ما هي مخاطر تناول اللحم النيء؟

كتابة:
ما هي مخاطر تناول اللحم النيء؟

تناول اللحم النيء

لا شكّ أنَّك تساءلت يومًا حول قدرة الأشخاص النباتيين على الامتناع عن تناول اللحوم، ومدى صعوبة الأمر عليهم، فهو السؤال الذي ينبع عن مُتعة ورغبة في تناول اللحوم؛ إذ تنوَّعت طرق إعداده لترضي الأذواق المختلفة، حتى في ما يتعلق بدرجة استواء اللحم، إذْ إنّ تناول اللحم النيء أو غير المطهو جيدًا يُعدّ إحدى المُمارسات الشائعة في العديد من البلدان حول العالم، وعلى الرغم من ذلك، توجد مجموعة من المخاوف المتعلقة بمضارّ ومخاطر تناول اللحم النيء، فما أهم هذه المخاطر؟[١]


ما هي مخاطر تناول اللحم النيء؟

تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوَّة جيدًا يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الطعام،[٢] وفي الآتي عدد منها:

  • داء السلمونيلات: (Salmonellosis) هي نوع من أنواع العدوى الناجمة عن تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوَّة جيدًا التي تحتوي على بكتيريا السالمونيلا، فيُعاني المُصاب من ظهور مجموعه من الأعراض؛ كالإسهال المائي، ومغص البطن، والحمى التي تظهر عادةً خلال 12-72 ساعة بعد تناول الطعام الملوَّث بهذه البكتيريا، وتستمر هذه الأعراض عادةً بين 2-7 أيام، وقد تبقى عادة التبرز غير الطبيعيَّة مستمرَّة لعدة شهور لدى بعض المُصابين، وفي بعض الحالات تنتشر السالمونيلا من الأمعاء إلى الأجزاء أخرى من الجسم؛ كمجرى الدم، والعظام، والمفاصل، وقد تهدِّد حياة المُصاب.[٣]
  • عدوى الإشريكية القولونية أو العصيات القولونية: (E. Coli) تنتقل هذه العدوى أيضًا عن طريق تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوَّة جيدًا، وعادةً ما تظهر بكتيريا الإشريكية القولونية على سطح اللحم، لذا فإنَّ إحراق الجزء الخارجي منها يكفي أحيانًا للتخلص من البكتيريا، وإمكانية تناول اللحم غير مكتمل النضج بأمان أكبر، وفي الحقيقة، تظهر أعراض الإصابة بعدوى هذه البكتيريا على شكل تقيؤ، وإسهال، ومغص في البطن، في الفترة التي تتراوح بين 2-8 أيام بعد تناول الطعام الملوَّث بالعدوى، وقد تستمر مدَّة تصل إلى أسبوع،[٢] وفي بعض الحالات تظهر مجموعة من المضاعفات الجانبيَّة التي تهدّد حياة المصاب بعدوى الإشريكية القولونيَّة، تُعرف بمتلازمة انحلال الدم اليوريمية (Hemolytic uremic syndrome)، تحدث هذه الحالة عندما تحفِّز السموم البكتيريَّة تدمير خلايا الدم الحمراء، وحدوث الفشل الكلوي المفاجئ.[٣]
  • عدوى الليسترية: (Listeria) قد تحدث عدوى الليسترية نتيجة تناول اللحوم، أو الدواجن، أو المأكولات البحريَّة غير المطهوة جيدًا، فتظهر على المُصاب مجموعة من الأعراض، كالحمَّى، وألم العضلات، والغثيان، والإسهال، ويجدر العلم بأنَّ المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من العدوى مقارنةً بالنساء غير الحوامل، كما تعدّ الإصابة بها خلال الحمل أمرًا خطيرًا، فعدوى الليسترية قد تكون سببًا لحدوث الإجهاض أو غيره من المُضاعفات الشديدة، وهو ما يستدعي حرص المرأة الحامل على تجنب الإصابة بهذا النوع من البكتيريا.[٢]
  • داء العطائف وتسمى أحياناً عدوى كامبيلوبكتر‏: (Campylobacterosis) وهي نوع من أنواع العدوى الناجمة عن الإصابة ببكتيريا العطيفة، وتعدّ العطيفة الصائمية (Campylobacter jejuni) البكتيريا المسؤولة عن معظم حالات هذه العدوى، فتظهر على المُصاب مجموعة من الأعراض؛ كمغص البطن، والحمَّى، والإسهال، والتقيؤ، والغثيان، وتبدأ هذه الأعراض عادةً في اليوم 2-4 بعد تناول اللحوم الملوَّثة بالعدوى، بينما تُظهر معظم الحالات تعافي خلال 7-10 أيام، وقد تنتشر عدوى بكتيريا المنعطفة أو المنثنية وتصل مجرى الدم كما يحدث في حالة ضعف الجهاز المناعي في الجسم، الذي قد يهدِّد الحياة، وقد أشارت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها إلى وجود واحد بين كل 1000 من الأشخاص يعانون من متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome) في الأسبوع الذي يتبع الإصابة بهذه العدوى، ويصاحب هذه المتلازمة شللٌ مؤقت قد يستمر لعدة أسابيع إلى عِدة شهور.[٣]
  • أمراض أخرى: يوجد أنواع أخرى من المُمرضات التي قد تنتقل عن طريق تناول اللحوم والدواجن النيئة، منها:[٢]
    • داء الشعرينات (Trichinosis)‏ أو التريكينوزيس: وهي العدوى الناجمة عن الإصابة بطفيلي قد يوجد في اللحوم النيئة، وأحيانًا في لحم الخنزير.
    • التوكسوبلازما أو المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondii): وهي العدوى الناجمة عن الإصابة بطفيلي يوجد غالبًا في لحم الضأن، ولحم الغزال، ولحم الخنزير.


