محتويات
الكافيين
كثير من الناس يبدؤون يومهم بشرب كوب من القهوة أو الشاي قبل الفطور أو بعده، ويعتمدون على شرب هذه المشروبات لكي يتيقَّظون ويبدؤون بأداء مهماتهم اليومية، وكثير من الجلسات العائلية يتخلّلها فنجان من القهوة دليلًا على حسن الضيافة، لكن هل وخطر على البال سؤال عن المادة التي تسبب هذه اليقظة ومصدرها.
نعم إنّه مركب الكافيين المشهور بكونه مادة تتميز بمرارتها، ويوجد بصورة طبيعية في حبوب القهوة وأوراق الشاي وبذور الكولا التي تضاف إلى المشروبات الغازية بمنزلة منكّه لها، وحبوب الكاكاو المستخدمة في صناعة مشروبات الشوكولاته الساخنة.[١] ويُعدّ الكافيين مركّبًا محفِّزًا للجهاز العصبي المركزي، إذ يزيد من اليقظة، وعمليات الأيض، ويحسّن المزاج.[٢] وفي هذا المقال بيان لمخاطر الإكثار من تناول الكافيين، والكمية المسموح بتناولها.
الإكثار من شرب الكافيين
إضافة إلى وجود الكافيين بصورة طبيعية لكنّه يتوفر في صورة مصنّعة تضاف إلى الأدوية؛ كـالأدوية المسكنة للألم، وأدوية الرشح، والأدوية التي تزيد اليقظة لدى مستخدميها، وقد يضاف الكافيين الصناعي إلى بعض الأطعمة والمشروبات؛ كمشروبات الطاقة التي تزيد من طاقة الجسم كما هو مكتوب عليه؛ لذلك يسهل الحصول على الكافيين من مصادره المختلفة.[١]
وللحديث عن الإكثار من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين يجب أنّ يُوضَّح مفهوم حساسية الكافيين؛ وهي كمية الكافيين المستهلكة التي تسبب ظهور تأثيرات الكافيين في الشخص، ويجب التنويه إلى أنّ هذه الحساسية تختلف من شخص لآخر تبعًا لعدة عوامل، ويُعدّ صغار السن الأكثر عرضة لتأثير الكافيين من البالغين؛ لذلك تظهر آثار الكافيين الجانبية بسهولة لديهم عند استهلاكهم كمية بسيطة منه، إضافة إلى عامل العمر فالكثير من الأشخاص تنخفض الحساسية لديهم كلّما زاد استهلاكهم اليومي له.[٣]
وعندما ينتقل الشخص من مرحلة التلذذ بكمية بسيطة وعابرة من مشروبات الكافيين حينها يبدأ بالدخول لحالة الاعتياد والإدمان على شرب هذه المشروبات، ويُعتَقَد أنّ الأمر يعزى إلى التغييرات الكيمائية التي تحدث داخل الدماغ نتيجة الإكثار من استهلاك الكافيين، ففي البداية يصل المرء إلى حالة من التعوُّد وتحمّل التأثير المحفّز للكافيين في أجسامهم عند استهلاكه بصورة يومية، الأمر الذي يسبب زيادة كمية الكافيين المستهلكة للوصول إلى التأثير المطلوب للتحفيز واليقظة لدى المرء؛ لذلك يعاني الكثيرون من صعوبة في التوقف عن استهلاك المشروبات التي تحتوي على الكافيين نتيجة هذا التعوُّد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ التوقّف عن تناول الكافيين بشكل مفاجئ يُسبّب العديد من الأعراض الانسحابية على الجسم، ويشعر بالرغبة في تناولها كما هو الحال في الإدمان على غيرها من المواد.[٢]
الكمية المناسبة من الكافيين
تبلغ الكمية السليمة التي يوصى بها لاستهلاك الكافيين باليوم حوالي 400 ملليغرام؛ أي ما يعادل أربعة أكواب (945 ملليلترًا) من القهوة يوميًا لدى البالغين، لكن قد يختلف الأمر من شخص لآخر، فكما ذُكِرَ سابقًا، تختلف حساسية المرء تجاه الكافيين تبعًا لعدة عوامل، ومن الضروري الانتباه لأنّ الكافيين لا يوجد في القهوة فقط، وإنّما في العديد من الأطعمة والمشروبات وبعض الأدوية المذكورة سابقًا.[٤] بينما يوصى بعدم تخطي اليافعين كمية 100 ملليغرام من الكافيين يوميًا والأطفال بأقل من ذلك.[٣]
مخاطر الإفراط في تناول الكافيين
-كما ذُكِرَ في الفقرة السابقة- فإنّ استهلاك 400 ملليغرام من الكافيين يوميًا يُعدّ آمنًا للبالغين، لكن كلّما تخطّى المرء هذه الكمية بدأت العوارض الجانبية والمخاطر بالظهور، وتتضمن هذه العوارض ما يأتي:[٥]
- الأرق والتهيُّج.
- تهيج المعدة والغثيان والتقيؤ.
- زيادة معدل ضربات القلب والتنفس.
- الصداع والقلق والإثارة وألم الصدر وطنين الأذنين عند استهلاك جرعات مرتفعة جدًا.
- الجفاف نتيجة تأثير الكافيين بوصفه مُدرًّا للبول عند استهلاكه بكمية كبيرة.[٣]
نصائح لتخفيف استهلاك الكافيين
إذا كان استهلاك الشخص لا يتعدّى كوبين من القهوة يوميًا، فقد يعاني المرء من العوارض الإنسحابية عند التوقف عن استهلاكه، ويُعدّ صداع الرأس أحد أشهر هذه العوارض، بالإضافة إلى التعب، والقلق، والاكتئاب؛ لذلك يوصى بترك شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين بالتدريج، وفي ما يأتي ذكر بعض النصائح التي قد تُيسّر الإقلاع عن استهلاك الكافيين[٦]:
- تتبّع الكميات التي يستهلكها المرء وتحديدها.
- تخفيف كمية شرب الكافيين من كوبين إلى كوب واحد -مثلًا- وبالتدريج.
- خلط القهوة التي تحتوي على الكافيين بالقهوة الخالية من الكافيين.
- آخذ قسط أكبر من النوم، أو أخذ قيلولة عند الإحساس بالتعب.
- ممارسة التمارين الرياضية؛ لما لها من تأثير محفِّز للجسم.
- تجربة تناول القهوة الخالية من الكافيين بدلًا من القهوة العادية.
المراجع
- ^ أ ب "Caffeine", medlineplus.gov,2-4-2015، Retrieved 3-8-2020. Edited.
- ^ أ ب "What Is Caffeine Addiction?", www.addictioncenter.com, Retrieved 3-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Mary L. Gavin (9-2014), "Caffeine"، kidshealth.org, Retrieved 3-8-2020. Edited.
- ↑ Kris Gunnars (18-7-2019), "Coffee and Caffeine — How Much Should You Drink?"، www.healthline.com, Retrieved 3-8-2020. Edited.
- ↑ "CAFFEINE", www.webmd.com, Retrieved 3-8-2020. Edited.
- ↑ "Caffeine", uhs.princeton.edu, Retrieved 3-8-2020. Edited.