسر ما يأتي:[٢]
- الصداع.
- الدوخة.
- مواجهة صعوبة في البلع.
- الشعور يوجود شيء عالق في الحلق.
- طنين الأذن.
- بحة في الصوت أو خلل في نغمة الصوت.
- فرط سيلان اللعاب.
في بعض الحالات النادرة يمكن أن تضغط عظمة النتوء الإبري الطويلة على الشرايين السباتية الداخلية على جانبي الرقبة، وهذا الضغط قد يتسبب بحدوث سكتة دماغية، لذلك يجب على الشخص المصاب بمتلازمة النسر طلب الرعاية الطبية الفورية في حال عانى فجأةً من أي من هذه الأعراض:[٢]
- الصداع.
- الضعف العام.
- فقدان التوازن.
- تغيّرات في الرؤية.
- الالتباس.
ما أسباب حدوث متلازمة النسر؟
عند معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة النسر تكون عظمة الزائدة الإبرية طويلةً على الجانبين، ويعاني البعض من زيادة طولها بعد التعرض لإصابة في الحلق أو إجراء جراحة، وفي حالات أخرى يكون هذا مجرد اختلاف في البنية التشريحية أو تغيير متعلق بالعمر، وقد تؤدي عظمة الزائدة الإبرية الطويلة إلى الضغط على الحلق وضغط الأعصاب القريبة أو الأوعية الدموية، مما يسبب الألم، وتتضمن الأسباب الأخرى لحدوث متلازمة النسر ما يأتي:[٣]
- استئصال اللوزتين: في بعض الأحيان بعد إزالة اللوزتين يصاب الشخص بنسيج ندبي داخل منطقة الحلق وحوله، ومن الممكن أن يتسبب ذلك بحدوث ضغط على الأعصاب المحيطة، وهذا يسبب الألم والطنين في الأذنين.
- تكلس الرباط الإبري اللامي: فقد يصاب بعض الأشخاص برواسب الكالسيوم على الرباط الإبري اللامي، وهو الرباط الذي يرتبط بالزائدة الإبرية، ولا يعاني معظم هؤلاء الأشخاص من الأعراض، لكن قد يعاني البعض من ألم وأحاسيس غير عادية أخرى.
كيف يتم تشخيص متلازمة النسر؟
يُعدّ تشخيص متلازمة النسر أمرًا صعبًا؛ لأن أعراضها مشتركة مع العديد من الأمراض والمشكلات الصحية المختلفة، ولتشخيص هذه الحالة من المحتمل أن يبدأ الطبيب بلمس الرأس والرقبة عند المصاب بحثًا عن أي علامات تدل على وجود عظمة الزئدة الإبرية الطويلة بصورة غير طبيعية، وقد يستخدم أيضًا الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية للحصول على صورة أكثر وضوحًا للمنطقة المحيطة بعظمة الزائدة الإبرية والرباط الإبري اللامي، وفي بعض الحالات قد يُحوّل المصاب إلى اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة لاستبعاد المشكلات الأخرى التي قد تكون وراء حدوث هذه الأعراض.[٢]
كسف تُعالَج متلازمة النسر؟
إن العلاج الأساسي لمتلازمة النسر هو إجراء جراحي لتقصير عظمة الزائدة الإبرية، ويُسمى هذا الإجراء استئصال الإبرة، ويمكن أن يُجرى عن طريق الفم أو الرقبة، وتحتاج الجراحة عن طريق الفم إلى إزالة اللوزتين، ومن الممكن أن يكون من الصعب على الجراح الوصول إلى عظمة الزائدة الإبرية الطويلة، كما توجد زيادة طفيفة لخطر حدوث تلف في الأوعية الدموية المحيطة.[٤]
أمّا الجراحة عبر الرقبة فتوفر وصولًا أفضل إلى عظمة الزائدة الإبرية، لكنها تؤدي إلى حدوث الندبات، كما يمكن أن تؤدي إلى حدوث تلف في الأجزاء المحيطة من الجسم وأعصاب الوجه، وفي الوقت الحاضر يستخدم العديد من الأطباء جراحة المنظار، باستخدام أنبوب مزوّد بكاميرا متصلة للوصول إلى عظمة الزائدة الإبرية.[٤]
وقد وجدت دراسة أجريت في عام 2017 فحصت عملية استئصال الإبرة المستخدمة لعلاج متلازمة النسر أنّ 107 شخص من 133 شخصًا خضعوا لهذه الجراحة قد لاحظوا أن الأعراض تراجعت تمامًا، بينما حصل 20 آخرون على راحة جزئية من الأعراض، وكان ما مجموعه 122 شخصًا راضيًا عن ظهور ندبات صغيرة بعد جراحة، وتشير هذه النتائج إلى أن هذه الجراحة قد تكون خيارًا جيدًا لتقليل أعراض متلازمة النسر.[٤]
لأنه لا يوجد إجراء جراحي خالٍ من المخاطر ولأن عملية استئصال الإبرة قد لا تُجد نفعًا مع بعض الأشخاص فقد يختار البعض إيجاد استراتيجيات أخرى للسيطرة على الأعراض، أو قد يلجؤون إليها بسبب عدم حصولهم على الراحة الكافية بعد إجراء الجراحة، وتتضمن بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في السيطرة على الألم ما يأتي:[٤]
- الأدوية المسكنة للألم، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
- حقن الستيرويد.
- الطب البديل والتكميلي.
ومتلازمة النسر نوع من آلام الأعصاب، مما يعني عدم وجود إصابة في المنطقة المؤلمة، ونتيجة ذلك من المتوقع أن لا يساعد التدليك والتمارين الرياضية والاستراتيجيات الأخرى التي تستهدف المنطقة المؤلمة في التخفيف من الأعراض والسيطرة على الحالة.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت S. SACCOMANNO,1 F. GRECO,2 E. DE CORSO,1 D. LUCIDI,1 R. DELI,1 A. D’ADDONA,1 and G. PALUDETTI1 (4-2018), "Eagle’s Syndrome, from clinical presentation to diagnosis and surgical treatment: a case report", Acta Otorhinolaryngol Ital., Issue 28, Folder 2, Page 166-169. Edited.
- ^ أ ب ت Ian Franks (17-9-2018), "Understanding Eagle Syndrome"، healthline, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ Zawn Villines (29-5-2018), "What is Eagle syndrome?"، medicalnewstoday, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Renhui Chen 1, Faya Liang 1, Ping Han (26-1-2017), "Endoscope-Assisted Resection of Elongated Styloid Process Through a Retroauricular Incision: A Novel Surgical Approach to Eagle Syndrome", J Oral Maxillofac Surg ., Issue 75, Folder 7, Page 1442-1448. Edited.