الحد من مخاطر تناول اللحم النيء

يعتقد البعض بأنَّ تناول شريحة اللحم غير الناضجة أمرٌ يستحق المخاطرة، وفي هذه الحالة ينبغي على هؤلاء الأشخاص اتباع عدد من النصائح التي تسهم في تقليل خطورة إصابتهم بالأمراض التي تنتقل من اللحوم النيئة، ومنها ما يأتي:[١]

  • اختيار شريحة اللحم غير مكتملة النضج، بدلًا من تناول اللحوم المطحونة سابقًا غير مكتملة النضج، فطحن اللحوم قد يكون سببًا في نشر البكتيريا الموجودة على سطح اللحم إلى المنتج بأكمله، عدا عن أنَّ شريحة اللحم تؤخذ من بقرة واحدة، ومساحة السطح المعرض للتلوث يكون أصغر بكثير.
  • تجنب اختيار اللحم البقري المفروم والمجهَّز مسبقًا، واختيار تناول اللحم البقري المفروم في المنزل، فاللحوم المفرومة الجاهزة قد تتكوَّن من لحوم تنتمي لعِدة أبقار، وذلك بدوره يزيد من خطورة الإصابة بالأمراض المنتقلة بالغذاء.
  • اختيار تناول السمك النيء، فتناوله يعدّ آمنًا أكثر مقارنةً بتناول اللحوم النيئة الأخرى، ويُعزى ذلك إلى الحاجة لتجميده بعد الصيد، وهذا بدوره يساعد على قتل العديد من المُمرضات.
  • اختيار المطعم الذي يحظى بسمعه ممتازة، وتقارير صحيَّة جيدة، خاصةً عند الرغبة في تناول اللحوم غير مكتملة النضج.

وعمومًا، يُمكن تجنب خطورة الإصابة بالأمراض التي تنتقل في الغذاء بطهو اللحم البقري والسمك على حرارة لا تقل عن 63 درجة مئوية، وعلى حرارة لا تقل عن 71 درجة مئوية عند طهو اللحم المفروم، ولا تقل عن 74 درجة مئوية عند طهو الدواجن.[١]


نصائح عند طهو اللحوم

عند طهو اللحوم يجب الحرص على اتِّباع مجموعة من النصائح للوقاية من العدوى الناتجة عن تناول اللحوم النيئة، وفي الآتي أهمها:[٤]

  • طهو اللحوم جيدًا إلى درجة حرارة مناسبة لضمان التخلص من البكتيريا.
  • استخدام مقياس الحرارة الخاص بالطهو، فلا يُمكن معرفة درجة الاستواء بمجرد النظر للون أو العصارة.
  • تجنُّب غسل اللحوم قبل طهوها، لمنع انتشار العدوى وانتقالها للأدوات والأسطح والأطعمة الأخرى الذي بدوره يساعد على انتشار العدوى.
  • تبريد بقايا اللحوم المطهوَّة إلى درجة حرارة 4.4 درجة مئوية أو أقل خلال ساعتين من إعدادها، ويجدر بالفرد الحرص على تقطيع الأجزاء الكبيرة من اللحوم إلى أجزاء أصغر قبل وضعها في مجمِّد الثلاجة، وبهذا يمكن ضمان سرعة تبريدها ومنع نمو البكتيريا.


المراجع

  1. ^ أ ب ت Daniel Preiato, "Is It Safe to Eat Raw Meat?"، healthline, Retrieved 30-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Jessica Bruso, "What Are the Consequences of Eating Rare Meat?"، healthyeating, Retrieved 30-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Erika Henritz, "Can Eating Raw Beef Make You Sick?"، livestrong, Retrieved 30-7-2020. Edited.
  4. "Food Safety", cdc, Retrieved 30-7-2020. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×